
محمد عبدالله البريكي يتوسط المشاركين بعد تكريمهم من اليمين د. ناشد أحمد عوض و وراد خضر و عبدالله عبدالصبور و لؤي شانا

جانب من الحضور
الشارقة – “البعد المفتوح”:
شارك الشعراء، د.ناشد أحمد عوض، ووراد خضر، وعبد الله عبد الصبور في أمسية تصاعد فيها إبداع “بيت الشعر” في الشارقة الثلاثاء 3 يونيو / حزيران 20235 بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة وجمهور ضم شعراء وفنانين وجمعًا من محبي الشعر .
قدم الأمسية الفنان لؤي شانا فرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلـى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رائدِ الثقافة العربية، وجاء في تقديمه اللافت قوله “كما يسرني أن أتقدم بالشكر لدائرة الثقافة في الشارقة ممثلةً برئيسها سعادة عبدالله العويس.
الحقَ أقولُ لكم, إنّني مُذ أدمنتُ ارتيادَ هذا البيتِ, لم يكن لتجذبَني إليهِ
رغبتي في الاستزادةِ من تذوّق الشعرِ فقط, وإنما الملقى اللطيفُ
والابتسامةُ الطافيةُ على محيّا ربِّ هذا البيتِ محمد عبد الله البريكي مديرِ بيت الشعر, جزيلُ الشكرِ والمحبةِ لك وأنت توقدُ سراجَ الأمل.
أحبّة القصيدة.. يسعدني أن أرحّبَ بنجومِ هذا المساءِ، الذين سيضيئون هذا المكان بوهجِ الشّعرِ وتجلياتِ القصيدة”
وتوالى شعراء الأمسية إلى المنبر ،حيث كان مقدم الأمسية يواكب كلًا منهم واضعًا الحضور في أجواء شعره.
كان أول شعراء الأمسية إلقاء الشاعر ناشد أحمد عوض الذي بدأ بالتقديم مطلًا على الحضور وسط معايشتهم معاني كلماته ومعانيها وإنصاتهم لشعره من “كهوف قصائده”:
منِّي هَربتُ
وفي يديَّ
تنبؤي
وتركتُ
خلفي شاهدًا
وسرابي
ورسمتُ لحْني
فوقَ خطِّ تأمُّلي ،،
وبأحرفي
رقَّعْتُ
صمْت يبابِي
ولأنَّني
شمَّعتُ كلَّ
تأوُّهِي ،،
أعْلنتُ
آنًا يَستَسيغُ
رُهابِي
دَهْرًا
سأَلْبَثُ في كُهُوفِ
قَصَائِدِي
وعلى المَجَازِ
سيستَقِرُّ ضَبابِي
وفي قصيدته السؤال “كَيْفَ تَنْعَتِقُ الكِتَابَة؟” يقول:
الأرْضُ تَنْتَظِرُ
الكِتَابَ ؛
فَكيْفَ تَنْعَتِقُ
الكِتَابَةْ ؟؟!
وأنَا اليَرَاعُ
وفِي دَمِي
حِبْرٌ غَزِيرٌ شَاعِرٌ ؛
لٰكَنَّنِي
مَازِلْتُ أُوصَمُ
بِالغَرابَةْ
لَمْ يَحْمِلُوا وَرَقًا
إليَّ ولَا صَبَا ،،
إذْ كَيْفَ اخْتَلِقُ
النَّدَىٰ ؟؟
وأرُجُّ
أخْيِلَةَ الصَّبَابَةْ ؟!!
والقَمْحُ لَمْ
يَرْوُوهُ
عَنِّي مُطْلَقًا ،،
بِالرُّغْمِ
مِنْ أنِّي
نَبَتُّ دلائِلاً ،
ورَسَمْتُ بالمَعْنَى
سَحَابَةْ
لا سُوُرَ يُوقِفُ
نَهْشَهُمْ ؛
فالزَّحْفُ يَلْتَهِمُ
السُّطُورَ ،
ولا مَكانَ سِوَىٰ
فَمِي ؛
فَلِذَا
سَأَصْرُخُ ريْثَمَا
تَنْدَسُّ فِي شَفَتَيَّ
غَابَةْ
برَّرْتُ
للعُشْبِ المُسَافِرِ
عِنْدَ مَطْلَعِ
ضِفَّتِي ؛
وذَكَرْتُ أنِّي سَوْفَ
أقْتَرِضُ الرِّياحَ ؛
فَهَلْ
سَتَقْبَلُ بِي
الرَّبَابَةْ ؟؟!!
لِي شَمْعَتَانِ
وَوُحْدَتِي ،
ولَدَيَّ
طرْفٌ أخْرَسٌ
حَرَّرْتُهُ
بِالأَمْسِ
مِنْ زَخَمِ الكآبة
وعِبَارَتِي فِيها
الشُّمُوسُ ،
وسلَّة
مَلْأَىٰ بأَزْهَارِ
المَجَازِ ،
وفِي يَدِي
أثَرٌ
لِمُعْجِزَةِ الخَطَابَةْ
لا جَاهَ لِي إلَّا
الخَيَالَ ؛
وغُنْيَةً مِنْ ألْفِ
عَامٍ لَمْ تَمُتْ ؛
ومَنَاقِبي
جُمَلٌ
تَثُورُ عَلَى الرَّتَابَةْ
لا حِرْزَ لِي
إلَّا
المَدَىٰ ؛
وَتَأَمُّلاً بَيْنَ
الغَيَاهِبِ سَافِراً ؛
ومَسَاحةً
للنَّقْضِ
فِي
قَفَصِ الإجَابَة
يا عُشْبُ
إنِّي سَاحِر ٌ؛
وطَلاسِمِي هٰذِي
الحُرُوفُ ؛
فَهَلْ
سَأَقْتَرِفُ اسْتِتَابَةْ ؟؟
مَازِلتُ أُؤْمِنُ
أنَّنِي
لسْتُ النَّداءَ
فَلا تَكُنْ ؛
فالشِّعْرُ في لُغَتِي
الشَّريدُ،
وشَرْعُهُ أنْ لَا
يَؤُوبَ
إلَىٰ اسْتَجَابَةْ
اعتلت المنبر بعد ذلك الشاعرة وراد خضر فأنشدت مجموعة من قصائدها بعبارتها الشعرية الجاذبة المجنحة ومنها قصيدتها المؤثرة “بيتٌ فقطْ”:
بيتٌ وحيدٌ فقطْ مازالَ يبتكرُهْ
ماخانَهُ الشِّعرُ، لكنْ خانَهُ قدرُهْ
أغرى القصيدةَ في إبَّانِ فتنتِها
حتَّى رآها عروساً، واشتفى وطرُهْ
لم يكتبِ الشِّعرَ، كانَ الشِّعرُ يكتبُهُ
وسِدرَةُ الوحي قبلَ البدءِ تختصرُهْ
مذْ كانَ طفلاً طيوفُ الحزنِ تتبعُهُ
مثلَ اليتامى إلى أنْ ضلَّهُ سفرُهْ
واختارَهُ الموتُ في تاريخِ مولدِهِ
والعمرُ حلمٌ تلاشتْ كالرُّؤى صورُهْ
في الأمسِ كانَ يندِّي صمْتَ شرفتِنا
يدوزنُ العودَ حتَّى ينتشي وترُهْ
مازالَ مذياعُهُ المكتومُ يوقظُنا
وصوتُ فيروزَ، يا فيروزُ ينتظرُهْ
أقلامُهُ، حبرُهُ، دُخّانُهُ العربيْ
في خاطرِ الشِّعرِ إذ تحييهِ تحتضرُهْ
بيتٌ يتيمٌ الرؤى، مازالَ يُتعبُهُ
من غيهبِ الغيبِ بعدَ الموتِ يعتصرُهْ
يفنى الزَّمانُ، ولا تفنى ذواكرُنا
من يُبلغُ الوردَ أنَّ العطرَ يذكرُهْ
سرْنا، ويتبعُنا الغاوونَ في ظُلمٍ
ما غشَّنا الليلُ، لكنْ خانَنا قمرُهْ
يا أيُّها البحرُ: كم أنقصتَ قافيةً
حتى يعيدَ رؤى أبياتِنا بصرُهْ
وفي “ذكرى” تغالب حزنها على أبيها الراحل، وتتمسك بخيوط البشرى “عسى يوماً ستشرقُ فوق ذاكرتي زنابقُها”:
إلامَ تعودُ بي ذكراكَ تغريني حدائقُها
فتدنو من خفايا الروحِ تدنو حدَّ تنطقُها
وتعبرُ فوق ذاكرتي وتمحو ما يؤرِّقُها
كأنَّ حضورَها شمسٌ ببابِ القلبِ مشرقُها
أبي ..جاريت أحلاماً تسابقني وأسبقها
وجزتَ الشعرَ في لغة لها كالطيرِ منطقُها
وصغتْ قصائداً حتى تخطّتني شواهقها
وخوفي أنْ يضلّلني غروري يومَ أطلقُها
علامَ تعودُ بي ذكراك تشعلني حرائقُها
أنا -يا والدي- بنت شعورُ اليتمِ يرهقُها
وموتُكَ ماثلٌ أبداً كظلٍّ لا يفارقُها
كبرتُ وضاقتِ الدنيا بما رحبتْ خلائقها
فدعْ يا حزنُ أعيادي دعِ البشرى ترافقُها
عسى يوماً ستشرقُ فوق ذاكرتي زنابقُها
واختتم الإلقاء الشاعر عبدالله عبدالصبور بقصائد شفت تعن شخصية شعرية لها رؤيتها ، وكانت أبيات قصيدته في ذكرى والده المرحوم تلامس شغاف نفوس الحضور بدلالاتها و إيحاءاتها:
إِلَى شَاعِرٍ لَمْ يَطْرُقِ الحَظُّ بَابَهُ
وَلَا قَرَأَ التَّارِيخُ يَوْمًا كِتَابَهُ
عَلَى أَرْضِهِ نَادَى السَّحَابَ وَلَمْ يَجِئْ
فَأَلَّفَ بَيْنَ العَالَمِينَ سَحَابَهُ
وَخَطَّطَ أَنْهَارًا عَلَى شَكْلِ قَلْبِهِ
وَحَاكَ مِن الصَّبْرِ الجَمِيلِ ثِيَابَهُ
وَغَمَّسَ فِي شَمْسِ “الصَّعِيدِ” اسْمِرَارَهُ
وَشَكَّلَ مِنْ طِينِ الجَنُوبِ قِبَابَهُ
في نهاية الأميسية كرّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء اتلمشاركين ومقدمهم .
زر الذهاب إلى الأعلى