راشد بن سعيد الشامسي سفير و صالح جومه جوده وجمع من المشاركين والحضور
الشارقة – “البعد المفتوح”:
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، احتضنت جمهورية تشاد، الأربعاء 2ر يوليو / تموز 2025 فعاليات الدورة الرابعة من ملتقى الشعر العربي في العاصمة انجامينا، والذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع النادي الأدبي في تشاد، على مدى يومين، بمشاركة أربعين شاعرًا وشاعرة من كافة أنحاء البلاد، مستهلة ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا نسختها الجديدة
تأتي ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، الداعية إلى دعم اللغة العربية وتعزيز حضور الشعر العربي في إفريقيا، باعتبارهما رافعةً للوعي، وجسرًا للتواصل، ومنصةً لإبراز المواهب الشعرية في مختلف أرجاء القارة، ضمن رؤية شاملة تنهض بالثقافة العربية وتكرّس دورها في بناء الإنسان.
حضر حفل افتتاح الملتقى سعادة راشد بن سعيد الشامسي سفير دولة الإمارات لدى تشاد، ومعالي الوزير صالح جومه جوده الأمين العام النائب للحكومة التشادية، ومعالي الوزير المكلف بالثنائية اللغوية في تشاد، ونائب رئيس جامعة الملك فيصل، إلى جانب ممثلي سفارات عربية، واساتذة جامعات ومعاهد، وطلاب ومحبي الشعر العربي ومتذوقيه.
قدّم للملتقى المنسق الثقافي في تشاد د. أحمد أبو الفتح عثمان، مؤكداً أن النسخة الرابعة حرصت على إشراك جميع أقاليم تشاد، ليكون الملتقى منصة وطنية جامعة لعشاق الشعر، وجسرًا يربط بين الجنوب والشمال، وبين المحترفين والموهوبين.
وأشار أبو الفتح إلى أن ملتقى هذا العام يشهد مشاركة أربعين شاعرًا وشاعرة من مختلف أنحاء البلاد، في مشهد شعري متنوع يعبّر عن ثراء التجربة الثقافية التشادية وتعدد روافدها.
ورفع المنسق العام للملتقى أسمى عبارات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على ما يقدمه من دعم كبير للمبدعين والشعراء في إفريقيا والعالم العربي، وعلى رعايته لهذا الملتقى والحفاظ على اللغة العربية.
وفي ختام الكلمة، شكر المنظمون كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث من شركاء ثقافيين وأكاديميين ومؤسسات داعمة، وفي مقدمتهم دائرة الثقافة في الشارقة والنادي الأدبي التشادي، وجامعة الملك فيصل، وجميع الحضور من شعراء ومحبي القصيدة.
أساس التنمية
في بداية كلمته، نقل سعادة راشد الشامسي تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة للمشاركين في الملتقى، قائلاً: ” أتشرف بأن أنقل إليكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، وتقديره العالي على احتضانكم مثل هذه التظاهرات الثقافية الكبرى، التي تنم عن اهتمام مشترك في دول العالم، ولا سيما في الأقطار الإفريقية، فإننا نثمن هذه الأواصر الثقافية المتجددة، التي تقودها إمارة الشارقة لتنظيم هذه الفعاليات الكبرى، إيمانًا منها بأن الثقافة هي أساس التنمية، وعاملاً من عوامل تعزيز أواصر الصداقة بيننا جميعًا”.
وأضاف الشامسي : “تؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة بأن الثقافة هي محور الحياة الإنسانية، ولذلك فقد أنشأت العديد من المهرجانات الثقافية الكبرى. ولهذا فنحن نشجع دوماً على المشاركة الثقافية التي يرعاها صاحب السمو حاكم الشارقة، ودائرة الثقافة بإشرافه، بالتعاون مع النادي الأدبي الثقافي”.
وأضاف: “كما نؤكد، بكل حماسة وإيمان، استعدادنا المطلق لرفد هذه المبادرات الثقافية التي تبث فينا الأمل، وتفتح أمامنا آفاقًا أوسع، وأغتنم هذه المناسبة لأحيي الشعراء التشاديين، الذين تفاعلوا مع هذه التظاهرة الثقافية من جميع مدن ومناطق تشاد، ولي ثقة بأنها ستكون تظاهرة محفزة للإبداع، وخادمة للغة العربية، في هذا البلد الصديق”.
وقال معالي صالح جوده: “يسعدني أن أشارككم في هذا المحفل الأدبي المتميز، الذي يحتفي بالكلمة المبدعة، ويجمع عشاق الشعر واللغة في لوحة من الجمال الثقافي والتنوع الوطني، مشيرًا إلى جمهورية تشاد تعمل على دعم حضور اللغة العربية في المؤسسات والفضاء العام، جنبًا إلى جنب مع بقية اللغات الوطنية، محيّياً الشعراء المشاركين والمنظمين، داعياً إلى استمرار مثل هذه المبادرات التي تسمو بالوجدان، وتعزز مكانة اللغة العربية في قلوب الناس.
مشاركة شعرية
قدّم الشعراء المشاركون في الملتقى قصائد تنبض بالحياة، عكست في بنيتها الفنية وموضوعاتها عمق التجربة الإنسانية، فكانت مرآةً لواقع الإنسان وتطلعاته على حدّ سواء. في نصوصهم، امتزجت لغة اليوميّ بلغة الأحلام، ليخرج الشعر من محليّته إلى أفق إنساني واسع، و جاءت القصائد متجذّرة في بيئة الشاعر ووجدان شعبه، حيث حضرت القضايا الكبرى، إلى تفاصيل الحياة البسيطة بكل ما تحمله من حنين وأمل. ومع ذلك، لم ينغلق الشعر على الحاضر، بل تطلّع نحو الغد، مؤمناً بقدرة الكلمة على التغيير، فغدت المنصة الشعرية مساحة لصوت الوجدان، والمستقبل الممكن.
في قصيدة الشاعر عثمان أبو الفتح كانت الأسئلة الوجودية هي العنوان الأبرز، يقول: