“الدورة الثانية من الجائزة، دورة الشاعر حمد خليفة بوشهاب، شهدت إقبالاً كبيرًا من الشعراء من مختلف دول العالم، ما يعكس ثقة المجتمع الأدبي في مصداقية الجائزة ومكانتها المتنامية على خارطة الجوائز الأدبية العربية”.
بهذه الكلمات صرّح علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أمين عام جائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي.
وأضاف علي عبيد الهاملي:”تلقينا في هذه الدورة 1234مشاركة من 36 دولة، توزعت على ثلاث فئات هي: الشعر العمودي: 576 مشاركة، وشعر التفعيلة: 304 مشاركة، وقصيدة النثر: 354 مشاركة. وبعد عمليات الفرز والتدقيق واستبعاد المشاركات غير المستوفية لشروط المسابقة، بلغ عدد المشاركات المستوفية للشروط 779 مشاركة، وهو رقم يعبّر عن زخم المشهد الشعري العربي وثرائه، ومدى استقطاب الجائزة للشعراء العرب من مختلف الفئات.
وجاء في هذا التصريح: “البيانات أظهرت تفوقًا مصريًا واضحًا في جميع الأشكال الشعرية، من حيث عدد المشاركات، فيما سجّلت دول مثل سوريا، الجزائر، المغرب، العراق، واليمن حضورًا متماسكًا في الفروع الثلاثة، وهو ما يعكس استمرارية الشعر في الحياة الثقافية لهذه الدول”.
وأشار الهاملي إلى أن الإمارات كانت حاضرة بقوة أيضًا، حيث حلّت في المركز الرابع في قصيدة التفعيلة، والثامن في الشعر العمودي، وشاركت كذلك في قصيدة النثر، الأمر الذي يدل على الحراك الشعري المحلي وتنوّع الأجيال والأساليب.
وأوضح الهاملي أن الجائزة شهدت مشاركة شعراء من دول غير عربية مثل ألمانيا، فرنسا، بلجيكا، هولندا، روسيا، أستراليا، كندا، تركيا، نيجيريا، السنغال، غينيا، يوغندا، كينيا، بوركينا فاسو، ماليزيا، وإيران، مؤكّدًا أن الشعر العربي أصبح وسيلة تواصل ثقافي يتجاوز الحدود الجغرافية، وأن الجائزة أصبحت منصة أدبية جامعة للشعراء العرب داخل الوطن العربي وخارجه.
وكشفت الإحصائية الخاصة بالفئات العمرية للمشاركين، الذين استوفت مشاركاتهم الشروط المطلوبة، عن حضور لافت للفئة الشابة في مجالات الشعر الثلاثة. ففي فئة الشعر العمودي، التي استقطبت أكبر عدد من المشاركين (359 مشاركاً) تصدّرت الفئة العمرية بين 30 و40 عاماً المشهد بـعدد 140 مشاركة، تلتها الفئة بين 40 و50 عاماً بعدد 134 مشاركة، وهو ما يدل على أن الشعر العمودي لا يزال يحظى بجاذبية خاصة لدى الشعراء من الفئات المتوسطة عمرياً، مع وجود تمثيل محدود للفئات الأصغر سناً (12 مشاركة فقط بين 20-30 عاماً). أما في فئة شعر التفعيلة، التي بلغ عدد المشاركين فيها 194 مشاركاً، فقد برزت الفئة العمرية 30-40 عاماً في المقدمة بـعدد 78 مشاركة، تليها فئة 40-50 عاماً بـعدد 55 مشاركة. وفي فئة قصيدة النثر، التي شارك فيها 226 شاعراً، حافظت الفئة العمرية 30-40 عاماً على الصدارة بـعدد 79 مشاركة، تليها فئة 40-50 عاماً بعدد 67 مشاركة. كما سجلت هذه الفئة أعلى عدد من المشاركين ضمن الفئة بين 20-30 عاماً (13 مشاركاً) ما يشير إلى تنامي الاهتمام بقصيدة النثر في أوساط الشباب مقارنة بالفئتين السابقتين.
من جهة أخرى، سجلت المشاركات من الأعمار فوق 70 عاماً أرقاماً متواضعة في جميع الفئات، بلغت ذروتها في الشعر العمودي بـعدد 8 مشاركات، ما يسلّط الضوء على التغيرات الجيلية في المشهد الشعري المعاصر. هذا التوزيع يعكس الحيوية التي يتمتع بها المشهد الشعري العربي، ويعزز أهمية الجائزة كمنصة حاضنة للأجيال المختلفة من المبدعين في العالم العربي.
وفي ما يتعلق بتوزيع المشاركين حسب الجنس، قال الهاملي: بلغ عدد المشاركات النسائية 149 مشاركة، مقابل 630 مشاركة رجالية. وقد سجلت قصيدة النثر النسبة الأعلى من حيث تمثيل المرأة بنسبة 29.6% من عدد المشاركات، بينما حافظ الشعر العمودي على نسبته التقليدية غير المرتفعة بمشاركة نسائية لم تتجاوز 12.8%، وهو ما يعكس أن الشكل التقليدي ما زال ميدانًا تغلب عليه الذكورية.
وختم الهاملي تصريحه بالقول:”نحن في ندوة الثقافة والعلوم ننظر إلى هذه الجائزة بوصفها مشروعًا ثقافيًا استراتيجيًا، هدفه دعم الإبداع العربي، وتمكين الأجيال الجديدة من الشعراء، وتكريم التجارب المتفردة التي تثري لغتنا وثقافتنا. وهنأ الفائزين في فروع الجائزة الثلاثة، وتطلع إلى مزيد من التفاعل والنجاح في الدورات المقبلة”.