شهدت مكتبة محمد بن راشد بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ختام فعاليات ملتقى «التكنولوجيا وثقافة الغد» الذي سلط الضوء وسط مشاركة واسعة على الثقافة والتكنولوجيا وتأثيراتها على الراهن، من خلال سلسلة مهمة من الأبحاث العلمية الممنهجة.
وحضر الملتقى معالي محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وسعادة الدكتور سليمان الجاسم نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، والدكتور محمد سالم المزروعي عضو مجلس إدارة المكتبة، إلى جانب لفيف من المثقفين والإعلاميين والباحثين الإماراتيين والعرب والمهتمين.
قال الدكتور محمد سالم المزروعي، «سعداء بالنجاح الكبير والمشاركة الواسعة في ملتقى التكنولوجيا وثقافة الغد، والذي قدم العديد من التوصيات والمخرجات المهمة، والتي ستسهم بالتأكيد في تعزيز قطاع المعرفة على المستوى الوطني»، مضيفًا «أن استضافة مثل هذه الحوارات والملتقيات الثرية بين أروقة مكتبتنا تعكس بوضوح التزامنا الكبير بدمج التكنولوجيا في استراتيجيتنا ورؤيتنا لدعم النهضة التنموية الشاملة، وفتح آفاق جديدة للابتكار والإبداع، بالإضافة إلى المساهمة في تطوير مبادرات وبرامج مستقبلية جديدة».
وأكد د. محمد سالم المزروعي حرص مكتبة محمد بن راشد على التوسع في الشراكات المعرفية مع المؤسسات المحلية والعالمية، وخلق قنوات مميزة للتبادل المعرفي في كافة المجالات والتخصصات، بما يدعم رؤيتها للارتقاء بالمشهد والحراك الثقافي والمعرفي وتطوير حلول مبتكرة لضمان تعزيز التأثير الإيجابي والبنّاء في المجتمع خلال الخمسين عاماً المقبلة، وبما يتماشى مع رؤية وتطلعات القيادة الرشيدة».
وقال سعادة الدكتور سليمان الجاسم :«إن هذا الملتقى يأتي تنفيذاً لمذكرة التفاهم التي أبرمت بين مكتبة محمد بن راشد وبين مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، تعزيزاً لأواصر التعاون العلمي والثقافي، بما يخدم قضايا الثقافة المشتركة في المجتمع وينعكس إيجاباً على النشاط المعرفي بكل مفرداته».
وتابع، «تقود التكنولوجيا تحولات ثقافية بدأت تتسلل شيئاً فشيئاً، إلى حياتنا وقد بدأت تمس عالم المفاهيم الأخلاقية والإبداعية وتساهم (بشكل ناعم) في تغير القيم الأخلاقية والسلوك المرتبط، فما هو أثر هذا التبدل على مجتمعنا، وكيف سيتم التعامل معها مستقبلاً، وهل يمكننا أن نغلق الباب دونها بينما هي منفتحة على الجميع، وفي المقدمة جيل الشباب الذين يصادقون التكنولوجيا ويتعايشون معها عن كثب».
وقدم الملتقى عددًا من المخرجات والتوصيات المهمة في يومه الأول من خلال خمسة بحوث قيمة عن «الذكاء الاصطناعي ومحاكاة الثقافة»، إضافة إلى عرض مجموعة من الأوراق البحثية شملت عناوين: ما هي ثقافة التكنولوجيا وما هو الذكاء الاصطناعي؟ للدكتور عبد الله الجسمي، و «هل أصبحت التكنولوجيا الأساس الذي تقام عليه الثقافة؟ للدكتورة زهور كرام، و«موقف فلسفات أزمة الحداثة وما بعدها من التكنولوجيا» للدكتور مجدي عبد الحافظ، و«تأثير التكنولوجيا على منظومة القيم الأخلاقية والجمالية» للدكتور أحمد برقاوي، و«الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الوظائف» للدكتور سعيد الظاهري.
وتضمن اليوم الثاني للملتقى ستة بحوث متميزة شملت:«سطوة التكنولوجيا على دور المثقف في توجيه المجتمع» للدكتور نادر البزري، و«كيفية استثمار عالمنا المعاصر لثقافة التكنولوجيا؟» للباحث أسامة إبراهيم، و«تكييف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي للحفاظ على التراث الثقافي» للدكتور عيسى البستكي، و«تأثير الذكاء الاصطناعي على تمثيل وإتاحة المعرفة بالمكتبات ومؤسسات المعلومات» للدكتور خالد عبد الفتاح، و«التحديات التقنية التي تواجه المكتبات الحديثة»، للباحث محمد الفريح، و«الأمن السيبراني والارتقاء بدرجة الأمان في المكتبات» للدكتور محمد الكويتي».
وساهمت الجلسات النقاشية الختامية في تعميق الفهم وتوسيع الآفاق حول دور التقنيات الحديثة وأثرها المتعدد الجوانب على المجتمع، والتأثيرات الصحية، والاقتصادية، والاجتماعية، وكيفية استغلال التكنولوجيا لتعزيز الرفاهية الصحية، ودعم النمو الاقتصادي، وتحسين جودة الحياة، وأهمية الابتكار والتكيف المستمر مع التقدم التكنولوجي لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
وخلص ملتقى «التكنولوجيا وثقافة الغد»، إلى أهمية ودور التكنولوجيا في تشكيل مستقبل المجتمعات، والحاجة إلى استخدام هذه الأدوات بحكمة ومسؤولية لضمان تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي والاستدامة الثقافية والاجتماعية، كما سلط الضوء على الفرص الجديدة التي تفتحها التقنيات المبتكرة أمام المجتمعات، وأهمية الاستعداد للمستقبل بعقلية متفتحة ونهج متعدد التخصصات يعزز التعاون والتفاهم المشترك لبناء مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة.
(نبذة عن مكتبة محمد بن راشد)
تأسست مكتبة محمد بن راشد، بموجب «قانون إنشاء مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم لسنة 2016» في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتطوير مجتمع المعرفة في إمارة دبي، وكافة الإمارات في الدولة لتصبح واحدة من أكثر المبادرات الثقافية والمعرفية الطموحة بالعالم العربي.
تهدف المكتبة إلى تحفيز الشغف بالمعرفة بين كافة الأفراد ولا سيما فئة الشباب، الذين يعيشون في دولة الإمارات العربية المتحدة، والحفاظ على الأدب والثقافة والإرث العربي، من خلال دعم وتشجيع القراءة والبحث والإبداع وريادة الأعمال، عبر الوصول المجاني إلى مجموعة متميزة من الكتب والمواد المعرفية الأخرى، إلى جانب تقديم خدمات معلوماتية عالية الجودة وإطلاق فعاليات ثقافية مميزة.
(نبذة عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية)
تعد مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية واحدة من أبرز المؤسسات العربية الرائدة في منح الجوائز، وتكريم الأدباء، والمفكرين العرب الذين ساهموا ويساهمون في النهوض الفكري والعلمي في مجالات الثقافة والأدب في الوطن العربي.
تمنح المؤسسة جائزة مرموقة تسمى (جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية) مرة كل سنتين، حيث انطلقت الجائزة عام 1987 في دولة الامارات العربية المتحدة على يد مؤسسها الشاعر الراحل سلطان بن علي العويس.
تبلغ قيمة الجائزة 600 ألف دولار أمريكي، بواقع 120 ألف دولار أمريكي لكل حقل من حقول الجائزة التي تنقسم إلى: (الشعر، القصة والرواية والمسرحية، الدراسات الأدبية والنقدية، الدراسات الإنسانية والمستقبلية، جائزة الإنجاز العلمي).
فاز بالجائزة منذ تأسيسها عشرات المبدعين العرب أمثال (محمد مهدي الجواهري، نزار قباني، حنا مينا، سعد الله ونوس، محمود درويش، أدونيس، محمد الماغوط، إدوارد سعيد، وغيرهم من كبار الأدباء والمفكرين)
تنظم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية كذلك أنشطة ثقافية جماهيرية مثل الندوات والمحاضرات والمعارض والأمسيات الفنية والعروض المسرحية والسينمائية وغيرها، ويمتد نشاط المؤسسة إلى خارج الإمارات مثل تنظيم الندوات المشتركة في مصر واليمن وسوريا والأردن وسواها.