مقالات

وقفات مع المتنبي وشعره  (8) د . أحمد الزبيدي     –     الإمارات

د. أحمد الزبيدي

“فُرقةُ الأحباب”

قال أبو الطيب المتنبي في “شرح الواحدي” ص13 من البسيط:
‌لَوْلَا ‌مُفَارقَةُ ‌الأحباب مَا وَجَدَتْ
لَهَا المنايا إِلَى أَرْوَاحنَا سُبُلاَ
يقول: لولا الفراق لما كان للمَّنيّةِ طريق إلى أرواحنا، أي إنما توصلت إلينا بطريق الفراق.
قال القاضي الجُرجاني(ت ٣٩٢هـ):”وهذا مما ادُّعي على أبي الطيب فيه السّرقة. يريد بذلك أنه أخذه من أبي تمام:
لَوْ جاءَ مُرْتادُ المَّنيّةِ لِمْ يَجِدْ

إِلاّ الفَراقَ على النَّفُوسِ دَلِيلاً
وقد أخذه أبو تمام من قول قيس بن الملوح:
‌لَعَمْرُك ‌لَوْلَا ‌البَيْنُ لَا يُقْطَعُ الهَوى

وَلَوْلَا الْهَوَى مَا حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ
والبين: الفراق والبين أيضًا: الوصال وهو من الأضداد وقرئ:
{لقد تقطع بينكم} قال الإمام الرازي:” مَعْنَاهُ لَقَدْ تَقَطَّعَ وَصْلُكُمْ”.
قال صاحب العود الهندي: “والبيت من خالص الشعر ومختار الكلام، وإن كان مأخوذا من قول أبي تمام”، ‌وهذا ‌المعنى ‌قديم؛ طرقه غير واحد من الشعراء.
قال التهانوي (ت بعد ١١٥٨هـ):” وأخذ المعنى وحده يسمّى سلخا وإلمامًا، من ألمّ بالمنزل إذا نزل به، فكأنّه نزل من اللفظ إلى المعنى”. وقال في الدرر المستحسنة:
وَالسَّلْخُ: وَهُوَ كَشْطُ الْجِلْدِ عَنِ الشَّاةِ وَنَحْوِهَا؛ فَكَأَنَّهُ كَشَطَ مِنَ الْمَعْنَى جِلْداً، وَأَلْبَسَهُ جِلْداً آخَرَ، فَإِنَّ اللَّفْظَ لِلْمَعْنَى بِمَنْزِلَةِ اللِّبَاسِ.
قال بهاء الدين السبكي(ت773ه) :” إن كان الثاني-بيت المتنبي- مثل الأول في البلاغة والفضل (فأبعد من الذم) مما قبله، ولكن الفضل للسابق.
قلت: ويبقى بيت أبي الطيب أملحُ لفظاً، وأصحّ سبكاً، وأدق معنى.
قال عبد الرحمن حَبَنَّكَة (ت ١٤٢٥هـ) :” أقول: بيت المتنبّي أدَقُّ وأوضحُ وأشْعَرُ، فقد خصّص الفراق بفراق الأحباب، ولم يتكلّف كما تكلّف أبو تمام بقوله: “مْرْتَادُ المنيّة” والمنايا لا تحتاج دليلاً يدلُّها على النفوس إنّما لها سُبُل، وهذا ما اختاره المتنبي، فهو في عمله مُغِيرٌ مُجِيد، ومُستَفِيد مُحْسِن”.
‌‌ ذم الفراق

وكان يقال: ما خلق الفراق إلا لتعذيب العشاق. ويقال: فراق الأحباب، سقام الألباب. وقال آخر: حق الفراق أن تطير له القلوب، وتطيش معه
العقول، وتطيح عليه النفوس. ويقال: فراق الحبيب يشيب الوليد، ويذيب الحديد.
وقال النظّام: لو كانت للفراق صورة لراعت القلوب وهدت الجبال، ولَجَمْر الغضى أهون توهجًا من ناره، ولو عذب الله أهل النار بالفراق لاستراحوا إلى ما قبله من العذاب، وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
لو أن مالك عالمٌ بِجوى الهوى
وفعاله بأضالع العشاق
ما عذّب الكفار إلا بالهوى
وإذا استغاثوا غاثهم بفراق

 و “مالك” هو ‌خازن ‌النار. قال تعالى: {وَنَادَوْا ‌يَا ‌مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَارَبُّكَ [الزخرف: 77]

وقال أحمد بن رجاء الكاتب: أخذ مني تميم بن المعز جارية كنت أحبها وتحبني فأحضرها ليلة في منادمته فنام فأخذت العود وغنت عليه صوتاً حزيناً من قلب قريح وهو:
لا كان يوم الفراق يوما
لم يبق للمقلتين نوما
شتت مني ومنك شملا
فساء قومًاً وسَرَّ قوما
يا قوم من لي بوصل ريم
يسومني في الغرام سوما
ما لامني الناس فيه إلاّ
بكيت كيما أزاد لوما
فأفاق المعز مع فراغها، ورأى دمعها يسيل فقال: ما شأنك؟ فأمسكت هيبة له، فقال لها: إن صدقتني لأبلغنك أملك، فأخبرته بما كنا عليه فأحسن إليها وردها إلي وألحقني بخاصة ندمائه.
قال الأرجاني:
لم يبكني إلاّ حديث فراقهم
لمّا أسرّ به إليّ مودّعي
هو ذلك الدر الذي ألقيتم
في مسمعي ألقيته من مدمعي
ومن الطرائف والظرائف أن فريقا آخر من الأدباء والشعراء والحكماء؛ رأوا في الفراق رجاءً وأملا في اللقاء!
قال بعضهم: في الفراق مصافحة التسليم ورجاء الأوبة، والسلامة من السآمة وعمارة القلب بالشوق والأنس بالمكاتبة.
وقال أحدهم:
وليست فرحة الأوبات إلا
بموقوف على ترح الوداع
وكتب بعض الكتّاب: جزى الله الفراق خيرا، فما هو إلا زفرة وعبرة، ثم اعتصام وتوكل، ثم تأميل وتوقع، وقبّح الله التلاقي، فإنما هو مسرة لحظة ومساءة أيام، وابتهاج ساعة واكتئاب زمان. وقال: إني لأكره الاجتماع ولا أكره الفراق، لأن مع الفراق غمة يخفيها توقع إسعاف بتأميل الأوبة والرجعى. ومع الاجتماع محاذرة الفراق وقصر السرور: قال الشاعر:
ليس عندي سخط النوى بعظيم
فيه غم وفيه كشف غموم
من يكن يكره الفراق فإني
اشتهيه للذة التسليم
إن فيه اعتناقه لوداع
وانتظار اعتناق لقدوم
وقال بعض الظرفاء من الكتّاب: إن قلت: إني لم أجد للرحيل ألمًا وللبين حرقة، لقلت: حقا، لأني نلت به العناق، وأنس اللقاء ما كان معدوما أيام الاجتماع.
ومما يليق قول البحتري:
فأحسن بنا والدمع بالدمع واكف
نمازجه والخدّ بالخد ملصق
وقد ضمّنا وشي الفراق ولفّنا
عناق على أعناقنا ثم ضيق
فلم نر إلا مخبرا عن صبابة
بشكوى وإلا عبرة تترقرق
ومن قبل قبل والتّشكّي وبعده
نكاد بها من شدّة اللثم نشرق
ولو فهم الناس الفراق وحسنه
لحبب من أجل التلاقي التفرق
وقال غيره:
آه من حرّ دمعة المشتاق
ما ألذّ البكاء عند الفراق
لذّة الدمع عند بين حبيب
كعناق الحبيب وقت التلاقي
ولله در المتنبي إذ قال:
‌‌‌أشد ‌الغم ‌عندي ‌في ‌سرور
تيقن عنه صاحبه انتقالا
يقول السرور الذي تيقن صاحبه الانتقال عنه فهو عندي أشد الغم لأنه يراعي وقت زواله فلا يطيب له ذلك السرور.
عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: “وَجَدْتُ حَجَرًا مَكْتُوبًا عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ”:
[البحر الطويل] وَكُلُّ مُصِيبَاتِ الزَّمَانِ وَجَدْتُهَا
سِوَى ‌فُرْقَةِ ‌الْأَحْبَابِ هَيِّنَةَ الْخَطْبِ
وَأَنْشَدَ ابْنُ عُيَيْنَةَ هَذَا الْبَيْتَ وَقَالَ: “لَقَدْ عَهِدْتُ أَقْوَامًا فَارَقْتُهُمْ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً مَا يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّ حَسْرَتَهُمْ ذَهَبَتْ مِنْ قَلْبِي”. وقالوا: من أشد العذاب ‌فرقه ‌الأحباب.
ولكل جليلة دقيقة، ودقيقة الموت الفراق. قال النُميريّ:
إنّ ‌المنيّة ‌والفراق ‌لواحدٌ
أو توأمان تراضعا بلبان
‌‌قال الشاعر:
كأنّا خلقنا للنّوى فكأنّنا
حرام على الأيّام أن نجتمعا
تقول العرب: ‌فرقة ‌الأحباب سقم الألباب، وأنشدوا للوراق :
‌شَيْئَانِ ‌لَوْ ‌بَكَتِ ‌الدِّمَاءَ عَلَيْهِمَا
عَيْنَايَ حَتَّى يُؤْذِنَا بِذَهَابِ
لَمْ يَبْلُغِ الْمِعْشَارَ مِنْ حَقَّيْهِمَا
فَقَدُ الشَّبَابِ وَفُرْقَةُ الْأَحْبَابِ
وقال المُتَنَبِّيّ:
آهِ لَمْ يَدْرِ بِالعَذَابِ فُؤَادٌ
لم يَذُقْ طَعْمَ ‌فُرْقَةِ ‌الأَحْبَابِ
ولقَيْس بن ذَرِيْحٍ اللَّيْثِيُّ:
وَكُلُّ مُلِمَّات الزَّمَانِ وَجَدْتُهَا
سِوَى ‌فُرْقَةِ ‌الأَحْبَابِ هيِّنَة الخَطْبِ
قال الإمام الذهبي: “وَنَظْمُهُ فِي الذُّرْوَةِ العُلْيَا رِقَّةً، وَحَلَاوَةً، وَجَزَالَةً”
ومما يروى عن الإمام أبي القاسم القشيري أنه قدم بغداد وتفقد مجلس الوعظ، وروى في أول مجلس عقده الحديث المشهور عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: “السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه … ” فقام سائل وقال: لما سمى النبي – صلى الله عليه وسلم – “السفر قطعة من العذاب” فقال: لأن سبب ‌فرقة ‌الأحباب، فاضطرب الناس وتواجدوا وما أمكنه أن يتم المجلس فتركه.
وعَن أبي زَكَرِيَّا الْبَصْرِيّ قَالَ حَدثنِي رجل من قُرَيْش قَالَ خرجت ‌حَاجًا ‌مَعَ ‌رفْقَة ‌لي فعرجنا عَن الطَّرِيق لنصلى فجاءنا غُلَام فَقَالَ لنا هَل فِيكُم أحد من أهل الْبَصْرَة فَقُلْنَا كلنا من أهل الْبَصْرَة فَقَالَ إِن مولَايَ من أَهلهَا ويدعوكم إِلَيْهِ فقمنا إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ نَازل على عين مَاء فَجَلَسْنَا حوله فأحس بِنَا فَرفع طرفه وَهُوَ لَا يكَاد يرفعهُ ضعفا وَأَنْشَأَ يَقُول
يَا بَعيدَ الدَّارِ عَنْ وَطنهْ
مُفرداً يَبكي على شَجنهْ
كلمَّا جَدَّ الرَّحيلُ بِهِ
زادتِ الأسْقَام فِي بدنه
ثمَّ أُغمي عَلَيْهِ طَويلا وَنحن جُلُوس حوله إِذْ أقبل طَائِر فَوَقع على أعالي شَجَرَة كَانَ تحتهَا وَجعل يغرد فَفتح عَيْنَيْهِ وَجعل يسمع تغريد الطَّائِر ثمَّ أنشأ يَقُول:
ولَقدْ زَادَ الفُؤادَ شَجًى
طائرٌ يَبكي على فَنَنِهْ
شَفَّهُ مَا شَفّنِي فَبكى
كُلنا يَبكي على سَكنهْ
ثمَّ تنفس نفسا فاضت مَعَه نَفسه، فَلم نَبْرَح عِنْده حَتَّى غسلناه وكفناه وتولينا الصَّلَاة عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرغْنَا من دَفنه سَأَلنَا الْغُلَام عَنهُ فَقَالَ هَذَا الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف. وَكَانَت وَفَاته سنة(193ه)، وفي “وَفَيات الأَعيان”: كان الشهرستاني يروي بالإسناد إلى النظام البلخي العالم المشهور، واسمه إبراهيم بن سيار، أنه كان يقول: ‌لو ‌كان ‌للفراق ‌صورة لارتاع لها القلوب ولهد الجبال، ولجمر الغضى أقل توجها من حمله، ولو عذب الله أهل النار بالفراق لاستراحوا إلى ما قبله من العذاب. وكان يروى للدريدي أيضا باتصال الإسناد إليه قوله:
ودعته حين لاتودعه
روحي ولكنها تسير معه
ثم افترقنا وفي القلوب لنا
ضيق مكان وفي الدموع سعة
وكان يروي للدريدي أيضًا مسندًا إليه:
يا راحلين بمهجة
في الحب متلفة شقيه
الحب فيه بلية
وبليتي فوق البلية
وفي كتاب “تزيين الأسواق” للأنطاكي، (ت ١٠٠٨هـ)
ما حكاه الأصمعي؛ وقد قال له الرشيد: حدثني بأعجب ما رأيت، قال أخبرني السميدعُ بن عمرو الكلابي- وقد جاوز المائة- قال: ‌كنت ‌كثير ‌الأسفار فمررت قاصداً اليمامة ببيت يلوح، وقد قرب الليل فأردت المبيت عنده، فقالت لي امرأة منه: أضيفٌ أنت؟، قلت: نعم، فقالت: على الرحب والسعة، ولكن تنحى حتى يأتي رب المنزل، فعدلت إلى طوى هناك، فسقيت ناقتي وجلست، وإذا بسوداء تحمل جفنة ثريد، معها تمر ورطب، فقالت: تعلل بهذا، فقلت: في دونه كفاية؛ فأكلت وأخرجت دقيقاً فأطعمت ناقتي، وتوسدت ذراعها، وإذا بقيم قد حال بيني وبين البيت، ثم غفت عيني فلم أفق إلا وشاب على أحسن ما يكون، ومعه عبيد قد أقبلوا بحطب ونار فأضرموها وجاءوا بكبش فذبح وكشط، وطبخوا وثردوا وقدم إلينا فأكلنا، ثم قال لي كن هنا حتى آتيك الصباح، فلما أشرف الصبح جاء ففعل كما فعل ليلته. فلما أكلنا قال لم أقض حقك فأقم عندي يومك. فقلت سمعاً وطاعة، فركب ومكثت ساعة وإذا الجارية تقول لي أجب ابنة عمك، فقلت كيف أكلمها وقيمها غائب. قالت من وراء حجاب فأقبلت فسلمت، فقالت يا ابن العم أتريد اليمامة، قلت نعم. قالت فاحفظ عني هذه الرسالة وأعد إلي جوابها، وأنشدت:
أعلى العهد مالك بن سنان
أم سقاه أفاوق الغدر ساقي
إن يكن خان أو تسلى فإني
لعلى العهد لم أخن ميثاقي
ما ألم الرقاد مذ بنت إلا
بجفون قريحة الآماق
فعليك السلام ما ابتسم النور
وما أبَ في الثرى عرق ساق
ثم قالت ليكن انشادك الأبيات بالحضرمة، فلما خرجت في اليوم الثاني خرج الشاب فقال يا ابن عمي هل أنت مبلغ عني رسالة وعائد إلي بجوابها؟ قلت نعم. فقال قف بقران بني سحيم وأنشد:
أيا سَرحَتَيْ قرّان بالله خبرا
عن الناقةِ العيساء كيف نزاعها؟
فلو أن فيها مطمعاً لمتيم
نأت دارها عنه وخيف امتناعها
لهان عليه جوب كل تنوفة
يخاف عليه جورها وضياعها
تغرّبت عن نفسي وأيقنت أنها
تريد وداعاً يوم جدّ وداعها
فلما دخلت اليمامة وقفت حيث وصف وأنشدت الأبيات، وإذا بجارية حاسرة كأنها مهرة تنشد:
تحمل رعاك الله مني تحية
إليه جديد كل يوم سماعها
وخبر عن العيساء أن قد توخ
مت عليها مراعيها وطال نزاعها
لقد قطع البين المشتت ألفة
عزيز علينا أن يحم انقطاعها
ثم شهقت شهقة فماتت، فلما أردت الانصراف وقفت بالحضرمة وأنشدت أبيات المرأة فأجابني فتى:
لم يحلْ عن وفائه ابنُ سنان
لا ولا زال وجده بالفراق
إن بين الحشا لهيب اشتياق
ليس يُطفي جواه إلا التلاقي
إنما أبقتِ الهموم خيالاً
بالياً ممسكاً بباقي رماقي
ثم شهق شهقة فمات، فلما رجعت إلى الحي أخبرت المرأة بجوابها فشهقت شهقة فارقت نفسها، وعلت الأصوات فأقبل الشاب فقال لي ما شأنها؟ فأعلمته الخبر ثم أنشدته جواب أبياته، فقال هأنذا مَيْت، فاضطجع فكأنما كانت نفسه بيده.
ومن الشعراء المحدثين المبدعين؛ شاعر العراق في عصره ؛ ‌الشاعر الفحل نعمان ماهر الكنعاني، ولا يعرف فضله إلا من اطّلع على ديوانه. كتب قصيدته هذه خلال إقامته في دمشق سنة 1979 يذكر أصحابه في بغداد:
يا صحابي وأين منِّي صحابي
ذكرياتُ الصِّبا وعهدُ الشَّبابِ
يا صحابي وفي النَّوى يجمحُ الشَّوقُ
فإن طالَ عادَ خفْقَ عذابِ
كلَّما مرَّ في خياليَ منكم
صاحبٌ هزَّ خافقي في اصطخابِ
أتمنَّى لقاءكم والأماني
في التَّنائي مشعشعاتُ سرابِ
أين بغدادُ أين دجلةُ و (النَّا دي)
وأين الكؤوسُ ملأى صوابي
وأغاني المساء ينثرُها (المذياعُ)
نجوى الهوى على الأحبابِ
أبدلتْني بها دمشقُ حنيناً

-وهي روضٌ مفوَّفٌ– للإيابِ

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. تحياتي واحترامي دكتور احمد الزبيدي .كلمات يشع منها العلم والشفافية والرقة وهي بحق المتبي جميلة خفيفة الظل تحمل من اشعار العرب اجملها .وكان الوقوف على الاطلال سنة عند شعراء العرب وفيها من عذاب الفراق وعذوبته في نفس الوقت فعذاب العاشق عذب لكن عذاب ما ليس له احساس يختلف فذاك يثبت انسانيته وخياله واحساسه وابداعه وهذا يثبت حيوانيته .مقال جميل فيه فكر طيب وثقافة واسعة ورحابة بلاغة .مع الحب والتحية والاحترام والتقدير لك ولنسيجك النقدي المحبوك بشكل رائع .تحياتي .مهند الشريف

  2. السلام عليكم دكتور أحمد
    سامحك الله يا دكتور فتحت الجروج بعد التئامها وذكرتنا بماا مضى
    الاليت الشباب يعود يوما ……ونرى الاحبابا

  3. وقفات جميلة
    وبليغة وحكيمة
    وعاطفية ودنيوية
    ولا أجمل ولا أفضل ولا أكمل
    من حب العبد لمولاه حبا ذاتيا نزيها لا يريد منه إلا إياه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى