أخبار

لوحة جديدة من الإبداع في “بيت الشعر” بالشارقة

محمد عبدالله البيركي يتوسط الشاعرين ومقدمهما بعد تكريمهم من اليمين زاهر مزاوي و مجد إبراهيم ود.محمد الحوراني

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

أحيا الشاعران: الدكتور محمد الحوراني، ومجد إبراهيم الثلاثاء 3 سبتمبر 2024، بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي، مدير “بيت الشعر” في الشارقة، أمسية شعرية علا فيها صوت الوجدان والتقى فيها الخيال واالعاطفة راسمين لوحة جديدة لافتة من الإبداع الشعري.
قدم للأمسية الإعلامي زاهر مزاويه، حيث رفع أسمى آيات الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على رعايته للأدب والثقافة”،كما  رحب بالحاضرين وعرف بالشعراء ومما قاله : “حين تفيض بحور الشعر على القلوب، فاعلم أنك في بيت الشعر”.

ووسط حضور كثيف ومتفاعل حرصت على الوجود فيه نخبة من الشعراء والأدباء والمثقفين ، استهل الأمسية الشاعر الدكتور محمد الحوراني يعدد من قصائده التي اتسمت ببغديها الوجداني والإنساني.

في قصيته “عتبة”يرسم الشاعر بنظرة حديثة فكرة الوقوف على الأطلال فيستحضر الذين رحلوا وآثارهم ، ويستمد “من الأيام نكهتها”:

يا عتْبةَ الباب كم غابوا وكم رحلوا

وكم تجلى على ذكراهم الأمل

كانوا وكنا، وقد كانت أناملُهم

تدنو، وتدنو على أعطافها القبل

كنا صغارا نحوك الشمسَ أشرعة

ونجتني من حقول القمح ما بذلوا

ونستمد من الأيام نكهتها

ونسترد حكاياهم وما عملوا

فليت أنا إذا ما أومأت يدُهم

لرهن إيماءة الأحباب نمتثلُ

هذي القوافي بباب الدار واقفةٌ

كأنّما دارهم من حزنها طللُ

أضحت هنالك تخبو مثل أسرجة

قد غادروها ، وما عادوا، وما سألوا

أضحت ضفافَ شجيراتٍ لها رسموا

زهو الحياة، وجفّت عندما ذبلوا

يا دار رفقا بنفس غاب واصلها

وما تزال بنور الوصل تكتحل

يا عتبة الدار كم أضحت بخاطرها

 أن لا تنام، وإن نامت بها المقل

يا عتبة الدار، كم عمرٍ سيخذلنا

 بعد المقام ونور العمر ينخذل

وكم ستسكن في ذكراك قصتُنا

تذرو الرياحُ بقاياها فتنهدل

لا صوت يبقى سوى الجدران نازفة

وموقد النار،، إذ تخبو وتشتعل

يا صاحبيّ، إذا عاينتما سبلي

قفا هناك، فقد ناءت بنا السبل

ولتبكياها فقد غاضت منابعها

وغيمةً غيمةً فاضت بها المقلُ

وتشف “قصائد مختزلة” عن أفكار الشاعر ومشاعره بصيغة “قصيدة التفعيلة” وفيها يقول: 

في العتمةِ

ينطفئُ الناسُ

وأبقى

منشغلا بإضاءةِ روحي

 رؤية بصرية

أتأمّلُ صورتها

فوق جدار البيتْ/

تتحرّكُ ..

 عيناها..

شفتاها..

تهمس بي..

فأمدّ يدي.. يمتدّ إلى نافذتي الصوتْ

مكسورا يهتفُ

إذْ

يرتدّ لصورتها الموتْ

 سنة

سنةٌ في عمر الوردِ تطلُّ عليّْ

قلتُ : سترجعُ لي

بعض بياض الثلجِ.. وبعض الدفْءِ

وحينَ تعرّتْ

كانت باردة كالثلجِ

ومطفأةً كالموتْ

 أسئلة

أسئلةٌ تمتصُّ دمي

وتغيبْ

فتعالي/

       نتسلّقُ شعلة روحي/

                    نسمعُ وقعَ الأمسِ/

لعلّ الأرضَ تجيبْ

الساحة

– في الساحة
جدران نازفة,.
تتبعني,.
أركضُ,.
تخذلني قدمايَ
فأسقط منهدما
ويُلَفّعُني مطر أسود
***
أسماء محنطة
تتراقص في الساحة
ورؤوس فارغة
تتعربش أكياس الرمل,, هناك
ومدائن غرقى
وطحالب تنمو,, وتشكل سقفا للموتى
***

حين أردتِ دخول الساحة
جزّأكِ الوقت معي
كانت ضحكتكِ الطفلة تنهض بي
كانت خطواتكِ أول مبتدأ أعرفه
قلت:
سندخل في الجوف ولن نطفو,.
فدخلنا,, جزءا,, جزءا,.
وتركنا ضحكتكِ الطفلة خارجنا
وخرجنا لا نشبهُنا,.

و دعا مقدم الأمسية الشاعر مجد إبراهيم فاعتلى المنبر ملقيًا مجموعة من قصائده ومنها “العقدة الشفّافة”، التي يصور قيها معاناة العشاق معبرًا ن حرارة العاطفة:

 أَنْتِ الهَوى لكِنَّني مَخْنُوْقُ
وعلى مَداكِ يَخُوْنُني التَّحْلِيْقُ
أَهْواكِ غائبةً.. وساعةَ نَلْتقي
تَغْفُو الأعالي والقُيُوْدُ تُفِيْقُ
بَيْنِي وبَيْنَكِ عُقْدةٌ شَفّافةٌ
قَلْبِي بِحَبْلِ بَهائها مَشْنُوْقُ
مُتكاملانِ وحُزْنُنا مُتجدِّد            ٌ
وعُصابُنا رُغْمَ الغَرامِ عَتِيْقُ

وكما هي عادته كرَّم الشاعر محمد عبد الله البريكي الشاعرين المشاركين ومقدمهما والتقط معهم صورة تذكارية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أمسية شعرية وقصائد جميلة معبرة ..
    بيت الشعر والأمسيات الشعرية لقاء ثقافي لتبادل المعرفة ونشر الحرف العربي بالكلمة والشعر والقصيد……

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى