اتفق المترجمون والمؤرخون المحققون جميعاً؛ على أن أبا الطيب المتنبي -رحمه الله- ولد ونشأ وترعرع في الكوفة، واتفقوا أيضًا أن تمصير الكوفة تم على يد الفاروق عمر رضي الله عنه، ويروون في ذلك حكاية، من الخير والفائدة أن أقصها على القراء الكرام.
بالرجوع إلى المصادر الصحيحة – وأصحها تحقيقًا وتوثيقًا كتاب “المتنبي” للعلامة أبي فهر– نجد أن الكوفة “مُصٍّرَت” في زمان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ما بين سنة “17 ” إلى سنة “19 “من الهجرة، وذلك أن المسلمين لما فرغوا من وقعة رستم بالقادسية وعصفوا بالفرس ثم انحدروا، كان مما أنزلهم فيه سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه، مكان من سواد العراق يقال له :”سوق حكمة “، فَنُفِض المسلمون وجهدهم المرض، فكتب سعد إلى عمر بذلك، فكتب إليه: إن “العرب” لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاة والبعير”،ثُمَّ أن عَبْد المسيح بْن بقيلة أتى سعدًا وقال له: أدلك عَلَى أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المباق فدله عَلَى موضع الكوفة اليوم، وكان يقال لها ”سورستان”، ثم إن سعدًاً أسهم بين المسلمين، فأسهم لنزار وأهل اليمن بسهمين، عَلَى أنه من خرج بسهمه أولًا فله الجانب الأيسر –الشرقي- وهو خيرهما، فخرج سهم أهل اليمن، فصارت خططهم في الجانب الشرقي وصارت خطط نزار في الجانب الغربي .
ومما يروى عن علي َّرضي الله تعالى عنه قوله :
” يَا حَبَّذا مُقامُنَا بالْكُوفَهْ
أَرضٌ سَوَاءٌ سهلةٌ مَعْرُوفَه
تَعرِفُها جِمالُنا العَلُوفَهْ
وما قاله محمد بن عُمَيْر العُطارديُّ في مجلس عبد الملك بن مروان : “الكوفة سفلت عن الشام ووبائها، وارتفعت عن البصرة وحرّها، فهي مريئة مريعة، إذا أتتنا الشمال ذهبت مسيرة شهر على مثل رضراض الكافور، وإذا هبّت الجنوب جاءتنا ريح السواد وورده وياسمينه وأترجه، ماؤنا عذب وعيشنا خصب”.
وعن علي بن محمد المديني قال: ”الكوفة جارية حسناء تصنّع لزوجها، فكلما رآها سرته”.
الكوفة كما رأينا أرض طيبة، حُببت إلى سكانها، فانقطعوا لها، وقنعوا بها، وآثروها على غيرها، وما أن نشبت الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ،حتى اتخذها علي قاعدة حُكمه، ومحلًا لسلطانه، فربلَ فيها أشياعُه، فصارت معقلًا لأشياعهِ من العلوية والزيدية إلى يوم الناس هذا، غير أنها ضعفت بعد أن غادرتها الخلافة إلى بغداد.
أما أمر رسمها وتخطيطها وعمرانها-كان في سنة 264 – فقد روى ابن عساكر في تاريخه أن قَدْرَ الكوفة “ستة عشر ميلًا وثلثي ميل”، وأن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومُضر، وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب، (وستة وثلاثين ألف دار لليمن) .
هذا ما قاله المؤرخون عن الكوفة، أما ما ذكره أبو الطيب نفسه، فلم يروَ عنه إلا بيتًا يتيمًا، ذكر فيه “محلته” التي ولد وترعرع فيها:
أَمُنسيُّ السَّكونَ وحَضْرَمَوْتاً
(ووالدتي) وكندَةَ والسَّبيعَا
قال الإمام الواحدي :”هذه أماكن بالكوفة سميت بأسماء قبائل كانوا يسكنون هذه المحال.
أبو الطيب في الكتاب
ندعُ الآن أمر الكوفة، ونشرع في الحديث عن أبي الطيب ومبدأ دراسته في الكتاب.
ماتت أم أبي الطيب المتنبي (أحمد بن الحسين) وهو وليد بعد، فتلقته جدته، بذات قلبها وكبدها، وحرصت على تعهده، ورعايته، وتربيته، وتنشئته، على خير ما يُربى الأولاد في زمانها، فآثرته على كل شيء، وأَثْرَتْهُ بكل شيء، ولم تبخل عليه بأي شيء، فمحضته النصيحة، وجنبته الفضيحة، وذَلَّلَت لهُ كل وعر وصعب، ويسرت له كل عسير في الحياة، فعوضته عن حنان الأم والأب، ومؤازرة الأخ والأخت، ومواساة الصاحب والصديق، وتصديق ذلك ما ستراه بعدُ مما انعكس على شخصيته، وظهر في فلسفته وشعره.
وكانت العجوز كما وصفها واصفوها “من النساء الكوفيات الصالحات”، وكما وصفها ولدها أبي الطيب :حازمة، لبيبة، طيبة الروح، زكية النفس”.
ومع كل ما قيل فيها كانت العجوز امرأة موتورة، لا تزال تجدُ في قلبها الأمرَ الذي يهتف بها :”ها أنا ذا….فلا يلفتنك حنانك عن الجد في تدبير العزم وإدارة الرأي على وجوهه، في طلب الثأر الذي لك على أعدائك المُنزِليك بِشرِّ منزلة ما ترضاها نفس كنفسك في الطيب والزكاة”. وأطاعت العجوز آمرها بالانتصاف لنفسها ولحفيدها، ولا حيلة لها إلا تنشئة الصغير على غرار فذ يكفل لها إدراك ما تروم، وكذلك فعلت. فكان المتنبي في الزمن، ثم في الشعراء خاصةً، شخصية عجيبة، إذا أخذتها من يمين التوت بك إلى شمال، وإن ذهبت تطلبها من وجه، راغت من وجوه، واستبهم أمره على الناس باستبهام الغرض الذي رمى إليه هذا الإنسان، وكان كما قال ابن رشيق “ملأ الدنيا وشغل الناس”.
نشأ صاحبنا لأول نشأته بالكوفة، وهي إذ ذاك دار العلويين، ومعقل الأئمة منهم والنابهين، وكان أول أمره وهو صبي –كما حدثتنا- كتب التاريخ والأدب كان يختلف إلى كُتّاب فِيهِ أَوْلَاد أَشْرَاف الْكُوفَة، فَكَانَ يتَعَلَّم دروس “العلوية” شعرًا ولغةً وإعرابًا، فَنَشَأَ فِي خير حَاضِرَة، وكان فيه من لداته وأترابه” محمد بن عبيد الله العلوي” الذين كانوا معه في المكتب، واستحكمت بينهما المودة ثمَّ، ولعله كان يُفضِل على أبي الطيب المتنبي ويتعهده ويكرمه، وسيأتي مدح أبي الطيب له في أبيات من الشعر:
أهلا بدار سباك أغيدها
أبعد ما بان عنك خردها
إلى فتى يصدر الرماح وقد
أنهلها في القلوب موردها
له أياد إلى سالفة
أعد منها ولا أعددها
وقد طفق يمدحه إلى أن قال :
وكم، وكم نعمةٍ مجللةٍ
ربَّيتُها كان منك مولدُها
وكم، وكم حاجةٍ سمحت بها
أقرب منيّ إليّ موعدها
ومَكْرُمَاتٍ مَشَتْ على قَدَمِ ال
برِّ إلى مَنْزلي تُرَدِّدُهَا
أقَرَّ جِلْدي بها عَلَيَّ فما
أَقْدِرُ حتَّى المَمَاتِ أَجْحَدُهَا
فعد بها لا عَدمتُها أبدًا
خيرُ صِلاتِ الكريم أعوَدُها
وقد وصف التنوخي المتنبي بقوله :”ونشأ وهو محبّ للعلم والأدب فطلبه”. ولا شك أن جدته الحازمة اللبيبة كانت من ورائه تستحثه وتدفعه على طلب العلم،ليتم لها إن شاء الله ما تؤمل من الفرح، وما ترجو من السعادة؛ بنبوغه وتفوقه على لداته وأسنانه من العلويين، ويستطيع بعد أن يدرك لها “حظا” ويطلب لنفسه “حقا” هُضم ومنع من دونه حتى ألقي في أسوأ مجهلة وبشر منزلة، في خفاء من النسب، وقلة من المال، وبعد عن مساعي الجد!.
ومهما يكن من أمر فقد وجدت العجوز أرضًا صالحة بطبيعتها لما تريد من أمريها، فتأدب الفتى بالعلم الذي كان يتلقاه في كُتاب أولاد أشراف الكوفة، واجتهد في ذلك، وبرع وبزَّ أصحابه، وأخذته جدته بأخلاق صالحة طيبة، وحاسبته وحرصت على استطلاع خبره كله، وألقت في قلبه وفكره وخياله طلب المجد بالعلم، ثم زينت له الفتوة، وعلو النفس، وبعد الهمة، وعظم المطلب، وأدبته بالصدق، والأمانة وكتمان السر، وعلمته من حيلتها ودهائها وحذرها، سعة الحيلة، وخفاء الدهاء، وتقديم الخبر. وبعد أن أدرك الفتى من الفكر ما يسر لها ما تريد أن تبوح له به، طفقت تدير له السر من هنا ومن هنا، وتأخذ نفسها بالحذر والتكتم، والاحتراس من ثورة الفتى إذا هي فجئته بما تريد، حتى بلغت ما أرادت، وهذه المعاني كُلها دائرة في حياة المتنبي وشعره دوران الدم في عروقه، فإذا أنت قرأت ديوانه من أوله إلى آخره، فلن يفوتك أن تراها جميعا، أو ترى بعضها، ماثلا غير خفي في كل موضع من شعره.
ويؤيد قولنا هذا أن الغلام، وهو فتى بالمكتب، كانت له وفرةٌ من الشَّعر تسترُ أذنيه، و كانت حسنةٌ جميلة، فقال له بعضُ أصحابِهِ من الفتيان (العلويين) : يا أحمد “ما أحسنَ هذه الوفرة” ؟ فكان جوابُه أعجبَ جوابٍ من صبيّ في مكتب :
لا تَحْسُنُ الوَفْرَة حَتَّى تُرى
مَنْشُورَةَ الضَّفْرَين يَوْمَ القِتَالْ
على فتىً مُعْتَقِلٍ صَعْدَةً
يَعُلُّها مِنْ كُلِّ وَافي السِّبَالْ
قال العلامة أبو فهر: “فظُنّ ما شئتَ بغلام في مثل سنّهِ، لا يزال في أوَّلِ طَلبه للعلم يقول مثل هذا القول، و يحسن أن نطيل القول قليلاً في هذين البيتين، ففيهما أصول كثيرة من حياة الرجل و نفسيته في ما بعد”، فالأصل الأول : هو هذا الالتفات الشِعريُّ الجميل من المعنى المحدود بغرض قائله، إلى المعنى المترامي بخيال سامعه، فإن أصحابه كانوا يُعجِّبونه من حسن وفرته و استرسالها، فتجاوز صاحبنا هذا بخياله من الصُّورة الحاضرة على الصورة التي يريد أن يراها، شعثاءَ غبراءَ يوم ينشر مضفورَها يوم القتال بين الغبار الثائر و الدم المهراق، و هذا إثباتٌ للأصل الشعري القائم في نفسه .
والأصل الثاني: هو الرجولة والفتوة، و بُعد الهمة، و عِظم المطلب، وانصرافُه عن سَفْساف الأمور إلى معاليها، لا يعبأ بلذةٍ لا تجدي خيراً , ولا يكترث بشهوة لا تؤتي ثمراً، و إنما يجد لذته فيما يأتيه بما يريد، ولو كان فيه شقاؤه و جهده، وقد شرح صاحبنا هذا المعنى النفسي في شعره بعدُ فقال :
سبحانَ خالق نفسي, كيف لذتها
فيما تراه النفوس غاية الألمِ
الدهر يعجبُ من حملي نوائبهُ
و صبرِ نفسي على أحداثِهِ الحُطُمِ
و هذا أصل رجولته و فتوته النفسية التي ظهرت و استعلنت في كل شعره .
والأصل الثالث : هو الثورة الدائمة، فأنت تراه من صغره هكذا، لا يريد إلا القتال والدم .
والأصل الرابع : أن هذين البيتين من فتى صغير، يضمران وراءهما معنىً آخر غير هذه المعاني، و هو أنه مُنَشَّأٌ على طلب الثأر من عدوٍ، فهو لا يزال ينقل الصورة من وضع إلى وضع آخر يُرضي ما يدور في نفسه من المعاني المحددة بطفولته، وما غُذيت به من الآراء و الأخلاق . وإن شئت فتدبر السر العجيب في قوله (يَعُلّها)، أي يسقيها الدم مرة بعد مرة، لا يكتفي بواحدة وتعجّب من قوة الأصل الشعري في هذا الغلام، و من طغيان الحقد و الثأر على قلبه الصغير .
والأصل الخامس : هو بيانه الخفي عن عدوه الذي يريد أن يحاربه، وقد صرّح بذلك في قوله “كل وافي السّبال” , فانظر من أراد هذا الصغير بهذه الصيغة ؟ أتراه عنى كل كبير السن ذي لحية طويلة؟ أتُرى ذلك!! كلاّ، فالراجح أنه أراد قوماً بأعيانهم كنى عنهم بهذه الصيغة ؟
ومن هؤلاء الذين يطلبهم بهذه الصفة؟ أليس من المعقول أن هذا الصغير إنما يتجه خياله إلى أقرب الناس إليه في بلده، ثم إلى الذين أوحت إليه جدَّته بأن بينها و بينهم سخيمة من العداوة ؟ ومن يكن هؤلاء من أهل بلده إلا مشيخة العلويين الذين أنزلوا الهوان به و بجدته .
والأصل السادس: أن هذه الثورة التي تلبست به و أخذت عليه مذاهبه في حياته، إنما هي من أثر جدته وتدبيرها، إذ باحت له بسرها، وألقت إليه بمكنون صدرها . و ذلك لأن الفتى الصغير لا يكاد يدرك هذه المعاني كلها و يسيغها حتى تظهر هكذا على صفحات وجهه وفلتات لسانه، إلا أن يكون قد أخٍذ بها، وهُيئ لها، و أعطى من نفس غيره قوة تخرجه من طبيعة الطفولة، إلى عادة الرجولة و الفتوة .
ولولا أن صاحبنا أبا الطيب قد “أسقط من شعره الكثير ،وبقي ما تداوله الناس”، كما حدثنا بذلك ابن جني، لوجدنا فيما أسقطه كثيرا من أمثال هذا القول الذي يدل على نفسية الصبي التي كبرت معه، وكانت هي “المتنبي” الشاعر الفرد الذي لا يكاد يخفى شعره على أقل الناس بصرا بالشعر.
وأبياتٌ أخرى قالها وهو بالمكتب أيضاً:
إِلى أَيِّ حينٍ أَنتَ في زِيِّ مُحرِمِ
وَحَتّى مَتى في شِقوَةٍ وَإِلى كَمِ
وَإِلّا تَمُت تَحتَ السُيوفِ مُكَرَّماً
تَمُت وَتُقاسِ الذُلَّ غَيرَ مُكَرَّمِ
فَثِب واثِقاً بِاللَهِ وَثبَةَ ماجِدٍ
يَرى المَوتَ في الهَيجا جَنى النَحلِ في الفَمِ
وهي وإن كانت مما قال في صغره، إلا أنها أمثل من الأبيات الأولى في الدلالة على المعاني التي ذكرناها، والأصول الستة التي استنبطناها. فتدبرها على ما قدمنا لك، تجد الشاعر الكبير في الشاعر الصغير، إلا في موضع واحد قل في شعره بعد الكبر، وذلك هو تقديم الثقة بالله، على الثقة بسيفه ونفسه، وهذا الموضع ولا شك من أثر جدته التي كانت “من صلحاء النساء الكوفيات” . وهو يؤيد رأينا في أن العجوز كانت تمنحه نفسها، وتمحضه نصحها، وتربيه على ما أرادت، وتؤدبه على على ما شاءت، لم تكتف أن تركن في تأديبه وتثقيفه إلى المكتب، أو إلى الزمن وأحداثه، وهو المعلم الأكبر والأستاذ البارع.
وما نشك أن الفتى كان وهو في المكتب أكثر أصحابه تحصيلا للعلم وإقبالا عليه، وانصرافا إليه، وذلك لما ذكروا من قوة ذاكرته التي كادت تكون إحدى الخوارق، وتكاد تجمع كتب التاريخ الأدبي على أن أبا الطيب المتنبي في صباه كان يقضي معظم أوقاته عند الوراقين (من ينسخون الكتب ويبيعونها)،يقول عنه وراق: “ما رأيت أحفظ من ابن عبدان (يقصد المتنبي)، كان عندي اليوم وقد أحضر رجل كتابًا نحو ثلاثين ورقة ليبيعه، فأخذ ابن عبدان ينظر فيه طويلاً، فقال له الرجل: يا هذا أريد بيعه، وقد قطعتني عن ذلك، فإن كنت تريد حفظه فهذا يكون، إن شاء الله، بعد شهر. فقال له ابن عبدان: فإن حفظته في هذه المدة، فما لي عليك؟ قال أهدي لك الكتاب. قال، فأخذت الدفتر من يده، فأقبل يتلوه، حتى انتهى إلى آخره”. وتقول الحكاية إن المتنبي أخذ الكتاب ومضى بمباركة صاحبه. وهذا إنما يعود إلى جدته لما أخذته به من حب الأدب والعلم، وما زينت له من طلب المجد، ثم ما تهيأ في نفس الصغير من أصل طبيعته التي تسرع به إلى السمو، ولهذا كان الفتى محسَّدا بين أترابه، منظورًا إليه بعين، فالحسد الصغير الذي مني به وهو في المكتب، وما يموج في صدره من حقد وثورة وبغض لمن أريد لهُ أن يشنأهم ويبغضهم كل ذلك كان هو الأصل فيما تعجب منه المتعجبون من كثرة ذكر هذا الشاعر للحسد والحساد والوشاية والوشاة، وما إلى ذلك مما يلم به، وقد ألم صاحبنا بهذا الذي أردناه في قوله وهو بأنطاكية في ما بعد:
أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني
وَلا أُعاتِبُهُ صَفحاً وَإِهوانا
وَهَكَذا كُنتُ في أَهلي وَفي وَطَني
إِنَّ النَفيسَ غَريبٌ حَيثُما كانا
مُحَسَّدُ الفَضلِ مَكذوبٌ عَلى أَثَري
أَلقى الكَمِيَّ وَيَلقاني إِذا حانا
فهو من يوم كان في موطنه الكوفة سنة 321 حين رحل إلى الشام ، كان يلقى العنت من الحسد والحساد، وما تكذبوا به من أباطيلهم، وما ألقوا عليه من عيوبهم. فلما استمر مريره وبرع وفاق الشعراء، وأكل أرزاقهم إلى رزقه، أجلب عليه الحساد والوشاة، فدسوا له وأذاقوه من بأسهم، فبقي إلى آخر عمره يذكر ذلك في شعره، ويتخيله في صغير أمره وكبيره.
صباح الخير يا دكتور
كنا نحب المتنبي وشعره ونعرف من هو ومكانته بين الشعراء قديمها وحديثها ولكن اكتشفنا اننا كنا مقصريين بحقه واننا حقيقة لا نعرف المتنبي حق المعرفه
جزاك الله كل خير على هذا الجهد الجبارونطمع بالمزيد.
رائعٌ هذا العرض العميق لحياة المتنبي الأولى، فقد نسجتَ لنا صورة حيّة تنبض بالتاريخ واللغة والشخصية، وكشفت لنا الجذور النفسية والثقافية التي شكّلت هذا الشاعر الفذ. سردٌ ماتع، وتحليل ثري، وقراءة ذكية في الطفولة التي أنجبت شاعر العرب الأكبر. بورك قلمك.
صباح الخير يا دكتور
كنا نحب المتنبي وشعره ونعرف من هو ومكانته بين الشعراء قديمها وحديثها ولكن اكتشفنا اننا كنا مقصريين بحقه واننا حقيقة لا نعرف المتنبي حق المعرفه
جزاك الله كل خير على هذا الجهد الجبارونطمع بالمزيد.
رائعٌ هذا العرض العميق لحياة المتنبي الأولى، فقد نسجتَ لنا صورة حيّة تنبض بالتاريخ واللغة والشخصية، وكشفت لنا الجذور النفسية والثقافية التي شكّلت هذا الشاعر الفذ. سردٌ ماتع، وتحليل ثري، وقراءة ذكية في الطفولة التي أنجبت شاعر العرب الأكبر. بورك قلمك.
جهودك مباركة باذن الله دكتور.
ماشالله، مقالات رائعه كالعادة
سلمت يمناك🙂