أخبار
أمسية ثلاثية راقية باكورة فعاليات رمضان في “بيت الشعر” بالشارقة
د. بهيجة إدلبي و محمد احمدو الأحمدي و أنس جلال الدين و عهود النقبي


الشارقة – “البعد المفتوح”:
أطلق “بيت الشعر” في الشارقة، أولى أمسياته الشعرية في شهر رمضان المبارك الثلاثاء 4 مارس 2025 ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء ، حيث شارك الشعراء د. بهيجة إدلبي (سوريا)، ومحمد احمو الأحمدي (المغرب)، و أنس جلال الدين (السودان)، وقدمت للأمسية مديرتها عهود النقبي رافعة أسمى عبارات الشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يحيط برعايته الكريمة مستقبل الشعر العربي، عبر “يت الشعر” المشروع الرائد .
حضر الأمسية الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة وعدد من الشعراء والأدباء ومتذوقي الشعر ، وكانت الشاعرة د. بهيجة إدلبي الأولى في الإلقاء فأنشدت مجموعة من قصائدها التي جمعت بين قوة السبك وألق اللغة الشعرية وجمال الصورة وعمق الدلالة . تقول في قصيدتها “فيوض المعنى”:
من زرقة المعنى يفيض الماءُ
إما أرى فقصيدتي زرقاءُ
لا يصعد المعنى إلى أسراره
إلا إذا عرجت به الأسماءُ
للأرض إيقاعٌ صدى أسرارنا
ولعشقها في سرنا أصداءُ
موالها عشب يبوح لوردةٍ
ماءٌ تبوح بسره الصحراءُ
و استهل الشاعر محمد احمو الأحمدي قصائده بتحية الشارقة في قصيدته “هدِيلُ الشَّارقة”:
ذَرينِي في سَمائِكِ مُستَحِيلًا
وضُمِّي طيْفَكِ الأنقَى قَليلا
ذَرِيني والدفاترَ والقَوافِي
فحُلمي أن أرَى شِعْرِي هَدِيلَا
حَمامِي من شُجيْراتِ المَعانِي
يُرتِّبُ لِي المَدائنَ والنَّخِيلا
تَمُرُّ به الرِّياحُ مُسافراتٍ
فتُوقِدُ من تَوثبها الغَلِيلا
وترقُصُ كلُّ قافيةٍ بقلبي
كراقصةٍ تُحاوِلُ أن تُمِيلَا
كَسبَّاحٍ يُراوِدُهُ التَّحَدِّي
فعانقَ جِسْمُهُ المَنْحُوتُ نِيلَا
كفنّانٍ يُغازلُهُ خَيَالٌ
يرى في الآهِ مَوّالا جَمِيلَا
لشارقةِ المعالِي جِئْتُ شَوْقًا
رأيتُ بِهَا من الشُّعَرَاءِ جِيلَا
لهُم في كلِّ مَفخَرَةٍ قَصيدٌ
يَبُزُّونَ النوابِغَ والفُحُولَا
أتَدْرِي من سَقَى بالشعرِ أرضًا
وأحيَى بالمَواويلِ الحُقُولا؟
وأسَّسَ للثقافةِ بُرْجَ عِـزٍّ
ومَهَّدَ للفلاسِفَةِ السَّبيلا؟
وكرّمَ كلَّ فذٍّ يَعْرُبِيٍّ
أضافَ إلى قَصائدِنَا دَليلاَ
هو “السلطانُ شيخٌ قاسِميٌّ”
لنخلتِهِ أرَى الظِّلَّ الظِّلِيلَا
تُناديهِ القصائِدُ باسِمَاتٍ
وتَرْجُو أن يَظَلَّ لها خَليلا
نُحِبُّكَ يا كَرِيمَ الأصْلِ حُبًّا
عظيمًا صادقًا جَمًّا أصِيلَا
و “في القلبِ معنًى كالصلاة”قصيدة يرتقي فيها إلى “سِدْرَةِ المَعْنَى الجليلِ” متوجهًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :
علَى أيِّ شَيْءٍ في الحَيَاةِ أُعَـــوِّلُ
وفي القلْبِ مَعْنًى كالصَّلَاةِ يُـرَتَّلُ
وفي القَلْبِ حُـبٌّ قدْ ألِفْتُ رِيَاضَهُ
حَنَانَيْكَ.. إنِّــــي في الصَّبَابَةِ أوَّلُ
أصَلِّي على أغْلَى الأحِـــبَّةِ كُلِّهِمْ
فألْمَحُ قَلِبِي بالـــــــرِّضَا يَتَجَمَّلُ
على يَدِكَ البيضاءِ رقّت بلاغتي
وأشْرَقَ حَرْفِي بَهْجَةً وَهْوَ مُقْبِلُ
وأنتَ رسول اللهِ.. كيف ترى الذي
نعيشُ على أحزانِهِ وهو أثْقَلُ؟
فمن أزمةٍ حربٍ إلى أزمةٍ حرْبٍ
نُمَزَّقُ بالسَّيْفِ الشقيقِ ونُقْتَلُ!
فهَلْ أنت إلا رحمةٌ جئتَ رَحْمَةً
إلى الناسِ تَبْكِي خشية ً وتُهَلِّلُ؟
حبيبي رسُولَ اللهِ كيفَ لِمُذْنِبٍ
رأى ذنبَهُ نارا تُخيفُ وتأكُلُ
أرادَ اصطفاءَ النورِ وَهْوَ مُقَيَّدٌ
يَسِيرُ ولا يَدْرِي إلى أيْنَ يَجْفُلُ؟
يُطَبِّبُ جُرْحَ الليلِ بالْفَجْرِ والضُّحى
وجُرْحُ الْنهارِ النازفُ الْعُمْرَ مُهْمَلُ
أرانِيَ مَحْفُوفًا بِخشيةِ مُذْنِبٍ
ورهبةِ أوَّابٍ رأى مَا يُؤَوَّلُ
حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ هبْ لِي شفاعَةً
أكونُ بها في الصَّالِحينَ وأنبُلُ
كَفَى بِكَ حُبًّا خالدًا نَرْتَقِي بِهِ
إلى سِدْرَةِ المَعْنَى الجليلِ ونرْحَلُ
عليكَ صلاةُ اللهِ ما صامَ صائمٌ
وما ظلَّ في الدُّنْيَا الْكتَابُ المُنزَّلُ
وكان الشاعر أنس جلال الدين آخر شعراء الأمسية إلقاء،حيث ألقى قصائد متنوعة نفاعل الحضور مع معانيها وإيحاءاتها ومنها قصيدته \”وجه آخر للقصيدة”:
روح بلا مأوى… فؤادُ مغرمُ
سفر إلى المعنى بخطوي يضرم
شوق بحجم البوح إذ قيدته
حرُ بحجم الصمت إذ يتكلمُ
قادت عيونُ الليلِ فجرا تائهاً
مرت به النجماتُ وهو يسلّمُ
حين استبان الخيط شد وثاقه
طوق من الأضواء كان المعصمُ
وفي ختام الأمسية، دعت مقدمتها الشاعر محمد البريكي، إلى تكريم المشاركين فقدم لهم شهادات التكريم والتقط معهم صورة تذكارية.