الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للاتحاد التساعي

كانت لي  محاضرة في مركز زايد لعلوم الصحراء في العين الخميس ٩ مايو ٢٠٢٤ سئلت عن أول لقاء لي بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.، وكانت إجابتي بقولي : بدأ إرسال شركة تلفزيون ابوظبي في عيد الجلوس الثالث وكان عملي ترجمة نصوص اخبار النشرة التي كانت تصلنا من “فيز نيوز” يوميًا مع قراءة النشرة يوميا براتب شهري قدره 220 دينارًا بحرينيًا ، وبالتالي الجميع عرفني من الشاشة.

في أحد الأيام طلب مني مدير محطة التلفزيون ان اتوجه مع مصور في اليوم التالي لتغطية الاجتماع الرابع للمجلس الأعلى للاتحاد التساعي في مضيف أبوظبي بشارع الشيخ حمدان، فتوجهت مع المصور (صوت وصورة ابيض وأسود) يوم 21 أكتوبر 1969 إلى المضيف وهو صالة أرضية واسعه تعلوها غرف للنوم.. وثبت المصور الكاميرا بحيث تغطي الجميع حول طاولة الاجتماع مع  مكبرين للصوت على الطاولة، وانتظرنا عند الباب المطل على الطريق.

                       يوم من العمر

في العاشرة والربع صباح ذلك اليوم وصل الحكام وكان آخرهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ، وكنت أراه لأول مرة:

+الله بالخير طويل العمر…

*ها ايش عملت؟

+طال عمرك كل شيء جاهز في الداخل ومتى تنتهي الجلسة المغلقة نسحب الكاميرا ونعود ونذيع الفيلم مساء..

*مين قال لك مغلقة.. هذا اجتماع حول الاتحاد وكل شيء نقوله للناس…

ادخل.. اجلس.. اسمع.. شوف… اكتب.أنت إعلامي

زال قلقي وأنا أرى ابتسامته تملأ وجهه وهو يستمع إلى كلمة مفعمة بالأمل بقيام الاتحاد القاها الشيخ خالد بن محمد القاسمي رحمه الله حاكم الشارقة في ذلك الزمن.

وبدأت مسيرتي الإعلامية معه منذ ذلك اليوم وحتى بعد وفاته. رحم الله رائد الإعلام الذي قال لي : إن الإعلام متل الجيش يحقق انتصارات.