أخبار

” بيت الشعر” في الشارقة إبداع متواصل

نجوم الأمسية جعفر حمدي و د. خليفة بوجادي وعمر المقدي و د. أحمد سعد الدين

عبدالله العويس بحضور محمد عبدالله البريكي يتصدر الشعراء ومقدمهم بعد تكريمهم من اليمين جعفر حمدي و د خليفة بوجادي وعمر المقدي و د. أحمد سعد الدين

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

ألقى الشعراء جعفر حمدي أحمد، ود.خليفة بوجادي، وعمر المقدي قصائدهم الثلاثاء 28 يناير 2025 في أمسية نظمها “بيت الشعر” بالشارقة في أمسية حضرها عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة، وقدم لها د. أحمد سعد الدين معرفًا بالشعراء مشيدًا برعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة ودعمه الشعر والحركة الثقافية.

في بداية الأمسية ألقى الشاعر جعفر حمدي أحمد، عددًا من قصائده وسط تفاعل الجمهور مع صوره الجميلة وتأملاته و معانيه العميقة ذوات الطابع الإنساني.

ويطل االشاعر على الحضور بنظرة فلسفية إلى الحياة تتجلى في قصيدته التي يقول فيها:

تقسُو، فتُضحكهم،آهٍ فلو عرفوا

 كم تُدمىٰ عينُكَ، ما رقُّوا وما ضَحِكُوا

هذا الوحيدُ مشىٰ بالنهرِ مُؤتنِسًا،

إنْ حطَّ فِي الماءِ لم يحفَلْ بهِ السَّمكُ

‏‎وإن أشارَ إلى الغيماتِ؛ ظُنَّ بهِ

بعضُ الجنونِ وغاضَ الغيمُ والفَلَكُ

مستمسكونَ بما يلقيهِ أشرعةٌ

 بها نطوفُ علىٰ نُورٍ ونمتلكُ

لو قورِنَتْ بجمالٍ رغمَ حنكتِهِ

يمشيِ الجمالُ على ساقٍ ويرتبكُ

أيَا شبيهَ الذي اغتيلتْ جوارحُهُ؛

ويا سميَّ الذي فِي دربِهِ سَلكُوا

لم نكترثْ بحياةٍ أنتَ تاركُها

مُلكٌ كثيرٌ ولكنْ وحدُكَ المَلِكُ

و يقول في قصيدته «فتى المواجيد»:

قلبي النقيُّ مشىٰ بئراً لواردِهِ
كما تهيأَ عصفورٌ لصائدِهِ
مشىٰ يُقلِّبُ كَفَّيْ شِعْرِهِ، فغَدَا
يَلُوحُ للشمسِ إذ تزهُو بعائدِهِ
فَمَا تهيأَ طِفلٌ ما لقِبلتِهِ
إلاَّ وأصبحَ ظِلاًّ مِنْ فرائدِهِ
حتَّىٰ تفاخرَ قومٌ حينَ غايرَهُمْ
فتىٰ المواجيدِ، وانصاعُوا لشاردِهِ

بعد ذلك أنشد د. خليفة بوجادي مجموعة من قصائده المتسمة بقوة سبكها ودلالاتها منها «إيراقة الرمل والأحجار»:
عامٌ تَقضّي فلا كُرّرتَ يا عــــامُ
كذلكِ العمرُ.. عامٌ بعدَه عامُ
عشرون عاماً وخمسٌ فوق راحلتي
غادرتُ فيها صِباً تحدوهُ أحلامُ
عشرون عاماً وخمسٌ يا مهنّئَــتي
والنّفسُ يعكسُها دهرٌ وأقزَامُ

وكان ختام الإلقاء مع الشاعر عمر حسين المقدي، حيث ألقى عددًا من قصائده التي تجاوب معها الجمهور، ومنها : رسالةٌ مختصرةٌ (أبيات افتتاحية)، وهي مفعمة بالتحيات التي وظفها الشاعر ليوصل عبرها رسالته بصدق ولباقة مصورًا حالات اجتماعية مختلقة:

إلى بلدتي طاويًا بالتَّحيِّةِ وجهَ المدى

إلى التَّمتماتِ اللواتي  كَبِرْنَ على ما يظنُّ الصَّدى

إلى الباحثينَ الذينَ يرونَ الضّلالةَ في مُستهلِّ الهُدى

إلى عرقِ الكادحينَ الذي علَّم الأقحوان كلامَ النَّدى

إلى الأصدقاءِ الأُلى لنْ يكونوا – وإنْ فتنوهم – عِدى

إلى العائدينَ بكلِّ خشوعٍ  إلى العيشِ تحتَ مُسمَّى الرَّدى

 إلى الواقفينَ الحيارى انتظارًا لكي يستحيلوا فِدى

إلى كُلِّ مَنْ لا يزالُ يحاولُ أنْ يستشفَّ السُّدى

إليكم كتبتُ وأرسلتُ فوقَ الكِتَابِ يدا

تصافحكم واحدًا واحدا

……..

“أحاوِلُ دُونَ جدوى غيرَ أنَّي

أُسمِّيها المحاولةَ الأخيرة”

هذا ما يقوله الشاعر في قصيدته “مُصَابٌ بِالتَّفَاصِيلِ الصَّغِيرةْ” التي يصور فيها شخصيته القوية، وإصراره على المحاولة :

مِنَ الجَبَلِ الأَشَمِّ إِلَى الجَزِيرةْ

وَأَنْتِ فَرِيدَةٌ وَبِلَا شَبِيهٍ

تُلَقِّبُكِ النَّوَارِسُ بِالأَمِيرةْ

وَرُوحَانِيَّةٌ يَصْبُو إِلَيْهَا

دُعَاةُ الحُبِّ أَصْحَابُ البصيرة

هُنَا الأمواجُ تدنُو بِازرقاقٍ

لتمشُطَ فوقَ شاطِئِكِ الظَّفيرةْ

وهذي الشَّمْسُ تَخْلَعُ دُونَ خَوْفٍ

أشعَّتَها لِتمتدَّ الظَّهيرةْ

وَذرَّاتُ الرَّمالِ البيضِ تخشى

عليكِ مِنَ المُغَازَلَةِ المُثيرةْ

ألا يا شَرْمَةَ اللَّاشِعْرِ حتَّى

وإنْ كانَ المُحَالُ هُوَ الذَّخيرةْ

قَدِ اعْتَرَفَ المَجَازُ وَقَالَ : إنِّي

أغارُ مِنَ الحقيقةِ أيَّ غِيرةْ

وَإنِّي رَغْمَ كُلَّ مُحاولاتِي

الكثيرةِ والكثيرةِ والكثيرةْ

أُحاوِلُ دُونَ جدوى غيرَ أنَّي

أُسمِّيها المحاولةَ الأخيرةْ

فَأنتِ غنيَّةٌ جدًّا ولكنْ

أياديَّ القصيرةُ والفقيرةْ

سَمَاءٌ لَسْتِ بَحْرًا أنتِ دَوْمًا

على كُلِّ استعاراتي كبيرةْ

في نهاية الأمسية كرّم عبدالله العويس بحضور محمد البريكي الشعراء المشاركين ومقدمهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى