بالاتفاق لم يكن المتنبي صوفيًا، ولنا أن نزيد أنه لم يكن من الصوفية -بالمعنى المعروف للصوفية- في شيء؛ من قريب أو من بعيد، ولنا أن نقول ذلك، وسنكون في كل ذلك صادقين مصيبين، ولن يعجزنا ونحن قارئون لأبي الطيب، دارسون لشعره أن نجد الدليل تلو الدليل على صحة قولنا، وبرهان زعمنا، ولكننا أيضاً لا نستطيع أن ننكر أن شعرهُ فيه من النزعة الصوفية الصحيحة ما ينافس فيه أكابر المتصوفة أمثال الجنيد، والشبلي، والقشيري، والمحاسبي والحافي، وغيرهم ممن اشتهرت أسماؤهم، وعرفت أخبارهم، ولك بعد هذا أيها المعترض أن تطالبني بالدليل من شعره، وشعره فقط ، لا مما يروى لنا عن حياته وأخباره؛ مما تزيد فيه المتزيدون، وطعن فيه الطاعنون!
وإذا أجزت لنفسك أن تنكر النزعة الصوفية في شعره فلا أظنك تستطيع أن تنكر أيضا أن سلوكه كان فيه -رحمه الله- من الخلال ما لو أطلقت عليه بأنه زاهد من الزهاد، أو عابد من العباد لما غالطك في زعمك أحد ممن قرأ المتنبي، ودرس هذا الجانب فيه.
لقد اشتهر عن أبي الطيب لبسه الأسمال البالية، والأكسية الخَلقة ،والأطمار الرثة، ربما لأنه كان يؤمن إيمانًا جازمًا أن الثياب والزينة ليست من كمال الشخصية في شيء، وأن جمال الإنسان وكماله في عقله ونفسه؛ وكأنه يستحضر حكمة جدنا عَمْرو بْن مَعدِي كَرِبَ الزبيدي حين قال :
لَيْسَ الْجَمَالُ بمِئْزَرٍ
فَاعْلَمْ وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا
إِنَّ الْجَمَالَ مَعَادِنٌ
وَمَآثِرٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا
إذ ليس جمال المرء فيما يلبسه من جميل الثياب، وما يكسوه من ثمين السِّلابْ، إنما الجمال والحسن فيما يورث المجد ويفضي إلى السؤدد.
وَقَالَ الأَعشى:
كَمْ جَرَّبُوه، فَما زادَتْ تَجارِبُهُمْ
أَبا قُدامَةَ، إلَّا المَجْدَ والفَنَعا
والفَنَعُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ عبيد الله بن قيس الرقيات:
لَو كَانَ حَولي بَنو أُميَّة لم
ينْطق رجال إِذا هم نطقوا
إِن جَلَسُوا لم تضق مجَالِسهمْ
أَو ركبُوا ضَاقَ عَنْهُم الْأُفق
كم فيهم من فَتى أخى ثِقَة
عَن مَنْكِبَيْه الْقَمِيص منخرق
تحبهم عوذ النِّسَاء إِذا
مَا احمر تَحت القوانس الحدق
وَأنكر الْكَلْب أَهله وَعلا الشَّرّ
وطاح المروع الْفرق
فريحهم عند ذاك أندى من ال
مسك وفيهم لخابط ورق
وقد أكد المتنبي على هذا المعنى في أكثر من بيت، فقال:
ولا خيرَ في حسن الجُسوم ونُبلِها
إذا لم تزِنْ حُسنَ الجُسومِ عقولُ
إِذا كنت فِي الْقَوْم الطوَال علوتهم
بعارفة حَتَّى يُقَال طَوِيل
وَكم قد رَأينَا من فروع كَثِيرَة
تَمُوت إِذا لم تحيهن أصُول
وَلم أر كالمعروف أما مذاقه
فحلو وَأما وَجهه فجميل
وانظر إلى البيت الأخير كيف جعل للمعروف مَذَاقًا حلوًا، وجعل وجهه جميلًا، قال ابن منظور: وَهَذَا إِنما يَكُونُ فِي الْجَوَاهِرِ، وإِنما يُرَغِّبُ فِيهِ وَيُنَبِّهُ عَلَيْهِ ويُعَظِّمُ مِنْ قَدْرِهِ بأَن يُصَوِّرَهُ فِي النَّفْسِ عَلَى أَشرف أَحواله وأَنْوَه صِفَاتِهِ، وَذَلِكَ بأَن يَتَخَيَّرَ شَخْصًا مجسَّماً لَا عَرَضاً متوهَّماً”، وقد تمادى أبعد من ذلك حتى جعله في وصف الخيل:
وما الخيل إلا كالصّديق قليلةٌ
وإن كثرت في عين من لا يجرّب
إذا لم تُشاهِدْ غيرَ حُسنِ شياتِها
وأعضائِها فالحُسنُ عنكَ مغيَّبُ
قال الإمام ابن الشجري (ت: 542هـ) في أماليه (ج3ص68):” هذا البيت مضمّن تشبيه قلّة الخيل بقلّة الصّديق، وإن كانت الخيل فى مرآة العين كثيرة، والأصدقاء كذلك، كثير عددهم، إلاّ أنّهم عند التحصيل والتحقيق قليلون؛ لأنّ الصّديق الذى يركن صديقه إليه، ويعتمد فى الشّدائد عليه قليل جدّا، وكذلك الخيل التى تلحق فرسانها بالطّلبات وتنجيهم من الغمرات قليلة، ومن لم يجرّب الخيل ويعرفها حقّ معرفتها يراها فى الدنيا كثيرة، وكذلك من لم يجرّب الأصدقاء ويختبرهم عند شدّته يراهم كثيرين، والذى أراد الشاعر أنّ الخيل الأصيلة المجرّبة قليلة، كما أنّ الصديق الصادق فى مودّته الذى يصلح لصديقه فى شدّته قليل”.
وزعموا أن السموأل بن عاديا اليهودي أتى بهذا المعنى في بيت آخر، فقال:
إذا المرء لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء سبيل
يقول: إذا المرء لم يحمل ظلم نفسه عليها، ولم يصبرها على مكارهها، فليس له طريقٌ إلى الثناء الحسن، يشير إلى كظم الغيظ، والتحلي بالحلم، وترك الظلم والبغي مع ذويه، والصبر على المشاق، وإهانة النفس في طلب الحقوق؛ لأن من تعود هذه الأشياء علا ذكره، وحسن ثناؤه، وقد استوفى المتنبي في ديوانه سائر الصفات الأخلاقية التي من شأنها إذا تمثلها المسلم ان يكون شخصا يتمثل الإسلام في قوله وعمله.
وأفضل من عرّف الشخصيةَ في كلام موجز ومفيد الأستاذ القاضي النبهاني السبط -رحمه الله تعالى- قال :” الشخصية في كل إنسان تتكون من عقليته ونفسيته، ولا دخل لشكله، ولا جسمه، ولا هندامه ولا غير ذلك فكلها قشور. ومن السطحية أن يظن أحد أنها عامل من عوامل الشخصية أو تؤثر فيها، ذلك أن الإنسان يتميز بعقله، وسلوكه هو الذي يدل على ارتفاعه أو انخفاضه. وبما أن سلوك الإنسان في الحياة إنما هو بحسب مفاهيمه، فيكون سلوكه مرتبطا بمفاهيمه ارتباطًا حتميًا لا ينفصل عنها، والسلوك هو أعمال الإنسان التي يقوم بها لإشباع غرائزه أو حاجاته العضوية، فهو سائر بحسب الميول الموجودة عنده للإشباع سيرًا حتميًا”.
قال صاحب “شرح الشواهد الشعرية في أمهات الكتب النحوية” (ج2 ص341): “عن نسبة الأبيات التي -مرت آنفا- إلى السموأل بن عاديا اليهودي: “وهذا لا يصحّ؛ لأن اليهود ليس من أعرافهم ما جاء في الأبيات. فهو في أول القطعة يدعو إلى الابتعاد عن اللؤم، واليهود يربون أبناءهم على اللؤم. وهو يزعم في بيت من القطعة أنهم لا يرون القتل سبّة، واليهود جبناء. وقالوا: إن السموأل يضرب به المثل في الوفاء، واليهود لا يعرفون الوفاء، وإنما قامت حياتهم على الغدر؛ لأن الغدر من صفات الجبناء. وقد ضربوا به المثل بالوفاء؛ لأنه أسلم ابنه حتى قتل ولم يخن أمانته في أدراع أودعها عنده امرؤ القيس. وهذه قصة لم تثبت، وإن ثبتت، فإنه يكون قد رفض تسليم الدروع طمعا فيها؛ لأنه علم بموت امريء القيس، فقتل ابنه من أجل دروع، فإن كان يهودياً عرقًا، فإنه لا يعرف إلا الغدر؛ لأنه من نسل إخوة يوسف، الذين غدروا بأخيهم الأصغر ورموه في البئر، وجلّ بني إسرائيل واليهود من نسل هؤلاء الغادرين، وقلة قليلة جدًا من غيرهم، إما أنهم تنصروا، أو أسلموا وتركوا دين بني إسرائيل؛ لأنه يصيبهم بمعرّة، وإن كان عربيًا تهوّد، فهو كذلك يكون غادرًا، لأنهم يعلمون أبناءهم الغدر، ولا يعيشون إلا به، فيكون اكتسب الغدر بالتربية”.
ومما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه من عدم اهتمام أبي الطيب في التزين بالثياب؛ ما رواه صاحب الصبح المنبي (ج1 ص210) عن أبي علي الفارسي -رحمه الله- وكان إذ ذاك بشيراز وكان ممر المتنبي إلى دار عضد الدولة على دار أبي علي الفارسي، وكان إذا مر به أبو الطيب يستثقله على قبح زيه..”، وحكى علي بن حمزة البصري في المرجع السابق (ج1 ص78):” قال: بلوت من أبي الطيب ثلاث خلال محمودة؛ وتلك أنه ما كذب، ولا زنى، ولا لاط”.
ولمبغضي المتنبي وشانئيه أن يردوا هذا الخبر، ولهم أن يشككوا فيه، ولكن أنى لهم ذلك حين يتكلم هو عن نفسه بملء الفم، متحديا به أقواما لا يرقبون فيه إلا ولا ذمة، ويتربصون به الدوائر.
قال رحمه الله:
لَنا مَذهَبُ العُبَّادِ في تَركِ غَيرِهِ
وإتيانِهِ نَبغِي الرَّغائِب بالزُّهدِ
يقول: العباد يتركون ما في الدنيا من اللذات رغبةً فيما هو أعظم منه, وذلك ما يرجون من ثواب الآخرة، والعباد مصطلح على أهل الطريقة- وفيه دلالة على أنه كان يتصل بهم، ويعرف مذاهبهم وأفكارهم، ويتشبه بهم.
ولا يظن أحد من القراء أننا بهذا نرفع خسيسة عن المتنبي، أو نذب نقيصة عن عرضه، لا والذي خلق السماء ، وانزل منها الثلج والماء، إن أبا الطيب لا يحتاج منا لنرد عنه هذا الهجاء، وعلى العكس من ذلك فإنا نرى هذا الشعر وامثاله من مرذول شعره وساقطه؛ كما قرر ذلك محمود شاكر وعلل، قال -رحمه الله- عن شعره هذا :” وقد كان في هذا القسم من شعره يلجأ إلى الأساليب الفلسفية في استخراج المعاني وتوليدها، وكان يكثر من التقسيم الفلسفي، والتوجيه المنطقي وغيره من ألوان كلام المتفلسفة والمتكلمة والمتصوفة والمتزندقة أيضا، حتى فسدت معاني شعره، فلذلك كان أكثر ما تجد من ساقطه ومرذوله؛ مما عابه عليه النقاد ،وخاصمه به المتعصبون عليه؛ هو من هذا القسم الذي قاله في صباه إلى أطراف سنة ” 328 “على وجه التقريب لا التحقيق” .
ويقول أبو الطيب مرة أخرى:
نَحْنُ مَنْ ضَايَقَ الزَّمانُ له في
كَ وخَانَتْهُ قُرْبَكَ الأيَّامُ
يقول: إن الزمان ضايقنا فيك، وحسدنا على قربك، فخانتنا الأيام في قربك، وفرقت بيننا وبينك.
نقل صاحب “اليتيمة” (ج1 ص214) عن الصاحب بن عباد قوله في هذا البيت: “”إنه لو وقع في عبارات الجنيد والشبلي لتنازعته المتصوفة دهرًا بعيدًا”.
قال د. شوقي ضيف في كتابه “الفن ومذاهبه في الشعر العربي” (ص315):” ومثله الأبيات التي سبقته وكثير من أبيات أخرى أخرجها المتبني إخراجًا صوفيًّا وهي منتشرة في ديوانه واقرأ له هذا البيت:
كبُرَ العيانُ علي حتى إنه
صار اليقينُ من العيانِ توهُّما
فستراه يبالغ حتى يصل إلى مذهب الغلاة من أهل التصوف الذين يذهبون إلى أنه ليس في العالم إلا الله وأن ما عداه خيال لا حقيقة، وكذلك اليقين في رأي المتنبي،وقد علق ابن جني على هذا البيت وأمثاله؛ التي نزع فيها المتنبي إلى أقوال المتصوفة بقوله: “وجاء به من طراز كلا م المتصوفة”، وبمثل هذا القول علق العكبري في شرحه على ديوان المتنبي.
وأيًا كان الأمر، وبعيدا عن مسالة نسبة المتنبي للمتصوفة أو نفيها عنه فمما لا مراء فيه عند أحد من النقاد أن ذلك من المتنبي تمكنا في صنعة الشعر، وتصرفا في أفانين القول.
ولقد أرجع المستشرق ماسينيون ذلك التوجه في شعر المتنبي إلى تأثير القرمطية والتشيع فيه، وهذه الدعوى من أسخف ما ادعي فيه على المتنبي، ومع ذلك فقد حاولت أن أتلمس الأسباب والعلل التي حملت ماسينيون على التفوه بذلك، فوجدت أن المتنبي قضى في العراق شطرا من عمره، وأن العراق كان يومئذ حاضرة العلوم الإسلامية، وأنها كانت تعج بكل أنواع العلوم والفنون، ولا شك أن علم التصوف كان من أبرزها،فإذا كان المتنبي ولد ونشأ وترعرع في العراق الذي يعد الحاضنة الأولى للعلوم بله علم التصوف، فقد اشتهر القرن الثالث أيضا بعدد من أعلام التصوف الكبار أمثال: السريّ السقطي، ومعروف الكرخي، وسهل التستري وقبل هؤلاء جميعًا أستاذهم وشيخهم إمام التابعين الحسن البصري.
وليس ثمة شك أن وجود مثل هؤلاء الأعلام قادر على خلق جوٍّ، وإيجاد أرضية صالحة وخصبة لهذا العلم، ولا يبعد أن يؤثر ولو من بعيد في رجل كالمتنبي عرف عنه الذكاء وحب العلم، والإنسان مهما حاول أن ينسلخ من بيئته لا يبرح أن يكون من أبنائها، مرتبطا بها ، مشدودا إليها، ولو بمعنى من المعاني أو بوجه من الوجوه، كيف لا والمتنبي خلق ألوفا بطبعه!:
خُلِقتُ ألوفاً لو رحلتُ إلى الصبا
لفارقتُ شيبي موجعَ القلبِ باكيا
وفي ظني أن من الأسباب الأخرى التي جعلت ماسينيون يظن ذلك الظن الخاطيء؛ ما علمناه من دراسة المتنبي في مكتب للعلويين، وأن إرضاعه تم على يد امرأة علوية، ولا يخلو أن تكون مادة التشيع تطرح على مسامع الطلاب، كذلك، تأثر الأجواء العامة بظاهر التشيع، وأخيرًا لا نستطيع أن ننفي العلاقة الوثيقة بين التشيع والتصوف، وثم سبب آخر؛ وهو تلك القصة المزعومة التي تحدثت عن لقاء المتنبي بأبي الفضل الذي ضلله وهوّسه، وقد رددنا هذه القصة، ونقضناها من أساسها في المقال السابق تبعًا لأبي فهر يرحمه الله.
وأخيرا: صحبة أبي الطيب الطويلة لسيف الدولة الحمداني، ومدحه إياه بقصائد خالدة ، مع ما عرف من تشيع الأمير وولائه للهاشميين.
وإذا كنا قد رددنا قصة المتنبي مع أبي الفضل في المقال السابق فإننا لا نستطيع أن نرد قصته مع هرون بن على الأوراجىّ الذي التقى به وصاحبه في رحلته إلى الشام، وكان هذا الرجل ممن يذهب إلى التصوف، بل هو أحد كبار رجال التصوف في عصره، ومما يؤكد هذا مديح المتنبي له في قصيدة فريدة، وكل هذا يؤيد ما ذهبنا إليه والحمد لله.
قال د. شوقي ضيف في كتابه “الفن ومذاهبه في الشعر العربي” (ص315) :” ولعل أهم قصيدة في ديوانه تصور هذا الجانب قصيدة الأوراجي”.
وفي كتابه: “مع المتنبي” (ص209)، يذهب د. طه حسين هو الآخر إلى القول بأن قصيدة المتنبي في صاحبه الذي مر معنا قريبا ” هرون بن على الأوراجىّ ” والتي يعمد فيه المتنبي إلى المذهب الرمزي ليرضي ممدوحه الذي كان يذهب مذهب التصوف، وهي من هذه الجهة قيمة؛ لأنها تبين عن علم المتنبي في الخامسة والعشرين من عمره بمذاهب المتصوف في الكلام ومنهجهم في الرمز والإيماء،…”. وقد أعجب هذا القول تلميذه الدكتور شوقي ضيف فخص المتنبي في كتابه بفصل كامل سماه “التصنع” ويعني به التكلف للثقافات المختلفة- وقد حظي التصوف بمحورين أساسين من هذا الفصل، تناول في أحدها: ” تصنع المتنبي لمصطلح التصوف”.
وأيًا كان تفسير د. طه حسين، أو تفسير تلميذه د. شوقي ضيف للنزعة الصوفية في شعر أبي الطيب فإن ذلك -كما قال طه حسين ومحمود شاكر من قبله: أنها “تبينُ عن علم المتنبي في الخامسة والعشرين من عمره بمذاهب المتصوفة في الكلام ومنهجهم في الرمز والإيماء،…”.
قراءة غنية تتجاوز ظاهر النص لتُحْيي في المتنبي ما غفل عنه كثيرون؛ روحًا متأملة، وسلوكًا أقرب إلى الزهد منه إلى الترف، حتى وإن لم يُدرج في سلك المتصوفة. أبحرتم في عمق تجربته الشعرية والإنسانية، وجعلتم القارئ يعيد اكتشاف المتنبي كذاتٍ تُقاوم الزيف بالموقف، وتُجسّد الحكمة في الكلمة. شكرًا على هذا الطرح النابض بالفهم والبصيرة، الذي جمع بين التحقيق اللغوي، والبُعد التأويلي، بلغة حديثة لا تُخلّ بجلال الفكرة ولا عمق المقصد.
وفقكم الله دكتورنا الحبيب … ورفع الله قدركم وشأنكم 🌹
لا أعلم له ذكرا في طبقات الصوفية وتراجمهم وإن كان في شعره بعض لمسات لكنها من قبيل تأثير البيئة العامة المصبغةبصبغة التصوف
والله اعلم
أفدتم وأجدتم.. دكتور!!!
أحسنت وجزاك الله خيرا
الشلام عليكم
المتنبي وما ادراك من المتنبي في كل المجالات كان له باع طويل وكل مقال نتعرف على ما هو جديد عنه.
ما أجمل هذا البيت،
وَلم أر كالمعروف أما مذاقه
فحلو وَأما وَجهه فجميل
روعاتك ، دكتور أحمد الزبيدي
ابداع ادبي رائع
قراءة غنية تتجاوز ظاهر النص لتُحْيي في المتنبي ما غفل عنه كثيرون؛ روحًا متأملة، وسلوكًا أقرب إلى الزهد منه إلى الترف، حتى وإن لم يُدرج في سلك المتصوفة. أبحرتم في عمق تجربته الشعرية والإنسانية، وجعلتم القارئ يعيد اكتشاف المتنبي كذاتٍ تُقاوم الزيف بالموقف، وتُجسّد الحكمة في الكلمة. شكرًا على هذا الطرح النابض بالفهم والبصيرة، الذي جمع بين التحقيق اللغوي، والبُعد التأويلي، بلغة حديثة لا تُخلّ بجلال الفكرة ولا عمق المقصد.
الصوفية كلمة عامة
في سياقه كل المسلمين صوفيون