د. عمر عبدالعزيز و د. عبدالعزيز المسلم وميرة القاسم خلال الافتتاح
د. عبدالعزيز المسلم و علي المغني وخليفة الشيمي
د. عمر عبدالعزيز و ميرة القاسم و د. عبدالعزيز المسلم
تكرم ميرة القاسم
جانب من الحضور
الشارقة – “البعد المفتوح”:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة السبت 13 سبتمر / أيلول 2025 المعرض التشكلي “ملامح بلا ظلال” للفنانة الإماراتية ميرة القاسم، بحضور د.عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، ود.عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، وعلي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي، وعددٍ كبير من الفنانين والمثقفين ومحبي الفن.
ضم المعرض نحو 60 لوحة من الأحجام الصغيرة، رسمتها الفنانة بشكل حر يخرج عن المألوف، ويستدعي تجارب الفن الفطري الذي لا يخضع لالتزام مدرسي أو معيار فني محدد، ولا يتبع سوى انطباع ومشاعر الفنانة، وركزت في رسوماتها على الوجوه النسائية بشكل خاص، وكما يشير العنوان وجوه ذات ملامح بلا ظلال، وكأنها نوع من التجريد الانطباعي هو حصيلة ما يتبقى من تلك الوجوه بعد تغيب عن المشهد وتبقى في الذاكرة زمنا طويلا، فلا يبقى إلا ملامحها المجرة التي هي في الواقع نوع من الانطباع أو المشاعر التي تسكن الذاكرة عن تلك الوجوه التي ذهبت حقيقتها، هكذا ترسم ميرة انطباعاتها المجردة، ترسم ذكرياتها عن حياة قديمة، هي في الغالب ذكريات عن الفتاة والمرأة الإماراتية في عقود مضت، وبالموازاة مع تلك الوجوه رسمت أيضا أزهارا في أصصها، واحتفلت بالألوان سواء في رسم الوجوه النسائية أو الأزهار، وقد شكل هذا الاحتفال نوعا من الفرح المترائي في تضاعيف الوجوه رغم أنها وجوه بلا ملامح، وأقرب إلى التشوه، لكنه تشوه الذاكرة وليس تشوه الوجوه نفسها.
وفي جلسة نقاشية أعقبت المعرض قال د. عمر عبد العزيز: “تقدم الفنانة ميرة القاسم، تجربتها الفنية الطويلة عبر عدد من اللوحات النابعة من مرايا الوجوه الناعسة، كما كان يفعل الفنان أماديو موديلياني الذي كرس ألوانه للتطواف في سمت المراة وتضاريس انفعالاتها المكتومة في الوجوه، والفنانة ميرة هنا لم تقف عند حد المحاكاة، بل أضافت لمستها التعبيرية الخاصة، بالتركيز على التداعيات اللونية المنغمة، التي تذكرنا بالفنان الملون موندريان، وخاصة من التناوبات اللونية البهية”.
وأضاف د. عمر عبدالعزيز: “رسمت ميرة القاسم الوجوه، ورسمت الأشياء الحميمة، من مزهريات وأوان، وباشرت استنطاق قوانين التشكيل البصري عبر الرسم بالضوء من خلال الفوتوغراف، وخاصة ما يتعلق منها بجماليات الفراغ الصحراوي، وما كان للفنانة ميرة أن تلامس هذه الأبعاد التشكيلية، لولا صلتها بالنص الشعري وثقافة الكلمة والمعني”.
عبد العزيز المسلم قال في شهادته عن الفنانة ميرة القاسم: “معرفتي بالفنانة الشاعرة ميرة القاسم تمتد لأكثر من ثلاثة عقود،عرفتها شاعرة تغوص في النبطي ثم كتبت الشعر العامي الحديث، كما كانت صحفية نشيطة تدرجت بين التحرير والكتابة وتنقلت بين عدة صحف ومجلات، واليوم أرى إنجازها الكبير في هذا المعرض، وأرى فيه تأثرها الكبير بالشعر، فهذه اللوحات قريبة من القلب، قريبة من مساحات الشعر”.
وتحدثت الفنانة ميرة القاسم معلقة على معرضها فقالت: “ليس من شأن الفنان أن يشرح أعماله، فهي متروكة للمتلقي، وأنا عندما أباشر العمل لا تكون لدي أفكار مسبقة عما سأختاره من الألوان أو الأشكال، ولكن هذه أشياء تتحدد أثناء العمل وبإيحاء من الإحساس، وأتمنى أن أكون قد عبرت عن المشاعر التي كنت أريد أن أعبر عنها، فهذه بالفعل ملامح لوجوه بلا ظلال، وزهور، خرجت من الذاكرة، وعبرت عن ذكرياتي، وعن التشبث بماض يعني لي كل شيء”.
في الختام اعتلى المنصة د. عمر عبدالعزيز و د. عبدالعزيز المسلم وعلي المغني و خليفة الشيمي لتكربم الفنانة ميرة القاسم وهي فنانة تشكيلية وصحفية وشاعرة إماراتية، تكتب الشعر العامي والفصيح، عملت في أكثر من مؤسسة إعلامية آخرها مجلة المرأة اليوم، وجريدة الرؤية، تولت رئاسة قسم الثقافة الشعبية في مجلة المرأة اليوم، وكتبت مقالات أسبوعية، في كل من جريدة الاتحاد وجريدة الإمارات اليوم والبيان، وشاركت في العديد من الأمسيات الشعرية في الدولة خارجها، ولها قصائد مغناة من طرف كبار الفنانين الإماراتيين ، كما أنها عضوة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
وشاركت كفنانة تشكليلة في عدد من المعارض، منها المعرض الفني “غد مستدام” ضمن “ملتقى الاستدامة الثقافية لحياة أفضل في دولة الإمارات” بجامعة زايد، ومعرض “ثلاث رؤى تشكيلية” ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب، ومعرض للصور الفوتوغرافية “حتة من مصر.