الشارقة – “البعد المفتوح”:
نظم المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة ضمن “صالون الشارقة الثقافي” ندوة تحت عنوان “التأثير الإعلامي على الشباب..استثماره للتنمية البشرية” بالتعاون مع جامعة الشارقة. أدارت الجلسة الإعلامية عائشة الرويمة، وكانت بمشاركة عدد من الطلاب الجامعيين وهم: خميس النقبي، طالب في كلية الاتصال في جامعة الشارقة تخصص إذاعة وتلفزيون، وفاطمة العامري، باحثة ماجستير في اللغة العربية، وأمل الشامسي، طالبة ماجستير لغة عربية تخصص نقد أدبي، ومها الزرعوني، طالبة في جامعة الشارقة تخصص علاقات عامة، وسارة عبد المجيد، الحاصلة على بكالوريوس في الاتصال وماجستير في اللغة العربية، وحالياً تعمل باحثة في جامعة الشارقة، و تناولت الجلسة عدة محاور منها: تحديات التنمية الثقافية في ظل تطور وسائل الإعلام، والمحتويات الرائجة، وتأثير العولمة على الثقافة، ومفهوم التأثير الإعلامي على الشباب.
تحدث خميس النقبي عن هذا المفهوم مؤكداً وجود هذا التأثير خاصة من الناحية الثقافية، حيث يمكنه اكتساب المعلومة وهو في بيته من خلال الإعلام الرقمي، ويمكنه من خلال وسائل التواصل الإعلامي تطبيق ما يصله من معلومات في حياته اليومية، ليصبح نمط في حياته ويمكن أن يكون لها أثر إيجابي عليه، وبدوره يقوم بنشرها في مجتمعه، وهذا يعتبر جانب إيجابي للإعلام الرقمي.
وأكدت أمل الشامسي أن العلاقة بين الإعلام والثقافة هي علاقة تكاملية، حيث يؤثر في طرفيها بعضهما ببعض، والثقافة هي حالة من الحراك والتطور الدائم، وامتلاك المؤثر اليوم للقوة من خلال ما لديه من معلومات وثقافة تعني أنه يمتلك قوة التأثيروالتغيير الإيجابي في المجتمع، ولكن بالمقابل هناك تأثيرات وتغييرات سلبية، مثلاً المنصات الرقمية اليوم تبث باللغة الإنجليزية مما ينعكس سلباً على لغتنا العربية ويضعنا أمام تحديات للحفاظ على هويتنا العربية، حيث تعتبر اللغة أهم عنصر من عناصر الهوية، ومن هذا المنطلق على الشباب أن يركزوا اليوم على دور الإعلام في التنمية الثقافية وفي تشكيل الوعي وإحداث تغيرات جذرية في القيم والفكر والسلوك.
وأشارت فاطمة العامري إلى كلمة “تنمية” تحديداً مؤكدة أن التنمية الشاملة أو الخاصة بالصحة مثلاً أو التعليم وغيرها يجب أن تكون مقرونة بالثقافة، وهي جذر وسبب ننطلق منه للتأثير، والثقافة والإعلام هما وجهان لعملة واحدة، فالإعلام لا يمكن أن يوجد من دون ثقافة ولا يمكن للثقافة أن توجد من دون إعلام.
وأضافت موضحة: نعيش اليوم في عصر متسارع جداً، وهذا الإيقاع السريع انعكس على طريقة كلامنا وسلوكنا ومواقفنا، وغير من طريقة تعاملنا وتواصلنا مع الآخر، وهذا يعتبر أحد أشكال التأثير الإعلامي ليس فقط على الشباب بل على المجتمع. والإعلام هو مؤثر وسبب للتواصل، فالإعلام لا يقوم على الانقطاع، بل نحن نؤثر ونتأثر ونتواصل ونتعلم بالانفتاح على الآخر، فالإعلام هو وسيلتنا للتواصل.
وأكدت سارة عبد المجيد أن الإعلام الرقمي اليوم أحدث نقلة نوعية في الانجازات البشرية، وتركت أثراً على الشباب اليوم الذي لم يعد مجرد مستقبل ومتلقي للمحتوى الإعلامي، بل أصبح اليوم هو صانع محتوى ومؤثر، فالشباب اليوم أصبحوا سفراء للثقافة وصانعو قرار، خاصة أن التواصل أصبح أسرع وأسهل.
وأشارت مها الزرعوني إلى أهمية الإعلام الرقمي اليوم في نشر المعلومة والثقافة، فإن تم استغلاله بشكل إيجابي، وفهو أداة فعالة وسريعة لنشر المعلومة وإحداث التأثير والتغير من خلال المحتوى الذي أقدمه للجمهور.
وأجمع المشاركون على أهمية التركيز على اللغة العربية والهوية والقيم والمحتوى الإيجابي للشباب، للتصدي لمحاولات استغلال الإعلام الرقمي ممن يبحث عن الشهرة فحسب بشكل سلبي يسهم في نشر معلومات مغلوطة وتجارب سلبية تؤثر ليس فقط في الشباب بل في المجتمع ككل، وتم في نهاية الجلسة فتح باب التحاور مع الجمهور الذي ضم إعلاميين ومثقفين وطالبات من جامعة القاسمية، والذين تفاعلوا مع المشاركين وشاركوا بتجاربهم ووجهات نظرهم لإثراء الجلسة الحوارية.
زر الذهاب إلى الأعلى