نظمت ندوة الثقافة والعلوم أمسية حول الشاعر “محمد بن مسعود” تحدث فيها الشاعر سيف السعدي، بحضور الشيخ خليفة بن حريز بن خليفة آل مكتوم، وبلال البدور، رئيس مجلس الإدارة، وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس، وجمال الخياط المدير المالي، والكاتب عبدالغفار حسين، ود. رفيعة غباش، والموسيقار إبراهيم جمعة، والشعراء علي الخوار ودياب المزروعي وعلي السبيعي ولفيف من الشعراء والمهتمين.
أدار الأمسية الإعلامي جمال مطر مستهلاً بكلمات الشاعر الراحل حمد خليفة بوشهاب في مقدمته لمجموعة رباعيات محمد بن مسعود “أحس من خلال قراءتي لأشعار محمد بن مسعود بارتياح ممزوج بالغبطة، يجعلني أكبر صفاء ذهن هذا الرجل، وأعجب بتوقد قريحته، ففيما يكتب ظرافة ولطافة، ونكتة أنيقة، وفكاهة رقيقة، وما كل فكاهة تحنو ولا كل نادرة تعجب، ولكن في أشعار محمد المسعود ما يلفت النظر حقاً ويسترعي الانتباه صدقاً”.
الشاعر محمد بن مسعود قدم مجموعتين شعريتين هما “وسميات”، و”رباعيات محمد بن مسعود”، وتم تكريمه في الدورة الماضية لمهرجان الشارقة للشعر العربي.
و استحضر الشاعر سيف السعدي عن علاقته بالشاعر محمد بن مسعود التي تعدت الصداقة إلى الأخوة والأستاذية، وقد استنار بتوجيهاته وأفكاره، واكتسب من خلال معرفته به الكثير من المعارف التي أسعفته في كتابة القصيدة الشعرية، مضيفًا أن محمد بن مسعود “شاعر يمتلك ناصية المفردة الجميلة دون تكلف، فتتساقط القصيدة في السمع كالمطر على البيوت القديمة، وتنبت أبياته كالنبات في الذاكرة وتعلق بها، وتحول الروح إلى واحة غناء تعج وتضج بالشدو.. هذا هو محمد بن مسعود الإنسان الحقيقي”.
وأردف سيف السعدي أن في علاقته بالمسعود خلال ما يقارب 45 سنة لم يجرحه حتى بمزحة، فالشاعر الحقيقي يشعر ويقدر مشاعر الآخرين من خلال تعامله، فهو يكره الهجاء رغم أنه غرض من أغراض الشعر. وألقى سيف السعدي بعض أبيات من شعر محمد بن مسعود منها قصيدة وصف حيث قال المسعود:
الشعر يا اللي حجب عني ضياها
دفنت واومت بفرعه وافترق
قام يتوهج من الغره سناه
اكنها فجر تنفس من غسق
وقصيدة الملاحة:
اختلط ماء الملاحة والمطر.. وفاح ورد الخد بالليل المطير
كنها تحت الهميل المنهمر.. انعكاس البدر في ماي الغدير
وتساءل جمال مطر: ألا يحرج الشعراء عند الحديث عن بعضهم بعضًا ؟ وأضاف أن محمد بن مسعود تأثر بالشاعر الراحل راشد الخضَر على هذا أثر على تجربته؟
وأضاف جمال مطر:”عندما مزج بن مسعود العامية مع الفصحى لم تختل القصيدة، بل زادتها الفصحى رزانة، فصارت الكلمات العامية في القصيدة تستند على الفصيح لتصل لليقين الشعري في القصيدة”.
وذكر سيف السعدي أن “الحديث عن شاعر مثل محمد بن مسعود هو شرف لأنه شاعر رمز يعتز به”، وحول تأثره بالشاعر راشد الخضَر قال إنه تأثر إيجابي، ولكن له أسلوبه الخاص السهل الممتنع الذي لا يقدر عليه كثير من الشعراء عدا الموهوب منهم، وأكد سيف السعدي أن قصيدة محمد بن مسعود لم تخل بالقصيدة لأنه عرف كيف يوظف المفردة الفصحى مع المفردة الشعبية لأنه شخص مطلع ولديه الكثير من المعارف ويعرف جيداً كيف يمزج بين المفردتين، وتذكر سنوات عمله مع الشاعر مع بن مسعود في “دار الصدى” وما تعلمه منه ومعه تلك الأيام.
و قال سيف السعدي إن “القصيدة لدى بن مسعود هي إلهام، فهو يخاطب خيال وروح فهو لا يسعى لكتابة القصيدة بل القصيدة تسعى إليه، فالشاعر يتسم بجمال الروح ورهافتها، فالقصيدة مرآة ذات الشاعر تعكس روحه”.
وألقى جمال مطر بعضًا من أشعار بن مسعود منها:
الشعر حاز إعجابه قاري فطن ذويق
يقلب أوراق كتابه وتعذر التفريق
حط أصبعه برضابه عن يفقد التشويق
البهام والسبابه تلاصقن بالريق
وأكد بلال البدور أن للشاعر محمد بن مسعود مكانته التي يعتد بها، لأنه يتسم بكل ما هو راقٍ سواء شعراً أو تعاملاً، والندوة تفخر بالاحتفاء به كشاعر مميز.
وذكر الشاعر دياب غانم المزروعي أن محمد بن مسعود من أول الشعراء الكبار الذين التقى بهم وهو ناصح أمين وقدوة في الأخلاق والشعر، وأنه لولا محمد بن مسعود لما وصل للمكانة الشعرية التي فيها سواء داخل الإمارات أو خارجها، وأضاف أن بن مسعود قد يكون مقلًا في وجوده في الساحة الشعرية، إلا أن صيته حاضر في كل المحافل الشعرية.
وقال الشاعر علي الخوار إنه يشعر بالفخر لوجود محمد بن مسعود من شعراء الإمارات الذي يقدم السهل الممتنع، وأنه ابتعد عن إلقاء الشعر ولكنه ترك أبياته تلقي نفسها بنفسها، متمنياً أن يظل غدير الشاعر مستمرًا لينهل منه الشعراء.
و رأى الشاعر علي السبعان أن “تكريم الشاعر محمد بن مسعود وهو بين أخوانه وأصدقائه لفتة حميدة، فمحمد بن مسعود من أسرة عريقة في الشعر، ولذا انتهج الرباعيات التي يقول فيها ما قل ولذ ودل”.
وتعاقبت المداخلات من الكابتن علي الكوس وغالية خوجة حول العلاقة الإنسانية والشعرية بالشاعر، وفي ختام الأمسية تم تكريم الشاعر والمشاركين وسط احتفاء الحضور.