حسن بن محمد بن عبد الجواد بن عبد اللطيف القاياتي: شاعر مصري، من علماء الأزهر، ولد في (القايات) بمديرية المنيا، وعاش وتوفي بالقاهرة، وكان من أعضاء المجمع اللغوي فيها.
ومن شعره:
الكيدُ ما تُعْلِن السَّجَاياَ
والحقدُ ما تضمرُ الطوايا!!
يا عصرُ ما فيك من عَوَادٍ
يا عهدُ ما فيك من خفايا؟؟
وله أيضاً:
هي فتنةً بنضارة الأُفُقِ
فتأَلَّقي يا أنجم الغَسَق
تهدي إليَّ البدرَ هَالتُهُ
كتحية الدينار في الطبق
وقد اشتهر هذا الرجل أيضًا بمقاله الذي فاضل فيه بين عبارة (القتل انفى للقتل) ، والآية الكريمة: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 179] ، حيث انتهى بعد تفكير ، وتقدير، وتدبير، إلى أن كلمة المخلوق أعلى أسلوبًا واكثر فصاحة وبلاغة من كلام الخالق عز وجل.
وكنا قد تكلمنا في المقالات السابقة عن عصبة المستشرقين وأتباعهم؛ أمثال سبيتا، وولكوكس ، ولويس عوض، ولطفي السيد، وأضرابهم ممن تبنى نظرية استبدال العامية بالفصحى، متوسلين بذلك إلى ضرب القرآن الكريم في مقتل، ثم ضرب الوحدة الإسلامية التي وحدها القرآن، وذكرنا أنهم سلكوا في سبيل تحقيق ذلك سبلًا شتى، وكانت ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب، على أن هذا الرجل لم يؤثر عنه -من قبلُ – ما يدل من قريب أو بعيد على عداوته للغة العربية، أو مهاجمته لها، فضلًا عن عدائه للقرآن والطعن فيه، فقد كان يكتب مثل غيره من الكتاب في جريدة (كوكب الشرق) -التي كان يرأسها د طه حسين-، مقالات تناول موضوعات شتى من وحي الساعة وخواطر الحياة، ولم يُنتقد عليه شيء من ذلك، فبدا له في يوم مشؤوم أن يكتب في الموازنة بين قول الله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وحكمة العرب: (القتل أنفى للقتل!) ، علمًا بأن هذه الكلمة: (القتل أنفى للقتل)، كما حقق ودقق علامة العربية مصطفى صادق الرافعي-رحمه الله-:” لم تُعرف في العربية إلا في أواخر القرن الثالث من الهجرة، بدليل أن الإمام الجاحظ يقول في كتابه (البيان والتبيين) في شرح قول علي كرم الله وجهه: (بقية السيف أنمى عددًا وأكثر ولدًا) ما نصه: (ووجد الناس ذلك بالعيان الذي صار إليه ولده من نهك السيف وكثرة الذرء وكرم النجل. قال الله تبارك وتعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب) وقال بعض الحكماء: قتل البعض حياة للجميع. ولم يزد الجاحظ على هذا، ولو كانت الكلمة معروفة يومئذ لما فاتته كما هو صنيعه في كتبه، وهذه العبارة الأخيرة”.
وفي شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة:” أن المتكلمين نبهوا على المقايسة بين كلام الله تعالى وبين كلام البشر ليبينوا فضل القرآن وزيادة فصاحته على كلام العرب نحو مقاييسهم بين قوله تعالى {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وبين قوله القائل: (القتل أنفى للقتل) ونحو مقايستهم بين قول (خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين) وبين قول الشاعر:
فإن عرضوا بالشر فاصفح تكرما
وإن كتموا عنك الحديث فلا تسل
… والموازنة والمقايسة بين ذلك وبين القرآن المجيد وإيضاح إنه لا يبلغ ذلك إلى درجة القرآن العزيز في الفصاحة ولا يقاربها”.
وقوله حق، فقد ذكرها صاحب (غاية المرام في علم الكلام) الإمام الآمدي (المتوفى: 631هـ) حيث قال : (ص343) :” أَلا ترى إِلَى فصيح قَول الْعَرَب فى معنى قولهم” الْقَتْل أنفى للْقَتْل” وفى قَوْله تَعَالَى: {فِي الْقصاص حَيَاة} وَمَا بَينهمَا من الْفرق فى الجزالة والبلاغة والتفاوت فى الْحُرُوف الدَّالَّة على الْمَعْنى، وَمن كَانَ أَشد تدربا وَمَعْرِفَة بأوزان الْعَرَب ومذاهبها فى اللُّغَات وأساليبها فِي الْعبارَات كَانَ أَشد معرفَة بإعجاز الْقُرْآن وأسبق إِلَى التَّصْدِيق وَالْإِيمَان، كَمَا أَن من كَانَت مَعْرفَته بِعلم الطبيعة فى زمن إِبْرَاهِيم وَعلم السحر فى زمن مُوسَى والطب فى زمن عِيسَى أَشد كَانَ أَشد معرفَة بالإعجاز وأسبق للتصديق وَالْقَبُول لما جَاءَ بِهِ الرَّسُول”.
وقد ذكرها الإمام الطوفي (المتوفى: 716هـ) في كتابه :” الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية” (ج2: ص656).وليس ذلك فحسب؛ بل ذكرها أيضا عامة المفسرين؛ أمثال: الإمام البغوي (المتوفى : 510هـ) في “معالم التنزيل في تفسير القرآن “، والإمام ابن عطية في ” (المتوفى: 542هـ) في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز”، والإمام الفخر الرازي (المتوفى: 606هـ) في مفاتيح الغيب، وأبو حيان الأندلسي (المتوفى: 745هـ) في “البحر المحيط في التفسير”، ومن قبلهما الإمام الزمخشري، وغيرهما من أئمة التفسير المتأخرين أمثال الطاهر بن عاشور، ورشيد رضا، والقاسمي، وآخرهم الشيخ الشعراوي، رحمهم الله جميعا .
وقد مضت سنة العلماء من أساطين العلم وفلاسفة البيان أن يعقدوا الموازنة بين مقالة العرب هذه وبين الآية الحكيمة ثم يخلصون منها إلى تقديم الآية والبيان القرآني، بأدلة ساطعة وبراهين قاطعة، ولم تمر هذه الكلمة على اللغويين والأدباء والنقاد، فقد وقفوا عندها وعلقوا عليها، ومن أوائل من تناولها الإمام-حسب علمي- أبو هلال العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)،في “كناب الصناعتين”، والإمام أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ) في عدد من كتبه مثل: “الإعجاز والإيجاز”، و”ثمار القلوب”، و”خاص الخاص”، وأبو العلاء المعري في “اللامع العزيزي”، وغيرهم الكثير من العلماء.
وعلى كثرة ما وقف عندها العلماء إلا أن أحدًا منهم لم يشك ولو لحظة واحدة في بلاغة النص القرآني، وظل الأمر طوال هذه القرون حتى خرج أشقاها، فزلت به قدمه فهوت به في مكان سحيق، حيث قدم كلمة العرب على الآية الكريمة- بزعمه- لمزايا ثلاث : أولًا : الإيجاز ؛ فعبارة : “القتل أنفى للقتل” ثلاث كلمات و الآية سبع كلمات. كذلك، فهي أقدم عهدًا، وأسبق ميلادًا من آية التنزيل.
ثانيًا: الاستقلال الكتابي وفقد التعاقد بينها وبين شيء آخر سابق عليها، حتى أن المتمثل بها المستشهد يبتدئ بها حديثًا مستتمًا ويختتمه في غير مزيد ولا فضل، فلا يتوقف ولا يستعين بغيرها، أما الآية فإنها مرتبطة مع ما قبلها بالواو، لا يتمثل بها المتمثل حتى يستعين بشيء سواها، وليس الذي يعتمد على غيره فلا يستقل، كالذي يعتمد على نفسه فيستقل.
ثالثا: أن الكلمة ليست متصلة في آخرتها بفضل من القول تغني عنه، على حين تتصل بالآية بما تغني عنه من القول. ويعتد كالفضل وهو كلمتا {يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}و {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
هذا ما انتهى إليه القاياتي، ولم يرض بذلك حت نشر رأيه متبجحًا في صحيفة سيارة ليقرأها الجميع، متحديًا بذلك مشاعر جميع المسلمين، ولسوء حظه فقد وقعت الصحيفة في يد الأستاذ محمود محمد شاكر وهو حينئذ شاب في مقتبل العمر، ومن أشد المعجبين بالرافعي يتابع كل ما يكتبه، ويحرص على قراءته، وما أن قرأ المقال حتى كتب غاضبًا إلى أستاذه يناشده ويستنهضه الرد على المقال؛ ويؤكد له أن هذا واجب العلماء نحو القرآن ونحو الدين ؛ يقول شاكر فى رسالته:” أكتب إليك متعجلًا بعد أن قرأت “كلمة كافرة” في “كوكب الشرق” الصادر مساء الجمعة 27 من أكتوبر؛ كتبها متصدر من نوع قولهم: حبذا الإمارة ولو على الحجارة … وسمى نفسه “السيد، فإن صدق فيما كتب صدق في هذه التسمية”.
طعن القرآن وكفر بفصاحته، وفضل على آية من كلام الله جملة من أوضاع العرب، فعقد فصله بعنوان “العثرات” على ذلك التفضيل، كأنَّ الآية عثرة من عثرات الكتاب يصححها ويقول فيها قوله في غلط الجرائد والناشئين في الكتابة؛ وبرقع وجهه وجبن أن يستعلن، فأعلن بزندقته أنه حديث في الضلالة.
غلى الدم في رأسي حين رأيت الكاتب يلج في تفضيل قول العرب: “القتل أنفى للقتل” على قول الله -تعالى- في كتابه الحكيم: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة: 179] ، فذكرت هذه الآية القائلة: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} [الأنعام: 121] وهذه الآية: {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} [الأنعام: 112] ثم هممت بالكتابة فاعترضني ذكرك، فألقيت القلم؛ لأتناوله بعد ذلك وأكتب به إليك، ففي عنقك أمانة المسلمين جميعًا لتكتبن في الرد على هذه الكلمة الكافرة لإظهار وجه الإعجاز في الآية الكريمة، وأين يكون موقع الكلمة الجاهلية منها؛ فإن هذه زندقة إن تركت تأخذ مأخذها في الناس؛ جعلت البر فاجرًا، وزادت الفاجر فجورًا: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25] .
هذه الحادثة تذكرنا بحادثة حصلت قبلها بسنوات وتحديدًا عام 1926 حين كتب طه حسين كتابه “فى الشعر الجاهلى”؛ وها هو التاريخ يعيد نفسه!
وصل البريد إلى يد أديب العربية الرافعي يحمل رسالة صديقه وصفيه محمود شاكر، على ما مر معنا، ولم يصدق الرافعي ما قرأ، وقال لجليسه: أتصدّق هذا ؟ أيجرؤ أحد أن يقولها، أم هي مبالغة وتهويل من محمود؟ أم هو لم يفهم ما كتب الكاتب المسلم وحمل كلامه على غير ما يريد؟
أول ما فعل الرافعي أن ذهب يتبين حقيقة الأمر؛ فبعث في طلب الجريدة التي نشرت مقال القاياتي، فما كاد يقرؤها حتى اربدّ وجهه، وتغير لونه، واستشاط حنقًا وغضبًا، ثم لم يلبث أن ذهب إلى بيته مغضبًا، فأغلق عليه بابه، ونذر -في نفسه- أن لا يكلم الناس أيامًا حتى ينتهي من رده على ذلك الطعن الصريح بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه.
خرجت مقالة الرافعي في جريدة “البلاغ”، وقرأها الناس ، فكانت من عيون المقالات وأبلغها، فقرت بها عيون المؤمنين، وأثلجت صدور المتقين، وقد أورد فيها الرافعي بضعة عشر رأياً في بيان إعجاز الآية ومبلغها من البلاغة بإزاء الكلمة الجاهلية، وقد جعلها من بعدُ فصلاً من شواهد كتابه (أسرار الإعجاز) .
ومن يقرأ رد الرافعي-رحمه الله- يجده ردًا علميًا بامتياز، على الرغم من جنوح القلم ببعض الكلمات من الحقيقة والمجاز، التي تنم عن حمية اسلامية، ونحن هنا لا نريد أن ننهي المقال دون أن نتحف القاريء برد الرافعي الرائع بعد اختصاره وتهذيبه ؛ قال:
يقول الله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}.
1- بدأ الآية بقوله {وَلَكُمْ}، وهذا قيد يجعل هذه الآية خاصة بالإنسانية المؤمنة التي تطلب كمالها في الإيمان…
2- قال: {فِي الْقِصَاصِ} بهذه الصيغة التي تدل على أنه جزاء ومؤاخذة…
3- تفيد هذه الكلمة “القصاص” بصيغتها “صيغة المفاعلة” ما يشعر بوجوب التحقيق وتمكين القاتل من المنازعة والدفاع، وألا يكون قصاص إلا باستحقاق وعدل؛ ولذا لم يأت بالكلمة من اقتص مع أنها أكثر استعمالًا؛ لأن الاقتصاص شريعة الفرد، والقصاص شريعة المجتمع.
4- من إعجاز لفظة القصاص هذه أن الله -تعالى- سمى بها قتل القاتل، فلم يسمه قتلًا كما فعلت الكلمة العربية؛ لأن أحد القتلين هو جريمة واعتداء، ..
5- ومن إعجاز هذه اللفظة أنها باختيارها دون كلمة القتل تشير إلى أنه سيأتي في عصور الإنسانية العالمة المتحضرة عصر لا يرى فيه قتل القاتل بجنايته إلا شرًّا من قتل المقتول؛ لأن المقتول يهلك بأسباب كثيرة مختلفة، على حين أن أخذ القاتل لقتله ليس فيه إلا نية قتله؛ فعبرت الآية باللغة التي تلائم هذا العصر القانوني الفلسفي، وجاءت بالكلمة التي لن تجد في هذه اللغة ما يجزئ عنها في الاتساع لكل ما يراد بها من فلسفة العقوبة.
6- ومن إعجازها أنها تحمل كل ضروب القصاص من القتل فما دونه، وعجيب أن تكون بهذا الإطلاق مع تقييدها بالقيود التي مرت بك؛ فهي بذلك لغة شريعة إلهية على الحقيقة…
7- التعبير بالقصاص تعبير يدع الإنسانية محلها إذا هي تخلصت من وحشيتها الأولى وجاهليتها القديمة، فيشمل القصاص أخذ الدية والعفو وغيرهما؛ أما المثل فليس فيه إلا حالة واحدة بعينها كأنه وحش ليس من طبعه إلا أن يفترس.
8- جاءت لفظة “القصاص” معرفة بأداة التعريف، لتدل على أنه مقيد بقيوده الكثيرة؛ إذ هو في الحقيقة قوة من قوى التدمير الإنسانية فلا تصلح الإنسانية بغير تقييدها.
9- جاءت كلمة “حياة” منونة، لتدل على أن ههنا ليست بعينها مقيدة باصطلاح معين؛ فقد يكون في القصاص حياة اجتماعية، وقد يكون فيه حياة سياسية، وقد تكون الحياة أدبية، وقد تعظم في بعض الأحوال عن أن تكون حياة.
10- إن لفظ “حياة” هو في حقيقته الفلسفية أعم من التعبير “بنفي القتل”؛ لأن نفي القتل إنما هو حياة واحدة، أي ترك الروح في الجسم، فلا يحتمل شيئًا من المعاني السامية، وليس فيه غير هذا المعنى الطبيعي الساذج؛ وتعبير الكلمة العربية عن الحياة “بنفي القتل” تعبير غليظ عامي يدل على جهل مطبق لا محل فيه لعلم ولا تفكير، كالذي يقول لك: إن الحرارة هي نفي البرودة.
11- جعل نتيجة القتل حياة تعبير من أعجب ما في الشعر يسمو إلى الغاية من الخيال، ولكن أعجب ما فيه أنه ليس خيالًا، بل يتحول إلى تعبير علمي يسمو إلى الغاية من الدقة، كأنه يقول بلسان العلم: في نوع من سلب الحياة نوع من إيجاب الحياة.
12- فإذا تأملت ما تقدم وأنعمت فيه تحققت أن الآية الكريمة لا يتم إعجازها إلا بما تمت به من قوله: {يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}، فهذا نداء عجيب يسجد له من يفهمه؛ إذ هو موجه للعرب في ظاهره على قدر ما بلغوا من معاني اللب، ولكنه في حقيقته موجه لإقامة البرهان على طائفة من فلاسفة القانون والاجتماع، هم هؤلاء الذين يرون إجرام المجرم شذوذًا في التركيب العصبي، أو وراثة محتومة، أو حالة نفسية قاهرة، إلى ما يجري هذا المجرى؛ فمن ثم يرون أن لا عقاب على جريمة؛ لأن المجرم عندهم مريض له حكم المرضى؛ وهذه فلسفة تحملها الأدمغة والكتب، وهي تحول القلب إلى مصلحة الفرد وتصرفه عن مصلحة المجتمع، فنبههم الله إلى ألبابهم دون عقولهم، كأنه يقرر لهم أن حقيقة العلم ليست بالعقل والرأي، بل هي قبل ذلك باللب والبصيرة، وفلسفة اللب هذه هي آخر ما انتهت إليه فلسفة الدنيا.
بورك هذا القلم النبيل، الذي انتصر للقرآن الكريم بعلمٍ ورصانة، وكشف الزيف بالحجة والدليل، لا بالتجريح أو الانفعال. مقالتكم جاءت بعمق معرفي وأسلوب راقٍ يليق بقدسية الموضوع، ووقفت موقف العالم المنصف لا المتعصّب، فجزاكم الله عن الحق وأهله خير الجزاء.
تحياتي واحترامي وان القصاص واجب باي اسلوب والعقوبة واجبة على الخطأ وهذه سنة الله في خلقه واسلوب الانسان ونظامه الذي اقامه في الارض وعدم تحديد العقوبة وتركه مفتوحا بلاغة عظيمة والبلاغة الاعظم ان الجرم ليس القتل وحسب وانما اي خطأ بحق المجتمع وتركها مفتوحة كذلك وهذا من البلاغة والعموم كسابقتها والحياة هي الصيرورة ودوام الازدهار والنمو وحقوق الفرد في مجتمعه واللب هو الاصل في العقل حسب المنطق والطبيعة والمجتمع .كلامك يدل على فهم عميق ومتاني من ذكر الرد على هذا الغباء وهو تنبيه لنا لفهم مقاصد الله في حياتنا واسلوبها وتقويم لطريقة الفهم والبحث والتقصي والتحري وسبر المعنى العقلي والحقيقي من الايات وليست سطحيتها وفشورها وهذا معروف بكلام العرب البليغ ونرجو منك دكتور احمد الزبيدي ان تتابع في طريقك المشرق باذن الله لانه اسلوب لاستيعاب القران على حقيقته مع الحب والتحية والاحترام والتقدير لما تكتب من وعي وادراك واستيعاب وسبر اغوار اقوال العقلاء .تحياتي .مهند الشريف
بورك هذا القلم النبيل، الذي انتصر للقرآن الكريم بعلمٍ ورصانة، وكشف الزيف بالحجة والدليل، لا بالتجريح أو الانفعال. مقالتكم جاءت بعمق معرفي وأسلوب راقٍ يليق بقدسية الموضوع، ووقفت موقف العالم المنصف لا المتعصّب، فجزاكم الله عن الحق وأهله خير الجزاء.
تحياتي واحترامي وان القصاص واجب باي اسلوب والعقوبة واجبة على الخطأ وهذه سنة الله في خلقه واسلوب الانسان ونظامه الذي اقامه في الارض وعدم تحديد العقوبة وتركه مفتوحا بلاغة عظيمة والبلاغة الاعظم ان الجرم ليس القتل وحسب وانما اي خطأ بحق المجتمع وتركها مفتوحة كذلك وهذا من البلاغة والعموم كسابقتها والحياة هي الصيرورة ودوام الازدهار والنمو وحقوق الفرد في مجتمعه واللب هو الاصل في العقل حسب المنطق والطبيعة والمجتمع .كلامك يدل على فهم عميق ومتاني من ذكر الرد على هذا الغباء وهو تنبيه لنا لفهم مقاصد الله في حياتنا واسلوبها وتقويم لطريقة الفهم والبحث والتقصي والتحري وسبر المعنى العقلي والحقيقي من الايات وليست سطحيتها وفشورها وهذا معروف بكلام العرب البليغ ونرجو منك دكتور احمد الزبيدي ان تتابع في طريقك المشرق باذن الله لانه اسلوب لاستيعاب القران على حقيقته مع الحب والتحية والاحترام والتقدير لما تكتب من وعي وادراك واستيعاب وسبر اغوار اقوال العقلاء .تحياتي .مهند الشريف