مقالات

“العفو عِند المَقدرة”   إقبال صالح بانقا    –    الإمارات    

إقبال صالح بانقا

العفو صِفة اختص بها الخالق سُبحانه تَجلت قُدرته وعَظُم شأنه،وهي صِفة عظيمة تتطلب الكَمال الذي تَفرد به المَعبود، لذا فهي تحتاج إلى تَجرد وهو نادرعند البشرعموما .

اقترن العفو في أحايين بالمقدرة، فالعفو عند المقدرة أتاح وأباح لطبيعة الإنسان الهَلوع الجَزوع المُعادي الذي استهل حياته بالشر والقتل بين الأخ وأخيه (هابيل وقابيل) والكيد ﴿لا تَقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا﴾ (سورة يوسف – الآية 5)

  فالإنسان الذي يحمل طوال عمره نَزعة الشر والحرب والاقتتال والنِزاع والاستيلاء والاستهزاء والاستئثار، أوجد الله تعالى له مِنحًا تُساهم في رِضاه وراحة نَفسه التَواقة أيضًا للسكون ولِلِراحة التي  ينشدها في جنات الله ونعيمه، فمسألة “العين بالعَين والسِن بالسِن والبَادي أظلم”، ومسألة القِصاص والحُكم والدِية أُوجِدت، لعلم الخالق بأن الإنسان لا يَتحمل الظُلم والجَرح والإساءة ولا الخذلان والتَعدي ولا الحَط من كرامته، فكل ذلك اجتمع علينا وعلى  بني البشر في زماننا الحالي والحمد لله، لحكمة لا يعلمها إلاهو تبارك وتعالى،

 فحين النصر واسترداد ما سُلب ونُهب، وإرجاع حق، وقَهر ظالم ، وحتى حين  الرد على موقف فيه تعدٍّ أو كلمة جارحة  أو نابية بعدها يحس المرء بالراحة النفسية بعد مُكابدة، وقد يكون قد سكت طويلًا تادبًا وخشية، يَسعد بعدها وغالبًا ما يحتفل بالظفر لو تسنى له، لذا فالعفو عند المقدرة رخصة وسمو وخِيار يريح لمن أراد، و قمة قمم السمو من عفا وصفَحَ دون قيد أو شرط، فأجره على الله الغفور الذي قال:

 ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (سورة النور الآية ٢٢) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى