أخبار

“أدب الخيال العلمي للأطفال في عصر الذكاء الاصطناعي” محاضرة في النادي الثقافي العربي 

أمجد طعمة وسامي محمود و حسن م. يوسف
محمد ولد سالم يكرم سامي محمود و أمجد طعمة وفي الصورة ضياء الدوش وأسامة مرة

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة الخميس 22 مايو 2025 محاضرة ألقاها الباحث سامي محمود طه وأدارها الإعلامي أمجد طعمة معرفًًًًا بالباحث بأنه من مواليد اللاذقية عام 1965 وحاصل على الإجازة التربوية، مقيم في الإمارات، وهو باحث متخصص في أدب الطفل، شارك في الكثير من الندوات والملتقيات المتخصصة، وقد بحوثا راكزة في هذا المجال. المحاضرة بعنوان “أدب الخيال العلمي للأطفال في عصر الذكاء الاصطناعي” شارك فيها كاتب السيناريو حسن م. يوسف وحضرها الأديب محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي، و عدد من المثقفين والمهتمين بأدب الطفل،  وقال أمجد طعمة في تقديمه للأمسية عن أهمية أدب الطفل إنه تكوين مختلف جوانب شخصية الطفل، والدور الذي يلعبه أدب الخيال العلمي بشكل خاص في تكوين وتنشيط خيال الطفل وتعويده على التفكير البعيد واستخدام المنطق والأسلوب العلمي في تصوراته وأفكاره.

وقال سامي محمود في مستهل محاضرته: إن الحديث عن أدب الخيال العلمي للأطفال ضرورة في عصر التسارع العلمي المذهل، فعلينا أن تكون فاعلين في جوانب العلم كافة، وأدب الخيال العلمي هو علم بحد ذاته ، وعصر الذكاء الاصطناعي الذي هو الحاضر الأكبر في تفاصيل حياتنا ويومياتنا  يفرض تحديا كبيرا على أدب الخيال العلمي، وقدم لمحة تعريفية وتاريخية عن أدب الخيال العلمي، فقال: “قال البرت انشتاين إن الخيال أهم من المعرفة، فبينما المعرفة محدودة فإن الخيال لا حدود له)، وقال جورج برنارد شو ( إن الخيال هو بداية الإبداع، إنك تتخيل ما ترغب فيه ، وترغب في ما تتخيله)، وفي معجم اكسفورد تعريف لأدب الخيال العلمي بأنه  ) نوع من الأدب التاملي يتناول بشكل نمطي مفاهيم خيالية ومستقبلية مثل العلوم والتكنولوجيا المتقدمة ، واستكشاف الفضاء والسفر عبر الزمن والأكوان الموازية والحياة خارج الأرض” ، فالخيال العلمي أدب معرفي استكشافي استباقي يمهد لمزيد من النمو في مجالات العلوم كافة، وكانت الانطلاقة  الفعلية لادب الخيال العلمي مع جول فيرن ورحلاته إلى مركز الأرض أو من الأرض إلى القمر أو حول العالم في ثمانين يوما، رغم أنه يمكن إيجاد أصول عربية لهذا الأدب في “رسالة الغفران” للمعري، وفي أبعد من ذلك، في ملحمة “جلجامش” ما يمكن اعتباره شطحات في دنيا الخيال العلمي، وهو الباحث عن نبتة الخلود التي تمنح صاحبها العمر السرمدي، وأما الخيال العلمي للأطفال فهو لا يختلف في جوهره عن التعاريف السابقة مع الأخذ بالاعتبار مراحل النمو العمري التي تتيح للطفل أن يبني خياله الابتكاري الواعد.

وأضاف الباحث المحاضر أن الطفل يصبح قابلًا لتلقي واستخدام الخيال العلمي في مرحلة الطفولة العليا التي تبدأ من سن الثانية عشرة، ويمكن للأطفال في هذه المرحلة أن يشاركوا في وضع تخيلات علمية، ومن أهم غايات الخيال العلمي أن يعزز التفكير الخلاق ، ويحفز الإبداع لدى المتلقي ،و  يتيح للطفل الاطلاع على جوانب من المغامرة والإثارة، والتوجه نحو المستقبل،لأن الخيال العلمي يجنح إلى الإدهاش المعرفي فهو محفز كبير للأطفال لتبني وقبول أمور غرائبية قد تغدو واقعا ، ولذا فإن أدب الخيال العلمي للأطفال ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى نظرًا لأن حياتنا تتجه إلى أن تكون علمية تكنولوجية في كل جوانبها ، وتكريسه حاضرا في مناهجنا التربوية وحياة أبنائنا أمر حتمي لضمان استمرارية قوة مجتمعنا العلمية و الثقافية.

وعرف سامي محمود الذكاء الاصطناعي بأنه نوع من انواع التكنولوجيا تمنح الآلات القدرة على إظهار المنطق والإمكانات الشبيهة بما يمتلكه الإنسان من خصائص، كاتخاذ القرار وحل المشكلات، وكان الاستخدام الأول لمصطلح الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر جامعة درتمورت الأمريكية عام ١٩٥٦، والأب المؤسس للذكاء الاصطناعي هو مارفن مينسكي وفي طليعة المؤسسين ايضًا جون مكارثي، حيث فكر هذان العالمان في تصميم آلة ذكية قادرة على تقليد ومحاكاة عمل البشر، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم حقيقة واقعية، وأصبحت الآلة المبرمجة قادرة على القيام بأنماط من التفكير والتصرفات تحاكي ما يفعله البشر، وسوف تستمر هذه القدرة وتتوسع وتتطور، وقد دخل هذا الذكاء مجالات الإبداع البشري، وأصبح يضاهي القدرات التخيلية والإبداعية للفنانين والأدباء والمبدعين، بما ذلك قدرات كتاب أدب الخيال العلمي للأطفال، وهنا يتوقع أن تكون قدرات الذكاء الاصطناعي أكبر نظرا لكون الذكاء الاصطناعي مبني على آخر ما توصلت إليه العلوم والتكنولوجيا ويعرف عن طريق خوارزمياته كل التصورات العلمية المطروحة للمستقبل، فمن السهل عليه بناء نموذج تخيلي من روايات وقصص الخيال العلمي، وهذا في حد ذاته مفيد لكتاب أدب الطفل، ويمكن أن يختصر لهم مراحل كبيرة من التفكير والبحث، ولكنّ خطره يكمن ما يشار إليه دائما في الإبداع الآلي وإبداعات التكنولوجيا أو البرمجيات، وهو خلوها من الحس الإنساني، والقيم الإنسانية التي هي خارج تفكير الآلة، ويتعاظم التحدي بالنسبة لأدب الأطفال في كون الغاية الأساسية من هذا الأدب ليس فقط تعويد الطفل على التفكير العلمي والتخيل الإبداعي، بل المراد منه فوق ذلك تزويده الطفل بالقيم الإنسانية والاجتماعية الضرورية لكي يحيا حياة سوية ويصبح فاعلا في مجتمعه، وهذا ما لا يمكن للذكاء الاصطناعي ولا الإبداع الآلي عموما فعله إن ترك له الحبل على الغارب، فلا بد من برمجة وحدود ومعايير تربوية ترشد هذا المارد العلمي وتوجهه لصالح الطفل والمجتمع، وهنا يأتي دور المؤسسات التربوية والأسرية والأهل وكل من يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في صناعة مستقبل الطفل وصناعة الأدب الموجه إليه.

وفي الختام كرم محمد ولد سالم المحاضر سامي محمود ومقدمه أمجد طعمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى