اشتهر أبو الطيب المتنبي -رحمه الله- بجده وصرامته؛ في سلوكه، وحياته، وشعره جميعًا، ولم يشتهر عنه حسّ الفكاهة والسخرية وظل ذلك فيه غامضا، ولم يظهر في حياته وشعره إلا قليلًا ، وأنا أحسب أن عظمته الشعرية، وإبداعاته الأدبية تكمن في هذا الجانب من شعره، وأدبه، وفلسفته، أكثر من الجوانب الأخرى.
لأحبتي أن يملأوا
بالصافيات الأكؤبا
وعليهم أن يبذلوا
وعليَّ ألا أشربا
حتى تكون الباترا
ت المسمعات فأطربا
قال أديب العربية محمود شاكر :”…ثم طبيعته (يقصد المتنبي) الشاعرة المرهفة التي (تلتقط صور) الأشياء ثم تنتزع منها الأخيلة الشعرية، والحكم البليغة…كل ذلك أسرع بالفتى إلى ضرب من القول الساخر الذي لم تر العربية مثله في شعر شاعر، إلا أن سخريته التي انفرد بها لم تكن بعد في كبره إلا ضربا من الحكمة والعبرة التي لا يفطن إليها إلا أفذاذ العقول، ثم يدلون عليها بالإيجاز العجيب، فلا يبالغون في تصويرها، بل يضعون لها اللفظ الذي يخرجها مخرج الحكمة، ويزيده روعة في السَّخَر، وسنتعرض لتفصيل ذلك بعدُ. وقد حفظ لنا المتنبي ضربا من سخريته في صغره تدل على ما استحكم في شعره بعدُ، وصار في شاعريته طبيعةً متأصلة مستحكمة.
ويفهم من كلام أبي فهر أن نزعة السخرية المجردة قد توجد في شعر الشعراء مثل ابن الرومي، والمعري وغيرهما من الشعراء العرب، وقد توجد أيضا في الشعراء الغربيين؛ مثل برنارد شو، وأنا تول فرانس، غير أنها عند أبي الطيب أو فيه تختلف عنها في باقي الشعراء العرب والعجم. وعلة ذلك-كما أوضحها شاكر- ترجع إلى ما حباه الله تعالى من طبيعة مرهفة مكّنت من التقاط صور الأشياء، وأعطيت قدرة عجيبة على تفكيكها وتحليلها وتحويلها في يده إلى أخيلة شعرية، وحكمًا بليغة ! فإذا بالسخرية تتحول على يديه إلى جانب مهم من جوانب الإبداع الفني الرائع ، حتى صارت مع الأيام سمة بارزة من سمات شعره.
ويرى بعض النقاد أن جديته البالغة وثورته العارمة هي التي غطت هذا الجانب من جوانب شاعريته، وقد حاول محمود شاكر بثاقب فكره أن يكشف ذلك اللثام، ويزيل ذلك القتام عن هذا الجانب الذي اهيل عليه من غبار جديته وصرامته، ونحن في هذا المقال نذكر ما ذكره شاكر ونزيد عليه.
قال النعمان القاضي:” ظهر الاتجاه الساخر في شعر أبي الطيب المتنبي منذ صباه، وامتد ليشمل مراحل حياته المختلفة فلم يك الاتجاه الساخر وليد وجوده في مصر التي يتسم أهلها بقوة روح السخرية التي تميزهم عن سائر الشعوب..، وهذا الرأي الذي اتحفنا بها القاضي ليس علينا بجديد فقد ذكره شاكر في كتابه المتنبي، وقد أوردناه هنا على لسان القاضي لنؤكد ما ذهب إليه محمود شاكر، وقد حفظ لنا المتنبي ضربًا من سخريته، ونوعا من فكاهته، -في صغره- تدل على ما استحكم في شعره بعدُ، وصار فيه طبيعةً متأصلة وفطرة مستحكمة.
مرّ المتنبي برجلين قد قتلا جُرَذا، وأبرزاه يعجًّبان الناس من كبره، فقال :
لقد أصبح الجرذُ المستغيرُ
أسير المنايا صريع العطب
رماهُ الكنانيُّ والعامريُّ
وتَلاّهُ للوجه فعل العربْ
كلا الرجلينِ اتَّلى قتلهُ
فأيكما غل حر السلب
وأيكما كان من خلفِهِ؟
فإنّ به عضةً في الذنبْ
قتل الرجلان، الكناني والعامري، هذا الفأر الكبير، فأخرجاه ليعجبا الناس من كبره، وهذا سخف منهما، إذ شغلا نفسيهما بعبث لا معنى لمثله عند المتنبي الذي يريد في نفسه قتل الملوك، فمن هنا قال: “الجرذ المستغير”، الذي قد أغار عليهما كما تغير الجيوش. ثم لما فرغ من جعله كذلك، ذكر أن هذا الفأر قد وقع في (أسر المنايا) كما يقع العدو في الأسر، حين رماه الكناني والعامري بالسهم كما يرمى العدو، وبذلك يسخر من رجلين يجمعان قلبيهما على قتل، ثم لا يكون المقتول إلا فأرا!!ثم لا يكتفي صاحبنا بهذا ،بل يقول إنما آخذا يصارعانه كما يصارع العربي خصمه مستعينا عليه بالقوة حتى يكبه على وجهه مقتولًا، وذلك قوله :”تلاه للوجه فعل العرب”، ثم يقول بعدُ : كلاكما تولى قتله ، وذلك لكبر الفأر وشدته ، ولكن من منكما الذي سرق حرَّ ثيابه وجيد سلاحه، كما يسرق السارق في الحرب من أسلاب القتلى ويخفيها عن أصحابه من المقاتلة؟ ثم يعود فيقول: إنكما كنتما تصارعانه بعد أن رميتماه بسميكما، وكان أحدكم من خلفه، فمن منكما الذي كان من ورائه ليحتال على صرعه؟ وقد عرفت حيلته في صرع هذا الفأر العظيم، فإنه عضه في ذنبه، وهذه العضة بينة ثمَّ!
وأنت إذا عدت فقرأت الأبيات على ما تكلفنا شرحه، رأيت بلاغة الرجل في السخرية، ودقته في اختيار اللفظ وإيجاز الصورة التي يريد أن يتفكه لك بها. وهذا الضرب من الكلام من أكثر ضروب الكلام دورانا في شعر المتنبي، حتى بلغ من دقته في وضعه، ونفوذه في معرفته وإتقانه، انه كان يقول القول في المدح وهو أبلغ الهجاء، كما فعل بكثير من ممدوحيه، حاشا سيف الدولة، وفي أولهم كافور الأسود الخصي”. انتهى
قال د. طه حسين في كتابه (مع المتنبي)، -وقد سلخ أكثر مادته من كتاب محمود شاكر (المتنبي) دون أن يذكر أو يشير إلى اسمه مرة واحدة- قال :” فلن ترى سخرية ألذع من هذه السخرية”.
وقال عبد الرحمن شكري في أبيات المتنبي :” وأحسن الفكاهة ما صدر عن رغبة في إصلاح فاسد وتقويم معوج من العادات والأخلاق والعرب تستعمل الفكاهة في الهجاء والسخر والتعجيز والوصف”.
على أن سخرية أبي الطيب فوق ما قدمنا كانت منفذا لآلامه، ومنفسا لأوجاعه، ومستراحا من تعب الحياة، وقد استنتج الأستاذ محمود شاكر أن أبا الطيب في أصل طبيعته يحب المرح ويهوى الطرب؛ ولكن في حشمة ووقار، ولولا ما أخذ به نفسه من المشقة للسيادة، وما تكلف من السعي للقيادة والمجد، لكان من أبرع الناس نكتة بليغة وأكثرهم نادرة عالية، وقد استدل محمود شاكر على ذلك بأدلة عقلية، تستروح إليها النفس، ويطمئن إليها العقل، وتسكن إليها النفس.
قال: “يدلك على هذا أن أبا الطيب كان قد نادم في حياته كثيرا من الأمراء، وكانوا يحبونه، ولا يصلح للمنادمة رجل متزمت بارد الطبع ثقيل الظل، طويل الصمت جهم الوجه، مقطِّبْ. ومما قاله “معاذ اللاذقي” لأبي الطيب سنة “321” :” والله إنك لشاب خطير، تصلح لمنادمة ملك كبير”، ومعنى هذا أن أبا الطيب كان ظريفا خفيف الروح، محببا إلى النفس، مع وقار وتؤدة. ومن تدبَّر سخريته في شعره كلٍّه، وجد فيه هذا المعنى، إلا انه لم يكن يهزلُ هزلَ السخفاء”.
مواطن أخرى من سخريته
قال عبد الرحمن شكري: ” وهذا المتنبي قد سما بنفسه بين الثريا والسماك ومن كان يربأ بنفسه أن يُعدَّ في الناس عرف من أين تؤتى الفكاهة اللاذعة أنظر إلى قوله في رجل أعور:
فيا ابن كَرَوَّسٍ يا نصف أعمى
وأن تفخر فيا نصف البصير
تُعادينا لأنّا غيرُ لُكْنٍ
وتُبغضُنا لأنّا غيرُ عور
فَلَو كنت امْرَءًا يهجى هجونا
وَلَكِن ضَاقَ فتر عَن مسير
(الكروس في اللغة: الكبير الرأس)
ويقول ساخرًا من القاضي الذهبي مستغلًا التركيب اللغوي للقبه:
لما نُسبتَ فكنت ابناً لغير أبِ
ثُمّ اختبرتَ فلم ترجع إلى أدب
ولا يكون ابن بغير أب إما من رشده وإما من زنيه إلا ما كان من شأن آدم والمسيح عليهما السلام.
سميت بالذهبيِّ اليوم تسميةً
مشتقةً من ذهاب العقل لا الذهب
هذا البيت جواب لما في البيت الأول، يقول: لما لم يُعرف لك أبٌ ولم يكن لك أدبٌ تعرف به سميت اليوم بالذهبي أي أن هذه النسبة مستحدثةٌ لك ليست بمورثةٍ واشتقاقها من ذهاب العقل لا من الذهب أي إنما قيل لك الذهبي لذهاب عقلك لا لأنك منسوبِ إلى الذهب.
ملقبٌ بك ما لقبتَ ويْكَ به
يا أيُّها اللقبُ الملقى على اللَّقَبِ
يقول: ما لُقبت به مُلقب بك؛ أي: أنت تشين لقبك وأنت بنفسك عار له، فلقبك مُلقى على لقب؛ أي: على عار وخزي.
سخريته من الزمان وأهله
يقول البرقوقي في شرحه على ديوان المتنبي (ج:2 ص 92):” ولم تقتصر سخريته التي قالها في شبابه وقبل إقامته في مصر على السخرية من تلك النماذج الإنسانية الشاذة، بل امتدت لتشمل الزمان وأهله والدنيا التي أصبح لا يأبه لها ولما فيها من مغريات فيقول ساخرا منها ومستعليا عليها وعلى اهل هذا الزمان الأدنياء الخساس الجهلاء الحمقى الجبناء وناقدًا لهم ولسلبياته ولهذه الدنيا الخسيسة التي تجبر الكرام على صداقة الأعداء وملاينتهم والتي ملها ومل مغرياتها”.
أذم إلى هذا الزمان أهيله
فأعلمهم فدم، وأحزمهم وغد
وأكرمهم كلب، وأبصرهم عم،
وأسهدهم فهد، وأشجعهم قرد
ومن نكد الدنيا على الحُرِّ أن يرى
عدواً له ما من صداقته بُدُّ
وأُكْبِرُ نفسي عن جزاءٍ بغيبةٍ
وكلُّ اغتيابٍ جهدُ مَنْ لا له جهدُ
فما في سجاياكم منازعة العلى
ولا في طباع التربة المسك والندُّ.
سخريته من الساسة
امتدت سخريته لتشمل الساسة والسياسة والحكام، ولم تسلم الرعية من سهام نقده أيضًا.
يقول في قصيدته التي مدح بها العجلي:
فؤادٌ ما تُسلّيهِ المُدامُ
وعُمرٌ مثلُ ما تهبُ اللئامُ
ودهر ناسه ناس صغار
وإن كانت لهم جثث ضخام
وما أنا منهم بالعيش فيهم
ولكن معدن الذهب الرغام
وشبه الشيء منجذب إليه
وأشبهنا بدنيانا الطغام
ولو لم يعل إلا ذو محل
تعالى الجيش وانحط القتام
ولو حيز الحفاظ بغير عقل
تجنب عنق صيقله الحسام
صورة ساخرة لدهره وناسه، وتصوير بارع لغربته النفسية، ووصف مؤلم لأناس همهم في الحياة اللذة والمتاع، قعدوا عن المعالي واستناموا لسفساف الأمور.
وأكثر ما ينقم المتنبي من مجتمعه شيوع الجهل والجبن والعجز وسائر العيوب الخُلقية في الرجل، وأكثر ما يكره فيه خُلق الجبن، ويزداد حنقه عندما يكون الجبان مدعيا كذوبا. قال:
وإذا ما خلا الجبان بأرض
طلب الطعن وحده والنزالا
ويزداد حنقًا وغضبًا على أولئك الجبناء عندما يبررون جبنهم وعجزهم، ويقولون : آنه آت من العقل والتروي والتأني!
يَرى الجبناءُ أن العجزَ عقلٌ
وتلك خديعةُ الطبعِ اللئيمِ
وكلُّ شجاعةٍ في المرء تفنى
ولا مثلُ الشجاعة في حكيمِ
وأكثر ما يغيظ المتنبي طائفة من أبناء مجتمعه، وهي طائفة موجودة في كل زمان ومكان، تلك الطائفة التي تدعي الحكمة وتتبجح بالفهم والعقل، وهي في الحقيقة ترشح جهلا، وتقطر حمقا وغباء، وأكثر ما يظهر غباءهم حين يعترضون على حِكم المتنبي وشعره الذي سارت به الركبان، فيقدمون على تخطئته وتفنيد رأيه.
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً
وآفتُهُ من الفهم السقيمِ
ولكنْ تأخذ الآذانُ منه
على قدر القرائح والفهومِ
ثم يقول لهم :
وَجَاهلٍ مَدَّهُ في جَهْلهِ ضَحكي
حَتَّى أَتَتهُ يَدُ فَرَّاسَةُ وفم
فهذا الجاهل اغتر بمجاملتي له، ومسامحتي إياه، وحلمي عليه، وضحكي على جهله، حتى سطوت به ففرسته فأهلكته.
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا يغرنْك أَنَّ اللَّيْثَ مُبْتَسُم
ثم يقول له : إذا رأيت الليث مبرزًا أنيابه، فلا تظن انه يبتسم لك، وإنما ذلك أقرب لبطشه، وأدل على ما يحذر من فعله.
وهكذا تستمر سخرية المتنبي على كل فساد ينغل في مجتمعه، وينهش في بنائه، ولولا الإطالة وخشية إملال القارىء لأتينا على أكثر ذلك، ولكن رأفة بحال القاريء، وشفقة على وقته نؤجل ذلك إلى المقال المقبل إن شاء الله.
تألق قلمك في هذا المقال الذي تناول فلسفة السخرية في شعر المتنبي بأسلوب يتسم بالعمق والدقة. استطعت أن تكشف لنا عن تلك اللمحات الفلسفية التي تميزت بها سخرية المتنبي، وكيف أنها كانت جزءًا من ملامحه الشعرية التي لا تتكرر. لقد أبدعت في تفكيك المعاني وتحليل الرموز التي دفنتها كلمات المتنبي، ليصل إلينا من خلال كلماتك نظرة متجددة ومعرفة أعمق لشعره. شكرًا لك على هذا العمل المميز الذي يعكس فكرًا ناضجًا ورؤية نقدية تفتح أمامنا أفقًا جديدًا لفهم عوالم المتنبي.
تحياتي واحترامي وان المتنبي كما فهمت منك فهم المعنى الحقيقي للفكاهة تناقض الاحداث والطباع والاشياء من حوله وبذلك يرسم ابتسامة وليس قهقهة فهو فعل حميد فيه اعمال العقل وتسلية للنفس وليس الشكل .وقد اصبت دكتور احمد الزبيدي ففي الشخصية القيادية في المجتمع طبعه هذا ورزانته ومزحه لا لهوه وميوعته وحكمته وذكائه واعمال عقل المتلقي لا عبثه وهمزه ولمزه وتلك فعلا شخصية المتنبي .مقال جميل تناول جانبا مهما من شعر المتنبي وسلط الضوء على شخصيته وحياته وطبعه من خلال شعره وهو انتباه ذكي جدا منك دكتور ووجهة نظر حكيمة مع الحب والتحية والاحترام والتقدير لشخصك الكريم ولكتاباتك العميقة ذات الطابع الذكي .تحياتي .مهند الشريف
تألق قلمك في هذا المقال الذي تناول فلسفة السخرية في شعر المتنبي بأسلوب يتسم بالعمق والدقة. استطعت أن تكشف لنا عن تلك اللمحات الفلسفية التي تميزت بها سخرية المتنبي، وكيف أنها كانت جزءًا من ملامحه الشعرية التي لا تتكرر. لقد أبدعت في تفكيك المعاني وتحليل الرموز التي دفنتها كلمات المتنبي، ليصل إلينا من خلال كلماتك نظرة متجددة ومعرفة أعمق لشعره. شكرًا لك على هذا العمل المميز الذي يعكس فكرًا ناضجًا ورؤية نقدية تفتح أمامنا أفقًا جديدًا لفهم عوالم المتنبي.
السلام عليكم يا دكتور
شكرا على هذا الشعور بالقراء مع العلم أنه بحر كلما سبرنا ما فيه زدنا أعجابا بهذا الشاعر فريد عصره ومهما كتب عنه لا يفيه حقة.
تحياتي واحترامي وان المتنبي كما فهمت منك فهم المعنى الحقيقي للفكاهة تناقض الاحداث والطباع والاشياء من حوله وبذلك يرسم ابتسامة وليس قهقهة فهو فعل حميد فيه اعمال العقل وتسلية للنفس وليس الشكل .وقد اصبت دكتور احمد الزبيدي ففي الشخصية القيادية في المجتمع طبعه هذا ورزانته ومزحه لا لهوه وميوعته وحكمته وذكائه واعمال عقل المتلقي لا عبثه وهمزه ولمزه وتلك فعلا شخصية المتنبي .مقال جميل تناول جانبا مهما من شعر المتنبي وسلط الضوء على شخصيته وحياته وطبعه من خلال شعره وهو انتباه ذكي جدا منك دكتور ووجهة نظر حكيمة مع الحب والتحية والاحترام والتقدير لشخصك الكريم ولكتاباتك العميقة ذات الطابع الذكي .تحياتي .مهند الشريف
ياعين ع سخريه المتنبي