أخبار

سيول الإبداع تتدفق عبر “بيت الشعر” في الشارقة

محمد عبد الله البريكي يتوسط الشعراء ومقدمتهم بعد تكريمهم من اليمين أمل المشايخ و د. مازن صلاح الدين و محسن ضياء و داوود التجاني

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

أحيا كل من الشاعر العراقي محسن ضياء، والشاعر الموريتاني داوود التجاني، والشاعر السوداني د. مازن صلاح الدين الثلاثاء 30 أبريل 2024 ضمن فعاليات “منتدى الثلاثاء” أمسية شعرية بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة الذي تظمها، وقدمت لها وأداراتها الأستاذة أمل المشايخ التي قدمت أسمى آيات الشكر والعرفان إلـى راعي الثقافة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لدعمه الشعر والثقافة والفنون، ومما قالته:

“هو الشّعر حين يجمعنا كأم رؤوم، حيث يغدو بيت الشّعر بيتًا للعائلة أو قلْ نهرًا عذبًا وركنًا من النّور نأوي ونسلمُ القلبَ إليه”.

تدفقت سيول الإبداع في الأمسية عبر قصائد الشعراء التي بدأها الشاعر داوود التجاني على وقع تصفيق الحضور فأنشد قصيدته “كينونة” مستقيًا الدلالات والمعاني النبيلة من مواقف النبي محمد عليه الصلاة والسلام وهو ” يمشي فتتبعهُ الحقيقةُ مزنةً

حنّتْ على الأعشابِ والأشجارِ”:

هوَ مذْ تكشفَ وحيهُ المتواري

ورأى التَّجلي كاملا في الغارِ

دلفتْ يداهُ إلى الحرائق علَّها

ماءً تريق على الوجودِ النارِيْ

ودنَا من الكلماتِ وهيَ يتيمةٌ

فتمثلتْ في النثر والأشعارِ

رَحبتْ أضاليع اليقينِ وكلما

وشِكَ الضياعُ هدتْ إلى استقرارِ

لم تغرِه النعراتُ ظَلَ محمدٌ

أنقى من الأحقاد والأثآر

خالٍ من الأضغان يدخلُ يثربًا

ليؤاخيَ المنفيَ بالأنصارِ

ها إنّه ضحكًا يوزعُ بينَهم

وملامحًا مكْسوةً بوقارِ

يمشي فتتبعهُ الحقيقةُ مزنةً

حنّتْ على الأعشابِ والأشجارِ

مِشْيًا تلطفَ بالرمالِ كأنها

أمٌ تخافُ على بنينَ صغارِ

كانوا مزاجيينَ مثل زوابعٍ

مسكونة بغرورِها الإعصارِ

دخلوا إلى الدنيا ليفتتِنوا بها

ليَهيمَ طينٌ لازبٌ بغبارِ

وتنصلوا منها لأنَ محمدا

جلَّتْ براءتهُ عن الأوزارِ

ناموا ففاجأهم وميضُ نبوءةٍ

وانزاحَ ليلٌ واحتفَوا بنهارِ

وتداعتِ الأشياء رغم ثباتها

مغمورةً بوَسامةِ الأنوارِ

هذا دُوارٌ ظلَ يسكن مزْدَكا

وتدوخُ منه صوامعُ الأحبارِ

لم تفلتِ الذكرى فظاعةَ ما جرى

في الشعبِ من رفضٍ له وحصارِ

لكنّهُ يعفو لأنَ صفاته القرآن

تربأ عن أذية جارِ

وفي قصيدته “صدى من الواد المقدس” قال :

ككعب قد أتيت وبي جراح

ستنزف كلما بانت سعاد

عليَّ من القداسة طهر أمي

ولي في الله جزر وامتداد

أتتركني مسجى في المرايا؟

وتلفحني بنبضك يا فؤاد

كأنك في الهوى العذري غصن

على كتفيه يستلقي الجرادُ

ولامَسَكَ الفراغ كأم موسى

لياليك ارتعاش وارتعادُ

لتتسع التكايا قدر بوحي

سأكبر في الحيارى لو أرادوا

أحمّل كل أنثى ذنب طفل

له في الدمع منفى أو بلادُ

مجازٌ أن أبوح بما توارى

وبيني والرؤى سبع شدادُ

أنا الحلاج لم أصلب ولكن

تقمصني حلول واتحادُ

ستكتبني السنابل كل عام

ليقرأني مع الزرع الحصاد

تلاه الشاعر محسن ضياء ملقيًا عددًا من قصائده وسط إعجاب من الحضور منها “ممسك بالبرق”، حيث تفاعل معه الحضور متناغمين مع مشاعر الأرق:

أرقٌ يفيضُ ولا يُفَضُّ

طوفانهُ والشعرُ فرضُ

يتلو بقارعةِ الحرو

فِ بهاءَهُ والضادُ نبضُ

ياشعرُ أسرجْ ليلَكَ ال

تالي فإنَّ الجَفنَ غضُّ

وامسكْ زِمامَ الحُلمِ واعـ

صبْ رأسَ قافيةٍ تَنضُّ

 واعتلى المنبر الشاعر د. مازن صلاح الدين وسط تجاوب الحضور مع صوره وأنفاسه الشعرية في قصائده المسكونة بهواجسه، ومنها  قصيدته “التماس لسيدةِ النص” التي يعيش متلقيها هاجس الشاعر وهو يمتص عبر شرايينه ضفائر يجدلها من نهره:

وليسَ عِنْدِي سِوى نهرٍ أُجدِّلهُ

من الضفائرِ تطفُو في شرايينِي

وما بُكائِي على قلبٍ أنختُ بِهِ

من بعدما هدَّني نزغُ الشياطِينِ

إنِ اختنقتُ بدمعي، قيل دمعته

أو انتحبتُ، فإنَّي مُزعةٌ الطِينِ

وعتِّقِ الزهرَ، في أوصافَ سيدةٍ

وحرّكِ الجمْرَ من حينٍ إلى حينِ

وليسَ يُدْهِشُ لِينُ المَاءِ مِنْ بشرٍ

بَلْ يُدهِشُ المرءَ ما بالصخْرِ مِنْ لِينِ

سُمُوُّكِ النهرُ، لا تنسَي، فتنفطرِي

أنّ الغَوايةَ مِنْ أسرارِ تكْوينِي

ولونُك السحبُ، كمْ مرّت على مُدني

فاستيقظَ الوجْدُ في عمقِ البراكينِ

-فأنتِ بالحُبِّ لا بالشعرِ سيدتي

وأنتَ بالشعرِ لا بالحُبِّ مجْنُونِي

هل كنتُ إلا اختلاقاً دونما  جسدٍ

هل كنتِ إلا نُصوصاً دونَ تدوينِ

كيفَ احتملتُكِ والصحراءُ في عقبي

أجري وتجرى بمحزون لمحزون

سميتكِ الغيم هلا تمطري بدمي

فلتأخذي النص ولتبقي عناويني

ودعت مديرة الأمسية في ختامها الشاعر محمد عبد الله البريكي إلى المنصة  لتكريم الشعراء ومقدمة الأمسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى