أخبار

ندوة حول «مرايا الشعر.. في السجايا ومكارم الأخلاق” كتاب د. محمد سبيل في النادي العربي

 

عمرو منير دهب و د. محمد عبد القادر سبيل و محمد بابا حامد

 

 

د عمر عبدالعزيز و حسين درويش خلال تكريم المشاركين

 

 

جانب من الحضور

 

الشارقة    –    ” البعد المفتوح”:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة الخميس 18 سبتمبر 2025 جلسة نقاشية حول «مرايا الشعر.. في السجايا ومكارم الأخلاق” كتاب د. محمد عبد القادر سبيل، الصادر عن دائرة الثقافة في الشارقة، وتحدث في الأمسية إلى جانب المؤلف كل من مقدمها الإعلامي محمد بابا حامد، والكاتب عمرو منير دهب،بحضور د. عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، و محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي، و خليفة الشيمي رئيس اللجنة الفنية في النادي ، وحسين درويش من مؤسسة سلطان بن علي العويس في دبي، وجمع من المثقفين ومحبي الأدب. محمد بابا حامد بدأ الجلسة بنبذة عن الكتاب ومؤلفه فقال إن «مرايا الشعر.. في السجايا ومكارم الأخلاق» للدكتور محمد عبد القادر سبيل يتناول الأخلاق في التراث الشعري العربي كقيم ورسالة، وقد رتب الأخلاق حسب أهمية كل خلق لدى العرب، وجاء الجود أولاً، والحكمة والتسامح وإصلاح ذات البين ثانياً، كما خصص صحائف للشعراء، جمعت أنواع الخصال مثل المروءة والوفاء وأخلاق الرجال والإباء والغيرة والهمة العالية، ومجاهدة النفس وعزتها والقناعة والتجمل والتجلد والصبر والتفاؤل… إلخ”، وأضاف  أن د.سبيل: “يقدم القصيدة في هذا الكتاب كخزينة للفلسفة والرأي، وهي كذلك لأن الشعر ديوان للعرب ومجمع للخصال التليدة وهذه القيم، وسبيل كما عرفته منذ ما يزيد على عقد من الزمن، ورافقته زميلاً متمكنا ومجتهدا في القسم الثقافي لصحيفة البيان، وجمعتنا أعمال مهنية أخرى وجلسات شخصية عديدة، يمكنني أن أجزم أنه فيلسوف بالفطرة، فلا يوجد انفصال بين كتاباته وهواجسه واهتماماته الشخصية”.

ذهَبَ الكاتب عمرو منير دهب في مداختته إلى أن “إقدام د. محمد سبيل على تأليف هذا الكتاب ينطوي على تحدّيين: تحدٍّ تناول الشعر (التقليدي بصفة أساسية) كموضوع لكتاب في هذا الزمان، وتحدي الحضّ على التمسك بالأخلاق كما هي في موروثنا التقليدي، ومعلوم أن هذه باتت ناحية تضجر منها الأجيال الصاعد،  لكن المؤلف واجه التحديين بثقة عالية، لأن الشعر وموروث الأخلاق والقيم هما جزء وجدانه، وذلك أمر يعرفه المقربون منه، ويعرفه كذلك من يتابع إبداعه عن كثب”، وأضاف أن “المؤلف انتبه إلى أن الشعر ليس ديوان العرب ومرآة حياتهم فحسب، بل هو مشكّل أساس لقيمهم ووجدانهم، وأن الشعر لم ينزو إلى أطراف حياتنا الحاضرة، سواء في يومياتنا أم أدبياتنا، بل لا يزال شامخاً برغم ما أتيح من مجال طويل وعريض لفنون السرد الأخرى؛ مع ضرورة الانتباه إلى أن الشعر لم يستنكف يوماً عن أن يستوعب السرد ضمنه، بل كان سباقاً إلى ذلك”.

المداخلة الأخيرة كانت للمؤلف د. محمد عبد القادر سبيل واستهل حديثه عن كتابه بالإشارة إلى تاريخ كتب المختارات الشعرية، وأولها كتاب “المفضليات” للمفضل الضبي ثم “الأصمعيات” لـلأصمعي ثم “جمهرة أشعار العرب” لأبي زيد القرشي، ثم كتاب “”الحماسة” لـأبي تمام “الذي يُعدّ من أبرز وأشهر المختارات الشعرية، ونحن بكتابنا هذا ( مرايا الشعر: في السجايا ومكارم الأخلاق) على الدرب ذاته نسير، وخطوتنا الأولى هي ما استهللناه به من قبس أبي تمام صاحب الحماسة قال:

وَلَم أَرَ كَــالمَــعــروفِ تُـدعـى حُـقـوقُهُ

مَــغــارِمَ فـي الأَقـوامِ وَهـيَ مَـغـانِـمُ

وَلا كَالعُلَى ما لَم يُرَ الشِعرُ بَينَها

فَـكَـالأَرضِ غُـفـْلاً لَيـسَ فـيـهـا مَعالِمُ

وَلَولا خِلالٌ سَنَّها الشِعرُ ما دَرى

بُغاةُ النَدى مِن أَينَ تُؤتى المَكارِمُ

هكذا كان الشعر نبراسا لحياة العرب، ولا يمكن تصور هويتهم، عبر التاريخ، بدون مفاخرمستندها مكارم الأخلاق؟، لذلك نقول إنه لم يكن ممكنا تصورهم والإحساس بوجودهم خارج مرايا الشعر؟ حيث تحتشد الحماسة والفخر والاعتذار والهجاء.. وتلك جميعاً كانت تدور حول محور: مكارم الأخلاق”، فهذا الكتاب الذي تكرمت دائرة الثقافة بالشارقة، لا يحاول أن يتقصى فقط مواطن وإشراقات القيم النبيلة في شعر هذه الأمة، بقدرما يثْبت ويثبّت وظيفة الشعر في صياغة شخصية العرب التي اتسمت أساسا بالمكارم، فكان الشعر سجلاً يدوّن وينطق ويحتفي بتلكم الخصال الرفيعة، وصنائع معروفه في صياغة الإنسان المثالي، وتجذير صفات النبل فيه، تجلُّ عن الحصر، ولعل أبلغ معروف أسداه بعد الأخلاق، هو أنه حفظ لهذه الأمة ذاكرتها وصفاء وثراء لغتها”.

وقد استشهد مؤلف الكتاب مداخلته بعدة مقطوعات في مكارم الأخلاق منها قول حاتم الطائي:

وإني لأخزَى أن تُرى بي بِطْنةٌ

 وجاراتُ بيتي طاوياتٌ ونُحّفُ

واني لأُغشي أبعد الحيّ جفنتي

إذا حرّك الأطنابَ نكباءُ حرجفُ

وإني أرمي بالعداوة أهلها

وإني بالأعداء لا اتنكّفُ

ومنها قول الخنساء في أخيها صخربن عمرو:

وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا

وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ

وإنّ صَخْراً لمِقْدامٌ إذا رَكِبوا

وإنّ صَخْراً إذا جاعوا لَعَقّارُ

وإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداة بِهِ

كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ

جلدٌ جميلُ المحيَّا كاملٌ ورعٌ

وَللحروبِ غداة الرَّوعِ مسعارُ

حَمّالُ ألوِيَة هَبّاطُ أودِيَة

شَهّادُ أنْدِيَة للجَيشِ جَرّارُ

نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ

فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ

ومنها قول عمرو بن الأهتم:

وَمُـسْـتَــنْـبِحٍ بَـعْـدَ الْهُـدُوْءِ دَعَــــوْتُهُ

وَقَــدْ حَــانَ مِــنْ نَـجْـمِ الـشِّـتَـاءِ خُـفُــوْقُ

يُــعَــالِــجُ عِـرْنِـيْــناً مِـنَ الـلَّـيْـلِ بَـارِداً

تَـلُـفُّ رِيَاحٌ ثَـوْبَهُ وَبُــــــــــــــــرُوْقُ

تَــأَلَّــقُ في عَــيْــنٍ مِـنَ الْـمُـزْنِ وَادِقٍ

لَـهُ هَــيْــدَبٌ دَانِـي الـسَّــحَابِ دَفُـوْقُ،

أَضَـفْـتُ، فَـلَـمْ أُفْـحِـشْ عَلَـيْـهِ وَلَــمْ أَقُـــلْ

 لأَحْـرِمَـهُ : إِنَّ الْـــمَـكَانَ مَـــضِـيْـقُ

فَـقُــلْــتُ لَهُ: أَهْلاً وَسَهْـلاً وَمَــرْحَباً

فَـهَـذَا صَـبُـوْحٌ رَاهِنٌ وَصَدِيْـــــــــــــــقُ

وَكُـلُّ كَـرِيْـمٍ يَــتَّـقِي الذَّمَّ بِالْـقِـرَى

وَلِـلْخَيْـرِ بَـيْـنَ الصَّالِحِيْـنَ طـرِيْـقُ

لَـعَـمـرُكَ مَا ضَاقَتْ بِلاَدٌ بِـأهْـلِهَا

وَلَكِنَّ أَخْلاَقَ الـرِّجَالِ تَضِيْقُ

أعقبت حديث المنصة مداخلات ثرية أضفت على الأمسية حيوية تجلت فيها أهمية موضوع الكتاب الذي يعدّ إضافة مهمة إلى المكتبة العربية، وبعدها

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى