الشارقة – “البعد المفتوح”:
صدر عن “بيت الشعر” في دائرة الثقافة في الشارقة العدد (64) من مجلة “القوافي” في الشارقة لشهر ديسمبر 2024 في عامها السادس ، وهي مجلة متخصّصة في الشعر الفصيح ونقده وتحتفي بالمواضيع ذات الصلة به بلاغةً ولغةً وتراثًا، كما تحتفي بالشعراء من مختلف العصور.
استهل العدد موضوعاته بافتتاحية عنوانها “القصيدة العربية ودورها في المجتمعات” جاء فيها :” طرأت على الشعر العربي تطوّرات كثيرة خلال مراحل زمنية مختلفة، كما تأثر بنهضة المجتمعات العربية، لا سيما في عصر صدر الإسلام؛ إذ استقى الشعر من النصوص الدينية، ولعل أبرزها القرآن الكريم، وحدثت في ذلك العصر تغيّرات محورية على كل المستويات الثقافية والإنسانية والحضارية”.
وفي هذا العدد إضاءة على شعراء عرب كبار أدركوا الإسلام، وأسهموا في تطوّر القصيدة العربية، تحت عنوان “الشعراء المخضرمون”، إذ شكل هؤلاء حلقة وصل بين العصرين الجاهلي والإسلامي، وتركوا أثراً كبيراً في دلالات القصيدة العربية؛ ومنهم كعب بن زهير، وحسان بن ثابت، ولبيد بين ربيعة، وآخرون. وتناول باب “إطلالة” الشعراء المخضرمين، ودورهم في مد جسور وصل شعرية بين الماضي والمستقبل في مقال كتبته الشاعرة د. حنين عمر، وفي باب “آفاق” كتب الشاعر د. محمد طه العثمان عن “التجديد والحيوية في الشعر الجاهلي”، وتضمن العدد حوارًا في باب “أوّل السطر” مع الشاعر الكويتي رجا القحطاني، وحاوره الشاعر الإعلامي أحمد الصويري، واستطلعت الشاعرة جمانة الطراونة، آراء مجموعة من الشعراء والنقاد، حول موضوع “الكتابة الشعرية بين العامية والفصحى”، وفي باب “مدن القصيدة” كتب الشاعر الإعلامي عبدالرزاق الربيعي عن مدينة “السماوة العراقية”، أما باب “حوار” فقد حاور فيه الشاعر مخلص الصغير، الشاعرة المغربية د. خديجة السعيدي، وتنوعت فقرات “أصداء المعاني” بين بدائع البلاغة، ومقتطفات من دعابات الشعراء، و”قالوا في…” كتبها الإعلامي فواز الشعار، وتطرقت الباحثة د. إيمان عصام خلف، في باب “مقال” إلى موضوع “تراسل الحواس”، كما كتب الشاعر حسن المطروشي، عن سيرة الشاعر العماني علي الكحالي، بينما كتب في باب “عصور” الشاعر د. رابح فلاح، عن الشاعر “ابن نباتة المصري”، وكتب الإعلامي محمد زين العابدين، في باب دلالات عن “الشتاء.. ودلالاته في القصيدة العربية.” كما تناولت د. سماح حمدي، موضوع “النعامة ودلالاتها في الشعر العربي”، وقرأ د. رشيد الإدريسي، في باب “تأويلات” قصيدة “محاولة للخلاص” للشاعر العماني ناصر الغساني، وقرأ الشاعر د. جاسم محمد جاسم العجة، قصيدة “حياة” للشاعر أحمد اليمني، وفي باب “استراحة الكتب” تناول الشاعر محمد الهادي الجزيري، ديوان “ترنيمتان للصحراء” للشاعر ابن حمزة. في باب “نوافذ”، أضاء د. سعيد بكّور، على موضوع “أدب تحت الطلب.”، واحتفى العدد بنشر مختارات متنوعة من القصائد الشعرية، امتازت بجمال المبنى والمعنى، في مختلف الأغراض والمواضيع، واختتم العدد مدير التحرير الشاعر محمد عبدالله البريكي في “حديث الشعر” بعنوان “أسلافنا تركوا أثرًا في القصيدة”، وجاء في مقاله : “فمن يكتب الشعر يحيا على فكرة البحث دومًا، ينقِّبُ عن صورةٍ لا تُرى في القصائد، يُخرج من راسه فكرةً لم تقل سابقًا في الكلام، وعن تربةٍ يبدأُ الحرثَ فيها، ويبذر ما شاء، ثم يسير مع الوقت كي يصعدَ العشبُ نحو السماء، وكي يورق الغصنُ بالبوح حتى تغنّي عليه الطيور، وكي يتغنّى بطعم الثمار، ويُخرج من حقله للقلوب أطايبَ إحساسه، ثم يُطلق خيلاً تسابقها الريح، يخرج معناه من نفق الوقت، يسهم في كشف ما قد سيأتي، وما قد تكون عليه القصيدة بعد الزمان الذي كتبت فيه، ثم يفكّر كيف ستصمد في وجه كل التغيّر، كيف يحافظ شطرُ القصيدة هذا الذي قد عرفناه شكلاً يرتّبه اللحن، تضبط إيقاعه فاعلن فاعلاتن وأيضًا فعولن، وأخرى تسير على نسقٍ لا يحيد عن الدرب”.
زر الذهاب إلى الأعلى