أخبار

“بيت الشعر” أمسية و ورشة في الإلقاء والعَروض

محمد غبدالله البريكي يتوسط المشاركين بعد تكريمهم من اليمين علي أخند بالبيد و حمزة اليوسف و د.منتظر الموسوي و محمد المؤيد المجذوب

 

خالد عبد السلام
جانب من الحضور

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

شارك الشعراء علي أحمد بالبيد من المملكة العربية السعودية، و حمزة اليوسف من سوريا، و د. منتظر الموسوي من سلطنة عمان في أمسية نظمها “بيت الشعر” التابع لدائرة الثقافة في الشارقة الثلاثاء 15 إبريل 2025 بحضور مديره محمد عبدالله البريكي،و قدم لها الشاعر  من السودان،حيث قدم الشكر والعرفان إلـى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة،  لرعايته الثقافة والشعر، ووجه الشكر إلى دائرة الثقافة بالشارقة  وإلى “بيت الشعر” ومديره الشاعر محمد عبدالله البريكي.

ووسط تجاوب الجمهور الذي غصت به القاعة ألقى الشاعر علي أحمد بالبيد مجموعة قصائد كانت تنهيدات متنوعة نثرت رؤاه في الحياة و آلامه و آماله :

“لك العمر مرتاباً لك النجم غائباً

وأوهامك اللاتي وأوجاعك الكبرى

تناسختَ أوجاعاً وسُميتَ شاعراً

لذلك كان الشعرُ أوجعَ ما يُقرا

نلاه الشاعر حمزة اليوسف، فألقى عددًا من القصائد التي عكست ذاته، ورسمت ملامح سنوات عمره. يقول:

“مرهقٌ انتَ خيلكَ الآنَ متعبْ

فبأي السنين شوطك يُحسبْ ؟

كان فيما مضى رعودًا وبرقا

تمسك الوقت أن يضيع ويهربْ

جعل الحب وجهة وأتاها

ينحت الدرب بالرجاء ويشربْ

وكان مسك الختام مع الشاعر د. منتظر الموسوي بعدد من القصائد تدلن منها الجمال قطوفًا تقطر عذوبة ، فضلًا عن عمق دلالاتها..يقول في قصيدته ” آخر ما فاله شاعر ما” مقلبًا الدنيا بشقاوتها وإلهامها “:

وكانَ يكتبُ -في صمتٍ- له قدرَا

ليعبرَ العمرَ إنساناً .. وما عَبرَا

سمَّى الحياة بأسماءٍ مقدَّسةٍ

و راحَ يقطفُ من أسمائها الثمرا

شَقيَّةٌ هذه الدنيا .. ومُلهمةٌ

كالشعرِ .. لم يُبتكَرْ إلا ليَبتكِرَا

وجْهان للأرض .. وجهٌ خطَّ لي زمناً

من الشقاء .. ووجهٌ يتبعُ الأثرَا

ما شاءَ قلبيَ لا ما شاءَ لي قدري

وكلّ يوم أرى في داخلي قدرَا

شكّلتُ من أحرف التاريخ قافلة

تسيرُ للأفق لكنَّ المَدى انكسرَا

ولن أعيدَ ابتكار الريح حين يَمُرُّ

الغيم .. لن أمنحَ التأويل للشُّعَرَا

لن استريحَ أمامَ الأنبياء .. ولن

أعيدَ ترتيبَ هذا الحُلم للفقرَا

لن ألهمَ الوترَ المَقهور .. حين يغني

الحُبّ .. بل سَأميتُ اللحن والوَترَا

لن أمسكَ العمرَ من أوجاعهِ فلقدْ

تمزقَ العمرُ حتى لمْ يَعُدْ عُمُرَا

ولن أعَاشِر أنثى بعدَ قافيتي

ما دامَ في الشعر ما يَستعذبُ القمرَا

ولن أصفق للأموات ما كتبوا
في الشعر مما يزيح الهمَّ والكدرَا

ولن أحاربَ بعدَ الآن يا وطنِي
فلمْ يعُدْ فيَّ من حُلم لأنتصِرَا

هناك في آخر الأوهام بوصَلةٌ
لكنني لمْ أعدْ أستأنسُ السّفرَا

أمشي وخلفي ظلالٌ .. ليسَ تشبهني
وحولها حجَّ هذا القلبُ واعتمرَا

كنا معاً .. بعضُ أشياءٍ مبعثرةٍ
لا شئ يقرؤنا إلا وقد خسَرَا

وكانَ بي شاعرٌ .. عَرشٌ قصيدتهُ
بكلّ آلهةِ الأشعار قدْ كفرَا

أطَلّ من شرفة الذكرى بهيبتهِ
وألهَمَ العالمَ المسكين والبَشرَا

وظلَّ يتلو حكاياتٍ مغلفةً
بالغيم .. تسكبُ من أنفاسها المطرا

وقالَ ما قالَ .. والتاريخُ مندَهشٌ
والحُبُّ كان برغمَ الحُزن مُنبهرَا

حتى تنفسَ أشهَى ما تنفسَهُ
وعلّمَ الناسَ مَعنى الشعرِ .. وانتحرَا

وفي ختام الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي،الشغراء ومقدمهم ملتقطًا معهم صورة تذكارية.

ورشة فن الشعر والعَروض

سيقت الأمسية الشعرية ورشة “فن الشعر والغروض” من 14 حتى 17 إبريل 2025 التي يتطمها “بيت الشعر” ستويًُا، وقدمها هذه السنة الفنان خالد عبدالسلام نائب مدير المسرح القومي في مصر، الذي تميز بحيويته وحرصه على تجاوز المنصة إلى الاندماج مع الحضور طارخًا “الإلقاء ومسرحة القصيدة” – موضوع الورشة- بوصف الإلقاء علمًا وفنًا، بأسلوب تفاعلي رابطًا بين الشعر والمسرح مركزًا على اللغة العربية وأساليب البلاغة موظفًا علم التجويد القرأني.

وقد جاءت هذه الأمسية تزامنا مع فعاليات ورشة فن الشعر والعروض، التي دأب بيت الشعر بالشارقة على تقديمها، لتمكين المواهب ومحبي القصيدة من التوسع في مفاهيمها والخوض في أعماق أسسها وقواعدها،

وقد اختير موضوع فن

الإلقاء ومسرحة القصيدة، كموضوع لها في هذه الدورة التي يقدمها الفنان خالد عبدالسلام نائب مدير المسرح القومي بمصر، لما للإلقاء من أهمية كبيرة في ربط الشعر بالمسرح، والشاعر بالجمهور، وإحياء التفاعل بينهما، الذي كان أساسا للقصيدة العربية منذ العصور القديمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى