أخبار

“مساءات بلون العشق” أمسية في النادي الثقافي العربي

الشاعران حسن أبودية ومحمد ربيع حماد

محمد ربيع حماد و أحمد أبو دياب و حسن أبو دية و د. عمر عبدالعزيز

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء الخميس 3 أكتوبر 2024 أمسية شعرية بعنوان “مساءات بلون العشق” أحياها الشاعران حسن أبودية ومحمد ربيع حماد. حضر الأمسية د.عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، ومحمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي، وأدارها الكاتب أحمد أبو دياب وقدم لها معرفًا بالشاعر حسن أبودية الحاصل على الإجازة في اللغة العربية وله عدة إصدارات منها “العيون المشتعلة” و”بثينة وأبناء الرمل”، كما عرّف مقدم الأمسية بالشاعر محمد ربيع حماد الحاصل على عدة جوائز أدبية منها المركز الأول في المسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة، والمركز الثاني في مسابقة المجلس الأعلى للثقافة   “رعاية الشباب” في مصر، وصدرت له المجموعتان              الشعريتان “تشرب الوقت سادة”، و “ثمل بأخطاري اللذيذة”، ومجموعة قصصية بعنوان “مواسم البهجة” و”رقص مصاصي الدماء”.

 قرأ حسن أبو دية نصوصًا حفلت بالخيال بلغة غنية بدلالاتها وعمقها متسمة بالتأمل. يقول في “وجه_واحد_لحجر_النرد”:

   “مداي مدادي، مشرعٌ للتأويل،  و شراع سفينٍ تعانده الريحُ أنّى حلّ. من هنا يكون البدءُ، من بوابات مشرعةٍ نحو جزر المعاني المغلفةِ بما يُشبِه اعتزال الكاهن لصلاته الأخيرة، فيصدح بآه كتمها بين الضلوع طويلاً.”

و يقول: وفي “بوابة المعنى -1”:

“النهوض من الانكسار صعب، لكنّه الأسهل في مسيرة ترميم الذات، سيّما إن كان الشرخ عميقاً أحدثه نصلٌ خبيرٌ يعرف كيف يبقيك حيّاً وأنت برسم الموت، فلا تمت، كنْ أيها القلب النصل المقاوم للجرح ، والنص العصي على الانزياح خارج المعنى.

سألت المنايا

أتدرين كيف يكون العناق

وكيف يصير اللقا ياسمينْ

هنالك رملٌ

و إيقاع رقصٍ

و اشتهاءُ أقدامنا العارية

فعاد السؤال

كموجة طائشة

تسابق نورسة

و تنقش على صخرة

 خلف الضباب

حكاية قاربٍ مزقته قبلةٌ للصواعق.

لاتعرف الريح كيف تنام الجزيرة

بعد إيقاع ليلة عاصفة

هناك تتوه الحكايا

عن قارب ضلّ  الرجوع إلى البدء

وظلّ لقاء الأحبة تنقصه القُبْلة الخاتمة.”

ويقول في “عتبة –1”

حياتنا نقص يعتري جنباته بعض الكمال، تأتي أيامنا مكرورة، معبأةً بالسواد، و ظلال رجال يحتمون بحجر نرد لا يرى فيهم سوى رقعة ملونة يمتطي مخاوف الأحجار، فتظل الأعين تدور في فلكه مسحورة، دون أن تدري أن كل وجوهه واحدة.

هنا الصلوات الخمس، والنافلةُ دمُنا على عتبات المسجد، ليبقى وجه الزيتون نقياً شامخاً بصلاة الرجولة.

صلوات سلامٍ لأرض سُلّمها إلى السماء أرواح الفتية، و دموع أمهات لا يعترفن بحجر النرد ولا باليد التي تلقيه.

تقول القافلة ألّا محيد عن خطوات الحادي، فتردّ الأمهات و الأرض أن حادينا قبلته و خطاه تسري نحو معراج الروح.

حياتنا ألم يعتر جوانبه الأمل، لم تكن أحلامنا بغيث يأتي من وراء السحب، لكن يؤلمنا أن تجفّ السحب ولا تمنحنا سوى العطش.

وألقى محمد ربيع حماد عددًا من قصائده التي صاحبت إيقاعها عذوبة العبارة الشعرية وجمال الصورة ن ومنها قصيدته “جنابُ الجميلةِ”:

لِحُلمٍ قَصِيْ

ركنتُ جراحِي إذن تستريح

وصافحتُ ضوءًا

أتىٰ من عيونٍ سُكارىٰ

بإيقاعِ شِعرٍ

ورمشٍ وطِيفٍ

بدا للعيونِ كحرفِ الرَّويْ

صباحٌ نَدِيْ

غريبًا أتَتْ بي رياحُ الملاذِ الأخيرِ

وحيدًا أخُضُّ نهودَ الليالي

ليهوِي اغترابي لغورٍ سحيقْ

ويأنِ لأُنسِيَ أن يستفيقْ

وكلُّ اعتبارٍ يروحُ جُزافًا

إذا ما دعانيَ طرفٌ كحيلٌ

فيذهبُ خوْفي

وهمِّي السّخِيْ

صباحٌ ندِيْ

بمضمارِ أنثىٰ تموجُ انصهارا

زَكاءُ الطِّباعِ

وحِسُّ دقيقٌ كوقتٍ مُراقَبْ

فراديسُ ملأىٰ بلذَّاتِ حُسٔنٍ

أُعِدَّ بكيْفِ الإلهِ الجميلْ

ترومُ المرايا عناقًا حَميمًا

يردُّ انطواءكِ بالمستحيلْ

وإني أشاهدُ سِربَ المفاتنِ

يرقُص زهوًا

فأعبرُ جسرًا لفكِّ الحصارِ

ومَحضُ الظِّلال انعكاسٌ شهيْ

صباحٌ ندِيْ

بماذا أنادي جنابُ الجميلةِ

ما ذا يضاهي الحَلا من أسامي؟

أسميكِ شمسًا بعصرِ الظلامِ

وغيثًا همى ولا من غمامِ

وميثاق أمنٍ لكل البلاد

فأنتِ حقيقةُ عُمرٍ مضىٰ

وأنتِ بياضُ الرؤىٰ من أمامي

وأنت بقلبي المقامُ العلِيّْ

صباحٌ نديٌّ

أسميكِ أرضي التي أودعتني

ونصي الأصيلُ بحشوٍ ومتنِ

وأعمالُ نومي وأحلامُ صحوي

سنيني الطوالُ بكل اقتدارٍ

أتيتِ بهن جميعًا إليّْ

صباحٌ نديّْ

أسميك جسرًا لوصل الأماني

وذكرى حنين لنا من زمانِ

ولحنًا عتيقًا نساهُ (بليغٌ)

فطاف سلامًا بكل الأغاني

وأُضفي على الكون عزفٌ بهيّْ

  صباح نديٌّ

أُسَميكِ هاجَر

وأنتِ بصحراءَ ماضٍ تحجَّر

فهلَّا سَعيتِ

وهلّا بزمزمَ قلبي تفجَّر

وأنتِ الغزالُ

يسِيحُ انتشاءً مع النهر حُرًّا يغنِّي

ويأوي افتراسي وديعًا إليكِ

وتصطادُ حزني برفقٍ يداكِ

سلامًا أنيقًا إلىٰ ذي الأيادي!

لنا وجبةٌ من صباحِ النعومة

صوتٌ يسيلُ

وقلبٌ يداعبُ خدَّ الحياة

بقولٍ طَرِيْ

صباحٌ نديْ

وفي “هدنةٌ لإذابة الصمت” يقول:

يا لان خَصرُكِ والمقامُ صَبَا

تمحو خطاكِ الحُزن والوصَبا

عَفَت الديارُ وإذ نَحِنُّ لها

بكَت الشِّغافُ لأننا غُرَبا

يحلو المساء ويزدهي ألقا

إن زُرتِني أو عطرُكِ انسرَبا

بينَ العَوالمِ في الهوىٰ طرٌقٌ

تصلُ القلوبَ وتعبرُ الحجُبَا

ماذا سيحدث في الحياة إذا

زوجانِ من تعبٍ قد انجذَبا

يتشاركانِ العنفوانَ كما

يتمايلانِ بقُبلةٍ طرَبا

عيناكِ جاءت فانتهى تبَعًا

منفايَ والأرقُ العنيدُ خبا

كوني حنانًا واصنعي وطنا

يخلو من الأجْنادِ والخُطَبا

من أبعدوكِ تراقصوا فرحًا

أَني هنا أستأنسُ الهرَبا

لم يفهموا أن الغيابَ لنا

هو هدنةٌ نستجمعُ السَّبَبا

وفي ختام الأمسية كرّم د. عمر عبدالعزيز يرافقه محمد ولد سالم الشاعرين ومقدمهما .

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى