أخبار

“بيت الشعر” في الشارقة إبداع بسحنة أفريقية

المشاركون: د. مازن صلاح الدين وكرمبا دافي ومصطفى الحفناوي

محمد عبدالله البريكي يتوسط المشاركين بعد تكريمهم من اليمين د. مازن صلاح الدين و كرمبا دافي و مصطفى الحفناوي

الحضور

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

شارك الشاعران د. مازن صلاح الدين (السودان)، وكرمبا دافي (غامبيا) وهو من طلاب الجامعة القاسمية الثلاثاء 22 يوليو / تموز 2025 في أمسية شعرية  أطل الإبداع عبر قصائدها بسحنة أفريقية، وذلك بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة ، وجمع من الشعراء والفنانين ومحبي الشعر، الذين امتلأت بهم القاعة، وقدم للأمسية وأدارها الشاعر مصطفى الحفناوي، الذي رفع خالص آيات الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة لرعايته الثقافة والفنون في الإمارات والوطن العربي، وتوجه بالشكر إلى سعادة عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الدائرة ، و الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة.

بدأ الشاعر د. مازن صلاح الدين إلقاء قصائده بعباراتها ذوات الدلالات العميقة ومنها “من مقام الحزن” التي جعل فيها للحزن جمالية إبداعية تتجلى في حكمتها :

 الحزنُ مهدُ العاشقين وقُبرهُم،

ما قدْ يراهُ ولا يراهُ النورسُ،،،

الحزنُ (قانونُ التشظي)، كيف لا

يهبُ التشظيَ شاعرٌ متمرسُ،،،

والعبقريةُ أن تجودَ بجمرها الفطْريِّ قافيةً

عيُونٌ نُعَّسُ،،،

الليلُ أغدرُ ما يكونُ بمثلنا

فتحسسي إنَّ الرفاقَ تحسسوا،،،

والصبحُ إيذانٌ بنفحة قبلةٍ

لا تأمني،

هذا الصباحُ مدلِّسُ،،،

فالحبُّ لا يلِدُ التكبُّرَ مثلما

بالنرجسيةِ لا يبُوحُ النرٌجِسُ،،

عِشقِي (انحناءاتُ) الشوائِبِ، ثِقلُها، والماورا

لكنَّ قلبيَ أملسُ،،،

(غُلِّيه أو خلِّيه، لا أثرُ سيبقى للفراشةِ)

فالرحيقُ مقدسُ،،،

وأنا أحبُّك يا انتهاءَ معارجِي،

والشاهداتُ معي الجواري الكُنَّسُ،،،

وأنا فتاك المستحيلُ إلى سنا

إذ ما خبا وهجٌ وسادَ تلبُّسُ،،،

سأكونُ أوَّلَ ما أكونُ ربابةً صهباءَ

يخشاها الرنِينُ الأخرسُ،،،،،

مُدِّي خِلالَ الأبجدياتِ المدى

إنّي على ظُللِ الحُروفِ سأجْلسُ

وفي قصيدته “طفل يهدهده القصيد” تشف كلماته عن علاقته بالشعر ، التي ينسج خيوطها الحب :

أخفاهُ في ورقِ الحياةِ فأجهده

لا شىء في العهدِ القديمِ ليُنجده،،،

قدماهُ والبحرُ العصِيُّ خريطةٌ

تنهيدةٌ للوحي حينَ تنهَّده،،،

ورِثته زنبقةٌ فباحَ بعطره

و رَثته بلقيسُ فأطلقَ هدهده،،،

أهدته بسمتُهُ الجليلةُ سوسناً

طفلاً تحامى بالقصيدِ فهدهده،،،

طفلاً سُلافيَّ الملامِحِ ناسِكاً

رعشاتُهُ في الجوفِ أضحَتْ معبده،،،

مُتعدد من فرطِ أنسنةِ الرُؤى

أنستهُ من فرطِ الزحامِ تعدده،،،

فسمًا إلى أقصَى مهبِّ رياحهِ

وتلى على أُذنِ الرياحِ تفرُّده،،،

وتراهُ متَّكئاً على أشلائهِ عمداً

بناصيةِ السماءِ مُمدده،،،

وتراهُ مُنْتشياً بعُمقِ صلاتهِ

لتحثَّ سدرةُ منتهاهُ تصعُّده،،،

وتراهُ يسلكُ كفَّه في جيبهِ

ظلُّ تهالكَ في السوادِ فجسَّده،،،

حتَّى إذا بلغَ التراقيَ وعيُهُ

جلّى بداخلهِ الظُنونَ المُوقده،،،

ويزيحُ عن عينيه بعضَ رماله

إذ كان قد جمعَ الدُخانَ وبدَّده،،،

هُوَ حِكمةٌ أُولى إلى قيثارةٍ

بعِثتْ بدمعِ المُرهقينَ لتشهده،،،

مِيقاتهُ الغارُ المُدثَّرُ بالثرى

من ذا الذي بالغارِ يُخلِفُ موعِده،،،

واعتلى المنبر الشاعر كرمبا دافي، وهو من طلاب الجامعة القاسمية في الشارقة، واستهل إلقاءه بقصيدته من المديح النبوي “النعمة الكــــــبــرى محمد” التي ينسج يها بكلماته اندماجه في العالم القدسي للرسول صلى الله عليه وسلم:

ما مات من ترك المآثــر، إنّمـــا

ذكـراه تحيا ،إن ترحلّ مـكرَما

عشْ بعدَ موتِـك،للحـياة جريدةٌ

تـحْوي محاسنَ منْ يموتُ معظَّمًا

و المرء إن لم يُهــدِ مــا يـطرى به

بعد الوفاة، فعيشه لــنْ   يـــنْعـمَا

النعمة الكــــبــرى بأنــك رحـمَـةٌ

قد أسديتْ للـعالمين تَــــكَـرُّمـــا

فأتيت تسقي الكونَ  غَيْثًا من هدى

من قبلِ فـجْرِكَ عـمّه جدْبُ العَمى

حتـى غـدا بين البـــقـاع جـــداولٌ

تـنسابُ أمــواهُ الـهدايةِ (زَمـزَمـــــا)

بك رحبتْ أرضُ الحجـازِ كَمنْ رأى

بـدرا تهـلل فِي الدجى  نحو السما

لــمْ لا؟ وآثـركَ الإلـهُ عـلى الْـــورَى

لِــخِـتــامِ بنْـيــانِ  النـبوةِ بِــالحِـمى

بــمـحمــدٍ ســمّــيتَ صــرت محمدا

خَـلقا وخُـــلْقـا، صـيّـراك مــقــدّما

اســــمٌ تــأثّـــر بالـــمســمّـى كــلّمــا

نوديتَ لاحقكَ الـخِـصالُ لِتُخْـدَما

آخـيـتَ بــعد تــباغض بـيــن العدَى

فـتــغـيّــر الـضّـغــن الدفيـن تبسُّما

حـتّى تســاوى الـعــــبدُ قيـمةَ ربِّـــهِ

والفيصـل التــقوى يُــرقِّــي المُـسلما

وجَــمَـالُ إِطـنَـابِ المَـديـحِ مـقـصرٌ

إنْ كانَ في تَـعْـداد وصفِك نُــظِّــمَا

كــمْ مفلِـــقٍ جَــعَــــل الثـنـاء مطـيّةً

فأكـلّـه أدْنَــى صــفاتـِـك مُــفْـحِـما

صــــلى  علـيك الــله مــا غـاوٍ رأى

نــور الـهـدايــةِ فاهتدى وتــقــدّمــا

 

*قبلة الطلاب الجامعة القاسمية*

كالبدْرِ مَـجْدُكِ في الظلام أضاءا

لِــيكـونَ دربُ السـائرين فضــاء

كالشمْــس في كَبد السماءِ تفرّدتْ

نِـــدّا يــضــارعُــها ســـنــا وسناء

مــا الـصُّـبْــح إلا أَنْــتِ منذ شُــروقه

أخْــــفــى الــسّــوادَ ونَــوّر الأرجــاءَ

إنِّـــي بِــحُــبّــــكِ آدمٌ مــذْ أنْ رأتْ

عـيْــنــايَ طَــيْــفَكِ صِــرتِ لي حَوَّاءَ

يــا قِـبْـــلـةَ الـطـلاب يــا نبع الهــدى

يــجــري على مرض الــقلـوب شفاءَ

يَـــا سُــلَّــم الآمالِ نـــحــوَ فَــضَــائِــلٍ

نـــرقَــى بــه لــنُــحـاكيَ الجَــــــوْزاءَ

إن الــمَــــكارمَ جُــمْلةٌ لكِ أصبحتْ

صِــفَـــةً سَــمــوتِ بهـــا فصرت ذُكَــاء

ســيــري إلى نــحــو التــقــدمِ والــعلاَ

رَسْــــــمٌ لإثـــركِ يُــرشِــد الـــرقــبـــاء

للــهِ مــا أبْـهــاكِ قــــصرا تَــحـــتــــهُ

نـــهـــرٌ صــفـــا عــذبـــا يَسِيــل عطاءَ

جِــئنَـا إلــيــه وكُــلُّنــا رهْــنُ الصَّــدى

فســـقيتنا بالــعِــلْـم حُـــزتِ ثـــناء

أمَــا الــغـمَـامُ فكَــفُّ مــنْ إن لمْ تَجدْ

سُــحْبٌ بـــودقٍ أحْــيَــتِ الــشَهـــــباءَ

هُـــو شَــيْــخــنَــا السلطانُ حَاتِمُ عصرهِ

مــن قـــولــــه نُــــور يـــزِيــحُ غــطــاءَ

و بمناسبة عيد الاتحاد لدولة الإمارات ألقى فصيدته “مرآة ملهوف الإمارات” التي حيا فيها الإمارات معربًا عن لهفته لها متجهًا إليها بخطابه “يَـــا دولــــةً  عـــزّهـــا كالنـور فِـي الأفق”:

فِـي بَـحْرِ حُــبّكِ لاَ أَخْشَى من الغَرقِ

ولـــيسَ حُــبّكِ إلا سُــلــوةَ الــقَــلِــقِ

كـحـائِــرٍ فِـي فـضاء الــهــمّ ما اتجهت

عـيْــنــاهُ إلاّ إلــى لُقْــياكِ  فِــي  الطرقِ

ومُــنْذ صــادفْـتُ فِـيـكِ الحلْمَ عانقني

بِـشْـــرٌ مــعَــانَـــقـــةَ الأحْــبابِ لِلـوَمَقِ

كَــقــاصــدٍ لـسَــرابٍ مذْ طــلبْتُ مــدى

ذكْــرى خـصالـكِ، فِــكـري جـدُّ منْطـلِقِ

وما ربُـــوعُـك غَـيْـرَ الجود فانْـبجَستْ

منه يَـــنـابـيـعُ إِكْـــــرامٍ كــــمــا الغـدقِ

و فِــيـكِ  حــقـًا شَــتَـاتُ المـجدِ مُجْتَمِعٌ

يَـــا دَوْلــــةً  عـــزّهـــا كالنـور فِـي الأفقِ

لأنْـــــتِ مرآةُ  مــلـــهُـــوفٍ يَـــرَى أَمَـلاً

فيـها فـيســــعى إليــه ســعـيَ مُــستَبِقِ

وَصرتِ فَـوقَ المـعـالــي بصمة ظَــهَـرتْ

ظُــهُــورَ بَـــدْرِ تمامٍ فِـــي دُجَـــى الغَسَقِ

فأَنْــتِ للفضل كالمَوصـــــوف مـنْ صِفَةٍ

شــيْـئانِ مـا افْـتَرَقَا في الحُكْمِ بالنســق

وقدرُك الشَّــمس لا نجـمٌ ولا قــمـــرٌ

إذا بـدتْ تَــحــتَفي الآثَـــارُ بالألَق

 وفي الختام دعا مدير الأمسية الشاعر محمد البريكي  إلى المنبر لنكريم المشاركين ومقدم الأمسية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى