أَيُّها العامُ الجَديدُ،
ما الَّذي فيكَ جَديدْ؟
حَوْلَنا الآلامُ تَتْرى،
وَبِها النّاسُ تَميدْ!
وَبِنا الآفاقُ كَمْ تَشتاقُ كَيْ تُصبِحِ أَوْ تُمْسي على حُلْمٍ رَشيدْ،
كُلُّنا ما بَيْنَ مِقْدامٍ وَمُرتابٍ وَمَذْعورٍ وَمَنْفِيٍّ شَريدْ!
لَيْتَنا مِثْلُ طُيورِ الأَرضِ نَغْدو، وَنَروحُ دونَ أَحزانٍ سِمانٍ،
وَمَعَ الأَيّامِ يَزْدادُ الرَّصيدْ!
أَيُّها العامُ الجَديدُ،
كَمْ تَغَشَّتْنا هُمومٌ،
وَلَها صرنا عَبيداً،
أَوْ إِلى مَنْ يَشْتَري أَفراحَنا نَحنُ العَبيدْ!
أَيُّها العامُ الجَديدُ،
يا بَشوشَ الوَجْهِ، يا فَجْرَ الأَماني،
قَد دَخَلْنا قَصرَكَ الزّاهي فَلا تَقْلِبْ لَنا ظَهْرَ المِجَنْ!
وارتَحَلْنا فيكَ نَشْدوكَ على أَبْهى فَنَنْ،
فَأَحِطنا يا مُنى الآمالِ بِالأَمْنِ؛ لِكَيْ نَشدو بِآمالِ الوَطَنْ،
واحضُنِ العالَمَ حُبّاً وَسَلاماً،
لا حُروباً قَطَّعَتْ أَرحامَنا ظُلْماً،
وَأَلْقَتْنا على شَطِّ الشَّجَنْ،…
أَيُّها العامُ الجَديدُ،
أَيُّها الطّائِرُ في نَجْوى حَياةِ العالَمينْ،
كُلُّنا فيكَ ابتِهاجٌ،
وَلَنا فيكَ الأَماني مُتْرَفاتٌ فَوْقَ أَهْدابِ النَّخيلْ،
فاحصُدِ الآلامَ مِنْ أَكبادِنا،
فَلَنا أَطفالُنا الآتونَ في نَهْرِ الحَياةِ،
وَلَهُمْ آمالُهُمْ تَشتاقُ أَنْ تَختالَ في عُمرٍ جَميل
زر الذهاب إلى الأعلى