علي بنُ أحمد بن حزم الظاهري، والحجاج بن يوسف الثقفي؛ إذا ذُكرا سبق الذهنُ إلى سلاطةِ اللسان وحدة السنان! فلم يعرف التاريخ لسانًا حادًا مثل لسان ابن حزم، ولم يخبر التاريخ سيفًا فيه رهق وجَنف كسيف الحجاج ابن يوسف الثقفي!
والعبارة المشهورة :”لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان”.عبارة صحيحة، تنبئُ عن صحتها وصدق واقعها! عبارةٌ –للأسف-سارت بها الركبان، وعمت الآفاق والبلدان..
تذَّكر العلماء والفقهاء هذا، ونسوا في خضم ذلك أصالة فقهه، وعلمه الأصولي وفكره الموسوعي !
فهو القابض على عقيدته،المتعصب لمذهبه، المخلص لقناعته، المؤمن بأهمية العقل ودوره في المعرفة، وهو الذي يعلي من شأنه ويمجده ويقول-الفصل ج1 / 82: “من أبطل العقل فقط أبطل التوحيد، إذ لولا العقل لم نعرف الله عز وجل”. وهو يعتبر العقل والحواس مصدرين رئيسيين للمعرفة في الإسلام ويقول: “المعرفة تكون بشهادة الحواس بأول العقل ببرهان راجع من قرب أو من بعد إلى شهادة الحواس”.
قالَ الإمام أبو العباس بن العريف (536 هـ = 1142 م):” كان لسانُ ابن حزم وسيف الحجاج بن يوسف شقيقين، فنفرت عنه القلوب، واستهدف الفقهاء وقته، فتمالئوا على بغضه، وردوا قوله، وأجمعوا على تضليله، وشنعوا عليه، وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامَّهم عن الدنو إليه والأخذ عنه، فأقصته الملوك وشردته عن بلادهم حتى انتهى إلى بادية، فمات بها في سنة ست وخمسين وأربع مائة. وفي هذا يقول أبو مروان بن حيان: “وكان “ابن حزم” يحمل علمه هذا “في مذهب أصحاب الظاهر ويجادل من خالفه فيه. . . فلم يك يلطف صدعه بما عنده بتعريض، ولا يرقه بتدريج، بل يصك به معارضه صك الجندل، وينشقه متلقعه إنشاق الخردل” . . انتهى.
وذكر ابنُ العريف أبا محمد.. ابن حزم – مرة أخرى- فقال:” أَمَا مَحْفُوْظُهُ فَبحرٌ عَجَّاج،وَمَاءٌ ثَجَّاج، يَخْرُج مِنْ بحره مَرجَان الحِكَم، وَيَنبت بِثَجَّاجه أَلفَافُ النِّعم فِي رِيَاض الهِمم، لَقَدْ حَفِظ علُوْمَ المُسْلِمِيْنَ، وَأَربَى عَلَى كُلّ أَهْل دين، وَأَلَّف (الْملَل وَالنحل) وَكَانَ فِي صِبَاهُ يَلْبَس الحَرِيْر، وَلَا يَرْضَى مِنَ المَكَانَة إِلَاّ بِالسَّرِيْر، وليس في وصف ابن العريف للإمام الحجة ابن حزم في ما تقدم شيء من التزيد أو المبالغة، فإن سيرة الرجل بطولها وعرضها تنطق على ذلك. فهو وحيدُ عصره بلا منازع، وفريدُ دهره بلا مدافع، فلا يشبهه عالم من العلماء ، ولا يماثله حكيم من الحكماء، ولا يقاربه أديب من الأدباء، وما ظنك بإمام – كما روى ياقوت -: مبلغ تآليفه في الفقه والحديث والأصول والنحل والملل وغير ذلك من التأريخ والنسب وكتب الأدب والرد على المعارض نحو 400 مجلد، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة، وهذا شيء ما علمناه لأحد ممن كان في دولة الإسلام قبله إلا لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، ولأبي محمد ابن حزم بعد هذا نصيب