أخبار

جلسة استعادية للأصول الفنية الكلاسيكية وامداداتها في المدارس اللاحقة بالنادي الثقافي العربي

د. عمر عبدالعزيز و حليفة الشيمي

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم النادي الثقافي العربي مساء الخميس 17 إبريل 2025 جلسة ثقافية حول “فنون عصر النهضة الأوروبية” وتضمنت استعراضا مصورًا لبعض أشهر أعمال ثلاثة من أشهر فناني العصور الكلاسيكية الأوروبية، وهم ليوناردو دافنشي، ومايكل انجلو، وجاك لويس ديفيد، و دار الحديث حولها بوصفها لوحات مؤسسة للقيم الفنية الأصيلة التي يتحتم على كل فنان الإلمام بها وتمثلها قبل انطلاقه في مغامرة الإبداع الفني.

تحدث في الجلسة د. عمر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي والفنان خليفة الشيمي مسؤول الفعاليات والمعارض بحضور محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي، وممت قاله د. عمر عبدالعزيز : “إن الهدف من هذه الجلسة هو التأصيل المعرفي لبعض المفاهيم الفنية، والاسترجاع لمفاهيم الكلاسيكية والكلاسيكية الجديدة باعتبارها مفاهيم مؤسسة لحركة الفن الحديث، ومن رحمها خرجت المدارس الأخرى من تعبيرية وسريالية وتكعبية وحداثية، ومن خصائصها التجسيم والغنائية البصرية والهارموني تبصيرا لمتذوقي الفن بهذه الأصول التي هي أساس للتقييم”، وأضاف أن من شأن هذه الاستعادة التأصيلية أن تزود الفنانين الجدد بخلاصة معرفية عن أسس الفن، وتجعل وتزودهم بالوعي الضروري الذي يبنون من خلاله تجاربهم الفنية، فما لم يستبطن الفنان تلك القواعد، وينطلق منها فإن تجربته الفنية ستظل ناقصة”.

وتم  التعريف بقيم الفن في عصر النهضة الذي يعرف أيضًا بعصر الكلاسيكية الأوروبية، ويركز على الصور والمناظر الطبيعية والواقعية، ويعتمد الأشكال الدقيقة، والألوان الزاهية والظل، والتقاط تأثيرات الضوء، والتباين بين الضوء والظلام، والدقة في رسم البشر، واستخدام المنظور، وتناغم الألوان، ومن الناحية الإنسانية ما فنانو النهضة إلى تصوير المواقف الدرامية لخلق استجابة عاطفية من قبل المتفرج، وبالمجمل أراد فنانو النهضة جعل الفن أقرب إلى طبيعة الأشياء وجعله أقرب إلى حقيقة التجربة الإنسانية، متأثرين في ذلك بالفنون اليونانية القديمة، وجرى التعريف أيضا بالفنانين الثلاثة الممثلين لهذه الحركة، وهم: ليوناردو دا فينتشي (1452 – 1519) هو فنان ومخترع إيطالي كثيرُ المعارف عاش في عصر النهضة، ويشتهر بإنجازاته العلمية واختراعاته وبأنه كان رسامًا بارعا، وأكثر ما يميّز أعمال دا فينتشي ابتكاراته الفنية في وضع الألوان والطلاء، معتمداً على معرفته علم التشريح، والضوء وعلم النبات والجيولوجيا، بالإضافة لاهتمامه بعلم الفراسة، وكيفيّة التّعبير عن العواطف بالتّعابير والإشارات، استخدامه الفريد لتشكيل جسم الإنسان، والتدرج الدقيق للألوان، كل هذه القيم تجتمع في أشهر لوحاته الموناليزا والعشاء الأخير وعذراء الصخور.

مايكل أنجلو (1475-1564) هو رسام ونحات، ويعد إلى جانب دافنشي أحد أعظم المؤثرين في الفنون في عصره، وخلال المراحل الفنية الأوروبية اللاحقة، وقد اعتبر مايكل انجيلو أن جسد الإنسان الموضوع الأساسي للفن مما دفعه للتركيز عليه في جدارياته ومنحوتاته، وقد رسم لوحات جدارية عملاقة  ذات وضعيات معقدة ومرونة أنيقة، أثرت بصورة كبيرة على منحى الفن التشكيلي الأوروبي مثل تصوير (قصة سفر التكوين في العهد القديم) على سقف كنيسة سيستاين، ولوحة (يوم القيامة) على منبر كنيسة سيستايت في روما.

أما جاك لويس دافيد (1748 – 1825) فهو رسام فرنسي، وأحد أبرز فناني المدرسة الكلاسيكية الجديدة، فقد ابتكر أسلوبا كلاسيكيا خاصا به، يتمثل في التصوير القصصي، واعتُبر الممثل البارز لهذه المدرسة، التي استعادت وهج كلاسيكية القرن السادس عشر بعد أن كادت تقضي عليها هزليات القرون اللاحقة، وركزت لوحاته على تصوير القصص التاريخي بدل المناظر الطبيعية التي كانت تركز عليها الكلاسيكية القديمة، هذا مع واقعية صارمة في التصوير ودقة في التفاصيل وتناغم في الألوان، ومن أشهر أعماله «قسم القتال» ونابليون عابرًا جبال الألب.

 وتضمنت الجلسة نقاشًا متنوعًا حول الأصول الفنية الكلاسيكية وتمدداتها في مختلف المدارس الفنية، والانتقالات الثورية التي حدثت في الفنون الغربية وبالاستتباع ما أثرت به في الحركة الفنية العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى