أخبار

قراءة في رواية “رسائل عشاق” طرحها “صالون الشارقة الثقافي” في المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة

د. سعيد العمودي و فتحية النمر

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة “صالون الشارقة الثقافي” الذي طرح “قراءة في رواية رسائل عشاق” للأديبة فتحية النمر، ضمن جلسة أدارها د.سعيد العمودي بحيوبة رافقت التحاور مع الروائية، و ضمت عدة محاور وناقشت عدة جوانب متعلقة بالرواية، كما سلطت الضوء على ضرورة اهتمام الكاتب الإماراتي بالتراث وبعادات وتقاليد دولة الإمارات.

وحول سبب اختيار الكاتبة عنوان روايتها، أكدت فتحية النمر أنها سلمت دار النشر عشرة عناوين مقترحة، كان أقربها إلى قلبها عنوان “قرية الصيادين”، لأن أحداث الرواية كانت في هذه القرية، ولكن دار النشر اختارت عنوان “رسائل عشاق” لأغراض تسويقية، ولكون أحداث الرواية بالفعل تتصاعد حين تعثر بطلة القصة والتي تروي أحداثها لنا على رسائل متبادلة بين اثنين كانا مجهولين بالنسبة لها، وعن فلسفة فتحية النمر في تناولها للموضوعات بقلم جريء، خصوصاً الموضوعات المسكوت عنها، أكدت النمر أنها تحرص في كل رواية من رواياتها على تقديم شيء جديد كي لاتكرر نفسها، وهذا ما حرصت عليه حين قررت البدء بهذه الرواية وأرادت أن تركز على حقبة زمنية قديمة لا يعلم عنها الجيل الجديد الكثير، ولابد وأن ننقله لهم بكل دقة وأمانة، حيث حرصت النمر على جمع معلومات كافية حول هذه الفترة، ومنها طريقة العيش وفرص العمل وطبيعة الحياة المجتمعية، مع التركيز على القيم الإيجابية التي كانت سائدة ومنها تكاتف الجميع وتعاونهم معاً وتقدير واحترام الكبار ومكانتهم في الأسرة والمجتمع وغيرها الكثير من التفاصيل، حيث تصاعدت أحداث الرواية خلال زمنين الأول كان مع بداية عام 1920، والثاني بدأ مع بداية عام 1950، وخلالها حرصت الكاتبة على إبراز قيم وأصالة الماضي من خلال أحداث وتفاصيل الرواية، كما حرصت الكاتبة على حضور التراث والعادات والتقاليد في فصول الرواية ويتجلى ذلك من خلال قرية الصيادين، التي تقع فيها أحداث الرواية، واهتمام الكاتبة بكافة التفاصيل، حيث ركزت على سبيل المثال على قوة الإيمان لدى أبناء القرية الذين يتحلّون بالصبر ويثقون ثقة تامة بقدرة الله سبحانه ويواجهون بهذا الصبر والإيمان أية صعوبات تواجههم، واستخدمت الكاتبة في هذه الرواية تقنية الزمن المتوازي وهي معاكسة للزمن الخطي، حيث تجبر القارئ على التركيز التام لمواكبة لتفاصيلها كافة،  وتعتبر مرهقة للقراء ولكن في الوقت ذاته هي ممتعة في تتابع أحداثها وتصاعدها حيث يصعب للقارئ ترك الرواية قبل الانتهاء منها..وحول نهاية الرواية ترى النمر أن نهايتها كانت مغلقة وليست هناك إمكانية لاستكمال كتابة جزء ثاني منها رغم ما وجدته من ترحيب وقبول من جماهير القراء والأدباء، إلا أنها ترى أن الرسالة التي تريد إيصالها من خلال هذه الرواية قد وصلت بالفعل ولاحاجة لأي جزء ثانٍ، وعن إمكانية تحويل الرواية لعمل تلفزيوني أو سينمائي أكدت أنها ترحب بهذا وأن الرواية من خلال ما تضمه من حوارات وتفاصيل وتصاعد للأحداث تعتبر جاهزة لأي عمل ولكن على المنتجين والمخرجين الالتفات للمواهب الإماراتية، والحرص على تسليط الضوء على الأعمال التي تعكس واقعنا المحلي وتعرّف الجميع على تراثنا الإماراتي.
تضمنت الجلسة كذلك قراءات للرواية من الأدباء، وهم عبد الفتاح صبري، و فاطمة الهديدي، و محمد هجرس، وأسماء الزرعوني،           و عائشة عبد الله، وقد أجمعوا على أهمية الرواية سواء من خلال طرحها لقضايا جديدة أو من خلال حرص الكاتبة على الإلمام التفاصيل كافة، وتجسيد مختلف الشخصيات، فمقومات العمل الروائي تعتبر كاملة ومتكاملة في هذا العمل المميز الذي يدفع أي ناقد لقراءته مرة واثنتين وثلاث، لاكتشاف أشياء جديدة في كل مرة، بسبب ما يضمه من تفاصيل وتشعبات وأحداث متلاحقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى