أهزّ جناح شعري في السحابِ
وأسكبُ مُزنة الطرْف المذابِ
على عتبات من أودى بصبري
وأُجهشُ اذ يبادر بالعتابِ
أبا الزهراء ما بيديّ خيلٌ
مسوّمةٌ ولا رطبٌ جرابي
أجيئك وافراً بجراح نفسٍ
وأُوسعُ أُنملي ندماً بنابِ
أجيئُ تضيئ جرحي لؤلؤاتٌ
قوافيهن من ذخر العُبابِ
وشأنك ليس تُدركه شَرودٌ
معلاة المعارج والقبابِ
لأشكو حالهم وعصيَّ حالي
فتنكرُ حالتي سؤلَ الجوابِ!
أما للحق نارٌ لو غضبنا
لنقدحها بأكبادٍ غضابِ؟!
ولكن لا صلاح الدين يرضى
ولا كعب ستسلم من كلاب
نريق دماءنا والخون فينا
وما لدمائنا غير الذئابِ
أبا النورين هل في النفس نورٌ
لأستهدي إلى صُرُط الكتابِ
ظلاماتٌ ظلاماتٌ فأنَّى
تلفّتُ ثَمَّ مظلومٌ ببابِ
وهذا القلبُ يُدني لي هلاكاً
وما بيني ويومي غيرُ قابِ
وما بيني وبين من استقاموا
سوى نظَرات عُتبى واغترابِ
ولكن حسبه كتمان وجْدٍ
يعذبهُ فيدرأ ذا عذابي
بحبك سيدي سأردّ عمراً
أضاعته مطيات الشبابِ
فكل الناس قبلك يا حبيبي
يتامى يُتمَ أعشاب الروابي
فجئتَ تسائل الأزمانَ عنهم
وتُزجي الغيم في تلك الرحابِ
فزدتَ مكارمَ الأخلاق وحْياً
وساويتَ الصحابة بالسحاب
ولو شمساً يمينك ما تبالي
ولو بدراً شِمالك ما تحابي
فيا بشرى لمكةَ ذات برقٍ
سما تلقاءَ شِعب بني طِلاب
ويا بشرى لأقطار السماء
وللثقلين والأرض اليباب
ويا لله كيف فلحتَ صخراً
تجاهده على فصل الخطاب
فسبّح، ثم زحزح عنه ثقلاً
ورتّل أنْ: (على خُلق) عُجاب!
ولو فظٌّ فؤادُك ما استضاءوا
ولانفضّوا فُضاضاتِ الشهاب
دعوتَ العالمين لذكر يومٍ
إذ الرحمنُ مكشوف الحجاب
فليت المسلمين وقد تقالوا
أقالوا الدمع من همِّ التباب!
ولكن ويحهم تالله راحوا
يسومون المثانيَ بالتراب !
فباتوا مضربَ الأمثال بؤساً
ومرتعَ كل ضرب بالرقاب
نبيَّ الله ما قدمت زيناً
لتعذرني، أيشفع لي مصابي؟
أجيئك زائغ النظرات أكبو
ووِرْدك لا يغيّضه شرابي
لأنت مثابةُ القاصين مثلي
ويمتك الشفاعة في الإياب
صلاة الله مرسلة سلاماً
عليك وآلِ بيتك والصِحاب
زر الذهاب إلى الأعلى