أخبار

ندوة تكريمية للروائي “نبيل سليمان” في النادي الثقافي العربي

مارية طورمش و نواف يونس ونبيل سليمان و د. عمر عبدالعزيز

د. عمر عبدالعزيز يكرم نبيل سليمان

 

.. ويكرم نواف يونس

 

جانب من الحضور

 

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم النادي الثقافي العربي في مقره بالشارقة مساء الخميس 6 فبراير 2025  ندوة تكريمية للكاتب نبيل سليمان بعنوان “سفر في عالم الكلمة” بحضور الشاعر محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي ، تحدث فيها نبيل سليمان عن تجربته، ود.عمر عبد العزيز ونواف يونس،  وأدارتها ماريا محيي الدين طرموش التي رحبت رحيبها  بالمشاركين في الندوة “الكاتب والإعلامي المثقف، مدير تحرير مجلة الشارقة الثقافية أ. نواف يونس ، و رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي المفكّر د. عمر عبد العزيز”، تحدثت عن شخصية الندوة “محتفين بشخصية أدبية تركت بصمةً واضحة في الساحة الثقافية العربية، وأحد أهم الأسماء البارزة التي أثرت المشهد الأدبي العربي، إذ استطاع عبر مسيرته الإبداعية أن يقدم مشروعًا روائيًا  متكاملاً، فمنذ بداياته الأدبية سعى إلى تفكيك الظواهر الثقافية والاجتماعية عبر عدسةٍ أدبيةٍ  بأبعادٍ منفرجة ممهورةً برؤاه تجمع بين الإبداع والتأمل النقدي. كما عمِل على استكشاف قضايا الحداثة والتراث، وتحليل البنية السردية في الرواية العربية والوقوف على تحولات الأدب العربي وأسئلته العميقة، فانعكس هذا في تنوع أعماله ونتاجه الغزير، حتى تجاوزت رواياتُه ودراساتُه النقدية حدود المألوف”، وعرفت باختصار بالروائي نبيل سليمان بأنه من مواليد عام 1945، وهو حاصل على بكالوريوس اللغة العربية، وعمل في التدريس، ومؤسس دار “الحوار” للنشر، وقد بدأ الكتابة الروائية منذ نهاية الخمسينات، وأصدر أول رواية له “ينداح الطوفان” عام 1969، ثم أتبعها بـ”مدارات الشرق” ، ” مجاز العشق “، “أطياف العرش”،” مدائن الأرجوان”، “جداريات الشام”، ” تاريخ العيون المطفأة، والعديد من الكتب النقدية، و حصل على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية وجائزة غالب هلسا للإبداع الثقافي، وجائزة باشراحبيل للإبداع الثقافي، وكُرّم في معرض تونس الدولي للكتاب، ، مختتمة تقديمها بإشارتها إلى أن “التفاتة النادي الثقافي العربي بالشارقة ليست مجرد احتفاء بشخصه، بل هو تكريمٌ مستحق للمشروع الأدبي الذي حمله على مدى عقود”.

استهل د. عمر عبد العزيز شهادته عن نبيل سليمان بقوله إنها نابعة معرفة طويلة به وقراءة لبعض نصوصه الروائية والنقدية، مشيرًا إلى أن نبيل سليمان من القليلين الذين لا يترددون في إطلاق أحكام قيمة جمالية على المنجز السردي بخاصة، وأن مساره الإبداعي في عوالم الكتابة السردية، وطاقته النقدية التي لا تتوقف، تضعانه مصافّ القامات الثقافية العربية الكبيرة، التي أطلت علينا من علياء الإحياء النهضوي، وقدمت لنا نصوصا باذخة ورؤى ضافية، مثل عباس محمود العقاد ومصطفى لطفي المنفلوطي وجبران خليل جبران وعلي أحمد باكثير، وكانت أدواته الكتابية السردية محكومة بالشعرية الوصفية، والغنائية البصرية، والتمثل الإدراكي، الأمر الذي منحه حق الجمع بين الحسنيين، فكان السرد ثمثلا جماليا وفنيا للكتابة الأدبية، وبالمقابل كان النقد رافعة موازية للنص المتدفق سرديا ، ويحسب له أن اهتمامه انصب على الحفر في قضايا مجتمعه من منظور إبداعي مجرد عن الانتماء الأيديولوجي، مما أعطى نصه استقلالية واستمرارية تضمن له البقاء.

الكاتب نواف يونس قال إن بينه وبين نبيل سليمان صداقة تمتد على مدى أربعين عاما، انطلقت من الشارقة التي جمعتهما أول مرة، وامتدت عبر لقاءات وصحبة في مدن عربية كثيرة، وأن ما يميز سليمان على المستوى الشخصي هو الاحترام والمودة لكل من صادقه وعرفه، والكرم الذي جعل من بيته الريفي قبلة للأدباء العرب الذين يزورون سوريا على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم، وأضاف: لقد تابعته منذ رواياته الأولى التي لقيت شهرة في الأوساط الأدبية، وكانت تعبر عن واقع الإحباط العربي بسبب الأزمات وانكسار الآمال آنذاك، وهو كاتب محترف متفانٍ في الكتابة نقديا وإداعيا، وقد أصدر حتى الآن ستين كتابا، وكان له ودور فاعل كمثقف وناشر أثرى المكتبة العربية بعدد كبير من الكتب الفكرية والأدبية، كما أن له جانبا صحافيا ممثل في كتاباته المقالات التي تتناول الفكر والأدب والمجتمع، وهناك نقطة مهمة في جل رواياته، وهي أنها تمثل تأريخا للتحولات التي شهدها المجتمع السوري في تاريخه الحديث، كما أنني في لقاءاتي مع النقاد العرب بمختلف توجهاتهم أجد لديهم تقديرا واحتراما له.

وكانت كلمة نبيل سليمان حول مسيرته الأدبية هي ختام مسك الندوة، واستهلها بشكر النادي الثقافي العربي على المبادرة، وشكر الشارقة التي قال عنها: “أما مدينة الثقافة الشارقة فلها حبي وتقديري بلا حدود، ذلك الحب الذي ترسخ في قلبي منذ أربعين” ثم قال: لا أعرف ما الذي دفع بي إلى القراءة والكتابة على وجه التحديد، لكن أذكر أنني قبل ستين عاما، كنت في المرحلة الإعدادية ودخلت قاعة الموجهين وكانت فيها مكتبة زاخرة، واخترت اعتباطًا كتابًا أعجبني تجليده، وكان بالصدفة “نقائض جرير والفرزدق”، ومنذ ذلك اليوم تعلقت بالكتاب والقراءة، ثم انتقلت إلى مدينة طرطوس، وهناك فتنتني السينما، وألهمتني أفلامها كتابة أول قصة طويلة متكاملة، ومنذ ذلك التاريخ انطلقت في الكتابة الروائية.

لقد كانت القراءة نعمة، فلا كتابة بلا قراءة، وعلى يد أساتذة أجلاء تعلمت وتكونت ذائقتي الأدبية مثل جودة الركابي، وكذلك تعلمت من أولئك الذين قرأت لهم وهم لا يحصون، ومنهم كتاب جدد بعضهم قد تكون رواياتهم الأولى، فقد يضيفون إلي شيئا جديدا لم أكن قد خبرته، فأستفيد منه، وهناك عناوين أساسية أعتبر أنها تمثلني، أولها أن الحياة عمل متواصل ومثابرة بلا كلل، فعندما كتبت مدارات الشرق عملت 14 ساعة يوميا، وثانيها أنه لا رواية بلا خيال، فبقدر ما يجعلك العمل تفكر في الواقع فإن الخيال أفق مفتوح لا حد له وهو الذي يثري الواقع ويعطيه وهجه، ثالثها أنني تطاولت على النقد من أجل الرواية، لأرى كيف يرى الآخرون الرواية ولأتعلم. لكنني أيضا أزحته إلى نقد النقد الروائي، رابعا لقد كان لي اهتمام بالشأن العام.عن طريق كتابة المقالة من موقعي كمثقف فكتبت المقالات ونشرتها، مساهمة مني في ترسيخ الوعي الثقافي للمجتمع، خامسا: على المستوى الشخصي حاولت أن أكون مخلصا لقيم النزاهة والعمل والحوار، كينابيع إنسانية للقراءة والكتابة”.

أعقبت ذلك مداخلات كل من الأديب محمد إدريس عضو اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي و الأديب حسين درويش المستشار الثقافي في مؤسسة سلطتان بن علي العويس ،         ود. صالح هويدي، و بعدها كرّم د. عمر عبدالعزيز المشاركين في الندوة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى