د. عمر عبدالعزيز وعلي المغني و خليغة الشيمي والحضور يستمعون لحديث مصطفى ألت اليسيد عن لوحاته
الشارقة – “البعد المفتوح”:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول معرضا تشكيليا للفنان مصطفى صالح أبالسيد بعنوان “إيقاعات بألوان الفرح”، وصاحبت المعرض جلسة نقاشية تحدث فيها الفنان عن تجربته،
افتتح د. عمر عبد العزبز رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي يرافقه علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي و الفنان خليفة الشيمي مسؤول الفعاليات والمعارض في النادي الخميس 5 سبتمبر 2024، معرضًا تشكيليًا للفنان مصطفى صالح أبالسيد بعنوان “إيقاعات بألوان الفرح”، وتضمن المعرض 23 لوحة متوسطة الحجم، اتسمت بتناغم إيقاعي جميل مبدع في بناء الأشكال التكعبية والتجريدية لتموجات تلك الألوان عبر الرسمة، وقدمت تلك اللوحات مستويات متعددة لتجربة الفنان الممتدة على مدى خمسة عقود بدأها في السودان في كنف عائلته التي هي عائلة فنية تتداول الشعر والرسم والموسيقى، فأبوه هو الشاعر الغنائي السوداني المشهور أبو صلاح، ليهاجر أبالسيد بعد ذلك إلى أمريكا في بداية ثمانينات القرن الماضي، وهناك تتعمق تجربته الفنية، ويقيم الكثير من المعارض التشكيلية التي لقيت رواجا، وكانت له معارض أيضًا في السعودية وألمانيا وبريطاينا.
وعقب الافتتاح عُقدت ندوة أدارها الفنان تاج السر حسن تحدث فيها الفنان مصطفى عن تجربته فقال : “إن الفن الذي ينتجه الفنان هو شرائح جمالية لتجارب حياتية كان قد عاشها باحتكاكه وتفاعله مع معطيات العالم الخارجي. هذه التجارب تجمعت وخزنت في اللاوعي من كيانه حيث تحولت إلى تجارب جمالية يحسها ويعيشها ، أما خطوطه وألوانه فتأتي بمثابة محاولات لمشاركته الآخرين في هذه التجربة، وبلوحاتي أبتغي نقل تجربتي الجمالية المدركة مع العالم البصري والحسي الذي يجمعنا، محاولاً إشراك الآخرين فيها. إضافة إلى محاولة إزاحة الغشاوة التي تنشأ من التكرار في رؤية هذا العالم، والتي تترسب عالقة بالمعايشة الروتينية له، في محاولة لإظهاره كعالم باهر وسعيد، فالفن هو بحث حثيث لاكتشاف الجمال في الطبيعة وفي الكون وفي الإنسان”، وشارك د. عمر عبد العزيز بمداخلة عن “تراسل الفنون” في تجربة مصطفى أبالسيد قال فيها: “لاحظت أن هناك تراسلًا فنيًا واضحًا في تجربة مصطفى صلاح أبالسيد، حيث تتراءى للناظر ظلال لعدة فنون أخرى أثرت في لوحة الفنان، وأكسبتها تناغمًا وعمقًا كبيرًا، فهناك أثر واضح لفن الموسيقى من خلال التكرار والتناظر اللوني الذي هو سمة بارزة في عمل الفنان، وخاصة ألوان الفرح الزاهية، وهناك حضور لفن الخط العربي، حيث يقيم الفنان عبر عدة لوحات أشكالًا تجريدية مستوحاة من الحرف العربي باعتباره شكلًا هندسيًا يستفيد منه خاصة في تجاربه التكعبية، وهناك التعبير الفني الدرامي الناجم عن تعارض الثنائيات، حيث يستخدم الفنان تلك الثنائيات كثيرًا في أعماله لينشئ مقابلة أو صراعًا دراميًا يمكن للمتأمل أن يغوص في دلالاته، ومن ناحية أخرى فإن الفنان يقيم توليفة فنية خاصة به، وتدل على تفرد أعماله، لكنّ لها جذورًا في تكعيبية بيكاسو وتجريدية موندريان وفراغات كاندسكي”.
وشارك بالعزف والإيقاع الفنانان محمد بدوي أبو صلاح و بهاء الدين عبد الغني هجو، وسادت العفوية أجواء الندوة فأغنت الفقرة الفنية مشاركة الموسيقيين د. محمد القسطاوي بالعزف على العود وأحمد سعد بالإنشاد والغناء، والفنان التشكيلي عمر هبرة بالتوقيع على الدربكة.
وفي ختام الندوة كرّم د.عمر عبد العزيز الفنان مصطفى مصطفى أبالسيد ومقدمه والمشاركين، وتم التقاط صورة تذكارية لعدد من الحضور .