فنون

الفنان التشكيلي “المعتز مختار” جولة شیقة في حدیقة الألوان ناھد عبدالله    –    الإمارات

ناهد عبدلله
المعتز مختار

    

یتمیز العالم الافتراضي بقدراته التكنولوجیة المتجددة في بلورة الأشیاء، وخلق مساحات رقمیة بمختلف الفیافي التقنیة ذات الجودة العالیة، مع تطور الآلیات والبرمجیات في مختلف المجالات، لاسیما مجال الرسم الرقمي، حیث استفاد الرسامون التشكیلیون من برامج الرسم الحدیثة في تصویر لوحاتھم وتحویل قصصھم إلى لوحات فنیة تعبر عن أفكارھم وانطباعاتھم ورؤیتھم للحیاة.

الرسام التشكیلي السوداني المعتز مختار الأمین یأخذنا في جولة شیقة مع فنجان من القھوة الرقمیة في حدیقة الألوان.

یقول المعتز: “مارست الرسم منذ الصغر، و كغیري من الفنانین كانت بدایتي مع الرسم التقلیدي، إلى أن اكتشفت الإمكانیات اللامحدودة للبرامج المستحدثة التي أطلقتھا التكنولوجیا الحدیثة”.

ویفصح المعتزعن التحدیات الكبیرة التي واجھتھ في تعلم الأسالیب الجدیدة في الرسم، لاسیما الأدوات الرقمیة مثل الفرشاة والتقنیات الأخرى المستخدمة في ھذه البرامج، و اعتبرھا نقلة نوعیة في مشواره الفني خاصة أنھ تمكن من دمج الأسالیب التقلیدیة في الرسم بالتقنیات الحدیثة، وقام بتصمیم لوحات معقدة بتفاصیل دقیقة من الصعب تحقیقھا في الرسم التقلیدي.

المعتز یعتبر أن لوحاته الرقمیة أصبحت أكثر تعبیرا وواقعیة مع مرور الوقت، ویطمح إلى الاستمرار في تحقیق رؤیته الفنیة وتقدیم أعماله بطرق مبتكرة من خلال الفرص التي تتیحھا التكنولوجیا.

وفي حدیث عذب یقول “أجد نفسي ما بین الرسم التقلیدي والرسم الرقمي في مكان ممیز، یجمع بین الأصالة والابتكار. في الرسم التقلیدي استمتع بملمس الورق ورائحة الألوان، وأعشق ذلك الشعور الممیز أثناء اتصالي المباشر بالمواد الفنیة عندھا أكون في حالة من الانغماس اللاشعوري في بوتقة من الإبداع، وفي المقابل أجد الحریة اللامحدودة في عالم الرسم الرقمي، عالم یتیح التحكم في التفاصیل الدقیقة بكل سھولة، مع میزة التراجع عن الخطوات لانتاج لوحة مكتملة العناصر تعبر عن رؤیة فنیة بطرق متعددة ومتكاملة”

التركیز على الإنسان والوجوه ونمط الحیاة الریفیة والبیئة السودانیة سمات نستشفھا في لوحاته حیث یقول “أسعى دائما لالتقاط التعبیرات والإیماءات والعواطف التي تعكس قصص الناس والأنماط المعیشیة للأفراد وتجاربھم، فالإنسان ھو محور الفن بالنسبة لي، والوجوه تخبيء في تفاصیلھا الحكایات التي تؤرخ لماضیھا وحاضرھا. أما البیئة السودانیة فھي مصدر الإلھام الذي لا ینضب أستقي منھا لوحاتي الورقیة والرقمیة، أنسج منھا الطبیعة الخلابة وأحیك بھا العادات والتقالید، و أھدف من ذلك إلى إبراز جمالیات وتنوع الثقافة السودانیة لأساھم في نشرھا والتعریف بھا على نطاق أوسع، وھذا دور الرسام في نشر ثقافة البلد وتوثیقھا لتستفید منھا الأجیال القادمة”.

یستخدم المعتزعددًا من البرامج الرقمیة من بینھا برنامج Corel Painter وRebelle  ، وباتت تربطه بھذه البرامج علاقة فنیة وطیدة، حیث یعتبرھا تجربة غنیة ملیئة بالإبداع.

یقول: “اكتشفت إمكانیات ھائلة في الرسم والتصمیم الرقمي، فالبرنامج یوفر أدوات قویة تحاكي الرسم التقلیدي وتنتج لوحات قریبة إلى حد كبیر من اللوحات التقلیدیة، ویمكن الجمع بین إمكانیات  Corel Painter  و Rebelle  لتحقیق نتائج مبھرة تعكس رؤیتي الفنیة بأفضل صورة”.

ھذا ھو حال الفنان الباحث عن التمیز، الفنان المواكب للتطورات في مجالي الرسم التقلیدي والرقمي، وتنعكس رغبتھ في الاستمرار والتمیز من خلال دراسته للھندسة وھو مجال له علاقة عمیقة بالرسم من خلال السطور الھندسیة المنسوجة بالموھبة والتعلم والخبرة، وعضویته في الجمعیة السعودیة للفنون التشكیلیة (جسفت( والجمعیة العربیة السعودیة للثقافة والفنون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى