متفرقات

رحمك الله يا “أبا إسلام” د. أحمد الزبيدي    –    الإمارات 

  خبرٌ ما نابَنا مُصْمَئلُّ

 ‌جَلَّ ‌حتَّى ‌دقَّ ‌فيه ‌الأجلُّ

نعم، إن وفاتك يا “أبا إسلام” لأمر عظيم يصغر بإزائه كل عظيم.. طبت حياً، وطبت ميتاً يا أخي وائل عساف.

   إِنَّ ‌لِلهِ ‌مَا ‌أَخَذَ وَلله مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، وكلٌّ إليه راجعون، وَلْنَصْبِرْ وَلْنحْتَسِبْ على قضاء الله.

خبرٌ ما نابَنا، فرج قلبي، وأظلم دربي، وزلزل أعضائي ، فاضطرب منه التفكير، وتزلزل له الكيان، ولكن سرعان ما دعوت ربي أن يرزقني الصبر، ويلهمني السداد والسلوان.

جزعي عليك أمسك لساني عن الكلام، وأرسل دمعي يعبر عن الآلام.

لم يبق في قلبي مكان إلا واحترق حزنًا وجزعًا عليك.

‌ رحمك ‌الله ‌يا أبا إسلام، وبرد ثراك؛ بالرحمة ‌والغفران وأسكنك أعالي فراديس الجنان.”

لقد كنتَ ‌حريصاً ‌على ‌الوداد؛ حين ضاع في الناس الوداد، وسخيًّا حين عز في الناس السخاء، ووفيًّا حين شحَّ في الناس الوفاء.

سقى الله أيامًا كنا فيها لا نفترق، وحقق الله أمنيات وأحلامًا كنا عليها نتفق.

‌سقى ‌الله ‌أيامًا لنا وليالي مضين فما يرجى لهن رجوع، إذ العيش صافٍ والأحبة جيرة … جميع، وإذ كل الزمان ربيع.

عهداً من ربيع عمرٍ قد تقضى ونحن معًا، نعمنا فيه بالإخاء والصفاء، والسراء والضراء، والهَناءة والهناء، ومن الذي ينسى أيها الأخ الحبيب ربيع العمر وشروقه وهو في خريفه وغروبه؟‌ عهود ‌الشباب والرجولة، حملت في طياتها أفكارًا وخلجات، وآمالًا وآلامًا ولذات.

أحسن الله عزاءنا فيك و‌رحمك ‌يا أبا إسلام، فلقد كنتُ حذرًا من مثل هذا اليوم، ولقد كنت وَجِلًا مثل هذا الأَوْم. رحمك ‌الله ‌يا أبا إسلام وطيب ثراك، وخلّد ذكراك، ‌رحمك ‌الله ‌يا أخي وصديقي وخليلي، فلقد كنت وَصولًا للرحم، فَعولًا للخيرات، بارًا بالإخوة والأخوات.

عَلَى مِثْلِهِ تَبْكِي الْعُيُونُ لِفَقْدِهِ

 عَلَى وَاصِلِ الْأَرْحَامِ وَالْخُلْقُ وَاسِعُ

رحمك الله رحمة واسعة سابغة، وجعل كل ما قدمته لأمتك ولعروبتك في موازينك يوم تجد كل نفس ما عملت من خير مُحضراً، وعظم الله أجرنا، وأجر أهلك، وأجر إخوانك وأحبائك فيك؛ فلقد كنت نعم الأخ ونعم الصديق، ونعم الصاحب والرفيق.

لم نر منك إلا حبًا لله ورسوله، وغيرة لله ومقولِه، وحَمية للدين، ونصرة للمؤمنين.

إلى جنة الخلد يا أبا إسلام

مع النبيين، والصديقين، والشهداء

في دار ‌الْمُقامَةِ والإقامة والسلام

إنْ كُنْتَ لَسْتَ مَعِي فَالذِّكْرُ مِنْكَ مَعي

 يَرَاكَ قَلْبي وَإنْ غُيِّبْتَ عَنْ بَصَرِي

الْعَينُ تُبصِرُ مَنْ تَهْوَى وتَفْقِدُهُ

 ونَاظرُ الْقَلْبِ لَا يَخْلُو منَ النَّظَرِ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى