أخبار

“وجوه”.. معرض جماعي في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية 

134 عملًا بمشاركة 50 فنانًا و احتفاء بتعدد الهوية وعمق التجربة الإنسانية

ناجي الحاي إلى يساره سالم الجنبيبي و د. عمر عبدالعزيز خلال الافتتاح

ليلى الزين ضاهر أمام أعمالها
مهاب لبيب

عمر هبرة

تكريم لؤي صلاح الدين

 

تكريم د. نجاة مكي

 

تكريم د.كريمة الشوملي
تكريم عبدالجبار ويس

قطة جماعية

الشارقة     –    “البعد المفتوح”: 

 افتتحت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية معرض البورتريه وجوه” في مقرها بالشارقة بإشراف وتنظيم الفنان سالم الجنيبي نائب رئيس مجلس الإدارة، وبحضور سعادة ناجي الحي رئيس مجلس إدارة مسرح الشباب، والفنان عبدالرحيم سالم رئيس الجمعية، والمدير المالي صالح شانبيه، إلى جانب د. نجاة مكي، و د. نهى هلال فران، و د. عمر عبدالعزيز، والفنان خالد البنا،والفنانة سلمى المري، ونخبة كبيرة من الفنانين المشاركين والأعضاء و المثقفين و المهتمين.

و في تصريح له قال الفنان سالم الجنيبي : “يضم المعرض أكثر من 134 عملاً فنياً من إبداع أكثر من 50 فناناً من جنسيات وثقافات متنوعة، استخدموا مختلف الخامات والأساليب الفنية من الرسم والتصوير الفوتوغرافي إلى النحت والفن التركيبي والوسائط الرقمية، ليشكلوا معاً بانوراما فنية تعكس تعدد الوجوه وتنوّع الرؤى الإنسانية. ويقدّم معرض “وجوه” تجربة بصرية تتأمل ازدواجية الهوية الإنسانية وتعدد ملامح الذات. فالوجوه مرايا تكشف الصراعات الداخلية والتباينات العاطفية وتحولات الذات المستمرة. سعينا من خلال هذا المعرض إلى خلق مساحة للتأمل والحوار بين الفنان والمتلقي حول ما يخفيه الوجه من معانٍ وأحاسيس إنسانية عميقة.”

وأضاف الجنيبي: “إن مشاركة هذا العدد الكبير من الفنانين من مختلف المدارس والأساليب يؤكد غنى المشهد التشكيلي الإماراتي وانفتاحه على التجارب الإبداعية المتنوعة. معرض (وجوه) هو رسالة إنسانية تعبّر عن قيمة الإنسان في جوهره وتنوّعه وفرادته.”

من جهته عبّر الفنان عبد الرحيم سالم عن سعادته بعودة هذا المعرض قائلاً: “لهذا المعرض أهمية كبرى، فهو من المعارض التي اعتادت الجمعية تنظيمها منذ تسعينيات القرن الماضي، ويسعدني اليوم أن نعيد إحياءه بمشاركة هذا الجمع الكبير من الفنانين الذين لبّوا الدعوة بدافع ثقتهم في الجمعية ودورها الريادي في تنظيم المعارض النوعية. والفضل في ذلك يعود إلى الأستاذ سالم الجنيبي وجهوده المتواصلة، وإلى ثقة الأعضاء والمجتمع الفني بدور الجمعية. وبإذن الله ستكون هناك مشاريع فنية مقبلة نعمل على تنظيمها قريباً.”

وقالت د. نجاة مكي – من مؤسسي الجمعية والحركة الفنية في الإمارات: “هذه اللوحات بالنسبة لي رحلة إلى داخل الذات، حيث يصبح اللون لغة، والضوء وعياً، والملمس صدى يربط الإنسان بعالمه الداخلي. تجسد هذه البورتريهات الحقيقة الخفية خلف الملامح، وعن الصمت الذي يتكلم حين يصبح اللون روحاً والضوء إدراكاً.”

و علقت د. نهى هلال فران (باحثة ومؤرخة فنية) بقولها : “الهوية الإنسانية تتشكل من طبقات متداخلة، منها ما هو راسخ في التاريخ والأسطورة، ومنها ما ينبض بالحياة في الحاضر. كل وجه في هذا المعرض هو مرآة لزمنين وشخصيتين ورسالتين: ما نراه، وما نشعر به.”

د. عمر عبد العزيز، مدير إدارة الدراسات والمحتوى في دائرة الثقافة في الشارقة قال: “البورتريه في جوهره مقاربة فنية تسجيلية للوجوه البشرية، لكنه يتخطى حدود التسجيل النمطي إلى فضاء التعبير الذاتي للفنان المتفاعل مع الموديل. القيمة التعبيرية للبورتريه تقوم على تفاعل الفنان والموضوع، وهذه المعادلة هي جوهر التعبير الفني الإنساني في كل العصور.”

شارك في  المعرض  فنانون متميزون منهم الفنان الرائد والمصور الفوتوغرافي جاسم ربيع العوضي، الذي قدّم عملاً فوتوغرافياً يمزج بين الأصالة والمعاصرة، تُظهر فيه امرأة ترتدي البرقع – رمز الحشمة والهوية التراثية – تمسك بفرشاة رسم تخفي جزءاً من ملامحها، في مشهد بصري يطرح تساؤلاً عميقاً: من يرسم من؟ المرأة ترسم العالم أم العالم يرسم ملامحها؟. وقال الفنان العوضي: “يجسد هذا العمل – بتدرجاته الفيروزية وعمقه الرمزي – رحلة بصرية وإنسانية تجمع بين التراث والحداثة، وتعيد تعريف علاقة المرأة الخليجية بالفعل الإبداعي كفعل وعي وحماية وحرية في آن واحد.”

وأشار النحات التونسي د. محرز اللوز إلى عمله النحتي «ملامح في الصمت» قائلًا : “أقدّم عملاً يقترب من فكرة الوجه كفضاء للتأمل الإنساني أكثر من كونه مظهراً تشخيصياً. حاولت أن أستخرج من الرخام الأسود العُماني نفساً داخلياً للوجه الإنساني، لا يعبّر عن الملامح بقدر ما يستدعي حضورها في الذاكرة والصمت. فكل مادة تحمل ذاكرة خاصة، ومهمة النحات تكمن في الإصغاء لتلك الذاكرة حتى تُفصح عن جوهرها الإنساني.”

الفنانة المهندسة فيينا فؤاد عبّرت عن سعادتها بالمشاركة قائلة:”تشرفت بالمشاركة بأربعة أعمال تجريدية تعبيرية في معرض (وجوه)، الذي تنظمه جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بإشراف الأستاذ سالم الجنيبي. أهمية هذا المعرض تكمن في كونه فرصة للاطلاع على الأساليب والمدارس الفنية المتنوعة وتبادل الخبرات بين الفنانين والجمهور ومحبي الفن.”

وفي ختام الفعالية، عبّر الحضور والفنانون المشاركون عن تقديرهم الكبير لجهود الفنان سالم الجنيبي المستمرة، ولدور الجمعية البارز في دعم الحركة التشكيلية الإماراتية وتوفير منصات حقيقية للحوار الفني والإبداعي.

معرض وجوهيعدّ تجربة إنسانية تسعى إلى إعادة اكتشاف الإنسان من خلال وجهه، وإبراز قيم الهوية والتنوع والجمال والتسامح التي تشكل ملامح الروح في أبهى صورها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى