أخبار

 “معارج لِحُلم بعيد” أمسية مفعمة بالعذوبة في النادي الثقافي العربي بالشارقة

دانا أبو محمود و شمس الدين بوكلوه وياسر عبدالقادر محمد
الشعراء بعد تكريمهم وفي الصورة من اليمين خليفة الشيمي و محمد ولد سالم و ماترية طورمش

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

أحيا الشاعران ياسر عبد القادر محمد ودانا أبو محمود، أمسية شعرية بعنوان “معارج لِحُلم بعيد” نظمها النادي الثقافي العربي في مقره بالشارقة الجمعة 17 يناير 2025 ،  وأدارها وشارك فيها الشاعر شمس الدين بوكلوه  بحضور الأديب محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي و الفنان خليفة الشيمي مسؤول الفعاليات والمعارض في النادي و نخبة من الأدباء ومتذوقي الشعر.

اتسمت الأمسية بعذوبة الإلقاء وشفافية المعاني وجمال الصور.   قال شمس الدين بوكلوه في تقديمه “إن الشارقة بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هي مدينة الشعر وروضته الغنّاء التي يسرح في أفنانها الشعراء، ويمرحون ويأتون من صنوف الإبداع بما يدهش القارئ ويمتعه، ويجدون في منابرها الكنف الذي يحتضن أصواتهم ويوصلها إلى الجمهور العربي الواسع”.

استهل الأمسية الشاعر ياسر عبد القادر، وهو طبيب وشاعر عضو في عدد من المنتديات الشعرية السودانية، وشارك في كثير من الأماسي الشعرية في السودان والشارقة، ونشرت له قصائد في عدد من المجلات العربية، وله ديوان تحت الطبع، هما: “فكأنّما أحيا” و”عُروج إلى مراقِي النّبوّة”.

وشفّت فصائد الشاعر ياسر عبد القادر عن تمكنه ومهاراته  في التقاط الشعرية الصور المدهشة، فضلًا عن الدلالات الفلسفية العميقة في شِعره

يقول في قصيدته “كجناح اليراع”:

أنا لم أزَلْ باحثًا عن دَمِي

وعن جذوةِ الطينِ فيَّ، وعنْ..

أشِيدُ على لحظةٍ عالمي

وأهدمُ  في أختِها.. وليكُنْ!

ولا أتحاشَى اقْترافَ الرُّؤى

 لأنّ زمان الرُّؤى لم يحِنْ

أُربّيِ على الروحِ تَصهالَها

فتَصهالُ هذا التمرّدِ فَنْ

أنا كجناحِ اليراعِ الّذي

  بآفاقِ أفكارهِم ما سُجِن

تعلّمتُ أنِّي “أنا” وُجهتي

  وأنّ بقلبي المدَى والسُّفُنْ

وأنّ الطريقَ، كما رؤيتي،

إذا ضلّتِ الحدسَ لا تُؤتمَنْ

وأعلمُ أنّ انطفائي سنًى

  وأنّ البطولةَ بنتُ المِحَنْ

سأغرسُ في كلِّ أفقٍ بدا

سؤاليَ للرّوحِ: من أنتِ.. من؟

وكان لقصائد الشاعرة دانا أبو محمود وقع جذب بخصوصيته الحضور، وهي شاعرة وناقدة ومدرسة للغة العربية، شاركت في الكثير من المهرجانات العربية والدولية، وحصلت على عدد من الجوائز السورية والعربية، منها: جائزة عمر أبو ريشة، جائزة شاعر جامعة دمشق، وشاركت في الموسم العاشر، ولها ديوانان قيد النشر.

تميزت دانا في شِعرها برقة العبارة، وبتمكنها من اللغة، وقدرتها على قدح صورها الشعرية  شرارات متوهجة، وكانت قصائدها دفقات شعورية تنفث أنات الغربة المغموسة بالأسئلة الحائرة

تقول في “أنا الريح”:

تنامُ بلا أرضٍ، فماذا يُضيرُها

  وكلُّ السمواتِ الفِساحِ سريرُها ..؟!

تُهدهدُها  كفُّ   المسافاتِ  تارةً

ويكبرُها في الدّهر حجماً شُعورُها

أنا “الريح” والأيّامُ بعضُ مراكبي

 تُساقُ بطوعي كيفَ شِئتُ أُديرُها

أسيرُ ولي “سبعٌ وعشرونَ” وردةً

 يُزاحمُني من كلِّ صوبٍ عبيرُها

وتحنو على خَطوي الدُّروبُ  كجدّةٍ

يمرُّ عليها في الصّباحِ صغيرُها

بكَفّي عصرْتُ الشِّعرَ فجرَ خواطري

ليرشَحَ من كلِّ السمواتِ نورُها

فلا برَّ إلّا حيثُ ترسو     قصائدي

ولا ماءَ إلّا حيثُ هاجتْ بحورُها

شمس الدين بوكلوه الذي قدم للأميسية هو شاعر وشارك بقصيدة نمّت عن لغته الشعرية وتمرسه الذي عززته عبارته الشعرية القوية المفعمة بالصور المنسوجة بوعي واقتدار .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى