أخبار

“إيقاعات خماسية” أمسية موسيقية ومحاضرة د.محمد عبدالله الريِّح في النادي الثقافي العربي

مصعب  الصاو و د. محمد عبدالله الريّح و د. عاصم الخليفة

د. عمر عبدالعزيز عبر “زووم”

علي المغني يكرم د. محمد عبدالله الريّح وفي الصورة محمد ولد سالم

.. ويكرم مصعب الصاوي

ويكرم د. عاصم الخليفة

 

.. ويكرم لؤي عبد العزيز
لؤي عبد العزيز و سعد الدين الطيب

جانب من الحضور
لقطة تذكارية

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة الخميس 27 يونيو 2024 بحضور علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي و محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي،أمسية موسيقية و محاضرة “إيقاعات خماسية”بمناسبة صدور كتاب “السلم الخماسي” لمؤلفه البروفيسور محمد عبد الله الريح العالم والباحث السوداني المعروف الذي قدم مداخلة جاء فيها أن السلالم الموسيقية هي مجموعة من النغمات المُرتبة تصاعديًا أو تنازليًا، وقد تكون السلم رباعيًا أوخماسيًا أو سداسيًا أو سباعيًا، وهذا الأخير هو أشهرها وأكثرها انتشارًا على مستوى العالم، لكنّ السلم الخماسي أيضًا له انتشاره في إفريقيا وأجزاء من الوطن العربي، وفي بلدان شرقية، وأيضا في بعض الإيقاعات الغربية، وهو السلم السائد في الموسيقا السودانية بشكل عام، وقفال ، وعلق على ملاحظة الموسيقي المصري حلمي بكر القائلة بوجود نقص في السلم الخماسي، حيث نفى وجود نقص، وأضاف أن حلمي بكر نسي أن أحمد شوقي جمع بين مصر والسودان في قصيدته :

إلام الخلف بينكمُ إلاما

 وهذي الضجة الكبرى علاما؟

وغنى القصيدة الموسيقار محمد عبد الوهاب ، وذهب د. الريِّح إلى أن السودانيين وجدوا في الموسيقى متنفسًا، وأنهم استخدموا السلم الخماسي في الأفراح وكان المديح النبوي وعاء له.

وأضاف البروفسو د. الريِّح أن علاقته بالموسيقا جاءت من تخصصه في دراسة الطيور ،حيث إن الغناء عند الطيور ضرورة حياتية، وعند  الإنسان ضرورة ثقافية، للتعبير عن مواجد النفس وميولاتها، وأنه عندما كان يحضر للدكتوراه في علم الحيوان تخصص في دراسة طائر الخفاش، وهو طائر خلقه الله بلا عيون لكنه زوده بخاصية عجيبة، فجعله يعتمد في حركته على الصوت، حيث يصدر أصواتا أثناء طيرانه ويحدد له رجع الصوت ما إذا كان الطريق أمامه سالكًا أم أن فيه عوائق، وهكذا يوجهه صدى صوته إلى الأماكن التي يقصد، وقال إن الخبرة التي اكتبسها من التحليل المخبري لصوت هذا الطائر هي التي حفزته على دراسة الموسيقا السودانية مخبريا، وخلال دراسته التي استمرت كثيرا من السنين خلص إلى أن السلم الخماسي في السودان ليس سلما موسيقيا طربيا فقط، لكنه تغلغل في الثقافة السودانية التي أسس كثيرا من تجلياتها عليه، في المناسبات الاجتماعية والدينية، فهو يعبر عن كل شيء في السودان، وهو الناظم لإيقاع مجريات الحياة اليومية فيه، وقد استوعب المديح النبوي بكل فنونه كما استوعب المناسبات الاجتماعية المختلفة في الزواج والحفلات الأخرى، وأوضح أنه عمل على إنجاز دراسة كمية للممارسات الثقافية السودانية في بعض المجتمعات السودانية، وقد خرج من هذه الدراسة بنتائج مفيدة بينت له نسب التشابه والاختلاف بين هذه المجتمعات، وكون السلم الخماسي هو واحد من الأسس السائدة في كل تلك المجتمعات على اختلافها، ودعا إلى ضرورة إنجاز أطلس إنجاز أطلس للممارسات الثقافية السودانية بناء على دراسة كمية، فمثل هذا الأطلس مفيد في كل تحديد الخطط الثقافية المستقبلية.

قدم للمحاضرة الإعلامي مصعب الضاوي وتناول ملامح من السيرة الذاتية والأكاديمية لمؤلف الكتاب كمتخصص في مجال العلوم من جهة، وكباحث ثقافة صاحب معرفة موسيقية وفنية واسعة جعلت منه أحد المرجعيات التي اعتنت بالثقافة السودانية وتوثيقها بل وتحليلها. وعلق في تقديمه على موقع “السلم الخماسي بين جواره العربي المشرقي ومحيطه الإقليمي ومايمتاز به السلم الخماسي من غنى وتنوع، الأمر الذي جعله يمثل إضافة وليس خصمًا على المشهد الموسيقي العربي العام، خاصة وأن الخماسي كقالب نغمي ليس وقفًا على السودان فقط، وإنما يمتد حتى كوريا واليابان والهند والعديد من الدول الأفريقية وأمريكا اللاتينية بل حتى الدول الأوربية تتعاطى مع الخماسي الأوربي أو الإفرنجي.استطاع السلم الخماسي في السودان أن يطور عبر رحلته وبمساهمات جيل الرواد نماذج ممتازة عبرت به من حدود المحلية إلى آفاق بعيدة أثرت في الجوار الأفريقي عبر تجارب الفنان محمد وردي وسيد خليفة وأحمد المصطفى خاصة في إثيوبيا والصومال والقرن الأفريقي وجميع بلدان غربي أفريقيا”.

وأضاف: “ضمن إطار الخماسي السوداني توجد تنويعات اقرب للشرقي خاصة موسيقى كردفان في غربي السودان وخير من عبر عنها الموسيقار عبد القادر سالم الذي استطاع أن يعبر بتراث هذا الإقليم إلى مهرجانات عالمية ، كما عالج سودانيون السلم السباعي والطبوع الشرقية ضمن تجاربهم منهم الفنان العاقب محمد حسن” .

اعتلى المنصة د. عاصم الخليفة متداخلًا وما قاله تعليقًا على ملاحظة الموسيقي حلمي بكر : خلال دراستي لم أسمع عن نقص السلم الخماتسي ، والمشكلة في السودان أن المسألة أصبحت للتكسب والسلم الخماسي أصبح منتشرًا ولو أنني لا أحبذ وصفه بالخماسي وهو قلاب من القوالب. ومن المهم الإشارة إألى أن كتاب البروفسور الريّح حول السلم الخماسي إضافة إلى المكتبة المويسقية السودانية.

ومن لندن عبر منصة”زووم”تداخل د.عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي فأثنى على الرؤى التي قدمها الريح، و قتل إنها تعد مفاتيح لدراسات ثقافية عميقة، تتأسس على ما أسماه المجال الثقافي للسلم الخماسي الذي يتمدد في إفريقيا و له فروع وتطبيقات في المناطق المصاقبة لها مثل اليمن والمغرب العربي، وحتى الامتدادات الثقافية العربية الإسلامية في شرق آسيا، فمثل هذه الدراسة سوف تعطي معلومات قيمة عن حركة الثقافة في المجال الجغرافي، والسلم الخماسي في تقديري الشخصي هو حديث عن خصيصة خاصة ومهمة جدًا في السودان، فهذا السلم هو نعبير مؤكد عن معنى التمازج بين الأنواع الفنية المختلفة،وعن معنى التماهي الإيجابي بين هذه الألوان المختلفة على قاعدة مركزية السلم الخماسي، والخقيقة أنه سلّم متحرك إلى حد كبير جدًا لأنه يستقيم أساسًا على معادلة الدائرة ، فهو الرقم 5 بالمعنى الرياضي الجبري، وإذا أضفنا لهذه المسألة دالة اللغة الصوفية التي كانت لصيقة بالمدائح النبوية، سنرى أنها أيضًا تأخذ طابعًًا خماسيًا لأنها تستعيد معنى الدائرة.

السلم الخماسي مفاهيمي مركَّز إلى أبعد الحدود، وهنا نتساءل:  لماذا لا ينتشر على نطاق واسع في عموم الإقليم العربي وغير العربي والإقليمي ؟ أنا في تقديري أنها مسألة أدائية وليست لخلل في السلم الخماسي أو نقص بقدر ما هو خلل في الأداء لأن طبيعة هذا السلم الموسيقي تتطلب إدراكات ومخترات مقطرة إن جاز التعبير .

وتخللت الأمسية فقرات موسيقية نفذها كل من عازف الكمان البارع لؤي عبد العزيز والموسيقار سعد الدين الطيب تعطى فكرة وملامح عامة عن تطبيقات السلم الخماسي السوداني لدى عدد من الفنانين السودانيين في فترات زمنية متعددة، منها مقطوعة دوبيت للموسيقار حسن خواض، وقائد الأسطول لرائد الأغنية السودانية سرور، وفتنت بيه للفنان إبراهيم الكاشف، والملهمة للفنان التاج مصطفى، والفراش الحائر للفنان عثمان حسين، ومقطوعة الروج الخضراء للموسيقار برعي دفع الله، وياما بقيت حيران للفنان زيدان، والطير المهاجر وذات الشامة لمحمد وردي، وانتي مهما تغيبي عني لمحمد الامين، وعزة في هواك للفنان الرائد خليل فرح.

وسيق أن كرّم علي المغي يرافقه محمد ولد سالم  المشاركين في الأمسيةو تم التقاط صورة تذكارية لنهم نع عدد من الخضور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى