مقالات
احذر مدارس بلا معلمين فقط متعلمين..! شريفة محمد علي – الإمارات


لا تندهش ..إنه زمن الذكاء الاصطناعي، الذي بات يشكل طريقًا جديدًا نحو عالم أكثر تطورًا وتميزًا ، وإمكانيات أكبر للوصول السهل والسريع إلى المعلومات، وصياغة اروع للأهداف، وابتكار حلول لا مثيل لها في شتى المجالات، خصوصًا في ميدان التعليم والتحصيل المعرفي والأكاديمي.
هنا سؤال يفرض نفسه، و بلا شك يثير مخاوف الكثيرين : أين سيكون موقع العقل البشري في ظل هذا الذكاء الرشيق، المذهل، القادر على تحقيق الأمنيات والأحلام؟
هل سيختفي دور الإنسان، وتتضاءل الحاجة إليه، وخصوصًا المعلم؟
هل سنشهد حقًا .. مستقبلًا تدُار فيه المدارس بلا معلمين، بالمتعلمين فقط! في ظل التقدم السريع ، والنمو التكنولوجي المتواصل ؟
مع الانبهار المذهل وتحقيق ماهو أبعد من الخيال الذي يكتم الأنفاس ..لا أعتقد ذلك في مجال التعليم، بل هو تحدٍ حقيقي يُعرض على الإنسان: إما أن يصمد ويطور من نفسه، أو أن يدخل حلبة المنافسة مع هذا الذكاء الفائق، فرغم الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي، فإنه يفتقر إلى العاطفة، تلك الهبة الإلهية التي اختص بها الإنسان.. يمكنه أن يضع الخطط ويبتكر الأفكار، لكنه لا يملك الروح التي تبث الحياة في قلوب الطلبة.. بامكانه أن يوسع دائرة المعلومات ويعرضها في أبهى الصور، لكنه لا يملك الحب الذي يغلف القلوب ، ويحميها من ضغوط الحياة وأزماتها.
لا أحد ينكر تفوق الذكاء الاصطناعي وروعته، لكنه لا يمكن أن يكون بديلًا كاملًا عن الإنسان، بل ينبغي أن يسير جنبًا إلى جنب معه، يستكمل كلٌّ منهما الآخر.
المعلم، نعم، يمكنه الاستعانة بالتكنولوجيا في تنظيم دروسه، لكنها أبدًًا لا تغنيه عن التفاعل المباشر مع طلابه، ولا عن شرحه المبسط، ولا عن حضوره الإنساني، فإذا اعتمد المعلم كليًا على الذكاء الاصطناعي، فإنه يخاطر بأن يصبح مجرد شخص كسول يستند إلى آلة، ما قد يؤدي إلى ضمور دوره، وربما مرضه النفسي أو المهني على المدى القريب.
إن استخدام التكنولوجيا له بريقه، لكن لا بد من ضوابط تحكمه، وإلا واجهنا أخطارًا تهدد دورالمعلم، وتزج بمجتمعاتنا في مواطن تفتقر إلى الإنسانية.
خلاصة القول: أهلا بالذكاء الاصطناعي الذي يحمل فوائد عظيمة، لكن لا يمكن الاعتماد عليه اعتمادًا كليًا، وإلا انقلبت هذه الفوائد إلى أضرار.