كنانة عيسى و يوسف الغضبان و عائشة سلطانمحمد ولد سالم وخليفة الشيمي يكرمان عائشة سلطانتكريم كنانة عيسى.. وتكريم يوسف الغضبان
الشارقة – “البعد المفتوح”:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة الأحد 15 يونيو / حزيران 2025 جلسة نقاشية للمجموعة القصصية “خوف بارد” بجضور كاتبتها الإماراتية عائشة سلطان، ومداخلة الناقدة كنانة عيسى، وسط حضور عدد من الأدباء والفنانين والمثقفين.
حضر الجلسة الأديب محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية ، والفنان خليفة الشيمي مسؤول القعاليات والمعارض رئيس اللجنة الفنية في النادي، وقدم لها الإعلامي يوسف العضبان الذي قال : “إن عائشة سلطان نخلة إماراتية باسقة وقامة صحفية كبرى، كتبت على مدى أكثر من ربع قرن أكثر من عشرة آلاف عمود صحفي في جريدة “البيان” كان لها بالغ الأثر على القراء، وقد نشرت كتابين ضمنتهما مجموعة مختارة من تلك المقالات هما “في مديح الذاكرة” و”أبجديات”، كما خاضت غمار أدب الرحلات من خلال كتابها “هوامش المدن والسفر والرحيل”، ها هي تفاجئنا بمجموعتها القصصية (خوف بارد) هذا الكتاب الذي يستغور خوفنا الإنساني، أصولَه ودوافعَه ومآلاته”.
وتحدثت عائشة سلطان عن تجربتها في الكتابة عمومًا، قائلة إن الالتزام اليومي بكتابة المقال الصحفي جعل الكتابة عندها مثل الساعة البيولوجية، فحين يجيء الموعد الذي تعودت أن تكتب فيه تجد نفسها تجلس إلى المكتب وتبدأ بالكتابة، حتى إن الكتابة أصبحت هويتها الثانية لو أرادت أن تعرف نفسها، فهي لا تعرف عملا غير الكتابة، ولا تستطيع أن تتخلى عنها، لكن هذا الارتباط يفرض عليها التزاما آخر وهو القراءة الدائمة في كل شيء، وعن كل شيء، فهي لا تتوقف عن القراءة، لأن القراءة هي التي تغذي الكتابة بالرؤية والموضوع، وتشترط الكتابة على الكاتب كذلك أن تكون له علاقات وانفتاح على الناس، وعلى جمهور قرائه لكي يعرف بماذا يفكرون وماذا يريدون، وما هي مشكلاتهم حتى يستطيع أن يجيب على أسئلتهم ويطرح مشكلاتهم ويشاركهم اهتمامهم، لأنه بدون ذلك الحس الإنساني لن يجد من يقرأه.
وعن اختيار الموضوعات التي تطرحها في كتابتها قالت عائشة سلطان إن اختيار الموضوع ينبع عادة من رؤية الكاتب وقناعاته وما يريده لمجتمعه، وتختلف تلك القناعات والرؤية من كاتب لآخر، وبالنسبة لها فإن موضوعاتها تنطلق من مجتمعها ورؤيتها لكل ما يحقق تقدم وسعادة هذا المجتمع ويحفظ له سلامه وقيمه الإنسانية، و بعد ذلك انتقلت إلى الحديث عن مجموعتها القصصية “خوف بارد”، فقالت إنها من خلال ملاحظاتها للحياة الإنسانية وجدت أن تفاصيل حياة الناس قائمة على خوف دفين، في الغالب لا يتحدث عنه أحد، لكنه موجود كامن هناك، ويحرك الكثير من أفعال وتفكير الإنسان في مجتمعاتنا الحديث، وهو خوف بين خاصة لدى المرأة، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة المجموعة وكانت انطلاقتها مع أو قصة وهي (طعم البرتقال) فبطلة القصة هي الناجية الوحيدة من كارثة إعصار دمر قريتها وذهب بأهلها جميعا، وهي تسكن في شقة في المدينة وحدها، منعزلة عن العالم، ولا تقوم بأي عمل سوى أنها تقرأ الجريدة يوميا وتضع بجانبها قهوة وصحنا فيه كعكة برتقال تذكارا لتلك الكعكة التي كانت أسرتها تعدها للأكل لحظة الكارثة، وهي تنكر أنها تخاف، وتكرر ” لست خائفة”، لكن واقعها ذلك يشيء بأنها تعيش في خوف عميق دائم لا تستطيع التخلص منه، وهكذا كل قصص المجموعة الأخرى، فهي بشكل أو بآخر تعبر عن ذلك الشعور الذي يعيشه إنسان اليوم في كل تفاصيل حياته.
الناقدة كنانة عيسى استهلت مداخلتها بالحديث عن رهبة الكتابة ومتعتها حين يقبل الكاتب على بوح يعريه فكرا وتجربة، ولكنه يقدم فيه أحداثًا وتحولات ورؤية عن مجتمعه وعن الحياة، هذه الحالة نستشعرها حين نقرأ العمل الذي أنجزته عائشة سلطان “خوف بارد” فقد جاء قلقًا بخوف الإنسان وخارج الأطر بما قدمه من رؤى فكرية حول الحياة والجندرية والمجتمع، وتنوعت أشكال القص فيه من رمزي إلى سريالي إلى واقعي، ومن قصير إلى متوسط إلى وطويل.
وأضافت كنانة عبسى أن عائشة سلطان قدمت مفاهيم تلامس المرأة بلغة سردية سلسة ورشيقة، تخلو من المطبات والتكلف واصطناع الشاعرية، وبعض تلك القصص القصص يتناول المجتمع والإنسان عامة، وبعضها متمحور حول الذات، وارتكز السرد فيها على راويين، راوٍ عليم، وراو متكلم، ما سمح لها بالمناوبة بين لحظات السرد الخارجي ولحظات البوح الداخلي بأرتياح، وعكست موضوعاتها قضايا التوحد والذاكرة (رائحة البرتقال) والجريمة والانهيار الأخلاقي والجريمة (البحيرة، ورود فاطمة) وطغيان مفاهيم الذكورية، (كوب الجدات) وحرية المرأة (عطر)‘ والشروخ العميقة التي يتركها الاعتداء والخوف في نفوس الفتيات(خوف بارد)، والوصولية التي ترفع أناسا إلى أماكن عالية لا يستحقونها(رئيس التحرير)، والأسئلة الوجودية،(حاج ميت)، وكذلك تناولت القضايا الفانتازية (الغيمة السوداء)، وختمت بقولها إن مجموعة “خوف بارد” مجموعة فريدة تميزت بالجرأة في الطرح، ومعالجة قضايا المرأة باحترافية، وسرد أدبي جميل.
وبعد مداخلات عدد من الحضور تولى محمد ولد سالم وخليفة الشيمي تكريم المشاركين، وتم التقاط صورة تذكارية لهم مع الحضور.