أخبار

“بيت الشعر” في الشارقة يواصل بالقصيد احتفاءه باليوم الوطني (54) للإمارات

المشاركون: د. طلال الجنيبي و رعد أمان ومحمود محمد علي و أميرة توحيد و د. جيهان إلياس

محمد عبدالله البريكي يتوسط المشاركين بعد تكريمهم من اليمين رعد أمان و د. طلال الجنيبي و محمود محمد علي و د. جيهان إلياس و أميرة توحيد

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظّم بيت الشعر في الشارقة الثلاثاء 9 ديسمبر / كانون الأول 2025 أمسية شعرية شارك فيها الشعراء د. طلال الجنيبي و محمود محمد علي  و رعد أمان، و أميرة توحيد بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة و جمع  من الشعراء و الفنانين و محبي الشعر، حيث يواصل “بيت الشعر” في الشارقة احتفاءه باليوم الوطتي (54)  لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقدّمت للأمسية د. جيهان إلياس.

استهلّ الشاعر د. طلال الجنيبي الأمسية بمجموعة من قصائده القوية لافتًا انتباه الحضور بأدائه المعبر، وفي قصيدته “نوافذ تتنفس” يطالع النجوم ليتنفس منها الأفكار:

رتق الضياء غمام أحلام الورى

لما درى ان الشعور به انبرى

  فلقد رآه يشاغب العين التي

تهَب الجمال لمن بإحساسٍ سرى

شتان بين الخوض دون معارجٍ

والخوض عبر الذات في قمم الذرى

ورحيل إدراك عن الحد الذي

إن قال لا أدري فحتمًا قد درى

اللون ليس سوى مزاجِ مواسمٍ

تتغلغل الأجزاء فيه إلى العْرى

والعطر ليس سوى اشتياقِ عارم

لحدائق تهب العبير لمن شرى

والصوت ليس سوى فرار صامت

عن صرخة عادت لتحفر أنهرا

والنوم ليس سوى مماتٍ حائر

وأعاده استيقاظ روح للورى

والحضن ليس سوى وفاء صارخ

لحنين جوع يستعيذ من القِرى

 والرقص ليس سوى ارتجاف كامن

ينتاب أطراف السكون ليعبرا

والصبر ليس سوى وعود ترتجي

لب الإجابة عن سؤال ما جرى

والفرح ليس سوى زوايا عاشق

قد زاره فيها الأذان فكبرا

والحزن ليس سوى نكاية خائف

ما احتاج فأسأ في القبور ليحفرا

كل الذي نحياه يغزل فكرة

تنساب فينا كي تراود مخبرا

فنرى وجوهًا باختلاف ملهم

والفرق يكمن بالذي فينا اعترى

تتلاقح النظرات حتى ترتدي

رأيًا يكرس للقناعة مظهرا

من لجة الأرواح تصعد غيمةً

أضحت على رسم المواقف أقدرا

تمضي إلى وهج النجوم فتنتشي

لغة الخيال المستفيق من الكرى

 لتصوغ حكمتها التي من بعدها

يمضي الجمال إلى المدائن والقرى

يسري ليشتعل الشعور مفسرًا

ماكان غيمًا ثم أمسى ممطرا

النجم والضوء المعانق جذعه

طاقات أحلام تطل على الورى

 وهل النجوم سوى نوافذ خلسةٍ

تتنفس الأفكار منها كي نرى

بعد ذلك،  ألقى الشاعر محمود محمد علي عددًا من قصائده منها قصيدته “نخلة في أرض الإمارات” حيث تغنى بالنخيل رمز الأصالة والانتماء و منها:

يا محورَ المجدِ الكبيرِ تعاهدي
مني الولاءَ ومنكِ كلَّ رطيبِ

يا لحنَ شادنةٍ وعش حمامةٍ
ومنابرا حَظِيَتْ بخيرِ خطيبِ

يا دولة رفعت أكف شبابها
تدعو لها … والله خير مجيب

أنا بالمحبة في ذراكِ سأرتقي
درجَ الطموحِ وألتقي بدروبي

بعده قرأ الشاعر الإعلامي رعد أمان عددًا من قصائده وسط إنصات الحضور باهتمام ، و منها قصيدته “شعب المعجزات” المفعمة بالدلالات على ما تتصف به الإمارات من  خير وإنسانية  ومبادرات استثنائية،  وفيها يقول:

ظمأُ الطموح يفيضُ في أحشائي

ويموجُ مُندفقَ القوى بدمائي

لا الأرضُ تكفيني ولا رحبُ المَدى

فسماءُ غاياتي بلا أمداءِ

وأرى الثريا دون ما أسمو له

أبداً نزوعي للقصيِّ النائي

وإذا استحثَّ المجدُ هِمَّاتِ الورى

أرنو إلى السامينَ من عليائي

بي فورةُ العزمِ العتيدِ وهمَّةٌ

تأبى وتستعصي على الإطفاءِ

أمضي وأستبقُ الرياحَ توثباً

والناعقونَ الناعبونَ ورائي

لا تستقرُّ عزائمي في موضعٍ

إلا إذا وطئَتْ ذُرى الجوزاءِ !

وطني بعزَّتهِ المهيبةِ يزدهي

متعاظماً في رفعةٍ وإباءِ

تدنو وتحني الشمسُ جبهتَها له

فيضمُّها بالشيمةِ السمحاءِ

وطني ومن أصل الكرامةِ تربُه

باقٍ طوالَ الدهر في الأُصَلاءِ

وطني كريمٌ في النوال كأنما

خُلقَت يداهُ من ندًى وسخاءِ

وطني بهيُّ الوجهِ طلقٌ مشرقٌ

يسبي الدنى برياضِه الغنَّاءِ

وطني (الإماراتُ) التي من شمسِها

حاكَ الوجودُ له رداءَ ضياءِ

أنا شعبُه الهاني السعيدُ وفخرُهُ

والمستهامُ بأرضِه الحسناءِ

أنا شعبُه الباني أُعلِّي شأنَه

ليظلَّ مؤتلقاً بكل سماءِ

أغزو الفضاءَ على ركابِ عزائمي

والمعجزاتُ الغُرُّ ملءُ فضائي

وبها أجيءُ على البسيطةِ مثلما

بَهِتَ الأنامُ لبيدِهِ الخضراءِ

أنا في النوائبِ إنْ أصابت أمةً

كنتُ المقدَّمَ دونما إبطاءِ

عوناً أمدُّ يدي وأذهبُ غائثاً

بالباذلينَ الصِّيدِ من أبنائي

إني أنا شعبُ المكارم والندى

شعبُ العطاءِ .. فأين مني الطائي ؟

وأنا الذي في كلِّ محفلِ صنعةٍ

ألقى صنوفَ المدحِ والإطراءِ

إنْ فاخَرَت أممٌ بأصغرِ منجَزٍ

فاخرتُها بالعلمِ والعلماءِ

أو حاولَتْ مجداً أقمتُ صروحَه

وسَطَرتُهُ بقصائدِ الشعراءِ

فأنا البيانُ طبيعتي لعروبتي

أوَ ليس منا سيدُ البُلَغاءِ ؟

يا مَن سألتَ عن السعادةِ ههنا

تلقى السعادةَ في زُهًى ورخاءِ

لو رُحتَ تطوي الأرضَ وهي وسيعةٌ

ما عدتَ غيرَ بهَبْوَةٍ وهباءِ

هي ههنا فينا وفي وطنٍ لنا

يذكو ثَراهُ بعابقِ اللألاءِ

هو جنةُ الدنيا وبهجةُ عرسِها

وطنُ الهدى والخير والنعماءِ

وتتجلى عاطفته في قصيدته “قلب شاعر” ، حيث يجلِّق بـ

“جناحينِ شفيفينِ من رؤًى ومشاعرْ”:

لعذارى كأنهنَّ جواهرْ

راح يهفو مولَّهاً قلبُ شاعرْ

زفَّه نحوهنَّ وحيٌ موشًى

بالدراريِّ والنجومِ الزواهرْ

سامياتٌ أحلامُهُ سابحاتٌ

في مفاضٍ عذبِ المناهل غامرْ

وعليها من الجمال دليلٌ

يفتنُ الروحَ حسنُه والناظرْ

يتسامى وللعيونِ انطلاقٌ

لجِنانٍ تندى بسحرِ المناظرْ

مستقلاً من الخيال جناحينِ

شفيفينِ من رؤًى ومشاعرْ

بين جنبيهِ مطمحٌ يتنزَّى

ومرامٌ مغردٌ في الخاطرْ

كلما خفَّ للرجاءِ وثوباً

أيقظَ العزمُ في حشاهُ مزاهرْ

فتغنّى وأفعمَ الكونَ شدواً

غارَ من عذب لحنِه كلُّ طائرْ

شاعرٌ يَنشُدُ القوافيَ أبكاراً

غِضاضاً منضَّراتٍ غرائرْ

يرتجيهنَّ للحياة شموساً

وبدوراً في كالحاتِ الدياجرْ

ليس يرضى القصيدَ إلا ابتهاجاً

وربيعاً .. ونغمةً .. وقياثرْ

ليس يرضاهُ غيرَ ما قالت الأنسامُ

للفجر فانتشى وهو سائرْ

يغزلُ الشعرَ من شعاعٍ أثيريٍّ

ومن عسجدِ السَّنا المتناثرْ

بُرَداً تزدهي بألوان دنيا

بسمَت للغرام والصبحُ سافرْ

تتزيّا بها الروابي فتبدو

كحسانٍ تصبو لغيمٍ مسافرْ

يا أخا الشعر إنما الشعرُ نفحٌ

من شذًى ينعشُ الجوانحَ عاطرْ

ونشيدٌ موقَّعٌ سَلسلته

يدُ وحيٍ في أكؤسٍ من سرائرْ

نغمةً إثر نغمةٍ وهي نشوى

تتهادى مع القوافي السواحرْ

كلما مسَّها رويٌّ وَلوعٌ

ضاءَ منها كأنهنَّ منائرْ

أو كغيدٍ تحاسدَت فيه ولهى

فتهادَت بين البحور سَوافِرْ

ففعولن تغارُ من فاعلاتن

ومفاعيلُ فعلُها جِدُّ آسِرْ

وأنا بينهنَّ روحٌ مُطيفٌ

في مدى الشعر مشرقٌ بالبشائرْ

إنما الشعرُ موكبُ الأملِ السائرُ بالأحلامِ الصِّباحِ النواضِرْ

لغدٍ يملأُ الوجودَ حياةً

بالمنى والنعيمِ والأُنس زاخرْ

هكذا أطلبُ القواقيَ أكواناً

من الفنِّ والجمال الباهرْ

وإليها يرقى خيالي على جنحٍ

فليس الخيالُ إلا مهاجرْ

أنظمُ الشعرَ للورودِ وللأنسام ..

للفجر .. للغيوثِ البواكرْ

لذواتِ الحجال للحبِّ للحسنِ

لرباتِه ذواتِ الأساورْ

إنني شاعرُ الغرامِ وأبقى

بقوافيهِ مغرماً وأفاخرْ

ليَ قلبٌ منغَّمُ النبض ولهانُ ..

على الفاتناتِ ليس بقادرْ

هو قلبٌ من معبد الحبِّ

والإلهامِ والوحي خفقُهُ المتقاطرْ

ذاكَ قلبي فلا تلُمه ودَعُه

مستهاماً فإنه قلبُ شاعرْ !

واعتلت المنصة الشاعرة أميرة توحيد  منشدة بعض قصائدها المتسمة بالسلاسة والشفافية . تقول في قصيدتها “ظِلٌّ على مَطلعِ التاريخ”:

ظِلٌّ على مطلعِ التاريخِ بالكُتُبِ

لم يَفْقَهِ الظِل ذَنْبـــًا عنكَ لمْ يَغِبِ

– انفُضْ غُبارَ النوى عن أعيُنٍ جَحَدَتْ

فيكَ الجمالَ ولمْ تُفصِحْ عن السَبَبِ

– أنتَ الجمالُ الذي ما عُدَّ أوَّلُهُ

ولن يكونَ لهُ نِدٌّ من العَجَبِ

– موروثُ عِشقٍ بهِ الأعماقُ ثائرةٌ

أنفاسُهُ اختَلَجَتْ في صدريَ الرَّحبِ

– مَهدُ الحضارةِ لم تُبْسَطْ وسائِدُهُ

إلَّا لقاهرةٍ مرموقةِ النَّسَبِ

– جُدرانُها اتَّكأَتْ فوقَ الدُّنا زَمَنًا

وأشرقتْ شمسُها من غيهَبِ الحُجُبِ

– سمراءُ تَقْهَرُ ليلَ الحزنِ بَسْمتُها

والفجرُ يولَدُ بين العينِ و الهُدُبِ

– تمشي فتَنْبُتُ من فستانِها مُدُنٌ

تُحيكُ قصَّتها ، والخيطُ من ذَهَبِ

– يا مصرُ يا موطنَ العشَّاقِ تَجمَعُهمْ

هذي العيونُ وقلبٌ نابضٌ عَربي

– يا فتنةَ الضوءِ ما للضوءِ من وَسَنٍ

لا تُبصِرُ الشمسُ ما يَعلو من الشهب

– فيكِ الأصالةُ والأمجادُ قاطِبةٌ
من جُعبَةِ العلمِ حتى صَفوةِ الأدَبِ

– يرقى جبينُكِ مَزْهوًا بطَلَّتِهِ
فالعِزُّ تاجُكِ والأخلاقُ إرثُ نَبي

– النيلُ يلثُمُ وجهَ الأرضِ في وَلَهٍ
يسَّاقطُ الغيمُ حباتٍ من العِنَبِ

– يا نيلُ رَتِّلْ من الألحانِ قافيةً
تعلو وتسبِقُ آيَ الشِّعرِ في الكُتُبِ

 

وفي قصيدتها “شمسُ اللغات” تصور  لغة الضاد التي “على عرشِ اللغات تربَّعتْ”:

* من جوهرِ المعنى إلى إيحائهِ

فإلى مجازٍ مدهشٍ بفضائهِ

* عرجتْ إلى طرفِ السماءِ تزيحهُ

كي تكشفَ الأسرارَ في عليائهِ

* درٌ يُلِّوحُ للعيونِ بريقُهُ

فتوهٌجت أنفاسُنا لسنائهِ

* شمسٌ على عرشِ اللغات تربَّعتْ

نسجتْ ذُرى الأمجادِ في أفيائِهِ

* حازتْ صنوفَ الحسنِ ملءَ حروفِها

آيٌ من الرحمنِ من آلائِهِ

 * ألفٌ ينصِّبُهُ الزمانُ منارةً

ويخلِّدُ التاريخُ سرَّ إبائِهِ

* والباءُ بحرٌ بالحضارةِ زاخرٌ

يسبي العقولَ بسحرِهِ وسخائِهِ

* والضادُ ملحمةٌ يردِّدُ صوتَها

كلُّ الذين تفرَّدوا بغنائِهِ

* والياءُ فوقَ حدودِ صمتي ملهمٌ

يَجني ثمارَ البوحِ عند ندائِهِ

* هي أولُ التاريخِ مهدُ بيانِهِ

و فصاحةُ المعنى جمانُ ردائِهِ

* أحيا أغرِّدُ ملءَ قلبي عشقَها

فيذوبُ عمري ومضةً بسمائِهِ

* تبقى بأخيلةِ الربيعِ يمامةً

بيضاءَ تغزِلُ حلمنا بضيائِهِ

* فاللهُ أورثها الخلودَ بفضلِهِ

والحافظونَ الفضلَ من نجبائِهِ

وفي الختام كرّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء المشاركين و مقدمتهم ، والتقط معهم صورة تذكارية.

 

 

 

 

 

ب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى