من اليمين رشاد بوخش، د. صلاح قاسم، منى عبدالله، مريم الزعابي، عائشة سلطان، د. خالد المدفع، بلال البدور ، فجر قاسم، محمد حسن أحمد، ، علي الشريف
محمد المر متحدثاً
دبي – “البعدالمفتوح”:
عقدت ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع مدينة الشارقة للإعلام “شمس” في مقر ندوة الثقافة والعلوم بدبي الإثنين 20 مايو 2024 أمسية بعنوان “الحكاية في صناعة المحتوى” بحضور معالي محمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، ود. خالد المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام، وبلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة ود. صلاح القاسم المدير الإداري وجمال الخياط المدير المالي وعلي الشريف والمهندس رشاد بوخش عضوي مجلس الإدارة، ود. عبدالخالق عبدالله ود. عبدالرزاق الفارس والفنان ناجي الحاي والإعلامي جمال مطر ونخبة من المهتمين.أ
دارات الأمسية الكاتبة عائشة سلطان عضو مجلس إدارة الندوة، مؤكدة أن كتابة النص الأدبي أو النص الذي يتحول لاحقاً إلى عمل درامي سينمائي أو تلفزيوني واحدة من هموم تلك الصناعة، فهناك دائماً أزمة نص وتحال تلك الأزمة لعدم وجود كتّاب، وذلك في كثير من الدول وليس دول الخليج أو الدول العربية فقط. وأضافت أن الكتّاب على مدار مسيرة الأدب والدراما حاولوا الاعتناء بتلك النقطة وهي كيفية إيجاد كتّاب وصقل مهاراتهم ومواهبهم ليكملوا طريقهم في عالم كتابة النص، ولذلك الاساس هو البحث عن الموهبة وصقلها، وتركز الأمسية على أهمية الحكاية في صناعة النص أو المحتوى، علماً بأن ورش الكتابة الإبداعية قد بدأت في أمريكا منذ ستينيات القرن الماضي، وفي السبعينيات كانت هناك محاولات دؤوبة لعمل ورش كتابة إبداعية وخرجت تلك الورش بأن هناك شباب يعرفون تقنيات الكتابة ولكن ليس لديهم ما يقولونه، لذلك فالحكاية هي الأصل في تقبل الجمهور للعمل.
وتساءلت عائشة سلطان كيف بدأت غرفة الكتابة، والتي وصلت إلى ما يقارب 40 ورشة كتابة ونجحت بعض مخرجات الورشة من نصوص أن تجد طريقها للدراما؟
وذكر السيناريست والكاتب محمد حسن أحمد أن انطلاقته كانت مع السينما والتي كانت تنظر إلى الحكايات الإماراتية الموجودة، وكان التلفزيون أكثر حضوراً، وأنه مع بداية صناعة السينما في كان الجميع يعمل في الإخراج ولم يكن يوجد من يكتب السيناريو، ولذلك اتجه لكتابة السيناريو لما يقارب 22 عاماً، و وقال : “مع انتشار صناعة السينما منذ زمن المجمع الثقافي في أبوظبي، ومهرجانات السينما في أبوظبي ودبي، كنت أجد أن هناك حكايات ولكن من يكتبها،لذلك كانت فكرة “غرفة الكتابة “لاكتشاف وتطوير المواهب والقدرات في هذا المجال، وأضاف أنه قدم عددًا من الورش في “مهرجان الدوحة للأفلام” و “هيئة الأفلام السعودية”، وكانت هناك فكرة لعمل ورش دائمة في الإمارات وكانت الانطلاقة مع مدينة الشارقة للإعلام “شمس” التي تبنت مشروع حكاية “غرفة الكتابة” الذي يهدف إلى اكتشاف المواهب وإعطائها الفرصة لتطوير مهاراتها في كتابة السيناريو، وأيضا العمل على استراتيجيات مستدامة في الصناعة من خلال تأهيل وتدريب كتاب للمحتوى، ويقدم المشروع عدداً من الورش التي تهدف الى جذب أصحاب المواهب والطامحين الى دخول عالم كتابة السيناريو ومن خلال “غرفة الكتابة” ستتم معالجة وتطوير كتابة النصوص مثل: معالجة النصوص والمعالجة الدرامية للنصوص (السيناريو) والقراءة الفنية للنصوص وجلسات تطوير النصوص.
وأكد محمد حسن أحمد أن الكتابة منطقة إبداعية ومهنية معاً، وأن ورش الكتابة تحاول أن تساعد في حل أزمة كاتب النص الإماراتي بشكل خاص، ومن المهم أن تكون هناك حاضنة لتقود تلك القدرات والمواهب لطريقها الصحيح، ولفت إلى أن هناك كثير من المناطق التي لم يكتب عنها، لذلك لابد من جرأة الطرح، مؤكدًا أن هناك طاقات إماراتية في كثير من المجالات ولكن إنتاج الدراما محدود. والدراما بحاجة إلى مزيد من الدعم والانتشار، ولذلك وجود الحاضنات مهم فالمبدع الإماراتي موجود ولكنه بحاجة لدعم ورعاية في العمل الثقافي والفني.
وأشار فجر قاسم مستشار قطاع تطوير الإعلام في “شمس” إلى أن هناك عددًا من الورش في كثير من الأماكن، ولكن من يدخل منتسبي الورش لسوق العمل، هذه هي الإضافة التي تقدمها مدينة الشارقة للإعلام وهي تأهيل الشباب والتواصل مع شركات الإنتاج لترويج وبيع إنتاجهم من نصوص، على أن يتحلى بالمهنية والاحترافية لسهولة الترويج والبيع تشجيعاً للكاتب والمواهب من الشباب، ولضمان استمرارية إنتاجهم الإبداعي. وأضاف أن مدينة الشارقة للإعلام في عام 2019 تبنت مشروع “التجربة الفنية الإماراتية” بهدف إعطاء فرصة لشباب الإمارات الذين يرغبون في العمل بمجال صناعة الأفلام وكان هناك 30 فريقًا من 2500 من أبناء الإمارات، وبعد تصفية المتدربين أصبح هناك 50 متدربًا في مجالات صناعة الأفلام وكانت هناك مخرجات سينمائية مبشرة.
وأوضح فجر قاسم أنه في ورش الكتابة يتم اختيار أربعة الى خمسة أشخاص للمشاركة في جلسات العصف الذهني التي تستمر لخمس أو ست جلسات يتم فيها تداول الأفكار المختلفة ووضع تصور للمسلسل من خلال الحبكة الدرامية والشخصيات المقترحة واختيار الزمان والمكان، وبعد الانتهاء من العصف الذهني يتم اختيار كاتبين اثنين لكتابة المسلسل الذي يتكون من ست الى ثماني حلقات، ومن الموسم الأول الى الموسم الثالث الحالي تمت كتابة سيناريو 11 مسلسل، سيتم بيعها الى شركات الإنتاج المحلية والإقليمية. وتم تقديم الى ما يقارب 40 ورشة للجهات الحكومية والجامعات والجمهور العام، فالمواهب الإماراتية في المجالات كافة موجودة ولكنها في حاجة للاحتضان للدخول لسوق العمل.
و قالت منى الملا (مشاركة في غرفة الكتابة): كتبت مسلسل اسمه الجائزة من ٨ حلقات مع مجموعة كتاب في شمس.. تعمل في دبي الإنسانية تخصص إدارة أعمال، ورغم بعد وظيفتها عن الكتابة فإن الكتابة شغفها الأكبر، فهي نكتب مقالات أدبيه واجتماعيه وقصص قصيرة ورغم مشاركتها في العديد من الورش في كتابة المحتوى إلا ان ورشة “شمس” كانت المنعطف الذي غير حياتيها، لأنها تدعم أفكار الشباب وتحولها إلى واقع ملموس من خلال شعار “ولنا في الخيال حياة” وتعلمت من الأستاذ محمد ان الحكاية هي العمود الفقري لأي سيناريو وهي الهيكل الدرامي اللي يبني الحبكة ويؤدي إلى تماسك النص وجذب الجمهور، فالحكايات تلعب دوراً محورياً في تشكيل هوية الشعوب ونقل تراثها الثقافي. وبناء الجسور بين الثقافات المختلفة. وهي الأساس الذي يبني عليه السيناريو، وبدونها يفقد السيناريو التوجيه والتماسك، ما يؤدي إلى تجربة مشاهدة ضعيفة وغير ممتعة. وأشارت إلى أن الكتّاب الشباب يتميزون بروح الابتكار والتجديد، ويعكسون في حكاياتهم التحديات والآمال التي يعيشونها. يسهمون في إضفاء نكهة جديدة على الأدب الحديث بفضل وجهات نظرهم الفريدة وتجاربهم الشخصية، ما يساهم في بناء مجتمع ثقافي نشط ومؤثر.
وذكرت مريم الزعابي (كاتبة روائية انضمت لمجموعة الفريق منذ دورته الأولى وشاركت في عدة فرق وفاز فريقها بالمرتبة الرابعة في الكتابة)، وقالت إن ورش الكتابة في “شمس” كانت أكثر داعم للكتابة السينمائية وكانت “شمس” بوابة عبور لعالم الكتابة والسينما والدراما، وأضافت أنه تم ترشيحها لكتابة مسلسل من 30 حلقة وجارٍ تسويق المسلسل، وتجربتها في كتابة السيناريو أتاحت لها فرصة أوسع للتعامل مع عدد من المنتجين سواء داخل الإمارات أو خارجها، وهذا ما أتاحته لها تجربتها في ورش الكتابة. مشيرة إلى أنها حاولت تحويلرإحدى روايتها لمسلسل ولكن تم تأجيل العمل.
وأجمع المشاركون على أنه على القنوات المحلية دعم الدراما الإماراتية وزيادة عدد المنتج منها باعتبارها القوة الناعمة التي تقدم الهوية الإماراتية، وذلك في ظل وجود طاقات ومواهب إماراتية شابة بحاجة إلى مزيد من الدعم والاحتضان، باعتبار أن المنافسة اوسع وليس على المستوى العربي فقط ولكن هناك إقبالا وشغفاً من نسبة كبيرة من المشاهدين لمتابعة الدراما غير العربية، وأنه إذا كانت هناك أزمة نص درامي فهناك عدد من الأعمال الأدبية من رواية وقصة قصيرة من الممكن أن تكون نواة درامية ناجحة.
وعقَّب معالي محمد المر بأنه سعيد بفكرة مشروع “كتابة”، وأشار إلى الكاتب المعروف نجيب محفوظ الذي كان يكتب الرواية فقط ولكن في مشروع فيلم “جعلوني مجرماً” طلب منه الفنان فريد شوقي أن يكتب سيناريو الفيلم وكانت هذه المرة الأولى لنجيب محفوظ في كتابة السيناريو لمدة 6 أشهر، وفي نهاية المشروع رفض تقاضي مستحقاته باعتبار أن ما قدمه في مقام فترة تعلم فن كتابة السيناريو، وهو ما أفاده على مدار تجربته في كتابة حوالي 40 سيناريو في تاريخ السينما العربية. وأكد محمد المر أن كتابة السيناريو فن له قواعد، ولذلك استفاد المسرح والسينما المصرية في البدايات من الأعمال الفرنسية والأجنبية وإعادة تمصيرها، وكانت ناجحة لدرجة كبيرة ،وكانت تلك عبقرية إعادة كتابة السيناريو ، والتي أتاحت الفرصة لبروز عدد كبير من كتاب السيناريو المصريين، وأشار إلى أن المسرح الإماراتي في غاليبته يعرض مشكلات اجتماعية متعلقة بغلاء المهور أو الغوص، وأنه أتي لمجموعة من المسرحيين بنص مسرحية “على جناح التبريزي” وتمت إعادة كتابته بصيغة محلية وعرضت المسرحية ولاقت نجاحًا كبيرًا، لذلك على المسرح والسينما الإماراتية الاستعانة بنصوص عالمية وإعادة كتابتها وعرضها حتى تكون الانطلاقة بنصوص قوية وتستمر هكذا لأن هناك مخرجين وممثلين وكوادر فنية جيدة وتستحق المشاهدة والمتابعة.