وافر من علم النحو واللغة وقسم صالح من قرض الشعر، وصناعة الخطابة. شاء الله أن تكون نشأة ابن حزم في بيت عزّ ومال وسلطان، وطالما افتخر بأنه يطلب العلم للعلم، لا يبتغي من ورائه عرضًا من أعراض الدنيا الفانيةكما كان غيره يفعل من طلاب العلم قديمًا وحديثًا، ويَتضَحُ ذلك في مناظرته مع فقيه الأندلس ومعاصره الإمام أبي الوليد الباجي- نفح الطيب- الذي قال: “أنا أعظم منك همّة في طلب العلم؛ لأنك طلبته وأنت مُعان عليه، فتسهر بمشكاة الذهب، وطلبته وأنا أسهر بقنديل بائت السوق، فقال له ابن حزم: هذا الكلام عليك لا لك؛ لأنك إنما طلبتَ العلم وأنت في هذه الحال رجاء تبديلها بمثل حالي، وأنا طلبته في حال ما تعلمه وما ذكرته، فلم أرجُ به إلا علو القدر العلمي في الدنيا والآخرة.وليس كلام ابن حزم هنا بكلام نظري مجرد،بل هو كلام مجرب خبير،فقد نال الوزارة، وسبر خبرها، وابتلى خيرها وشرها، رأى العلم فوق كل مرتبة، فانصرفت نفسه عنها، وطلّقها بتاتاً من تلقاء نفسه، وانقطع للبحث والتحرير، وعكف على الكتابة والتحبير. قال ابن حزم – رحمه الله- :
أنا الشمسُ في جوِّ السماءِ منيرة ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
ولو أنني من جانب الشرق طالع لجدَّ علي ما ضاع من ذكرى النهب
هنالك تدري أن للعلم غصّة وأن كساد العلم آفته القرب
فوا عجبا من غاب عنهم تشوفوا له، ودنوّ المرء من دارهم عيب
بيد أن شخصيةَّ ابنَ حزم على ما بها من خصال حميدة،ومكارم عتيدة، جمعت إلى ذلك صفات أخرى قد يعدُها بعض الباحثين صفات متناقضة،فهو من جهةٍ؛ذكيٌّ ألمعي، وحافظٌ لوذعي، وديِّن وَرِعْ ، ولينُ الطَّبِع ،وجميلُ الخَلقِ، وسمح الخُلُق، ومن جهة أخرى؛حدَّةٌ في الطبع،ورقة في الروع،وسرعة في الدمع، وزيادة في الانفعال، ورياضة في الانتقال من حال إلى حال.. يناظرُ العلماء،ويساجلُ الحكماء، ويناقشُ الأدباء، فإذا ما استكان إلى رأيه، واطمأن إلى شأنه، وآوى إلى ركن شديد،كشر عن أنيابه، وأبدى لهم أسبابه، وصار يتلعب بهم على سبيل التهكم والسخرية كما يلهو الأسد الهصور، بالغزال الأغن القَرور، وهو في ذلك كله لا يرجو لعالم أو شيخ وقارا.وَلقد سَاءَ النَّاسَ مِن ابن حزم صدور ذلك منه، وساءهم أكثر عنف عبارته،وشديد إشارته، وسوء طويته..غير أن الأمر عند ابن حزم له تفسير آخر، فلسان حاله يقول:
فأصبحت قد عنفت بالجهل أهله … وعرّيَ أفراس الصبا ورواحله
من أجل ذلك، انقسم الناس فيه فرقتين،فرقة مالأته على أمره وانحازت له بالكلية،وفرقةٌ ناوأته بالعداوة الشيطانية، وحرضت عليه الحكام،وأثارت عليه العوام. وقد خبر ابن حزم ذلك العنف من نفسه،وابتلاه من سلوكه، فاعتذر عن ذلك في كتبه، قال:“ولقد أصابتني علة شديدة ولدت علي ربوا في الطحال شديدا، فولَّد علي ذلك من الضجر، وضيق الخلق، وقلة الصبر والنزق أمرا حاسبتُ نفسي فيه، إذ أنكرت تبدُّل خلقي، فاشتد عجبي من مفارقتي لطبعي، وصحَّ عندي أن الطحال موضع الفرح، فإذا فسد تولد ضده”.
أما الاعتذار الثاني؛ فنحن نعتذر به عنه، فلكثرة ما أصابه من محن،وشراسة ما وقعت عليه من فتن، ونفور الناس منه، وازورارهم عنه، وسوء معاملتهم إياه،كل ذلك فجَّر في نفسه إحساسا بإرادة السوء به، وإنزال الأذى بساحته، فكان منه ما كان. ومنذ أن طبع المحلى عام “1349ه ” وقرأه الناس، ورأوا ما فيه، آمنوا بعلم ابن حزم وصلابته،وعزز ذلك عندهم فقههم ومهابته،وصدقوا وصادقوا على المقولة:”لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان” ، ولم يستطع أحد من الباحثين والمحبين لابن حزم -على كثرتهم- أن يعتذر بأكثر مما اعتذرنا به عنه. فماذا نصنع ، وكيف نعتذر، وبم ندافع كي نمحو هذه الُسبَّة من سيرته!؟
منذ عامين أو أكثر نما إلى سمعي حديثٌ عن نية الأستاذ الجليل الشيخ بشار عواد صاحب السيرة النقية، والهمة السنية،والتحقيقات الجلية…نيته في تحقيق كتاب المحلى لابن حزم، وذلك عقب انتهائه من تحقيق كتاب التمهيد لإمام الأندلس ابن عبد البر، وأنا كغيري من طلاب العلم، متابعٌ نهمٌ لكتابات وتحقيقات الشيخ العالم بشار عواد معروف”، ومما زادني اهتمامٌ بذلك غرامي الشديد لابن حزم ، وتطلعي إلى شيء جديد أقرؤه في نسخة المحلى الجديدة. وصدر الكتاب.. فأقبلتُ عليه إقبال المشوق اللهف، لأنظر من أين تؤكل الكتف ، وما ذلك إلا لأني كنت ارتقب بزوغ فجره،وظهور أمره، فلم ألبث أن عكفت على قراءة المجلد الأول عكوفاً لم تتطلع النفس مع قراءته إلى شيء غيره، .فأول ما راعني قول المحقق:لقد كان من نعم الله علينا …بتحقيق هذا الكتاب …بعد نضجٍ في العلم واستقرار في الفهم ..حصيلة أكثر من خمسين عاما في التأليف والتحقيق. وكاتب هذا الكلام فارس ميدان التحقيق، فقد أخرج للمكتبة الإسلامية أكثر من “400” مجلدا من أمهات كتب العلم؛ من حديث، وتاريخ، وعلل، وفقه، وشروح حديث، وكتب بيده غير مستعين بصديق أو رفيق، أو متكئاً على ما جدَّ واستحدث من وسائل، نحواً من مئتي ألف ورقة.
وإذا تَكامَلَ وَاسْتوى بَدْرٌ بَدا … في أُفْقِ طَلْعَتِهِ السَّنِيةِ فَرْقدُ.
ورحم الله الشافعي حينما قال :
بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
وليس المقام مقام حديث عن المحقق، فلهذا مقال آخر. إن الكلام على إبرازة كتاب المحلى الأخيرة والمعدلة، والتي سلك فيها ابن حزم منهجا جديدا أضحى من الضرورة بمكان أن ننبه عليه،وأن تغير فكرة طلاب العلم عنه وعن أسلوبه ، فقد أوضحت نسخة الكتاب الأخيرة تراجع ابن حزم –رحمه الله –عن أسلوبه الحاد، حيث صار أرق طبعا، وألين عريكة ، وفي رأيي لو لم يكن للشيخ بشار من الفضل إلا ردٍّ قالة السوء التي لصقت بابن حزم قرون طويلة، لكان عمله هذا إنجازًا كبيرًا، وصنيعًا خطيرًا يشكر عليه..فقد قابل المحق –مشكورًا- بين هذه النسخة الأخيرة وما سبقها من نسخ فتحصل له تخفيفًا لبعض ألفاظ ابن حزم الشديدة ، واستبدالًا للعبارات القاسية بما هو أخف وألطف وأجود، فمن ذلك مثلًا قوله :”القياسات الفاسدة” بقوله :”القياسات” دون زيادة. وقوله:”فإن شغبوا” بقوله :”فإن احتجوا”، وقوله:”القضايا الخبيثة بإسقاطه كلمة الخبيثة، وقوله :”شغفَ المالكيون” بقوله :”واحتج:…ومثل هذا كثير.
وقد تخوف المحقق حفظه الله- أن يكون هذا من فعل بعض النساخ دفاعًا عن مذهبه، ثم ما لبث أن ثبت عنده أن هذا من صنيع المؤلف لعدة أسباب من أهمها:
اتفاق نسخ الإبرازة الأخيرة على مثل هذا الحذف ، مع اختلاف نساخها، وأن الحذف شمل المذاهب كلها؛الحنفية والمالكية والشافعية،وهو يدفع من ظن غلطًا أن هذا من فعل بعض النساخ.
وبهذا البيان – على وجازته-يكون إطلاق العبارة السالفة فيه شيء من الظلم والتجني على هذا الإمام الكبير، الذي قدم لأمته ولغته ودينه ما يوجب الدعاء له والترضي عنه.
اجدت وابدعت وقلمك دوما اشكالي يطرح المواضيع ذات الطابع المختلف والمتميز .وهذا ما نحوته اليوم في مقالك هذا ويبقى ابن حزم كما قلت رقيقا حكيما وما طوق الحمامة الا بعض درره مع كامل محبتي واحترامي وتقديري لك د احمد الزبيدي .مهند الشريف
مقال “لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان” ممتع ومفيد كسائر مقالات الدكتور أحمد الزبيدي. ممتع للأدب الذي فيه والأسجاع التي ترصعه دائمًا والتي يتعمدها الكاتب تعمدًا في كل ما يكتب. بل لا يفوّت فرصة لاستعمالها كلما لاحت له سانحة قريبة أو بعيدة. فمن هذا قوله: الأسد الهصور والغزال الأغن القرور. وقوله: ظهور أمره وبزوغ فجره. وهكذا.
ومفيد لأنه يتناول سيرة رجل عظيم كابن حزمٍ الذي شغل الدنيا والناس في زمانه وإلى اليوم وترك آثارًا باقية.
ولقد كنت أتمنى أن يكون أكثر الحديث في المقال عن عنوانه المثير: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان. ولكن أكثر الحديث انصرف إلى غيره. كنت أتوقع مثلًا إيراد أمثلة على حدة لسان ابن حزم وجرائم سيف الحجاج. للأسف لم يكن شيء من هذا. ولا يكفي الاتكال على الصورة النمطية للرجلين في الأذهان في مثل هذا المقام ومثل هذا المقال.
في نظري أن مقارنة لسان ابن حزم بسيف الحجاج جائرة. فلسان ابن حزم لم يسفك دمًا ولم يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. فشتان بين هذا وذاك!
كان هذا الصنيع من العلماء ضد إبن حزم وضد غيره الكثير من العلماء،ناشئًا عن التحاسد والتزلف للسلطان،وكذلك ناشئ عن العصبيات المذهبية،والعمل على التحلل من الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه،ولذلك كان لتلك المواقف قديما وحديثا مساوئها وأثارها في التدهور الفقهي والإنحطاط الفكري، وهذا مما هو مستنكر شرعا،وحري بكل مسلم تقي أن يتحلل من ذلك ولا يكون كالببغى،كي لا يحرم نفسه من الوعي والإستنارة الفكرية والنقاء والصفاء الفقهي، وكي لا يغمط العلماء الأجلاء علمهم وقدرهم،أي لا ينكر عليهم فضلهم وعلمهم، فيحرم نفسه من جواهر وكنوز علمهم،ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:” ليس منا من دعى إلى عصبية”سواء العصبية للعرق،أم للفرقة،أم للطائفة،أم للحزب،أم للنحلة والمذهب،أم لشخص يحبه ونحو ذلك.
في البداية أرغب في شكر مجلتكم الطيبة التي تتيح هذه المساحة لمثل هذه الأقلام المحققة المؤرخة..
كانت البداية في توضيح حقيقة المهرج” شحرور” ثم حقيقة القائد العالم” قراقوش” ثم حقيقة دعوى نبوة المتنبي، ثم كشفتم حقيقة ” إخوان الصفا”، ثم رددتم الافتراءات عن حجة الإسلام،
وها أنتم اليوم تختمونها بتوضيح وإظهار حقيقة علمية ظلت خافية وغامضة على كثير من العلماء والباحثين طوال عشرة عقود…
فلله دركم وبارك بكم وبقلمكم وفكركم
الدكتور احمد ،،، دائما ماتطل علينا بجديد يكسر لهفة انتظارنا ويسبق توقعاتنا متجاوزا فنون الكتاب ولذة الشعراء ، في كل مرة تضع تحديا جديدا مابين النفس ورغبتها العطشى في القراءة والمعرفة وتتجاوز حد التوقع بماهو قادم ، بتنا ننتظر ونترقب ونحن نعي تماما ان الجديد يروي ظمأ النفس .
نتمنى لك التوفيق الدائم وان يعطيك الله بالقدر الذي تعطيه لقراءك ومتابعيك ومحبيك وان يمن عليك بالصحة والعافية
تحياتي للدكتور ولجميع المتابعين
اجد ان العنوان لسان ابن حزم وسيف الحجاج موفق علي خلاف ما علق د. جوهر
حيث ان هناك كتابات سابقة عديدة قرنت الرجلين علي خلاف المواضيع التي كتبت فيهما.
وكما تعودت التعليق الجملة المعهودة ان د. الزبيدي يضعنا علي الشاطئ لكي يبحر من هو مهتم بمعرفة المزيد او من يهمه الموضوع
فاذا أردنا ذكر تفاصيل الرجلين نحتاج الي أكثر من مقال
مع خالص احترامي وتقديري للجميع
وسعادتي لوجود منبر يتيح لنا التجديد
ابو كريم
اجدت وابدعت وقلمك دوما اشكالي يطرح المواضيع ذات الطابع المختلف والمتميز .وهذا ما نحوته اليوم في مقالك هذا ويبقى ابن حزم كما قلت رقيقا حكيما وما طوق الحمامة الا بعض درره مع كامل محبتي واحترامي وتقديري لك د احمد الزبيدي .مهند الشريف
في ميزان حسناتك دكتورنا الفاضل..
ورد الله عن عرضك كما رددت عن عرض أخينا الإمام العلامة ابن حزم الظاهري
سلمت يداك يا دكتور ومشكور على المعلومات القيمة
قرأت المقال وعلقت عليه بما يلي:
مقال “لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان” ممتع ومفيد كسائر مقالات الدكتور أحمد الزبيدي. ممتع للأدب الذي فيه والأسجاع التي ترصعه دائمًا والتي يتعمدها الكاتب تعمدًا في كل ما يكتب. بل لا يفوّت فرصة لاستعمالها كلما لاحت له سانحة قريبة أو بعيدة. فمن هذا قوله: الأسد الهصور والغزال الأغن القرور. وقوله: ظهور أمره وبزوغ فجره. وهكذا.
ومفيد لأنه يتناول سيرة رجل عظيم كابن حزمٍ الذي شغل الدنيا والناس في زمانه وإلى اليوم وترك آثارًا باقية.
ولقد كنت أتمنى أن يكون أكثر الحديث في المقال عن عنوانه المثير: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان. ولكن أكثر الحديث انصرف إلى غيره. كنت أتوقع مثلًا إيراد أمثلة على حدة لسان ابن حزم وجرائم سيف الحجاج. للأسف لم يكن شيء من هذا. ولا يكفي الاتكال على الصورة النمطية للرجلين في الأذهان في مثل هذا المقام ومثل هذا المقال.
في نظري أن مقارنة لسان ابن حزم بسيف الحجاج جائرة. فلسان ابن حزم لم يسفك دمًا ولم يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. فشتان بين هذا وذاك!
كان هذا الصنيع من العلماء ضد إبن حزم وضد غيره الكثير من العلماء،ناشئًا عن التحاسد والتزلف للسلطان،وكذلك ناشئ عن العصبيات المذهبية،والعمل على التحلل من الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه،ولذلك كان لتلك المواقف قديما وحديثا مساوئها وأثارها في التدهور الفقهي والإنحطاط الفكري، وهذا مما هو مستنكر شرعا،وحري بكل مسلم تقي أن يتحلل من ذلك ولا يكون كالببغى،كي لا يحرم نفسه من الوعي والإستنارة الفكرية والنقاء والصفاء الفقهي، وكي لا يغمط العلماء الأجلاء علمهم وقدرهم،أي لا ينكر عليهم فضلهم وعلمهم، فيحرم نفسه من جواهر وكنوز علمهم،ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:” ليس منا من دعى إلى عصبية”سواء العصبية للعرق،أم للفرقة،أم للطائفة،أم للحزب،أم للنحلة والمذهب،أم لشخص يحبه ونحو ذلك.
في البداية أرغب في شكر مجلتكم الطيبة التي تتيح هذه المساحة لمثل هذه الأقلام المحققة المؤرخة..
كانت البداية في توضيح حقيقة المهرج” شحرور” ثم حقيقة القائد العالم” قراقوش” ثم حقيقة دعوى نبوة المتنبي، ثم كشفتم حقيقة ” إخوان الصفا”، ثم رددتم الافتراءات عن حجة الإسلام،
وها أنتم اليوم تختمونها بتوضيح وإظهار حقيقة علمية ظلت خافية وغامضة على كثير من العلماء والباحثين طوال عشرة عقود…
فلله دركم وبارك بكم وبقلمكم وفكركم
السلام عليكم
عودتنا على ما هو جديد ونافع ولذا فنحن بالانتظار
ونود ان ننقرأ عن النصف الثاني من اسم المقالة
وجزاك الله كل خير
سلمت يمناك دكتورنا الغالي
ماشالله مبدع بكل مقالاتك
بارك الله فيك وأداام عليك الصحه والعافيه
الدكتور احمد ،،، دائما ماتطل علينا بجديد يكسر لهفة انتظارنا ويسبق توقعاتنا متجاوزا فنون الكتاب ولذة الشعراء ، في كل مرة تضع تحديا جديدا مابين النفس ورغبتها العطشى في القراءة والمعرفة وتتجاوز حد التوقع بماهو قادم ، بتنا ننتظر ونترقب ونحن نعي تماما ان الجديد يروي ظمأ النفس .
نتمنى لك التوفيق الدائم وان يعطيك الله بالقدر الذي تعطيه لقراءك ومتابعيك ومحبيك وان يمن عليك بالصحة والعافية
تحياتي للدكتور ولجميع المتابعين
اجد ان العنوان لسان ابن حزم وسيف الحجاج موفق علي خلاف ما علق د. جوهر
حيث ان هناك كتابات سابقة عديدة قرنت الرجلين علي خلاف المواضيع التي كتبت فيهما.
وكما تعودت التعليق الجملة المعهودة ان د. الزبيدي يضعنا علي الشاطئ لكي يبحر من هو مهتم بمعرفة المزيد او من يهمه الموضوع
فاذا أردنا ذكر تفاصيل الرجلين نحتاج الي أكثر من مقال
مع خالص احترامي وتقديري للجميع
وسعادتي لوجود منبر يتيح لنا التجديد
ابو كريم