برعاية كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وحضور الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي، أطلق المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة ملتقى الشارقة الثقافي “يازمان الوصل”، الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 في “مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات”، والذي يستمر حتى 20 من الشهر نفسه في مواقع مختلفة من الإمارة . حضر الافتتاح عدد من عضوات المجلس الاستشاري، ومديرات عدد من الدوائر ومسؤولات من إمارات الشارقة، ودبي، وأبوظبي، والفجيرة، وعدد من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي.
بدأ الملتقى بكلمة الافتتاح، وألقاها الإعلامي د.سعيد العمودي، حيث قال: “ملتقى الشارقة الثقافي هو حكاية وصلٍ بين زمنين، بين ثقافةٍ لم تندثر، ولكنها أكملت رحلتها عبر الأزمنة و العصور لترتدي ثوباً جديداً قد لا يرقى شكلاً إلى الألوان وملمس الحرير والتماعات الأقمشة التي عرفت في الأندلس، ولكنه يرقى إلى تلك الاستمرارية أو (الاستدامة) التي جعلت من حكاية الوصل هذه حدثاً فكرياً وثقافياً وإبداعياً يتأرجح بين الزمن الأندلسي والزمن العربي المعاصر، الذي اخترنا أن تكون الشارقة تمثله، لأن الشارقة بقيادة حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي هي عمق الثقافة العربية المعاصرة، رفرفت في معاليها أعلام العاصمة العربية للثقافة، وعاصمة الثقافة الإسلامية، والعاصمة العالمية للكتاب لتحط بين أيدينا.”
و بدأت بعدها أولى فعاليات الملتقى، وهي قراءات شعرية تحت عنوان “ثنائية ولاّدة بنت المستكفي وابن زيدون”، للشاعرة نجاة الظاهري التي لعبت دور ولادة، والشاعر محمد المنصوري، في دور ابن زيدون، وبمشاركة كورال “نوارس الشرق” الذي أسسه “مسرح العائلة” في المكتب الثقافي في المجلس، وتغنى بموشحات أندلسية تمازجت بحرفية مع القراءات الشعرية، ولاقت إعجاب واستحسان الحضور.
بعدها كانت جلسة ثقافية تحت عنوان: “الامتداد الحضاري بين المشرق والمغرب، حكاية ذاكرة عربية” تحدث فيها د.سيف البدواوي، ود. نورة الكربي، وأدارتها بمهارة وحيوية الإعلامية عائشة الرويمة، وناقش المتحدثان التأثيرات الحضارية المشتركة بين المشرق والمغرب العربي، وركزا على جوانب الذاكرة العربية التي تربط هذه المناطق من الناحية الثقافية والتاريخية.
وحملت الجلسة المسائية لليوم نفسه عنوان “القرآن الكريم سر ثقافتنا العربية والإنسانية، في “مجلس الحيرة الأدبي” بالشارقة، وقدمها د. امحمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية في الشارقة ، ود. عبد الله الحوسني الأمين العام لمجمع القرآن الكريم في الشارقة، وأدار الحوار الإعلامي د.عبد السلام الحمادي الذي كان يفتح آفاق الأفكار للجديث متنقلًا بين المتحدثين المتميزين، و مما جاء في حديث د. امحمد المستغانمي تطرقه إلى معجزات موسى وعيسى المسيح وصالح ومحمد عليهم السلام وقال إنها معجزات حسية فأين هي الآن، بينما القرآن الكريم يننا بما فيه من إشارات علمية رهيبة وتشريع ولغة راقية، و بالنظر إلى ظاهرة تكاثر المفسرين عبر “يوتيوب” قال إن لمن ينهض بالتفسير شرطًًا أساسًًا يتمثل في إتقان اللغة والشعر وأسباب النزول و الإحاطة بعلم القراءات و أصول الفقه و الطب والاقتصاد وغيرها، وذهب إلى أن لكل سورة قرآنية شحصية ، وفهم القرآن الكريم يحتاج إلى كثير من التدبر.
أما د. عبدالله الحوسني فذهب في ما ذهب إلى أن القرآن الكريم حفظ اللغة العربية وفتح المجال لبحث أسرار البلاغة، ووحد اللهجات في لغة قريش، وكتب الله الانتشار لهذه اللغة التي كان أصخابها أهل بداوة، وحبا د. عبدالله الحوسني جهود القيادة الرشيدة في دعم اللغة العربية وحمايتها، وخاصة جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة في هذا المضمار ، مشيدًا برعاية سموه لإصدار الموسوعة العربية الشاملة.
صاحب الافتتاح معرض للوحات الفني المستوحاة من الأندلس بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة والتصميم في جامعة الشارقة، و تواصل جلسات الملتقى وتتضمن الكثير من المحاور المهمة والقضايا الفكرية والثقافية المطروحة للنقاش، منها جلسة “الأمن الفكري ودوره في حفظ الهوية الوطنية والإسلامية”، و”قراءات في محتوى خطاب حاكم الشارقة عن العرب ولغتهم” وغيرها العديد من المجالس، إضافة للقراءات الشعرية، وقراءات قصصية للأطفال في المدارس.
ويستضيف الملتقى أكثر من 35 شخصية ثقافية وإعلامية مؤثرة، كما يضم عدة محاور تفاعلية، وعدة برامج ثقافية منوعة، على مدار الأيام الخمسة للملتقى، وهي مجالس أندلسية، حيث الفكر والحوار والثقافة، و”إذا الغيث همى” حيث تهطل المشاعر كالغيث في قصائد من هنا وهناك، وكورال الشرق، حيث الكلمة الشاعرة يحملها النغم على جناحين، والفن الآتي من هناك ليحط هُنا كطائر يعيش ملكاً بألوانه في معرض فني تشكيلي يعكس عمارةً حديثة مستلهمة من الطراز الأندلسي، وفي الختام يوم لأديبات الإمارات في برنامج “إشراق و أخواتها”، وتم اختيار الاسم، لأن إشراق هي سيدة أندلسية تقلدت مهنة التعليم، فكان تلامذتها أبناء رجالات الدولة الذين وجدوا في التعلم وجاهة وهيبة يريدونها لأبنائهم.
فعاليات جميلة جدا.. فصل الكاتب برنامج الفعاليات في الخبر بدقة تشعر القاريء الذي لم يحظَ بالحضور بأنه كان موجدودً فيها.