أخبار

“بيت الشعر” في الشارقة أمسية تعزز حضوره الإبداعي

المشاركون: د. مرام النسر و سعيد المنصوري و حسن جلنبو و د. رائد الحاج

محمد عبدالله البريكي يتوسط الشعراء ومقدمهم بعد تكريمهم من اليمين سعيد المنصوري و د. مرام النسر و د. رائد الحاج و حسن جلنبو

 

جانب من الحضور

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم “بيت الشعر” في الشارقة الثلاثاء 20 مايو 2025 أمسية شعرية شارك فيها الشعراء على التوالي سعيد المنصوري و د. مرام النسر، و حسن جلنبو  بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة وجمع من الشعراء والأدباء والمثقفين و الإعلاميين ، وأدارها د. رائد رشيد الحاج مرحِّبًا بالحضور  “في هذه الأمسية الشعرية، حيث تأتلف الكلمات، وتتراقص على ألسنة الشعراء، فتنبت المعاني في حقول القلوب، وتضيء الأرواح كما النجوم في ليلٍ ساكن”.

ورفع مدير الأمسية أسمى آيات الشكر  إلى “راعي الشعر والثقافة، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعمه المتواصل للفكر والأدب والإبداع العربي الأصيل. لقد كان سموه، ولا يزال، منارة إشعاع ثقافي، وملاذاً للمبدعين، وركيزة أساسية في صون الهوية الأدبية العربيّة. حفظ الله سموه، وجزاه عن الأمة خير الجزاء، ودامت الشارقة منبراً للضوء والجمال بإرادته وحكمته، والشكر موصول لدائرة الثقافة بالشارقة ممثّلةً برئيسها سعادة عبدالله العويس.

بكل فخر وتقدير، تُسطّر الكلمات مدحًا يليق بالشاعر الدكتور محمد البريكي، مدير بيت الشعر، الذي جمع بين جمال الحرف وصدق الرسالة، فكان شاعرًا ومُلهمًا وراعيًا للمواهب”.

ومهّد للأمسية مديرها قائلًا: “نحن في هذه الأمسية الشعريّة من أمسيات بيت الشعر على موعد مع أصوات شعريّة تنبض بالحياة، فلنفتحْ قلوبنا، ولنتركْ للقصيدة أن تمسك بأيدينا نحو الأعماق، حيث يسكن المعنى وتتكشف الذات. أهلاً بكم، وأهلاً بالشعر”.

وكان مدير الأمسية يقدم الشعراء المشاركين تباعًُا معرفًا بكل منهم ومقدمًُا بما يناسبه  ويعكس أجواء شعره.

أول الشعراء إلقاء كان الشاعر سعيد المنصوري بمجموعة من قصائده بأبياتها المجنحة في قضاء الإبداع على تنوع موضوعاتها ، ويبدأ بقصيدته “النهاية” معاتبًا بكلماته الشفافة الرقيقة معشوقته:

وكتبتِ أنتِ نهاية الحب الذي 

قد كان شيئا من رؤى الأحلامِ

وبدى لنا مطر العيون مزيفا

من خلفه ليل من الأوهامِ

وعرفتُ أنك ما أردت صداقتي 

يومًا ولا جربت طعم غرامِي

أيام كنا وردتين بباقة 

وكطائرين على ربيع العامِ

متعانقَيْنِ بقبلة كفراشة 

كم عفرت في الورد والآكامِ

تلك العيون بمائها ودمائها 

لم تستمع يوما لأي كلامِ

كانت بدايتَنا الطفولةُ والهوى 

وشقاوةٌ رقصت على الأنغامِ

وكسرتِ أنت المزهرية فاشتكى 

ورد المحبة قسوة الأقدامِ

وإذا تدوسين الزهور فعطرها

دمع الوداع بلحظة الإعدامِ

هذي نهاية حبنا كرواية   

وفصولها  صلبت على الآلامِ

وفي قصيدته “غضب” تنبثق عاطفة الحب السامي في دعوته الحبيبة الغضبى   إلى حوار : “في وئام يزيدنا منه قربا”:

غضبي منكِ أنك الآن غضبى 

وأظن الكلام يصبح صعبا

فاستريحي ولو لوقت قصير 

 ودعي ثورة الحمائم جنبا

ما اتفقنا من يومنا يا حياتي 

كلما لنت عاد رأسك صُلبا

هكذا…هكذا تمر الليالي 

في صراع لا ينتهي حين نـأبى

كم تمنيتُ أن نقيم حوارًا 

في وئام يزيدنا منه قربا

أنتِ في الركن تجلسين بعيدًا 

في يديك الفل الخجول تربّى

أنتِ أحلى من الزهور وأحلى

من رحيق الزهور يقطر حُبَّا

حبك الغالي دمعة وأمان 

وحنان  في القلب ينبض قلبا

فتعالَي كوردة في البراري 

واعشقيني أصير كالعشق عذبا

وتلامس الشاعرة مرام النسر شغاف القلوب وهي تؤنب نفسها بعباراتها المؤثرة المعبرة على ذنبها الوحيد.. الحنين لتنتهي إلى التوتر يتلاشى : “فالخوفُ يهدأُ باتصالِ الخمسِ”:

يغدو بصمت العارفين و يمسي

لا شيء بعد الصمت غير اليأسِ

ما كنتُ أحفل بالهموم جميعها

ما دمتَ قربي للمصائب تُنسي

من بين أحلامي عبرتَ ملوحًا

و تركتني وحدي أصارع نفسي

عن أي ذنب كنتَ تبحث يا ترى

حتى تغيب و تنكفي عن قدسي؟

وأنا التي بالأمس كنتُ قريبةً

أدنى لروحكَ من خيوط الشمس

أغدا..ستفتح للغيوم نوافذًا

أخرى و تنسى ما لقيتَ بأمسي؟

ما كان أدناه النسيم إذا دنا

صوت الخليل مغردًا بالهمس

ما كان أقرب سلسبيل حروفه

من روحي العطشى لبعض الأنس

لا ذنب لي غير الحنين و كلما

حاولتُ نفي الشوق عاد لمسّي

تنأى و يرجعك الشراع لدارها

في العشر يرشدك الفؤاد لهجسي

تغفو أصابعنا لبضع دقائق

فوق الجمار و لا تشي بالبأس

كم ليلة ضاعت بها آمالنا

و تركتني وحدي قبيل العرسِ

ما كنتُ أحفل بالسعادة طالما

أمضيتُ عمري في ربوع البؤس

و عرفت طيفك..كنت آخر قِبلة

سأزورها لو لم تصخ للوجس

فامدد إلى قلقِ الجهاتِ أصابعًا

فالخوفُ يهدأُ باتصالِ الخمسِ

وتقول للآخر الذي انتظرت لعل بعض غيمه يهمي:

هيأت نفسي للوداع مقدما

و حزمت أمتعتي و شعري سلما

ما كنت واثقة بأي عبارة

ستقولها لكن قلبي أسلما

و فتحت أبوابي التي قد أغلقت

زمنًا..و آن لحزنها أن يبسما

ما كان يشغلني سواك فهل ترى

أفلحت في سعيي وصرتَ متيما؟

شيء غريب أن أراك مجددًا

و أرى بأنك ما تزال محطما

شيء غريب بعد عام كامل

ما زلت في فلك الحبيب متيما

أنا لا أريد الوصل..كنت حبيسة

للحب كنت أراك سحرًا ملهما

أنا لا أحب..هناك ألف قصيدة

ألفتها لأراك..كنت البلسما

كم ليلة أشعلت فيها خافقي

وتركتني في الكون جرمًا مظلما

عام مضى والقلب يوصد بابه

جاء الشتاء وبعض غيمك ماهما

آخر الشعراء في الأمسية كان الشاعر حسن جلنبو مع عدد من قصائده التي تعكس أبياتها شخصيته الشاعرية المرهفة. يقول في قصيدته : “لسيِّدةٍ كانعكاس المرايا”

كانت تمرُّ كحرف اسمي على شفتي

كالأمنياتِ التي شاخت بذاكرتي

كنسمة الفجر في صيفٍ يراودني

عن سورة الشوق في آيٍ مُنزَّلَةِ

كضحكةٍ في هزيع العمر ناقصةٍ

لمركبٍ أبحرت من غير أشرعةِ

كرشّةٍ من بقايا العطر عالقةٍ

بمعطفٍ بعد شوقٍ للمعانقةِ

كرعشةٍ لم تزل تجتاحُ أوردتي

منذ اقترفتُ لقاءً في مخيّلتي

كركعةٍ في سكون الليل أسكبُها

لهمسة الفجر في أذكار مسبحتي

كأوّل التينِ في بستان جارتنا

و “قُرصَة” الخبز في تنّور خابيتي

كأوّل البرد في تشرين حارتنا

وأوّل الوهج في “بوريّ” مدفأتي

كأوّل الشهْد في عنقود داليتي

وآخرِ الـ”أووف” في “نوتات”أغنيتي

كالـ”ميجنا”في ليالي الصيف تحضرني

بصوت أمّي شجيا خلف نافذتي

كـ”زفرةٍ” يا “زريف الطول”تكتمها

بالـ “آه” وهْيَ تناجي ماضيَ الدعةِ

كانت كرائحة الأحلام تُفزِعها

كفُّ المسافات في أحمال قافلتي

وفي “لا تعذليه” يبغث الشاعر أفكاره ورؤاه وهاجسه مما يترتب على الرحيل:

أتتركُ الدَّهرَ يُعيينا وترتحلُ؟

قالت، وفي صوتها النيرانُ تشتعل

أتترك الحزنَ يَعوي في شواطئِنا

والريحَ تركض في خوفٍ ولا تصلُ

والذكرياتِ التي كانت تدثِّرنا

سيلفحُ البردُ جنبيها وتكتهلُ!

وشمعةُ الشوق! قالت: كيف يطفئها

دمعُ المساء وما شابت لنا مُقَلُ؟

والشعر؟ من سيُواري بعدُ سوأتَه

وقد تساوت به فعْلن، ومستَعلُ

وهذه اللغةُ الخجلى ستهجرها؟!

من مرودِ الوجدِ كانت قبلُ تكتحلُ!

لِمن؟ وألقتْ ذراعَيها فما برحتْ

إلا ودمعٌ على الخدّين ينهملُ؟

لا تعذليهِ فهذا العمرُ قال لها:

ما زال يوجِعه حلٌّ ومُرتحَلُ

نبوءتان وخوفٌ لا يفارقُه

ورحلتانِ، وشِعرٌ باهِتٌ وجِلُ

وقصّتانِ، وآمالٌ مبعثرةٌ

وغُصّتان، وجرحٌ ليس يندمل

لا ركْبَ مرّ بليلِ الجُبِّ وارِدهُم

ولا حُداةَ سرَواْ بالعيرِ أو فصلوا

وإخوةُ الحرفِ مُذ قدُّوا المجازَ فما

قصُّوا على إثرهِ المعنى ولا ارتجلوا

لا باب تطرقه هذا المساءَ يدٌ

ولا دعاءَ يُناجيه فيبتهلُ

وآخر الأمنيات الساكناتِ به

يوما ستصرعهُ من حيث تكتملُ

الضارعاتِ بألا يستبدّ بهِ

عطرُ الغيابة فتكوي صدرَه العللُ

فلا يعودَ إلى ما كان يأمله

ولا تضيقَ به في الغربةِ السبل

مذ جاء والخوفُ في الأضلاع يُرهقه

وخان مشربَهُ ماءٌ ومُغتسَلُ

وفيه ما فيه مما لا يبوح به

وقلبه من تباريح النوى ثَكِلُ

فليت أنكِ مُذ نادى الرحيلُ ضحىً

ناديتِ: (لا حملت رجلاك يا جمل)

في الختام دعا مدير الأمسية الشاعر محمد عبد الله البريكي إلى تطريم الشعراء المشاركين ومقدمهم ، حيث التقط معهم صورة تذكارية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى