قدم اليوتيوبر الشهير عبد الله عنان، صاحب قناة “شارع العلوم” في القاعة الرئيسية ضمن فعاليات مهرجان “الشارقة القرائي للطفل” – (16) فعالية استثنائية ، محولاً القاعة إلى مختبر حي من التجارب والانفجارات العلمية المدهشة. وأمام أنظار مئات الأطفال والأهالي، قدّم عبدالله عنان، الذي يتابعه أكثر من 18 مليون شخص على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، عرضًاً تفاعليًاً بطريقة مبتكرة، تزاوج فيها الإبهار البصري و المعلومة العلمية الدقيقة، ومنذ اللحظة الأولى، شدد بعلو صوته على أهمية السلامة العلمية، محذرًاً الأطفال من محاولة تنفيذ هذه التجارب في المنازل، موضحًاً أن مثل هذه التجارب تُجرى تحت إشراف فريق علمي متكامل، وضمن إجراءات أمان دقيقة، بعدها استهلّ العرض العلمي الأضخم في المنطقة العربية بتجربة “بالونات الغاز”، حيث أمسك بثلاثة بالونات مملوءة بغازات مختلفة، وقرب منها شعلة نار صغيرة، فتسبب ذلك بانفجار بالونين متتاليين وسط صرخات وتعجب الأطفال، بينما ارتفع البالون الثالث عالياً نحو سقف القاعة، وبعد هذه اللحظة المثيرة، شرح عبدالله عنان للأطفال الفرق بين غاز الهيدروجين (الذي يشتعل بشدة عند ملامسة النار) وغاز الهيليوم (الذي لا يشتعل ويجعل البالونات تطير)، ثم انتقل إلى تجربة النار وعناصر الاشتعال، حيث قدّم للأطفال “مثلث النار” الذي يتكون من الأوكسجين، الوقود، والحرارة، وأوضح لهم أن غياب أي من هذه العناصر يجعل النار مستحيلة الحدوث، ثم أخذ العرض بعداً أكثر إثارة عندما بيّن للأطفال كيف يمكن تغيير لون اللهب بإضافة أنواع معينة من الأملاح، وأمام أنظار مئات الأطفال أشعل أضخم شعلة خضراء على المسرح باستخدام مواد كيميائية خاصة، مبينًا كيف تتحول الطاقة الحرارية إلى ألوان مختلفة بناءً على تركيب المادة المستخدمة، وفي تحدٍ علمي تفاعلي آخر، دعا عنان فريقين من الأطفال إلى خشبة المسرح لخوض تحدي “نفخ الأكياس”، ثم وزع عليهم أكياساً بلاستيكية وطلب منهم ملأها بالهواء من دون النفخ التقليدي، بل باستخدام الحركة السريعة لضغط الهواء، مما علمهم عمليًا مبدأ تقليل الضغط وزيادة السرعة لإدخال كمية أكبر من الهواء، واستمر العرض مع تجربة حول المركبات الهيدروكربونية، حيث بيّن للأطفال أنها لا تشتعل بسهولة كما يظن بعضمن الناس.
وفي تجربة أخرى مشوقة، أجرى تفاعلاً كيميائياً للصوديوم مع الماء، حيث وضع قطعة صغيرة من الصوديوم في الماء، ما أدى إلى فوران مفاجئ وتكوّن دخان كثيف من ثاني أكسيد الكربون، وسط تصفيق وهتاف الأطفال المبهورين بما يرونه، ولم يكتف عنان بذلك، بل عرض تجربة باستخدام النيتروجين السائل، حيث ملأ زجاجة مياه بلاستيكية ببعض الكحول، ثم قرّبها من مصدر حرارة، مما تسبب في انكماش الزجاجة بشكل واضح وسريع بفعل اختلاف الضغط والحرارة.
وفي الختام اجتمع الأطفال ليؤدوا معًا “تحية الصوديوم” الشهيرة التي حفظها لهم، ثم وزع بعض الجوائز الرمزية على الأطفال الذين شاركوا في التجارب التي أداها على المسرح.
و كان هذا العرض ضمن سلسلة العروض التفاعلية المدهشة التي يقدمها مهرجان “الشارقة القرائي للطفل” الذي تستمر فعالياته هذا العام حتى تاريخ 4 مايو 2025، مؤكداً التزامه بتحويل المعرفة إلى تجربة حية تعزز حب التعلم والاستكشاف في نفوس الأجيال الجديدة.