أخبار
“مولد الهدى.. وهج القصيدة” أمسية شعرية وإنشادية في النادي الثقاف العربي
المشاركون: مجدي الحاج ود.محمد الأمين السملالي و مصطفى الحاجي وعلي مي، ود.جعفر حمدي و د. أحمد سعد الدين و عمر قصاص

جعفر حمدي و د. محمد الأمين السملالي و مصطفى الحاجي و علي مي و مجدي الحاج ود. أحمد سعد الدين و عمر قصاص

لقطة جماعية
الشارقة – “البعد المفتوح”: شارك الشعراء مجدي الحاج، ود.محمد الأمين السملالي، و مصطفى الحاجي، وعلي مي، ود.جعفر حمدي السبت 6 سبتمبر/ أيلول 2025 في أمسية شعرية بعنوان “مولد الهدى.. وهج القصيدة” خصصت لمدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، صاحبها إنشاد ديني من أداء المنشد د. أحمد سعد الدين ومشاركة عازف العود عمر عبد الله قصاص وسط تجاوب الحضور مع قصائد الشعراء والفقرة الإنشادية .
د. جعفر حمدي قدم للأمسية، وقال: “إننا حين نتذكر اللحظة التي خرج فيها إلى الدنيا سرُّها المكنون، وطلع في أفقها بدرُها المصون؛ فإذا الأرض بعد طول تيهٍ تستعيد هداها، وإذا الإنسانية بعد طول عطشٍ تذوق ماءَ السماء، حتى كأن الزمان وقف عند مهدٍ صغيرٍ في مكة، ينصت إلى أنفاس وليدٍ سيغيّر وجه التاريخ، وفي ليلةٌ لم تكن في حساب الزمن إلا ساعات، ولكنها أضافت للوجود دهورًا من النور والهدى، حين أهدت إلى الكون غرته وتاج رأسه محمدا صلى الله عليه وسلم الذي ملأ الدنيا إشراقًا، وزرع في القلوب شعلة لا تنطفئ أبدًا.
لقد خرج إلى الوجود طفلٌ صغير، ولكن في قلبه سرّ الرسالة، وفي عينيه وعدُ الغد، وفي جبينه نورٌ سيمتدُّ إلى أقاصي الأرض، يغيّر كل ما اعتاد الناس أن يشاهدوه عاديًا، ويحوّل الصمت الطويل إلى ترنيمةٍ من نورٍ وهداية، ويزرع في كل من يراه أو يسمع به حبًّا لا يمحوه الزمان ولا تنساه الأجيال”.
في مستهل الأمسية ألقى د.محمد الأمين السملالي قصيدتين في مدح الرسول صلى عليه وسلم، ركز فيهما على كون مولد الرسول (ص) ذكرى تحمل كل معاني الإيمان والأخلاق والنور والمجد. يقول د. السملالي:
ذكرناك فازددنا بذكرك عزة
نداوي بها ما قد جناه التخلف
ونذكر أنا خير أمةٍ اخرجت
إلى الناس يهديها نبي ومصحف
وأنا نباهي العالمين بمرسل
هو الغوث إما اشتد في الحشر موقف
فكيف نسام الخسف وهو نبينا
وقدوتنا في نوره نتصوف
وتلهمنا أخلاقه وصفاته
بلى ألهمت كل امرئ هو منصف
كذلك ألقى قصيدة بعنوان “وذكراك ميلادٌ”صور فيها كيف ينتشي الشاعر وتسمو لغته وتزداد سنى حين تكون مدحا للنبي الكريم. يقول:
أُرتّبُ فكري كيْ أصوغَ القصائدا
بمدحِك في جيد الزمان قلائدا
وأختارُ مِن وَشْي الحروف محبَّراً
يناسب من تلك المعاني الفرائدا
فتبدو حروفُ الضاد نَشوى تُمدني
سبائكَ تُزري بالمَغاني مَشاهدا
وهَل كفَخار الضاد فخرٌ وقد غدا
ثناؤك فيها مُعجِزَ الذكرِ خالدا
مديحُك توفيقٌ وفخرٌ وقُربةٌ
وبحرٌ من العِرفان يسقي الروافدا
مديحُك تِرياق المحبِّ إذا اشتكى
وذكرُك كمْ أحيا القلوبَ الجلامدا
وذكراكَ ميلادُ الهدى وربيعُه
وهَديُك نبراسٌ ينير الفدافدا
و ألقى الشاعر مصطفى الحاجي قصيدتين عبر فيهما عن تعلقه بحب الرسول الأعظم الذي بعث رحمة للعالمين في لحظة كان الوجود فيها عمه ظلام الجهالة واستشرى الظلم وغاب العدل، فتاهت البشرية، فكان مجيئه نجاة للكون. يقول من قصيدة (الغار):
في غابر الأزمان في كتب الورى
حيثُ ارتوى التاريخُ عادَ ليسألك
عن شبه أرضٍ لا سماءَ تظلُّها
ساد التغطرس أرضها فيها ملك
وتثاقلت بالجهل روح رجالها
وتمايلت بالثأر كيما تقتلك
وأدوا المحبةَ والورودَ وعِطرَها
كي لا يُقالَ بأنَّ عاراً أخجلك
فَوُلِدتَ يا خيرَ الأنامِ مخلِّصا
سبحان من صلّى عليكَ وأرسلك
و كان ختام الأمسيةالشعرية بقصيدة لمقدم الأمسية الشاعر جعفر حمدي، قال فيها:
شوقٌ كبيرٌ وظبيٌ شاردٌ خرَجَا
مِنْ عتمةِ الكونِ، كي يستجلبَا الفرَجَا
مُذْ مَسَّهُ الوجدُ لمْ يحفلْ بأمنيةٍ
سوىٰ يقينٍ بهِ قلبُ الفتىٰ ولِجَا
لأنَّ ما كانَ مِنْ أفياءِ ضحكتِهِ
ما أدركَ القلبُ مِنْ نورِ الذي عَرَجَا
يبني البيوتَ بقلبٍ هائمٍ فَرِحٍ
وبينَ أضلاعِهِ يستعذبُ المهجَا
عيناهُ: طفلٌ يُعيرُ الناسَ أفئدةً
بها اليقينُ حليمٌ يتركُ الهَرجَا
يُمسِّدُ الريحَ إنْ حفَّتْهُ أمنيَةٌ
ويقتفي مِنْ عيونِ الهائمينَ شَجَا
يصافحُ الحُبَّ أبياتًا وقافيةً
لعلَّهُ يرتجي من إثرهِ وهجَا