أخبار

“بيت الشعر” في الشارفة.. أمسية يرفرف في سمائها الإبداع

محمد عبدالله البريكي يتوسط المشاركين بعد تكريمهم من اليمين حسن القرني و ليننا فيصل و بحر الدين غبدالله ومحمد إدريس

الحضور

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

جمع «بيت الشعر» في الشارقة الشعراء حسن القرني، من السعودية، ولينا فيصل، من سوريا، وبحر الدين عبد الله من السودان في أمسية شعرية الثلاثاء 6 مايو 2025 قدمها محمد إدريس رافعًا أسمى آيات الشكر إلى راعي الثقافة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، ومثتيًا على دائرة الثقافة في الشارقة، و”بيت الشعر” في الشارقة ومديره الشاعر محمد عبدالله البريكي، الذي حضر الأمسية.

من بين من طلعوا ومَن لمْ … بُنتُ

لكأنّ لا غيري هنا يا بنتُ

ممّا خطيئتِهم شطَنتُ

فأسْجدوا هاماتهمْ للهِ حين شطَنتُ

ومخاتلون وقد أُتوا من حيثُ لا يدرونَ ..

 إذْ خَشبٌ وإذْ إسمنتُ

حتى استعرتُ من الصخورِ .. فلامني ملحٌ وماءٌ

فازدجرتُ

ولنتُ

وعبدتُ عقلي أنْ أُجنّ .. فنالني ما نلتُهُ

وعقلتُ حين جُننتُ

ووقفتُ ..  تحتي الريحُ .. كنتُ أقول لي:

لأكونَ حيث أريدُ أوْ.. لا كنتُ

ويخاطب الشاعر  الأرض وهو يناغي “سماءَ الله في كل أنّةٍ تحزّ كسيفٍ في الشرايين مُصْلَتِ”:

 أبىٰ الشعرُ أن يَرثيْكِ يا أرضَنا التي

تعالتْ سماواتٍ وفي القلبِ حلّتِ

بناتي قليلاتٌ وأنتِ كثيرةٌ

فلا تُكثري لومي إذا ما أقلّتِ

وأخشى عليّ اللهَ ألا أُعيرَها

سوى زفَراتٍ علّلتني وعَلّتِ

وأخشى عليها كلما صفقوا لها

وما عرفوا ماذا أساحتْ وهلّتِ

(فلسطينُ) ما في الرحْلِ إلا وساوسي

إذا ما دنا ليلُ البلايا استحلّتِ

فلا هي أسدتْني من الطيرِ طيرَها

ولا هي أرختْ عن دماغي وخَلّتِ

تُناوشني ما بين ولّتْ وأقبلتْ

وها كلما قلتُ انتهينا استهلّتِ

أناغي “سماءَ الله في كل أنّةٍ

تحزّ كسيفٍ في الشرايين مُصْلَتِ”

وأنتِ اغتداءٌ بين آتٍ وهالكٍ

ومن رحلةٍ للموتِ في إثْرِ رحلةِ

ولا خُلّةٌ في الناسِ إلا وباغتتْ

إلى حاجةٍ بين الدِّما واستغلّتِ

وما تستقلُّ الأرضُ والناسُ فوقَها

وفكرتُها في عقلِها ما استقلّتِ

أيا طفلتي من أي ماءٍ وكلهمْ

جديبٌ وأنتِ العطرُ في ضَوْعِ فُلّةِ

وكيف أرى في مقلتيكِ (وغزّةٌ)

بها تحت سقفِ الموتِ طفلي وطفلتي

وكيف الظما يمتدّ حتى كأنما

ليستويَ الماءانِ عيني وقُلّتي

يظلل روحي من لهيبٍ لهيبُها

ولو علمتْ ما في غدٍ ما استظلّتِ

وما أنتَ في رأسي أيا وجهيَ الذي …

وما أنتِ في جنبي أيا كفّيَ التي

وكانت الشاعرة لينا الفيصل لافتة بحضورها وقصائدها المرقرفة بأجنحة الخيال وشفافية الدلالة. في قصيدتها “تشويش” توصل الشاعرة لينا فيصل رسالتها             ” لقانونك المستحيل بقلبي أصوغ المشاعر آيات عشق وأترك بين الفواصل عندك طوق النجاه”:

لأحمرَ

ضلّ الطريق إلى بقعة اللون

 وابتلّ بالعطر حتى تندّت يداه

  لليل يسامرُ حلمَ الصبايا

 ويكشف في غفلةٍ عن مداه

لساقية حدّثتها القصيدة

عن عاشق فاستفاقت

 تغيّر مجرى الحديث الشفاه

لقبّرةٍ في ابتهالٍ تدندنُ

 حيّ على الحبّ قبل الصلاة

  لعينيك حين استعارَ المساء

 رموشَك حتى يلملمَ عنه كراه

لكلِّ المرايا

وحبرِ الحكاياتِ بين الزوايا

يترجمُ عنّا ويفصحُ

 في الشعرِ عمّا اعتراه

لأبيضَ

مذ أرهقتْه المجازاتُ

أطلقَ خلفَ السطورِ صداه

لوجهكَ أنتَ

استعاراتُ حبٍّ

 تراءتْ هناكَ بغيرِ انتباه

لغصنٍ

 ينادم تفاحة الروح

 حين اصطفاها وبث الحياه

لقانونك المستحيل بقلبي

أصوغ المشاعر آيات عشق

وأترك بين الفواصل عندك طوق النجاه

وفي قصيدتها “خارج الوقت” تعيش حال تأمل في عوالم ذاتها، حيث “تعزف الريح آخر النوتات”:

 خارج الوقت في عوالم ذاتي

أقحم القلب في رؤىً حالكات

يختبي العمر في انتظاري يٌطوى

كالخفافيش في كهوف سباتي

هاهي الشمس هل يغيب وضوح

 وإذا ارتبت  أستخير صلاتي

خارجاً كنتُ داخلاً أم أرائي

أرقب الوقت من كوى الرغبات

 راكض خلف مايعاند وجهي

 في طريق معاكساً خطواتي

يشتهي صوتَي المغادر صمتٌ

كان يحيا فهل على البعد آت

ماضياً جئتُ أم أشاءُ رحيلاً

حين أسعى في رحلة اللا نجاةِ

  جئت وانحاز  من أماميَ سطر

في اندفاع الوراء نحو الثبات

 خارج الوقت والمكان وروحي

تعزف الريح آخر النوتات

 كم تمنيت لو يطول زمانٌ

عاصيَ الدمع والهوى والوصاةِ

 شاهد أنت والحكاية ماتت

أيها القلب جابر العثرات

 خارج  وانتهى المكان وعدنا

بعد أن ضُيّعت حدودُ الجهات

داخل وابتدى الزمانُ بحرف

من سؤال وشاءَ  فيه التفاتي

وكان الختام مع الشاعر بحر الدين عبد الله ومجموعة من قصائده التي تجلت معها خصوصيته في الإلقاء وعبارته الشعرية بدلالاتها العميقة.. من ذلك قصيدته  «فلتخضر صحراؤهم»:

سأَحْمِلُ مِنْ تُفَّاحِهِم جَنَّةً معي

وأدخُلُ بالبابِ الذي حيثُ لا أعِي

بأيِّ ضبابٍ في ارْتِجاعاتِ صَوتِهِمْ

أقول لنَجْماتٍ هناك أنِ اسْطَعِي

بأيِّ ضبابٍ والعصورُ تراكمتْ

بكلِّ مدارٍ من سنا اللهِ مُتْرَعِ

فخُذْني على قَدْرِ الهشاشةِ رَيْثَما

أراكَ بعينِ الخارجين إلى الوَعِيْ

وفي قصيدته “أرجوحةٌ لفراشةٍ يتيمة” يشتهي “أُغنيةً
سمراء تغسل الهموم عن صدري
وتُشعل الغرام كلما
خبا”:

وبينما
بعضُ الحبيبات يخنّني
ويشتهين من بعدي
غزالًا أشهبا

مرَّتْ ببهوِ ذكرياتي طفلةٌ
خضراء،
قلتُ مرحبا

فقالتِ الطفلةُ يا عمّاهُ
هل يمنحنا الموتُ شتاءً برزخيًّا
وحَنينًا أرْحَبا

وهل لأجل قُبلةٍ
يُغازل الموتى فراشةً يتيمةً،
ويُنكرون مَنْ برمْلهم
حَبا

قلتُ كذاك يفعل الأمواتُ
ياصغيرتي
ويشتهون في المساء
أعين الظبا

فلْترجعي إلى الديار الآن
فالشمس هناك
أوشكتْ يا طفلتي
أن تغربا

ولتْتركي على ضريحي
خُصلةً
كي يَغْزِلَ الربّ
على يديكِ
شالًا يا صغيرتي
وجَوْرَبا

ولْتعلمي بأنَّ عمَّكِ الشهيدَ
يشتهي مثلُكِ أنْ
يعود طفلًا آبقًا
وأنْ برمْلِ القبرِ يلعبا

مثلُكِ أشتهي يدًا
تُمْسِكُ كفّي وصديقًا يعشقُ الحَمَامَ
يا صغيرتي،
وأشتهي بأن يصير النهرُ
لي أبا

مثلُكِ أشتهي بلادًا
يا حبيبتي وزورقًا صغيرًا
يعبر الصبا

وأشتهي  أغنيةً
سمراء تغسل الهموم عن صدري
وتُشعل الغرام كلما
خبا

وأشتهي أنْ بِيدي
أسقي قطيعًا لابْنَةِ النبيِّ كي أنالَ قلبها،
وأُهديها ربابًا غجريًّا
وزمانا مُعشبا

وأشتهي أنْ
نصعدَ التلّةَ يا روحي،
ونحْسبَ النجوم في سمانا
كوْكبًا فكوكبا

فقد كبِرنا يا صغيرتي
على هذي الأراجيح، ولم تكْبَرْ
ظلالُنا
لكي تُريحَ مُتْعَبا

لأنَّنا قريبةٌ دموعُنا
قريبةٌ،
فهل تصيرُ بَعْدُ
يا ابْنةَ الغمام أقْرَبا؟

وفي تهاية الأمسية دعا مقدم الأمسية الشاعر محمد البريكي لتكريم المشاركين في الأمسية.

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الشارقةبيت الشعر والشعراء
    أمسية شعرية وعمل ثقافي دؤوب …
    وحرص دائم من بيت الشعر والشعراء وعاصمة الثقافة والأدب داعمة للابداع والمبدعين…. على إعلاء صوت الحرف العربي ليحلق فراشات جميلة أنيقة تتطاير في سماء الشعر والقصيدة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى