أخبار

أمسية ثقافية سودانية في النادي الثقافي العربي

معرض تشكيلي لبكري هلال وندوة تستعيد تجربة الشاعر صالح بو صلاح

د. عمر عبدالعزيز خلال افتتاح معرض بكري بلال

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة  الخميس 17 أكتوبر 2024 أمسية ثقافية سودانية تضمّنت معرضًا تشكيليًا للفنان بكري بلال بعنوان “اتكاءة في محراب مروي” وضم نحوًا من ثلاثين لوحة من الحجم الصغير، وتشكل في مجملها تجربة واحدة متكاملة، وهي من أحدث ما أنتجه هذا الفنان المتميز الذي ولد عام 1943 في أم درمان، ولا يزال يمارس فن الرسم منذ ستينات القرن الماضي إلى اليوم، وهو حاصل على باكالوريوس الفنون الجميلة، وقد أقام أكثر من أربعين معرضًا تشكيليًا في السودان والكويت والسعودية، ولندن، وسويسرا، وكاليفورنيا.

  أعقبت المعرض ندوة عن الشاعر السوداني الرائد المرحوم صالح عبد السيد بوصـلاح، بمصاحبة فقرات طربية للفنانين محمد بدوي أبو صلاح وعثمان الفحيل.

حضر االأمسية د. عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، ومحمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي،  وكانت أمسية مفعمة سلطت الضوء على جوانب من تاريخ ومسيرة الفن التشكيلي والشعر والغناء في السودان.

وفي حديثه عن تجربته قال بكري بلال إنه استلهم في أعماله التراث السوداني على تنوعه وغناه بدءًا من تراث النوبة في الرسم والكتابة على الجدران، والفنون الإفريقية بكل تنويعاتها، كما استلهم أعمال فناني الواقعية وفناني الانطباعية، وفنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية، والعمارة، وغيرها، واستطاع من بين ذلك كله أن يكون له أسلوبه الخاص.

د.عبدو عثمان عطا الفضيل استعرض تجربة  بكري بلال في السودان التي وصفها بأنها اتسمت بالألوان القوية التي تتماشي وألوان التراب والطبيعة، كما كانت شخصياته شبه واقعية مليئة بالزخارف، وكان يركز فيها على العيون وتعبير النظرات القوية، ولاحظ د. عطا الفضيل أن هذه السمات الفنية تغيرت بعد ما هاجر بكري بلال من السودان، ويظهر ذلك من خلال معرضه الراهن الذي تبدو فيه الألوان أخف وتتسم بطابع الفرح، وقد أصبحت نظرات شخوصه غامضة، إلا أنه ما يزال يستلهم الزخارف السودانية خاصة من بيئة مروي وأم درمان التراثية، وفي تجربته استخدم كل أنواع الخامات مثل القماش والورق وألوان الماء والزيت  والأكرليك.

د.عمرعبد العزيز في مداخلة له قال إن لوحات المعرض في مجملها أنجزها الفنان في عام 2024 ما يدل على نشاط وإصرار على العطاء وهو في هذه العمر المتقدم، وتمثل هذه اللوحات جملة بصرية واحدة تركز على الخلفية الزخرفة الإفريقية، وتعتبر عن وجود مركزي للمرأة في مشهد الحياة الأفريقية، كما تعبر هذه التجربة عن تجذر الفنان في التاريخ والتواصل الداىم معه، وشارك في الحديث بمناسبة الذكرى الستين لوفاة الشاعر الرائد صالح عبد السيـد بوصـلاح كل من  د.محمد عبدالله الريِّح، وبدوي صالح عبدالسيد وأدار الندوة الإعلامي الزبير سعيد.

استهل بدوي صالح عبدالسيد حديثه عن أبيه صالح عبد السيدْ قائلًا: “إن بوصلاح شاعر سوداني، وصاحب مدرسة متفردة عرفت مدرسة “الحقيبة”، التي راجت في النصف الأول من القرن العشرين، وكان لها أتباع كثر استلهموا الشكل الشعري الذي بدأه بوصلاح، وهو من مواليد أم درمان عام 1890، كان مولعا بقراءة الشعر ومطالعة الأدب فقرأ الشعر العربي القديم والحديث، وتأثر بدواوين ابن الفارض وابن ابي ربيعة والبرعي والبصيري، كتب في صغره باللغة العربية الفصحى ثم بعدها كتب الشعر الغنائي الدارجي، وهو أبرز شاعر غنائي في تاريخ السودان، وكان يسبك الشعر سبكاً جيداً وله تعبيرات متفردة غاية الروعة، ووصف دقيق متفوق بالغ الإجادة، فضلًا عن غزارة الإنتاج، حيث نظم عدد كبيرًا من أغاني الحقيبة، ومن أشهر قصائده المغناة (فريع البان المن، نسمة يتمايل، جدية السراح، الدلال والغرام عيوني، بلغ الأقوال يا هلال، يا غزال الروض، يا جوهر صدر المحافل)

أما د. محمد عبدالله الريِّح فاستهل حديثه عن بوصلاح بقوله إن الفن عنده هو قول أشياء معقدة بلغة بسيطة، وهذه كانت طريقة أبو صلاح في فنه الشعري، فقد استخدم السهل الممتنع، وركز على الجمل القصيرة والإيقاع الراقص الذي يستميل الآذان، فكان شعره يدخل إلى القلوب بسرعة، وهذا ما ضمن له أن يقبل المغنون على شعره.

صاحبت الأمسية الثقافية السودانية فقرات غنائية للمطربين محمد بدوي أبو صلاح وعثمان الفحيل، ركزا على أغاني بوصلاح، وأثارت حماسة الجمهور واستحسانه.

د. عمر عبدالعزيز معلقًا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى