“امرأة البحر والذاكرة شعر لُباب أكرم قنبس” مجموعة تصور الوفاء للأرض والإنسان

أَيُّها الفَجْرُ؛

مَتى سَتَمُرُّ قَوافِلُكَ على بُسْتانِنا؟

الأَشْجارُ تُغَنِّي،

والعَصافيرُ تُقيمُ أَفْراحَها، …

تَتَهامَسُ كائِناتٌ،

وَأُمْنِياتٌ، …

وَقُطوفُ الحُبِّ

تَتَدَلّى على أَغصانِ القَلْبِ، …

يا مَنْ تَحمِلُ تاجاً إِلى صَبِيَّةٍ حالِمَةٍ،

يا مَنْ تَحمِلُ بِشارَةً لِنَحلَةٍ

تُعانِقُ وَردَةَ أَمَلٍ …

هذا نص من أجواء “امرأة البحر والذاكرة شعر لُباب أكرم قنبس” المجموعة التي صدرت في دمشق بأربعة وتسعين صفحة من القطع المتوسط، وفي مُقدّمة المحموعة كتب الأديب النّاقد الدّكتور إسماعيل مروة:

 ” تُصدِرُ الشّاعرة لُباب أكرم قنبس مجموعتها الشّعريّة (امرأة البحر والذّاكِرَةِ) لتكون حامِلةً ميراثَ الشّعر المُعتَّقِ الجميل، وما بين دمشق والشارقة، سورية والإمارات تنثر الشاعرةُ مياهَ بَحرها، وهي امرأةُ البحرِ الوفيّةُ للأرض والإنسان لِتُضافَ شاعِرةً إلى جِيْدِ الشِّعر العربيّ، وقد صاغت ذاكرتها قصيدةً حديثة أصيلة، حديثةً بشكلها، أصيلةً بمضمونها والمحتوى والغاية”.

وفي النص الذي تحمل المجموعة عنوانه تقول “امرأةُ البحرِ الوفيّةُ للأرض والإنسان” كما وصفها د. إسماعيل مروة:

 امرأةٌ

تَبْحَثُ عَنْ مَوْجَةٍ،

فالشّواطئُ ابتلَعَتْ ريقَها،

وما يَزالُ قَلْبُها

تَحُطُّ عَليهِ النَّوارِسُ،

يا امرأةَ البَحرِ،

ابتَسِــمي،

ابتَسِـمي حَتّى تَنطلِقَ الأمواجُ،

مَراكِبُ العُمْرِ واقِفَةٌ،

ابتسـمي،

فَفي مَحطّاتِ عَينيْكِ

ميلادٌ،

وَرِحلَةٌ،

تُغَنّي لَنا،

نُغَنّي لَها،

وَذاكِرَةُ النَّخيلِ والرَّمْلِ

تُخَبّئُ أحلاماً،

نَحنُ القادمونَ،

مِنْ أحلامٍ راوَدَتْنا

مِنْ رِمالِ الأرَقِ،

نَتضَوّعُ شَـــذا،

وَحِكاياتُ الغَوْصِ

أَبحَرْنا فيها،

فَتَلألأَتْ أصدافُ الأجيالِ،

وَها نحنُ اليومَ،

نَغرِسُ شَـــمْســـاً جَديدةً،

…………….

لامرأةِ البَحرِ،

ما تَزالُ ذاكِرةُ النَّخيلِ،

والرَّملِ،

والبَحرِ،

تُغَنّي،

فاقْتَربي يا سـَــيّـدتي،

فإنَّ نَوارسَ قلبي

لَكِ تُغَنّي …