أخبار

“بيت الشعر ” في الشارقة يواصل جاذبية الإبداع

نجوم الأمسية: أنس الحجار و عبدالرحمن محمد و سيدي محمد المهدي و مناهل فتحي

محمد عبدالله البريكي يتوسط المشاركين بعد تكريمهم من اليمين عبدالرحمن محمد و سيدي محمد المهدي و أنس الحجار و مناهل فتحي

 

جانب من الحضور

 

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم “بيت الشعر” في الشارقة الثلاثاء 8 يوليو/ تموز 2025 أمسية شعرية مواصلُا جاذبية الإبداع، شارك فيها الشعراء أنس الحجار (سوريا،) و عبدالرحمن محمد (غانا) وهو من طلاب الجامعة القاسمية في الشارقة، و سيدي محمد محمد المهدي (موريتانيا) بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة وجمهور غفير بينه شعراء وفنانون وإعلاميون وجمع من محبي الشعر.

قدمت للأمسية الشاعرة السودانية مناهل فتحي، مشيدة بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم اللغة العربية والمشهد الشعري ومسؤولي دائرة الثقافة في الشارقة ومدير “بيت الشعر” في الشارقة الشاعر محمد عبدالله البريكي.

أطل الشاعر أنس الحجار على الحضور مستهلًا الإلقاء بمجموعة قصائد علت فيها أجنحة الخيال والعبارة الغنية بدلالاتها منها قصيدته “الشاعر”حيث “يَختارُ حِضْنَ قَصيدةٍ مَنْسِيَّةٍ”:

 قَلَقٌ يبثُّ السُّهْدَ في أعصابِهِ

  واللّيلُ مُتّكِئٌ على أوصابِهِ

والحزنُ ضَرَّجَ مُقلتيهِ مِنَ الأسى

    وكَأنَّ كُحْلَ اللّيلِ قَد أوصى بِهِ

يأتي المَجازُ، مُخَضَّبًا بِحنينِهِ

مِنْ شُرْفَةِ التّأويلِ لا مِنْ بابِهِ

كالبُلبُلِ الغِرّيدِ يَحمِلُ حفنةً

مِنْ شَوقِهِ ليَحلَّ في أصحابِهِ

وَيجيء مُعتَمِرًا بَراءَةَ لَحنِهِ

لِيَقولَ للنّاياتِ عَن أسبابِهِ

يَختارُ حِضْنَ قَصيدةٍ مَنْسِيَّةٍ

يَغفو بها مُتَدَثِّرًا بِعذابِهِ

فإذا الجَمالُ افْتَرَّ في ثَغْرِ الهوى

ما خَطْبُهُ؟ يَحتارُ في إعرابِهِ

شَاخَتْ بِهِ كُلُّ الظّنونِ وَضَمَّخَتْ

سَنواتُهُ الآتي بِدَمعِ شَبابِهِ

نادى ولا حَرفُ النّداءِ يُغيثُهُ

واسْتَهْجَنَتْ فَحْواهُ كَافُ خِطابِهِ

هُوَ شاعِرٌ نَثَرَ المَعاني حِنْطَةً

والقَمحُ لن يَنسى رَحيقَ تُرابِهِ

يبقى تَرانيمًا بِثَغرِ يَمامَةٍ

غَنَّتْ لِوَجْهِ الصّبحِ وَقْتَ إيابِهِ

هو مُتْقِنٌ صَوتَ الرّبيعِ بِنَغْمَةٍ

عُذرِيّةٍ، كاللّحنِ مِن زِريابِهِ

تهفو النفوسُ إلى غِيَاثِ حُروفِهِ

لا كالسَّرابِ، حُضُورُهُ كَغِيابِهِ

وفي قصيدته “قارئة راضية”يواصل الشاعر تحليقه في سماء الشعر “يُفَتِّشُ الكَونَ بحثًا عن حَقيقتِهِ”:

ليلٌ، بكى فيهِ قِرطاسٌ وقارِئةُ

من بعدِ أنْ بَثَّتِ النّسرينَ قافِيَةُ

قصيدتانِ على شُبّاكِ حَسرَتِها

وكانَ يكفى لهذا الوَجدِ واحِدَةُ

وَشاعِرٌ كانَ يشقى من قَصائدِهِ

 لمّا تَبَدَّتْ لروحِ الشِّعرِ فاتِنَةُ

أدّى فَريضَةَ شَوقٍ خلفَ غربتِها

وكلُّ ما صاغَهُ في الوَصفِ نافِلَةُ

يَسُبُّ تاريخَهُ الحافي فَيَصفَعُهُ

مُستقبلٌ قد أطَلَّتْ مِنهُ خافِيَةُ

لاءاتُهُ كم بَدَتْ للسَّمعِ نافيةً

لكنّها في مجازِ الفَهمِ نَاهِيَةُ

صُروفُهُ عَكَّرَتْ في وَجْهِهِ ألقًا

لكنَّما رُوحُهُ في العِشقِ صافِيَةُ

تَناهَشَتْ سَمتَهُ الأسقامُ فانهمَرَتْ

مِن كُلِّ حَرفٍ على مَعناهُ عافِيَةُ

مِرآتُهُ الآنَ من إخلاصِها اتضَحَتْ

تقولُ: كُلُّ مرايا الأمسِ خائِنَةُ

كُلُّ القَصائدِ في التّهيامِ كاذِبَةٌ

إلا قَصيدتُهُ في الحُبِّ صَادِقَةُ

يُفَتِّشُ الكَونَ بحثًا عن حَقيقتِهِ

كما تُفَتِّشُ عن أنفاسِها الرِّئَةُ

يُحُبُّ؟ لا، رُبّما أوصافُهُ اكتَمَلَتْ

لمّا تَجَلَّتْ على مَوصوفِها الصِّفَةُ

تَكَلّموا عنهُ واغتابوهُ حينَ بكى

وعندما شَهِدوا آلامَهُ سَكَتوا

وأمعَنَ الغَيبُ في تعتيمِ فَرحَتِهِ

لكنْ سعادتُهُ بالأفْقِ واضِحَةُ

دُنياهُ ضَيِّقَةٌ في عينِ غُربَتِهِ

لَعَلَّ أخراهُ في مأواهُ وَاسِعَةُ

يَهوى؟ نعمْ، إنّما أسقامُهُ كَثُرَتْ

وَمَنْ أحَبَّتْهُ مهما كانَ رَاضِيَةُ

واعتلى المنبر بعد ذلك الشاعر عبدالرحمن محمد فألقى عددًا من قصائده العابقة بأنفاس أفريقيا متأملًُا  ” غروب الشمس” تتوالى فيها تساؤلاته:

ما للهموم تعانق الأزهــــــــــــارا

وتخطّ في صدر الزمان شرارا؟

ما للحروف تحجّرتْ وكـــــــأنها

 أصنام صمت تُــزهق الأشعارا؟

ما للغيوم تبعثرت صفحاتهــــــــا؟

 والضـّــادُ فجّرت الأسى أمطارا

رحل الذي كانت حـــروف جنانه

تُحيــــي القلوب وتُوقد الأفكارا

في بحره تَرمي الغيــــــومُ حبالَها

 وسقــى الجبالَ تجلُّدًا ووقــــارا

كم صيّر الجرداءَ زهرا أخضــرا

كـــــــم حرّر الأنغام والأطيارا

ماذا أقول وكل فضل ناطـــــــــق؟

ولـــــــه تبسّم حـــــاقدٌ واحْتارا

تمشي الكواكب حــــــــوله وكأنه

ضوء النهار النهار وأخمد الأنوارا

من للكتـــــــــاب إذا تغرّب حبرُه

ويُعيــــــــد للنحو العتيق قرارا؟

من لليتيم وقـــــــــــــد تحطّم نابُه

من للأرامل أســــــــقُفًا وديارا؟

يا حارس الإعراب هـل لك عودةٌ؟

  فالمبتدا قد ضيّع الأخــــــــبارا

هل للجــــــراح من الفجيعة بلسم؟

سهــــــم المنية عوّل الأحجارا

تبكيك كــــان وأختهـــا وبناتهـــا

والصـرف أسبل دمْعه وتوارى

والرفع منصوب على نار الجوى

ولك الوفاء استغفر استغفــــارا

ذِكراك في كـــلّ الأنام تضوّعتْ

 عبقًا على التاريخ دُمت منـــارا

يا ليت شعري والحروف عقيمة

منْ مثله سحرَ العقول نُضـــارا؟

جســــــدٌ تعتّمَ والكريم مخلــــــد

إن الكريم يقـــــــــاسم الأعمارا

ونسمع معه “أنين المجـــــد” حيث “أزهقـنا حبــــال الوصل فينا وأحــيينا بأيدينا الأعــــادي”:

ألا انتشـــل الغمامة من فؤادي

وبحرًا من دم أودى اتقـــادي

أغرد في حــروف الصبح لكن

بلا دربٍ أسير على الرّمــادِ

كأن البؤس من كبدي محاكٌ

وينثرني هيامًا بالسهـــــــــاد

وشاخت أدمعي من طين أرضي

ورقّ ليَ الغريبُ من التضاد

وهدهد مهجتي قد راح غدرا

وساقتني الضباع إلى الرشـاد

ولـــــي بين السراب هديرُ أم

يطرزُّ مجده بين الصّفـــــاد

خَــلودٌ في خِضمّ المــوت نَضْرٌ

  أنا إفريقيا زهْــــر البــــلادِ

وما التاريخ إلا طوع كفـــــي

وحـولي منه أمجـــادٌ تُنادي

 كسـوت الأرض ألوان البهاء

 وحلّق في المدى برق الجياد

وقشّرني أريج النيل قمحـــًـــا

وغيثًا للثرى يوم الكســــــاد

نجاشــــــيٌّ إذا الآفاق ضاقت

ومن “منسا” و”سنجاتا” مهادي

إلينا الشمسُ منّـــــا قد تَشعَّت

وأسقينا الحجـــــارة بالـوِدَادِ

فمــــــــا للـذّل يزرعنا حقولًا

وتروينا العيون بلا نفـــــــاد

متـى التَّحـريرُ للأصــفادِ فـينا

ونَفْدي الجهلَ ورْدًا في احتشاد

غرسنا في هوى الأوطان غِلّا

فقابيل لهابيل معــــــــــــــاد

علــــى الأشواك سِرْنا تائهينا

وأهديْـــنا الأمانيَ للـوِسَــــادِ

وأزهقـنا حبــــال الوصل فينا

وأحــيينا بأيدينا الأعــــادي

بصدق العزم يـــــولد كلُّ مجد

وصبرٍ في النوائب والشداد

وإحياءِ الحمــــام ونصبِ ودّ

يشع بنوره كل البـــــــــلاد

وإكرامِ الدجى وصفـــــاءِ لبّ

ولا زرع يدوم بلا حصــــاد

وخذ بالعلم دربًا للمعـــــــالي

فما حـــاز العلا غيرُ المداد

وكان ختام الأمسية مع الشاعر سيدي محمد محمد المهدي وسط تفاعل الحضور  ألقى مجموعة قصائد منها:
أَظَلَّ زَمانٌ .. فاسْتَظَلَّتْ حَمامَةٌ
وَأَوْمَضَ مِنْ دُرِّ النَّبوءاتِ جِيدُهُ                        وَحامَتْ بِأُفْقِ الغَارِ أَسْرابُ دَهْشَةٍ
فَشَفَّ عَلى قَدْرِ الذُّهولِ بَريدُهُ                           يقولُ لَهُ :”إِقْرَأْ”.. فَيَمْتَدُّ سُلَّمٌ
إِلى كُلِّ مَعْنىً.. لِلْوُجودِ صُعودُهُ                       فَصاغَ ابْتِهالاً مِنْ تَباريحِ حُزْنِهِ
وَمِنْ جُرْحِهِ المُبْتَلِّ يَنْدى وَريدُهُ

 وفي نهاية الأمسية تولى الشاعر محمد البريكي تكريم الشعراء المشاركين ومقدمتهم والتقط معهم صورة تذكارية.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى