مقالات

*ذكريات* الذكرى (59) لجلوس زايد الخير 1966 د. محمد سعيد القدسي – الإمارات

رجل صنع التاريخ

الشيخ زايد يبن سلطان آل نهيان يحاوره د. محمد سعيد القدسي
د. محمد سعيد القدسي

حلت الذكرى (59) لجلوس المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه السبت 6 أغسطس / آب 2025.

قبل منتصف نهار يوو 6 أغسطس/ آب عام 1966،كان أهل الإمارات على موعد مع القدر بمبايعة الشعب والأسرة الحاكمة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكمًا لامارة ابوظبي ليقوم -عهدذاك-بدفع البلاد في مسار التطوير والبناء والحياة العصرية كما هي الدول المتقدمة، وقد عرفه ابناؤه -رحمه الله-  بحنكته السياسية وهو يدير أصعب الأمور في العين وهو حاكم لها لها وممثل للحاكم في المنطقة الشرقية مع قلة الموارد، ورفع نسبة المناصفة في الأرباح مع الشركات البترولية العاملة اول الأمر، وعندما كان حاكمًا لأبوظبي قام بالتالي بإنشاء الدوائر الحكومية التي اراد لها ان تسير بسرعة وثبات في بناء ابوظبي الحديثة،  وكانت النتائج التي توقعها أكثر من مرضية، وملأت نفسه بالأمل الواعد، ومضت ابوظبي تنفذ خطتها الخمسية الاولى لإقامة المرافق الحديثة والخدمات والاتصال والبلديات والميناء والمطار والصحة والتعليم والجسور والأنفاق خارج جسر المقطع وزراعة الصحراء الغربية منجزًا النقطة الأولى في رؤيته الثلاثية، ومع مسيرة إقامة أبوظبي التقى الشيخ زايد بأخيه الشيخ راشد بن سعيد المكتوم رحمهما الله يوم 17 فبراير/شباط 1968 في منطقة “السميح” ليبحث معه قرار بريطانيا الانسحاب من الخليج العربي بنهاية عام 1971 وكيفية ملء الفراغ، وخرجا بإعلان دبي لإقامة اتحاد بين امارتيهما انضمت اليه الامارات الأخرى يوم 25 فبراير في العام ذاته لمواجهة الوضع الجديد ، وبعد اجتماعات عديدة للجان الفرعية في كافة المجالات جاء الاجتماع التاريخي لمجلس الحكام في دبي يوم الأحد 18 يوليو 1971في دبي، حيث اتفقوا على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة  برئاسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لمدة خمس سنوات، وكون الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله نائبا للرئيس لمجة خمس سنوات فيما سمي ذلك اليوم “يوم عهد الاتحاد”.
وفي يوم الخميس 2 دسمبر 1971 اجتمع المجلس الأعلى للاتحاد اجتماعه الأول في الجميرا، وفيه أعلن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطاتها وتم رفع العلم في أطول رحلة في التاريخ لرفع العلم استغرقت 1384 يومًا إنجازًا للنقطة الثانية في رؤيته، أتبعها بمسعى امتد خمس سنوات حين أعلن طيب الله ثراه بنفسه قيام مجلس التعاون يوم الاثنين 25 مايو 1981 في قمة التعاون في أبوظبي منجزًا النقطة الثالثة في رؤيته، ومن حنكته السياسية في القضايا الصعبة خليجيًا و عربيا أصبح رقما صعبا،ففي حرب أكتوبر 1973 استدان في العاصمة البريطانية لندن مبلغ ٨٠ مليون دولار من “لندن َميدلاند بنك”، وحوّله الى مصر وأتبع ذلك بقراره التاريخي بقطع النفط، وبعد ثمانية أعوام ساهم بفعالية في حرب تحرير الكويت،لكنه رفض حصار العراق اقتصاديًا، كما عمل على وقف الحرب بين اليمن الشمالي والجنوبي، وتوج ذلك بإعلان الوحدة عام ١٩٩٠، وأوقف نزاعًا مسلحًا بين مصر وليبيا عام ١٩٧٦، كما أوقف آخر بين المغرب والجزائر عام ١٩٩١، وقدم رحمه الله في فترة رئاسته ما قيمته 92 مليار درهم إلى 59 بلدا في العالم على شكل منح ومشاريع ومجموعات سكنية وقرى وجامعات وموانىء ومطارات ومعاهد إدارية ودور للمسنين وبعثات للحج وغير ذلك كثير.

رحم الله المفغور له صاحب هذه الذكرى العطرة الذي صنع التاريخ منذ جلوسه عام 1966، وبارك الله في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي يعزز ويطور ثوابت ومرتكزات هذا التاريخ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى