يزخر القرآن من أوله إلى آخره ببديع اللطائف القرآنية، ورفيع المعاني البيانية: فأينما يممت وجهك وجدت ذلك التناسق البديع، والتناسب الرفيع، بين سور القرآن وآياته وكلماته.
في حلقات هذه الزاوية نسلط الضوء على شيء من ذلك، مبتدئين بسورة الفاتحة، ومنتهين بسورة الناس، معتمدين في ذلك على كتب التفسير بأنواعها، لا سيما تفسير “مفاتيح الغيب” للفخر الرازي، وتفسير الكشاف للإمام الزمخشري ومعاجم اللغة، وكتب الأدب، و كتب البلاغة، وكتب المتشابه اللفظي، لا سيما كتاب “دُرة التنزيل وغُرة التأويل” للخطيب الإسكافي،ودواوين الشعر، وغير ذلك من الكتب ذات الصلة القريبة والبعيدة.
فاتحة الكتاب
هي؛ السبع المثاني».. سورة الفاتحة، سميت بذلك لأنها تثنى وتعاد في كل ركعة.
قوله تعالى : (الرحمن الرحيم).
جرت عادة العرب في صفات المدح الترقي من الأدنى إلى الأعلى، وقد نزل القرآن بلسانهم، وعلى مقتضى فهمهم.
والرحمن أبلغ من الرحمة في الوصف من الرحيم، فكيف قدمه!؟
قال الإمام الفخر :” الرَّحْمَنُ: اسْمٌ خَاصٌّ بِاللَّهِ، وَالرَّحِيمُ: يَنْطَلِقُ عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ.
وقال أهل اللغة: إنهما بمعنى واحد كنديم وندمان، فعلى هذا لا سؤال، ويمكن أن يكون قدمه لأن الله تعالى اسم خاص به فلا يسمى به غيره، لا مفردًا ولا مضافًا .
والرحيم؛ يوصف به غيره مفردًا ومضافاً فأخره، والرحمن يوصف به غيره مضافًا ولا يوصف به مفردًا إلى الله تعالى فوسطه تقديمًا للرحمة العامة التي دل عليها اسم الله «الرحمن» على الرحمة الخاصة، التي دل عليها اسم الله الرحيم.
وقال ابن كثير : ” بدأ باسم الله، ووصفه بالرحمن؛ لأنه أخص وأعرف من الرحيم؛ لأن التسمية أولًا إنما تكون بأشرف الأسماء، فلهذا ابتدأ بالأخص فالأخص”.
فإن قيل: كيف قدم العبادة على الإستعانة والإستعانة مقدمة لأن العبد يستعين الله على العبادة فيعينه الله عليها؟
قال العلماء: الواو لا تدل على الترتيب، وقدمت العبادة على الاستعانة؛ لكون الأولى وسيلة إلى الثانية، وتقديم الوسائل سبب لتحصيل المطالب، قال السيوطي :(فيه الإرشاد إلى تقديم الخضوع والتذلل على طلب الحاجة”.
سلسلة جميلة في هذا الشهر المبارك لصديقنا الدكتور أحمد الزبيدي. وفي اختياراته لأقوال المفسرين نرى كيف يتعامل المفسرون مع القرآن كأنه نصٌّ شعريٌّ، لا ككتاب مقدس نزل من السماء! إنهم يستشكلون عباراتٍ قرآنيةً كأنها عباراتٌ في شعر امرئ القيس، ثم يقدمون حلولًا ومقترحات لما استشكلوا. وهذا دأبهم في التعامل مع القرآن: الاعتراض على ما جاء فيه بأسلوب “الفنقلة” (فإن قيل، قلنا).
انظر إلى هذه الفقرة كمثال على ما أقول:
“فإن قيل: كيف قدم العبادة على الاستعانة والاستعانة مقدمة لأن العبد يستعين الله على العبادة فيعينه الله عليها؟
قال العلماء: الواو لا تدل على الترتيب، وقدمت العبادة على الاستعانة؛ لكون الأولى وسيلة إلى الثانية، وتقديم الوسائل سبب لتحصيل المطالب، قال السيوطي :(فيه الإرشاد إلى تقديم الخضوع والتذلل على طلب الحاجة”.
إن مجرد هذا الاستشكال الذي يفترض وجود تناقض منطقي في بناء الآية: (كيف قدم العبادة على الإستعانة والإستعانة مقدمة)، بصرف النظر عن الحل العبقري الذي يقدمونه في النهاية: (فيه الإرشاد إلى تقديم الخضوع والتذلل على طلب الحاجة)، يثير الشك في نفس القارئ، ويُسْقط هيبة النص، ويجرّئ الناس على تناوله كأي نص أدبي لا يسْلم من مقال وغمز ولمز. وإن كتب التفسير حافلة بمثل هذا الغثاء الذي فيه استدراك على الله في كلماته. والعياذ بالله.
زادك الله علما ومعرفة وثقافة وسعة في الدين واللغة وعمقا في البحث والاستقصاء والتحري .دكتور احمد الزبيدي لقد احطنا علما واضات جوانب عدة .منك نتعلم ونتزود بالمعرفة .بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير اجدت وابدعت الله يعطيك العافية مع الحب والتحية والاحترام وكل التقدير تحياتي .مهند الشريف
سلسلة جميلة في هذا الشهر المبارك لصديقنا الدكتور أحمد الزبيدي. وفي اختياراته لأقوال المفسرين نرى كيف يتعامل المفسرون مع القرآن كأنه نصٌّ شعريٌّ، لا ككتاب مقدس نزل من السماء! إنهم يستشكلون عباراتٍ قرآنيةً كأنها عباراتٌ في شعر امرئ القيس، ثم يقدمون حلولًا ومقترحات لما استشكلوا. وهذا دأبهم في التعامل مع القرآن: الاعتراض على ما جاء فيه بأسلوب “الفنقلة” (فإن قيل، قلنا).
انظر إلى هذه الفقرة كمثال على ما أقول:
“فإن قيل: كيف قدم العبادة على الاستعانة والاستعانة مقدمة لأن العبد يستعين الله على العبادة فيعينه الله عليها؟
قال العلماء: الواو لا تدل على الترتيب، وقدمت العبادة على الاستعانة؛ لكون الأولى وسيلة إلى الثانية، وتقديم الوسائل سبب لتحصيل المطالب، قال السيوطي :(فيه الإرشاد إلى تقديم الخضوع والتذلل على طلب الحاجة”.
إن مجرد هذا الاستشكال الذي يفترض وجود تناقض منطقي في بناء الآية: (كيف قدم العبادة على الإستعانة والإستعانة مقدمة)، بصرف النظر عن الحل العبقري الذي يقدمونه في النهاية: (فيه الإرشاد إلى تقديم الخضوع والتذلل على طلب الحاجة)، يثير الشك في نفس القارئ، ويُسْقط هيبة النص، ويجرّئ الناس على تناوله كأي نص أدبي لا يسْلم من مقال وغمز ولمز. وإن كتب التفسير حافلة بمثل هذا الغثاء الذي فيه استدراك على الله في كلماته. والعياذ بالله.
جزاك الله خيرا ووفقق لما فيه الخير لنا ولكم في هذه الايام الفضيلة , هذا موضوع مهم ولم يطرق بهذا الشكل من فبل
مشكور يا دكتور أحمد.
زادك الله علما ومعرفة وثقافة وسعة في الدين واللغة وعمقا في البحث والاستقصاء والتحري .دكتور احمد الزبيدي لقد احطنا علما واضات جوانب عدة .منك نتعلم ونتزود بالمعرفة .بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير اجدت وابدعت الله يعطيك العافية مع الحب والتحية والاحترام وكل التقدير تحياتي .مهند الشريف
دكتورنا الفاضل لا اجامل اذا قلت ان مقالك هذا أكثر من رائع سلمك الله وحفظك ورعاك لقرائك وفتح الله عليك ونفعنا بعلمك
مقال جميل وسلس
شكرا لك عالمعلومات وطريقه طرحها
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا
سلمت يمناك دكتور🥰